الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول -النعوت شبه الطوطمية- في المجتمع الأمازيغي (أرغن / هرغة نموذجا)

الحسين أيت باحسين

2019 / 2 / 14
المجتمع المدني


أثناء الاشتراك في بعثة أركيولوجية في "إيكَيليز ن وارغن" (إيكَيليز هرغة)؛ وذلك بهدف البحث، من خلال طوبونيميا المنطقة ومن خلال الذاكرة الجماعية لساكنة المنطقة؛ عما تبقى من ذاكرة الجماعة من تمثلات وصور وذكريات عن ابن تومرت؛ "مؤسس الدولة المحدية"؛ وعن نشأة دعوته ومشروعه السياسي؛ لفت انتباهي، وأنا أحاول وضع وضع خطة عمل للبحث في الجوانب الطوبونيمية لمنطقة أرغن (هرغة)، وخاصة منها المجاورة والمباشرة لموقع "إيكَيليز ن وارغن"، وجود عادة نعت المجموعات السكانية للمنطقة بعضها البعض بنعوت شبه طوطمية. فتذكرت أنني سمعت عن نفس التنابز بنعوت شبه طوطمية بين مجموعات سكانية في مناطق أخرى في كل من قبيلة "ؤنزوطّ" (مزوضة)، و"أولاد برحيل" بإقليم تارودانت، كما تذكرت مقالا بمجلة "هيسبيريس" (HESPERIS) حول نفس الموضوع بخصوص جبالة، وأخبرني باحث في مركز الدراسات التارخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بأن الظاهرة موجودة أيضا في منطقة طاطا. وبدون شك فإن الظاهرة قد كانت تعم محتلف المناطق القبلية بالمغرب، إن لم تكن تعم منطقة شمال إفريقيا في وقت من الأوقات؛ كما تكهنت بذلك من خلال مذاكراتي مع مهتمين بالموضوع بعد ذلك. وقد تأكد لي، فيما بعد، أن الظاهرة كانت جد منتشرة في مختلف مناطق المغرب، إلى أواسط القرن الماضي؛ وكانت؛ في كثير من المناسبات سببا لصراعات لم تُحمد عواقبها في أغلب الأحيان بين المتنابزين؛ ولكن مع الجيل الحالي أصبحت مجرد مادة للتنكيت في ما بين "المتنابزين". وحين كنت بصدد جمع وتدوين مختلف المعطيات المتعلقة بالظاهرة، كان الأشخاص الذين هم بمثابة مصادري، في جمع وتدوين المعطيات الخاصة بالظاهرة، يبتسبون وهم يخبرونني بالنعت الذي كان من نصيبهم في تلك الحرب التنابزية التي ولت إلى غير عودة، إلا فيما يتعلق بالبحث عن دلالاتها السوسيولوجية والأنتروبولوجية.
وفي هذه الحلقة أورد ما تمكنت من جمعه وتدوينه في منطقة أرغة (هرغة) المباشرة لموقع البعثة الأركيولوجية التي أشرف فريق الأستاذ عبد الله فيلي في ربيع 2010. ونظرا لبقايا بعض الحساسية تجاه الظاهرة عند بقايا الجيل السابق، ولكون أغلبية سكان أرغن يعتبرون أنفسهم، كما اعتبر ابن تومرت نفسه، شرفاء أدارسة؛ فإنني لن أذكر أسماء مصادري، وكل ما أستطيع أن أذكره هو أن بعضهم من أعيان دوار تيفيكِّت المجاورة لجبل إيكًيليز موقع البعثة الأركيولوجية وموقع انطلاق الدعوة الموحدية، كما أن بعضهم كان من بين فرق المشاركين في عمليات الحفر بالموقع ومن ساكنة المناطق المجاورة للموقع الأركيولوجي.

أولا: "النعوت شبه الطوطمية" حسب ما تم الاتفاق عليه من طرف بعض أعيان "تيفيكُّيت":
- ئغيال (الحمير) لأهل تيفيكّيت؛
- ئد بويسلمان (ذوي الأسماك) لأهل تيدريوين (علما أن ساكنة تيدريوين يوجدون في الوادي المجاور لإكًيليز)؛
- ئد بولحنّا (ذوي الحناء) لأهل مكًنون؛
- ئكًرا (الضفاضع) لأهل تيغمرت (المدشر الذي ينتمي إليه المهدي بن تومرت؛ والذي يدعى إلى اليوم محليا، "ؤتغمرت"، وبدون شك تحريف هذا الإسم هو الذي قام عليه أسم "ابن تومرت"؛
- ئد بييّيركان (ذوي الوسخ) لأهل تيفركي؛
- ئد بوتلخشا (ذوي البيصر أو ذوي البيصارة: أكلة شعبية) لأهل تاشتول أو تاشتولت؛
- ئكًضاض (الطيور) لأهل ئكًضاض؛
- ئد بوماغوس (ذوي القطران، ذوي شراب الرومّان المر) لأهل تيزكًي.

ثانيا: "النعوت شبه الطوطمية" حسب ما تم الاتفاق عليه من طرف بعض فرق المشاركين في عمليات الحفر بالموقع ومن ساكنة المناطق المجاورة للموقع الأركيولوجي:
- ئكًرا (الضفاضع) لأهل تيغمرت (المدشر الذي ينتمي إليه المهدي بن تومرت؛ والذي يدعى إلى اليوم محليا، "ؤتغمرت"، وبدون شك تحريف هذا الإسم هو الذي قام عليه أسم "ابن تومرت"؛
- ئبلحنّاتن، ئد بولحنّا ((ذوي الحناء) لأهل مكًنون)؛
- ئد بويسلمان (ذوي الأسماك) لأهل تيدريوين (علما أن ساكنة تيدريوين يوجدون في الوادي المجاور لإكًيليز) وكذلك لأهل ئمكًّونسا؛
- ئسوقّين، ئد بوتلخشا (السود، ذوي البيصارة) لأهل تاشتولت وئكُضاض؛
- ئد بويسلاويين (ذوي قرع الماء) لأهل أيت عباس؛
- ئد بوماغوس (ذوي القطران، ذوي شراب الرومّان المر) لأهل تيزكًي؛
- ئغيال (الحمير) لأهل تيفيكّيت ولأهل تاسشّيموت ولأهل أيت رّشيد؛
- ئد بويسلمان (ذوي الأسماك) لأهل أيت حساين؛
- ئد بيّيغد (ذوي الرماد) لأهل ئمسكر؛
- ئد كًينّوز (البلهاء) لأهل أكًلز ولأهل تومليلين ولأهل أمزلو؛
- ئد بوتلمزّيط (ذوي الروث) لأهل تيليمزديغ؛
- ئد بولاكساب (ذوي المواشي) لأهل ئمينغاز؛
- ئكًرا (الضفاضع) لأهل تاموست؛
- ئمجّاض (القرع، الأجارب، ج. أجرت = القرع) وئد بويّيركان (ذوي الأوساخ) لأهل تيفركي، واوسلكًوط ئمرغاد؛
- ئغيال (الحمير) لأهل تيفيكًّيت.

وتجدر الإشارة إلى أن الحديث مع بعض الأشخاص المشاركين في عملية الحفر الأركيولوجي أخبروني بوجود إسمين لحلفين تتوزع بينها مداشر وقبيلة أرغن؛ لا تنتمي للأحلاف المعروفة حتى الآن في كل من الأطلس الصغير والأكلس الكبير، وستتم العودة إلى هذا الموضوع في مقالة أخرى؛ بعد استكمال ما تم الحصول عليه من نعوث شبه طوطمية تلعب دورا مهما في الحفاظ على توازنات التشكيلة القبلية.

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟