الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة أثينا الثانية - 9 - ثورة روج آفا والأمة الديمقراطية

هشيار مراد

2019 / 2 / 14
القضية الكردية



تحدثنا كثيراً عن الماضي وعن التاريخ البعيد، وأتعبنا أنفسنا بالاقتناع إن كان ما حدث حقيقة أم خيال، لكن من الأفضل الآن أن نتحدث عن حاضر اليوم والحقيقة التي نراها بأعيننا.
إذاً... حديثنا سيكون عن "ثورة روج آفا"، التي بدأت في عام 2012م في شمال سوريا.

ثورة روج آفا (ثورة شمال سوريا)

بعد إخماد انتفاضة الكرد عام 2004م في سوريا ازداد النظام قمعاً ووحشية على الشعب الكردي، ومن أهم تلك المظاهر أخذ الأراضي المستأجرة من قبل المواطنين الكرد وإعطائها للعرب الموالين له، الذين أصبحوا مقيمين جدد في مناطق الكرد، وذلك بإحياء مشروع الحزام العربي في مناطق الجزيرة. حتى انه ازداد الاضطهاد على اللغة والثقافة الكردية، ووصل الأمر إلى منع الكرد من الاحتفال بعيدهم القومي (عيد نوروز)، هذا العيد الذي يحتفل به الكرد منذ أكثر من 2600 سنة؛ فكان كل هذا الاضطهاد والظلم سبباً ممهداً لقيام ثورة روج آفا (ثورة شمال وشرق سوريا) التي أعلنت في 19 تموز 2012م.
ثورة روج آفا هي ثورة شعبية قامت في "روج آفا" أو بالأحرى في شمال وشرق سوريا، حيث توحدت كل شعوب المنطقة من أجل تحرير مناطقهم "سرياناً وكرداً وعرباً.. مسلمين ومسيحيين". فكل القوميات والطوائف أصبحت يداً واحدة ضد رجس الشر في المنطقة، وبذلك تمكن شعوب شمال وشرق سوريا من تحرير مناطقهم محاولين تطبيق مشروع "الأمة الديمقراطية".
صحيح أن "ثورة روج آفا" هي ثورة شعبية، لكن روحها كردية، لأن الذين بدأوا الثورة والذين وحدوا الصفوف هم الكرد، والنخبة منهم يُعدون تلامذة للزعيم الكردي المعتقل في جزيرة إيمرالي التركية عبد الله أوجلان، الذي أطلق من معتقله فلسفة أو نظرية جديدة أطلق عليها اسم "الأمة الديمقراطية"، وهذه الفلسفة شرحها في مجلداته الخمس تحت عنوان "مانيفستو الحضارة الديمقراطية".

الأمة الديمقراطية

نظام المقاطعات (الكانتونات) هي أساس فلسفة الأمة الديمقراطية، حيث كل مقاطعة تعتبر شبه كيان مستقل، أي أن نظام الأمة الديمقراطية هو النظام الفيدرالي، لا وجود للمركزية المطلقة في هذه الأمة، بل انها عبارة عن اتحاد فيدراليات، وبهذا الاتحاد يتشكل الأمة الديمقراطية المنشودة، فهذا الاتحاد يعمل لصالح كل فيدرالية ضمنها، وكل فيدرالية تعمل لصالح الاتحاد، فالكل للجزء والجزء للكل.
في الأمة الديمقراطية الحقيقية لا توجد فروقات بين الرجل والمرأة، فالمساواة الحقيقية على كل الأصعدة هو الحل الجذري لإنهاء تسلط أحد الجنسين على الآخر، والحقوق الثقافية محفوظة لكل الشعوب التي تنتمي إلى هذه الأمة، وحرية الانتخاب والترشح مفتوحة أمام كل القوميات والشعوب في الأمة.
الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية هي الغذاء الرئيسي للأمة الديمقراطية، فهذه المبادئ هي الوحيدة التي تجعل هذه الأمة على قيد الحياة.
لعل ما ذكرناه بعد لم يتحقق في روج آفا وشمال وشرق سوريا عموماً بشكل كامل، ولكنها في الطريق الصحيح لتحقيق ذلك. فالكرد اليوم والشعوب المتحالفة معهم ليسوا بعيدين عما حققوه قبل 2631 سنة في أيام الإمبراطورية الميدية... وكذلك قبل 822 سنة في أيام الإمبراطورية الأيوبية... فالتاريخ دوماً يعيد نفسه... والقدر في هذه المرة في صف الكرد والشعوب المتحالفة معهم...
فأحفاد الميديين اليوم وبفكر أوجلان باتوا يريدون كسر قيود العبودية للوصول إلى الحرية والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب