الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عنف لفظي ورمزي، أردّ عليه بلطف ديونتولوجي: إلى كل صديق يساري هاجمني قبل أن يقرأني!
محمد كشكار
2019 / 2 / 15سيرة ذاتية
التهمة الموجة إلى ما أنشر في الفيسبوك من قِبل الذين (في تفكيرهم الحالي) يذكرونني بشبابي في السبعينيات والثمانينينات في جمنة والتسعينات في تونس: "أنت قاسٍ في نقدك لليسار وتُمسّح على النهضة تمسيحًا".
سأدافع عن نفسي، وبسبب حبي واحترامي لهم جميعا فلن أيأس من مجاملتهم على مستوى العلاقات الذاتية، رغم أنني شبه واثق أن حججي التي كررتها على مسامعهم مرات عديدة لم ولن تقنعهم ولم ولن تُجديِ في هذا الباب نفعا:
- أنا قلتها وأعيدها: أنا أكتب لإشباع متعتي الفكرية الخاصة ولست داعية فكري، لذلك لا ولن يضيرني إن قرأني واحد أو ألف، ولم أفرض يومًا أفكاري على أحد، وللتوضيح أكثر أنا أكتب -دون أجندا- ما يحلو لي من انطباعات شخصية لا تلزم أحدًا غيري، وأنشر في صفحاتي الخاصة فقط ولستُ مسؤولا البتة عن تأويل الآخرين. ومَن يقصدني ويطرق بابي، فلْيطرقه بلطف أو يمرّ غير مأسوف عليه. أنا أعي ما أكتب ومَن قصد شيئا مخالفا لفكرتي فلينشر والحمد لله أننا متساوون في النشر بفضل الفيسبوك الذي أعطاني حريتي وأطلق "فأرتي" والسلام وبيني وبينهم نقرة.
- منذ أن أنشأت حسابي الفيسبوكي سنة 2008، لم أسبّ ولم أشتم أحدًا مهما كان انتماؤه الديني أو الإيديولوجي، أما الذين شتومني فقد أجبتهم بمثلها ثم حذفتهم من قائمة أصدقائي الافتراضيين، لكنني في المقابل لم ولن أحذفهم من تاريخ حياتي، ولن أستطيع ذلك حتى ولو أردت، فالعقل يأمر والقلب لا ينفذ، ولأنهم قطعة من شخصيتي وكنز في حياتي وما يزالوا إلى اليوم وغدا أصدقائي وجلسائي في المقهى.
- نشرت حتى اليوم حوالي 10.000 مقال: ثلثهم منقول عن نقاد مشهورين للفكر اللاهوتي أو الإيديولوجي الإقصائي التكفيري وعلى حد قولهم: "مَن خالف أبو هريرة أو ماركس فهو كافر". حوالي 100 مقال منهم نقدا للتدين الإسلامي المزيف السائد -للأسف الشديد- في مجتمعاتنا العربية الإسلامية. حوالي 50 مقال نقدا لحزب النهضة، وضعف هذا العدد تقريبا نقدا لليسار. فهل أتحمل يا تُرى تهجم مَن لا يقرأني؟
- أيها القارئ العرضي المحترم، لستَ مجبرا ولا مطالبا أن تقرأني كاملا، وثق أنه لن ينقصك أو يفوتك شيء، لكنك وفي هذه الحالة أصبحت غير مؤهل للحكم على فكري المتواضع، لكن إذا أردت أن تحكم عليَّ بالعدل فلا خيار أمامك إلا سماع مرافعتي المتواصلة منذ سنة 2008، أما القارئ الناقد الحصيف الجاد الجيد، فهو مجبر على قراءة الكتاب إلى آخر صفحة حتى ولو كان طويلا مملا مقرفا، قبل "أن يكيل التهم على الحساب قبل أن يقرأ الكتاب"، والله يهدي مَن ينتقد عملا فكريًّا لم يقرأه!
- ليس ذنبي بل أراه من حسن حظي أن يحترمني بعد الثورة أصدقاء جدد (حقيقيون وافتراضيون) متدينون ونهضاويون، وفي الوقت نفسه ماذا اقترفتْ فأرتي من جرم سوى النقد الهدام-البنّاء، وصل الأمر إلى حد أنني ما جالست يساريا إلا ونبزني وأحبطني إلا ما قلّ وندر. والنقد العلمي هدام أو لا يكون، وكل هدم يتبعه بالقوة بناء، والنقد فردي أو لا يكون أما البديل فهو بالضرورة جماعي أو لا يكون.
- يقول لي بعض أصدقائي اليساريين المقرّبين المحترمين: "نقدك للاتحاد والجبهة الشعبية يستغله النهضاويون لأغراض حزبية". أرد عليهم قائلا بصدق: "لو اتعظ الاتحاد والجبهة الشعبية من النقد عموما (أنا يا سيدي، أعتبر نفسي ناقدا نكرة، أما نقاد الجبهة الآخرون فهم يساريون مشهورون مثل جيلبار النقاش وشقروش والفتاتي وغيرهم كثير)، فلو اتعظ الاثنان لَما كان حالهما اليوم على ما هو عليه ولَما وَظف خصومهم السياسيون هذا النقد الهدام ضدهما". يقولون: "مش وقتو". أقول: "ومتى كان وقتو، مات ماركس وأنجلس وروزا ولينين وستالين وماو وجيفارا، والعمال السوفيات ينتظرون جنة البروليتاريا الوهمية الموعودة، أما زملاؤهم الغربيون واليابانيون والكوريون الجنوبيون فقالوا: "هذا وقتو - قبل قليل مش وقتو - بعد قليل مش وقتو". حسّنوا فعليا ونسبيا مستوى معيشتهم المادي والاجتماعي دون ترقب المنقذ المخلّص المهدي المنتظر. من الطبيعي أن لا ألوم الغرباء من اليساريين المهاجمين على سوء الظن بي وعلى اعتقادهم أنني أنفذ أجندا حزبية لصالح جهة منافسة، أما الغير طبيعي أن يسيئ الظن بي أصدقائي الذين يعرفونني حق المعرفة منذ أربعين أو عشرين عاما، يعرفون فقري وفشلي ونظافتي وصدقي وحبي لهم وللناس جميعا دون تمييز من أي نوع.
- أجندتي الوحيدة هي عفويتي واستقلاليتي ومحاربتي التبسيط والغباء والحماقة والتفاهة والسطحية والخبث والانتهازية والتزييف والخطاب المزدوج. أحاربهم حيث ما وُجِدوا، في الفكر الإسلامي اللاهوتي التكفيري الإقصائي وفي التعصب الإيديولوجي القومي أو اليساري. أحاربهم بطريقتي العلمية التي تعلمتها من اختصاصي الأكاديمي "إبستمولوجيا البيولوجيا"، طريقة تتجنب العنف والمواجهة الوقحة والإقصاء والتكفير الديني والإيديولوجي، وكما قال الفيلسوف اليساري المغربي عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". ومجتمعنا التونسي عربي مسلم، شاء اليسار التونسي اللائكي أم أبَى!
- أنهِي مرافعتي متوجها إلى بعض رفاقي اليساريين المقرّبين بكل محبة و تقدير واحترام: "لا يستطيع أن ينقد عِلم البيولوجيا إلا إبستمولوجي (ناقد المعرفة) درَس البيولوجيا، ولا يستطيع أن ينقد اليسار إلا يساري مستقل غير منتمٍ وسبق له أن عاشر اليساريين اجتماعيا أربعين عاما، ولا يستطيع أن ينقد النهضاويين بعمق إلا نهضاوي، أما أنا فلم أعاشر اجتماعيا النهضاويين إلا بعد الثورة فنقدتهم على قدر معرفتي الحديثة بهم ولا تنتظروا مني أن أعادي أو أشتم مَن يبجلني ويكرّمني دون أن يحاول ولو مرة أن يستقطبني لحزبه -ولو حاول لَفشل- كما لا تنتظروا مني أن أصبر على أذاكم إلى ما لا نهاية فأنا بشر متواضع حساس ضعيف لكن أعلمكم أن النقدَ فكرٌ وعلمُ، والعلم والفكر شيآن صلبان قويان لا يلينان ولا يتواضعان ولا ولن ينحنيا لأحد أبدا ولا سلطان عليهما غير سلطان العقل".
إمضاء
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا واقتداء بالمنهج العلمي أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر