الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


100 سنة على اغتيال روزا لوكسمبورغ و كارل ليبكنيخت (الجزء الثالث)

آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي

(Roubi Adam)

2019 / 2 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نستكمل وإياكم سلسلة المقالات التي تتطرق إلى الجريمة الشنعاء، التي ارتكبتها الرأسمالية في حق إثنين من القادة الإشتراكيين بألمانيا قبل 100 سنة من الآن أي سنة 1919، بحيث تطرقنا بإيجاز إلى حياتهما السياسية والفكرية، ككاتبين وناشطين سياسيين معروفين بنشاطهم وسط الحركة العمالية الألمانية والأوروبية، وسنتطرق خلال هذا المقال إلى الوضع العام الذي عرفته آلمانيا أثناء هذه الجريمة والذي يعد أمرا مهما باعتباره وضعا ثوريا متميزا عرف شروطا موضوعية جد معقدة ومعطيات عديدة متداخلة سنحاول ان نبرز بعض تفاصيلها، قبل ان نتطرق في المقال القادم للتفاصيل الكاملة لجريمة الإغتيال السياسي التي طالت روزا و كارل ليبكنيخت.
- الوضع العام لألمانيا:
1- انتهاء الامبراطورية القيصرية و نشأة الجمهورية " فايمار ":
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الاولى، والتي كانت تسمى آنذاك أي من سنة 1871 إلى سنة 1918 بالإمبراطورية القيصرية الألمانية وتسمى كذلك احيانا بالرايخ الثاني التي وحدها بيسمارك ونصبت فيلهلم الأول وبعده فريديريك الثالث وبعد فيلهلم الثاني ملك بروسيا الذي زار طنجة ومعروف لدى المغاربة ب ويليم الثاني. وبعد قبول ألمانيا بمعاهدة فيرساي التي أقرت مسؤوليتها الوحيدة عن الخسائر وتخليها عن أراض واسعة لفائدة بلجيكا وفرنسا والدانمارك..و وسط نداءات بعض القوى لعدم القبول بتلك التنازلات ستعطي قيادة البحرية الالمانية أوامرها للسفن البحرية الالمانية من جديد بمهاجمة الاسطول الانجليزي، ووسط التذمر الشعبي من الحرب بسبب الخسائر التي تكبدتهم الطبقات الشعبية التي يدفعون ضريبة تلك الحروب ماديا ومعنويا، سيؤدي ذلك الى انتفاضة البحارة في ميناء كيل شمال ألمانيا، بعدما رفضوا أوامر قادتهم، لتكون الشرارة التي ستمتد بعد ذلك لاحتجاجات في برلين وبقية أرجاء البلاد، ستتوج بثورة نوفمبر 1918 ليهرب خلالها القيصر ويتم اعلان سقوط الحكم القيصري واعلان الجمهورية الألمانية، أو ما سمي ب "جمهورية فايمار".
إلا أن ولادة تلك الجمهورية لم يكن بالأمر السهل، كما أن التخلص من هذا الحكم الاوليغارشي الذي يحتوي على بقايا الإقطاع متمثلة في الملكية الألمانية لم يتم بين ليلة وضحاها، ولكن تطلب أعمالا ثورية عظيمة امتدت لسنوات فكل شيء قديم لا يمحى ضربة واحدة، وتبقى تأثيراته في الجديد دوما، هكذا بقي العديد من أنصار الحكم القيصري، والعديد من الجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، يكونون جزء من الجيش الألماني، الذي سعا إلى جانب أول حكومة مؤقتة للرايخ أن يطفؤوا لهيب الثورة المنبثق و أن يحاربوا الديمقراطية والإشتراكية بإسم الديمقراطية والإشتراكية.
2- الصراع الطبقي في المانيا، الحكومة البرجوازية وخطة الشيوعيين:
ففي حين كانت روزا وكارل ليبكنخت ممن يدعون إلى تطبيق تعاليم الإشتراكية وذلك بمنظمتهم المسماة رابطة سبارتاكوس والتي كانت لسان حالها جريدة سبارتاكوس وذلك عن طريق خطة تتلخص في ما يلي:
-إقتصاديا: تأميم الصناعة و نزع أراضي كبار الملاكين.
- سياسيا: نزع السلطة السياسية من النخبة الألمانية وخاصة القديمة منها وتفويض المجالس العمالية بكامل السلطات السياسية في البلاد.
كل ذلك تم رفضه من طرف الحكومة الإنتقالية التي كانت تحت سيطرة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، في شخص زعيمها فريدريش إيبرت، و كذلك فيليب شايدمان، الوزير السابق في مجلس الوزراء الامبراطوري الماضي. الذين قرروا الابقاء والتحالف مع النخبة السلطوية القديمة و الدعوة في أقرب ظرف سياسي ودون أي تغيير بتشكيل جمعية وطنية تأسيسية تشرف على انتخابات برلمانية لتكوين نظام برلماني جمهوري.
كانت نتائج ذلك انسحاب عصبة سبارتاكوس (التي أسستها روزا لوكسوبورغ وكارل ليبكنيخت)، من الحكومة ، و اتخاد القرار بالخروج إلى الشارع كحل لحسم السلطة السياسية لفائدة الشعب. كان ذلك منذ شهر دجنبر 1918، فيما عرف بأحداث عيد الميلاد التي سماها ثوار سبارتاكوس (نسبة لعصبة سبارتاكوس)، بأحداث ميلاد إيبيرت الدموي، بعدها بأيام وبعد إعلان روزا لوكسبورغ و كارل ليبكنخت عن تأسيس الحزب الشيوعي الألماني بعدما قدمت روزا لوكسمبورغ برنامج سبارتاكوس يوم 31 ديسمبر، كانت قد كتبته في 10 ديسمبر 1918. ليتم تبنيه ليكون برنامج الحزب مع بعض التغييرات، وأشارت لوكسمبورغ فيه أن الحزب الشيوعي الجديد لن يتولى الحكومة بدون أغلبية شعبية واضحة. وطالبت بمشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية المزمعة، لكن رُفِض طلبها. وتشبت معظم قيادات وقواعد الحزب بامكانية الوصول للسلطة عن طريق الاضرابات العمالية والعصيان المدني لعموم الجماهير، وكان من بين من تبنوا هذا الرأي كارل ليبكنخت، فسعوا الى اقناع القيادات النقابية وكوادر الحزب للسيطرة على المجالس و اسقاط الحكومة عبر الاضراب العام. الشيء الذي عارضته روزا و بعض قيادات الحزب الشيوعي. إلا ان العمال خرجوا بالفعل واحتلوا بعض الاحياء ليستكملوا الشوط الثاني من أحداث عيد الميلاد، هاته الاحداث التي عرفت بانتفاضة سبارتاكوس المسلحة، والذي كان في الفترة من 5 يناير 1919 إلى 15 يناير 1919.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو