الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرونولوجيا الثورة السورية ,من آذار 2011 حتى حزيران 2012 : وثائق ردود الفعل الدولية

محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)

2019 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المقدمة
كانت المرة الأولى التي يستخدم فيها أحد الشخصيات البارزة في الأمم المتحدة وصف ما يجري في سوريا على أنه "حرب أهلية" تعود إلى 12 حزيران / يونيه 2012 وذلك حسب ما جاء على لسان هيرفيه لادسوس الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف ببعثات حفظ السلام (1)
و من المعلوم أن احتجاجات ما يعرف بـ"الربيع العربي" ابتدأت في مدينة درعا جنوب سوريا في منتصف آذار-مارس 2011 ،و طالبت حينها بالإصلاح السياسي و الإفراج عن السجناء السياسيين, وعمت المظاهرات مدن سورية أخرى رغم قمع الحكومة للمتظاهرين و الشروع أسميا برزمة إصلاحات شملت بدء من نيسان -ابريل 2011 رفع حالة الطوارئ المفروضة على البلدان قبل نحو 48 عاما , وبحلول حزيران-يونيو 2011 ابتدأ ظهور المسلحين كمؤشر على دخول الانتفاضة السورية مرحلة جديدة. و انقلب الوضع -مع استمرار الاحتجاجات- منذ العام 2012 إلى ما يشبه حرب أهلية , حين استولت المعارضة على بعض القرى (و أجزاء من المدن , مثل حمص) ليصبح القتال ضد القوات الحكومية أكثر تطورا و ضراوة . و مع بداية حزيران-يونيو 2012 بدأ المعارضة المسلحة [المتمردون] في السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي , لاسيما على طول الحدود السورية-التركية(2). وترصد هذه المذكرة بشكل توثيقي ردود الأفعال و التطور الحاصلين على الصعيد الدولي اتجاه الأحداث في سوريا ضمن الفترة ما بين آذار-مارس 2011 إلى حزيران-يونيو 2012 , بما في ذلك ردود الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ردود أفعال الدول الكبرى العالمية و الإقليمية المعنية .
مجلس الأمن الأمم
ناقش مجلس الأمن الوضع في سوريا في ست مناسبات على الأقل[خلال الفترة التي توثقها هذه المذكرة] استطاع أن يتخذ قرارات في اثنتين فقط منهما , دون أن يكون بينها ما ينص على فرض عقوبات دولية من الأمم المتحدة ضد الحكومة السورية. وفيما يلي نتائج المناقشات الرئيسية لمجلس الأمن بشأن سوريا:
أصدر مجلس الأمن أولاً ، في آب- أغسطس 2011 ،ما يعرف بـ "البيان الرئاسي" [وهي وسيلة تمكن المجلس من التعبير عن رأي يتفق عليه أعضاء المجلس دون أن يكون له صفة ملزمة قانونيا مثل قرار المجلس (3).] و تضمن البيان الرئاسي ما يلي" يعرب مجلس الأمن عن بالغ قلقه إزاء تدهور الوضع في سوريا , كما يعرب عن أسفه العميق لمقتل المئات من الأشخاص. كما يدين المجلس الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية. ويدعو إلى وضع حد فوري لأشكال العنف كافة, ويحث جميع الأطراف للعمل على ضبط النفس ووقف الأعمال الانتقامية، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف مؤسسات الدولة. كما يدعو مجلس الأمن السلطات السورية إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي المعمول به. ومحاسبة المسؤولين عن العنف . ويلاحظ مجلس الأمن التعهدات المعلنة من قبل السلطات السورية للإصلاح ، و يأسف لعدم إحراز تقدم في التنفيذ، ويدعو الحكومة السورية إلى تنفيذ التزاماتها. ويؤكد مجلس الأمن من جديد التزامه القوي بالسيادة والاستقلال و السلامة الإقليمية لسوريا. ويشدد على أن الحل الوحيد للأزمة الحالية في سوريا يتم عبر عملية سياسية شاملة بقيادة سوريّة، بهدف المعالجة بفعالية للتطلعات المشروعة واهتمامات المواطنين بما يتيح الممارسة الكاملة للحريات الأساسية لجميع السكان بما في ذلك حرية التعبير و التجمع السلمي الجماعي. ويدعو مجلس الأمن السلطات السورية إلى التخفيف من حدة الوضع الإنساني في مناطق الأزمات بوقف استخدام القوة ضد المدن المتضررة، و السماح دون عوائق الوصول السريع للمنظمات الإنسانية الدولية والعاملين ، والتعاون الكامل مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان(4) ".
وكان مجلس الأمن قد ناقش قبل إصدار هذا البيان مشروع قرار ملزم كن من شأنه أن يدين تصرفات الحكومة السورية لكنه قوبل بمعارضة كل من الصين و روسيا و البرازيل و جنوب افريقيا و لبنان و الهند (5). وتعرض البيان الرئاسي السابق للانتقاد من قبل منظمة العفو الدولية ووصفته بأنه " غير واف بما فيه الكفاية" وأنه " من المحبط للغاية أن أفضل ما يمكن أن يقدمه مجلس الأمن لا يعدو أن يكون بيان أعرج غير ملزم من الناحية القانونية و لا يحيل الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية رغم مرور أكثر أربعة أشهر من القمع العنيف ضد المعارضة السلمية في سوريا"(6) .
الفيتو الروسي والصيني
في تشرين أول-أكتوبر 2011 , استخدمت كل من روسيا و الصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الذي يدين بشدة " استمرار انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والمنهجية واستخدام القوة التي تمارسها السلطات السورية ضد المدنيين(7) . وأوضحت روسيا , على لسان مندوبها, سبب معارضتها لأن : " مسودة القرار المرفوض اليوم استندت على ... فلسفة المواجهة. و لا يمكننا أن نتفق مع هذه التهم الموجهة إلى دمشق من جانب واحد , ونرى من غير المقبول التهديد بالإنذار و فرض العقوبات ضد السلطات السورية لأن مثل هذه المقاربة تتعارض مع مبدأ التسوية السلمية للأزمة على قاعدة لحوار الوطني السوري الكامل(8).
وألمح الممثل الروسي أيضا إلى أن طريقة استخدام "القرار 1973 "الصادر عن مجلس الأمن بخصوص فرض منطقة حظر جوي في ليبيا كانت هي السبب وراء استخدام الفيتو [الحالي](9). وعبرت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن سوزان رايس عن "غضب" بلدها في بيان وزعته على أعضاء المجلس بخصوص الفيتو الروسي -الصيني جاء فيه أن "أولئك الذين يعارضون مسودة القرار و يقدمون غطاء للنظام الوحشي عليهم أن يكونوا موضع مساءلة أمام الشعب السوري" , و اعتبرت رايس الإشارة الروسية إلى ليبيا بأنها "خدعة رخيصة من أولئك الذين يفضلون بيع الأسلحة للنظام بدلا من الوقوف بجانب الشعب السوري.(10).
وعادت روسيا و الصين لاستخدام الفيتو مرة ثانية في شباط -فبراير 2012 ،لإحباط مسودة ثانية لمشروع قرار برعاية عدد كبير من الدول العربية والغربية، يدعو لإدانة النظام السوري لـ "استمرار الانتهاكات الواسعة والجسيمة ل حقوق الإنسان والحريات الأساسية ". كما شمل مشروع القرار أيضا إدانة العنف الذي تمارسه الجماعات المعارضة في سوريا ، ويطالب الحكومة السورية بـ
-وقف أشكال العنف كافة
-إطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين تعسفا خلال الأحداث الأخيرة
-سحب جميع القوات العسكرية والمسلحة من المدن والبلدات وإعادتها إلى ثكناتها
-ضمان حرية التظاهر السلمي
-السماح بالدخول " التام و دون عوائق " لمؤسسات الجامعة العربية ووسائل الإعلام الدولية
*السماح بون عوائق وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية (المزيد حول هذا أدناه)(11).
وبرر مندوب الصين استخدام الفيتو بأن أعضاء مجلس الأمن يحاولون "تشديد الضغط غير المبرر على الحكومة السورية" بهدف الوصول إلى "نتائج مسبقة للحوار" (أي تغيير النظام)(12) . في حين أن الموقف الروسي تم شرحه بالشكل التالي " حاولنا [ أي روسيا] في مجلس الأمن التوصل إلى قرار لتحقيق حل منشود من شأنه أن يساعد حقا لوضع نهاية فورية للعنف وبدء عملية سياسية في سوريا, هذا ما كنا نبتغيه من قرار مجلس الأمن , ولكن ,و منذ بداية الأزمة السورية, قوض بعض الأعضاء المؤثرين في المجتمع الدولي، بمن فيهم بعض من يجلس هنا على هذه الطاولة أي إمكانية للتسوية السياسية وذلك من خلال دعوتهم لتغيير النظام و تشجيع المعارضة ضد السلطة، والانغماس في الاستفزاز ورعاية النزاع المسلح"(13). و صرح المندوب البريطاني في مجلس الأمن أن اختيار روسيا و الصين لاستخدام الفيتو يعني أنهم اختاروا أن يديروا ظهرهم للعالم العربي و أن يدعموا الاستبداد وليس تطلعات الشعب السوري المشروعة (14).
القرارات المعتمدة
تبنى مجلس الأمن في الرابع عشر من نيسان-أبريل 2012 ، القرار 2042 ، الذي يدين "الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية ، وكذلك "أي انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان من قبل الجماعات المسلحة". و نص القرار على انتشار أولي لثلاثين مراقبا عسكريا غير مسلحا كجزء من خطة عنان للسلام (الموضحة أدناه)(15). و قبل اعتماده ، كان تم تعديل مروع القرار لتجنب الفيتو الروسي / الصيني الثالث. وقال ممثل روسيا لمجلس الأمن أن "مشروع القرار الأولي خضع لتغييرات جوهرية لجعله أكثر توازنا، وليعكس بشكل مناسب الحقائق ويأخذ في الاعتبار صلاحيات الحكومة السورية في استقبال بعثة المراقبة على أراضيها "(16). وتبع هذا القرار , قرار آخر يحمل الرقم 2043 ، الذي يأذن بنشر 270 مراقبا عسكريا غير مسلحا في سوريا. وهذا يعني الإنشاء الرسمي لبعثة الأمم المتحدة للمراقبين الساميين في سوريا "لرصد وقف العنف المسلح في كل ما لديها بأشكاله كافة من جانب جميع الأطراف و رصد التقيد التام لعرض النقاط الست للمبعوث الأممي(كوفي عنان) (17).
و في أعقاب مجزرة الحولة* ، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانًا صحفيًا [وهو أضعف من البيان الرئاسي ولا يسجل في سجل المجلس] للمجزرة(18). دون أن يشير إلى مسؤولية الحمونة السورية عنها ,و جاء في البيان "يدين أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة عمليات القتل ، التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة بحق عشرات الرجال والنساء والأطفال وإصابة المئات في قرية الحولة بالقرب من حمص بسبب هجمات من قذائف المدفعية الحكومية والدبابات على الأحياء السكنية . و يدين أعضاء المجلس قتل المدنيين من خلال إطلاق النار من مسافة قريبة والاعتداء الجسدي الشديد. ..إن مثل هذا الاستخدام المفرط للقوة ضد السكان المدنيين يشكل انتهاكا للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية لقرارات مجلس الأمن 2042 (2012) و 2043 (2012) الداعية إلى نبذ العنق بأشكاله كافة ، بما في ذلك التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكانية (19).
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
بعد حوالي شهر من بدء الاحتجاجات في سوريا ، عقد مجلس حقوق الإنسان "جلسة خاصة" بناء على طلب من ممثل الولايات المتحدة – للتعامل على وجه التحديد مع الحملة التي تشنها الحكومة السورية ضد الاحتجاجات المناهضة للنظام . والقرار الذي تم تبنيه في هذه الجلسة ينص على "إدانة بما لا يقبل اللبس استخدام العنف القاتل ضد المحتجين السلميين من قبل السلطات السورية , والعمل على إعاقة وصول بعثات العلاج الطبي [وحث] حكومة الجمهورية العربية السورية على أن تضع حداً لجميع انتهاكات حقوق الإنسان وأن تحمي السكان واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية ، بما في ذلك حرية التعبير وحرية التجمع ، وكذلك [حث] السلطات على السماح بالوصول إلى شبكات الإنترنت والاتصالات ورفع الرقابة علن التقارير بما في ذلك السماح بالاطلاع عليها من قبل من قبل الصحفيين الأجانب(20). كما دعا هذا القرار إلى قيام مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بإرسال بعثة تقصي حقائق إلى سوريا للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان المزعومة وإثبات وقائع وملابسات مثل هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة. وقد رفضت سوريا دخول البعثة إلى أراضيها . علما أن سوريا, وقت انعقاد الدورة الاستثنائية السادسة عشرة , كانت قد تقدمت عضوية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة .وهو ما دعا جماعات حقوق الإنسان العديدة الطلب من الأمم المتحدة إلى رفض طلب سوريا ، وفي النهاية لم تطرح سوريا مرشحا لها (21).
في الدورة السابعة عشرة (العادية) لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو / حزيران 2011 ، قُدِّم للمجلس التقرير الأولي للمفوض السامي بشأن حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية, وخلص التقرير إلى أن: "المادة المعروضة حاليا على المفوض السامي هي مسألة مثيرة للقلق الشديد وتعكس حالة حقوق الإنسان السيئة في الجمهورية العربية السورية. وتتطلب الخروقات المزعومة للحقوق الأساسية على نطاق واسع تحقيقا شاملا ، وفيما يتعلق بالجناة والمساءلة الكاملة. يمكن لبعثة تقصي الحقائق التي يفوضها مجلس حقوق الإنسان أن تساهم بشكل كبير في تحقيق هذه الغايات. وبالتالي تجدد المفوضة السامية دعوتها إلى حكومة الجمهورية العربية السورية لمنح البعثة حق الدخول المطلوب.(22).بيد أن البعثة مُنعت من الدخول إلى سوريا ، وهذا لم يمنعها من نشر تقريرها حول الوضع في البلاد في 18 آب-أغسطس 2011. تذكر فيه أن الحكومة السورية نفذت "هجمات واسعة أو ممنهجة ضد السكان المدنيين" ، والتي "قد" ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية ".(23)
عقد المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ثلاث دورات خاصة إضافية حول سوريا (في آب- أغسطس 2011 ، و كانون أول-ديسمبر 2011 ، و حزيران- يونيو 2012). وكان يصدر في كل من هذه الدورات الاستثنائية قرارا يدين الحكومة السورية ؛وفي جميع الحالات كانت تصوت روسيا والصين ضد القرارات. وقد حدد مجلس حقوق الإنسان أيضا لجنة دولية مستقلة للتحقيق في سوريا، التي قدمت تقريرا إلى المجلس عدة مرات منذ آب-أغسطس 2011. و في شباط-فبراير 2012 لاحظت لجنة التحقيق أنه في الوقت الذي كانت فيه الحكومة والمعارضة مسؤولين عن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان "،فإن تلك الانتهاكات التي ارتكبتها المعارضة لا يمكن مقارنته بتلك التي نفذتها الدولة سواء من حيث الحجم أو التنظيم"(24).
مبادرات دولية أخرى
استجابة الجامعة العربية وخطتها للسلام
كانت جامعة الدول العربية تنتقد بشكل معقول ردة فعل الحكومة في سوريا على الانتفاضة، تمشيا مع انتقاداتها لنظام القذافي في ليبيا ودعمها لفرض منطقة حظر جوي هناك (25). وقامت جامعة الدول العربية، على الأقل حتى "الربيع العربي"، بصفة عامة، بتطبيق سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأعضائها. في الواقع يسجل ميثاق الجامعة العربية أنه ينبغي لكل دولة عضو في الجامعة العربية أن “تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيه.".(26) [المادة 8 من الميثاق]. وقد لعبت جامعة الدول العربية دورا قياديا في حث مجلس الأمن على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن سوريا ومحاولاتها الرمية إلى وقف العنق عبر وسطاءهم، كما علقت عضوية سوريا من حضور اجتماعات المنظمة كاستجابة للانتفاضة السورية (27). و أتى أول انتقاد علني للجامعة ضد حملة الحكومة السورية على المتظاهرين في منتصف حزيران -يونيو 2011 ، على لسان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حين عبر عن "غضب" الدول العربية من سوريا وأن هذه الدول "تراقب بنشاط" الوضع هناك(28) , في ذات الوقت الذي لاحظ فيه أن وجهات نظر الدول الأعضاء تختلف فيما يتعلق بالوضع في سوريا(29) .ومن ثم أصدر نبيل العربي , الذي خلف عمرو موسى في الأمانة العامة للجامعة العربية, بيانا في 6 آب-أغسطس 2011 يعد الأقوى للجامعة العربية حول الوضع السوري معربا فيه عن قلق الجامعة المتزايد و الانزعاج الشديد بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا الناتجة عن تصاعد عنف العمليات العسكرية في حماه ودير الزور ومناطق أخرى من سوريا (30).
وفي أواخر آب- أغسطس 2011 ، وعقب الأحداث الدامية التي شهدها شهر رمضان اجتمع وزراء الخراجية العرب (باستثناء سوريا) الذين طالبوا الأمين العام للجامعة العربية" القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة للقيادة السورية" (31). و في 7 أيلول- سبتمبر 2011 ، أفيد تأجيل ذهاب بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا "إلى أجل غير مسمى دون إعطاء أي تفاصيل رسمية حول سبب أو أسباب ذلك التأخير" (32). و زعمت صحيفة الشرق الأوسط التي تتخذ من لندن مقراً لها أن الحكومة السورية ألغت الزيارة احتجاجا على لقاء عقده الأمين العام للجامعة العربية مع المعارضة الشورية في القاهرة في أوائل أيلول-سبتمبر (33). و كان وزراء الخارجية العرب قد عقدوا اجتماعا آخر في القاهرة يوم 13 أيلول-سبتمبر من نفس العام بحضور رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني بصفته رئيسا للاجتماع – الذي صرح عقب اللقاء بأن وزراء الخارجية العرب "حريصون على حماية وحدة سوريا ومنع التدخل الأجنبي ووقف إراقة الدماء أعمال عنف بالإضافة إلى انسحاب الجيش من جميع المدن السورية في أسرع وقت ممكن . أتمنى من أعماق قلبي أن يتم إنشاء حوار لتحقيق طموحات الشعب السوري" (34). و في نفس الشهر أعلنت الجامعة العربية عن خطة سلام من ثلاثة عشر نقطة تهدف إلى إنهاء العنف في البلاد و البدء بعملية الإصلاح و الداعية إلى وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب القوات المسلحة السورية من المناطق المدنية ، والإفراج عن السجناء ،و البدء بعملية "حوار وطني" (35). و أعلنت الحكومة السورية عن قبولها بنود خطة السلام العربية في تشرين ثاني-نوفمبر 2011, (36).
فشلت الحكومة السورية في الالتزام بشروط خطة السلام، وتم تعليق عضويتها في الجامعة العربية في منتصف تشرين الثاني-نوفمبر. و دعت الجامعة الدول الأعضاء إلى سحب سفرائها من دمشق وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على سوريا. وقال رئيس وزراء دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر بن محمد آل ثاني : "سوريا بلد عزيز علينا جميعاً ، ويؤلمنا أن نتخذ مثل هذا القرار. نأمل أن يكون هناك تحرك شجاع من سوريا لوقف العنف وبدء حوار حقيقي و التوجه نحو الإصلاح الحقيقي. .. و ندعو جميع أحزاب المعارضة السورية إلى عقد اجتماع في مقر الجامعة العربية للاتفاق على رؤية موحدة للفترة الانتقالية" (37). و في وقت لاحق من الشهر فرضت الجامعة العربية عقوبات اقتصادية على سوريا شملت تجميد الأصول و فرض قيود سفر على كبار مسؤولي النظام ، وفرض حظر تمويل عربي لمشاريع التنمية في سوريا ، بالإضافة إلى قيود تتعلق في التعامل مع المصرف المركزي السوري. و رفضت كل من لبنان و العراق (الجارتان لسوريا) التقيد بهذه العقوبات (38).
وفي 19 كانون أول-ديسمبر 2011 وقعت الحكومة السورية اتفاقية تسمح للجامعة العربية بنشر مراقبين في سوريا (39). على أن يكونوا "تحت حماية الحكومة السورية" بموجب الاتفاقية ولن يسمح لهم بزيارة المواقع العسكرية الحساسة (40). وصلت أول دفعة منهم و تتكون من 60 مراقبا من أصل 170 في 26 كانون أول-ديسمبر. تم انتقاد بعثة المراقبين هذه لجهة تشكيلها و طبيعة عملها حيث يزعم البعض أن وجود البعثة تحت حماية الحكومة السورية سوف يحد من قدرتها على العمل بفعالية لتوثيق العنف , بينما يلقي البعض شكوكا حول الحكمة من وضع بعثة المراقبين برئاسة ضابط سوداني( لما قد يكون له صلات محتملة بالنزاع في إقليم دارفور)(41). و في 22 و 24 كانون ثاني-يناير سحبت المملكة العربية السعودية و دول الخليج على التوالي ممثليها من البعثة , وتم سحب بقية المراقبين بتاريخ 28 من الشهر نفسه, وعلل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ذلك بسبب " تدهور الوضع في سوريا و استمرار استخدام العنف" كسبب لتعليق نشاط بعثة المراقبين(42). و كانت الجامعة العربية قدمت قبيل سحب بعثتها الخطة الثانية للسلام إثر اجتماع كانون الثاني -يناير في القاهرة , ودعت الخطة الرئيس السوري بشار الأسد إلى نقل السلطة إلى نائبه ، لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، والتحضير لعقد انتخابات مبكرة (43).
خطة سلام عنان و بعثة مرابي الأمم المتحدة في سوريا
طلبت جامعة الدول العربية , بعد انسحاب مراقبيها, من مجلس الأمن الموافقة على قرار يستند إلى خطتها للسلام وهو ما سوف يؤدي إلى فيتو شباط-فبراير 2012 المشار له أعلاه. و الذي أعقبه في 23 شباط-فبراير 2012 تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان كمبعوث خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. كانت مهمة عنان : " الانخراط الواسع مع جميع المحاورين المعنيين داخل وخارج سوريا من أجل وقف العنف و إنهاء الأزمة الإنسانية ،وتسهيل عملية الحل السياسي السلمي بقيادة السوريين بما يلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري عن طريق حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة السورية كافة" (44).
وبعد اجتماعات عدة شملت الرئيس بشار الأسد في أواسط آذار-مارس 2012 ،عرض المبعوث الخاص عنان خطة سلام مكونة من ست نقاط على الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف المنخرطة في الصراع إلى:
1- الالتزام بالتعاون مع المبعوث الأممي في عملية سياسية تشمل كل الاطياف السورية لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وتهدئة مخاوفه ومن أجل هذا الغرض الالتزام بتعيين وسيط له سلطات عندما يطلب المبعوث الأممي ذلك.
2- الالتزام بوقف القتال والتوصل بشكل عاجل الى وقف فعال للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد.ولتحقيق هذه الغاية على الحكومة السورية أن توقف على الفور تحركات القوات نحو التجمعات السكنية وانهاء استخدام الاسلحة الثقيلة داخلها وبدء سحب التركزات العسكرية داخل وحول التجمعات السكنية.ومع اتخاذ هذه الاجراءات على الارض على الحكومة السورية أن تتعاون مع المبعوث للتوصل الى وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الاطراف مع وجود الية اشراف فعالة للأمم المتحدة.وسيسعى المبعوث الى التزامات مماثلة من المعارضة وكل العناصر المعنية لوقف القتال والتعاون معه للتوصل الى وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله ومن كل الاطراف مع وجود آلية إشراف فعالة للأمم المتحدة.
3- ضمان تقديم المساعدات الانسانية في الوقت الملائم لكل المناطق المتضررة من القتال ولتحقيق هذه الغاية وكخطوات فورية قبول وتنفيذ وقف يومي للقتال لأسباب انسانية وتنسيق التوقيتات المحددة وطرق الوقف اليومي للقتال من خلال الية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.
4- تكثيف وتيرة وحجم الافراج عن الاشخاص المحتجزين تعسفيا وبوجه خاص الفئات الضعيفة والشخصيات التي شاركت في أنشطة سياسية سلمية والتقديم الفوري دون تأخير عبر القنوات الملائمة لقائمة بكل الاماكن التي يجري فيها احتجاز هؤلاء الاشخاص والبدء الفوري في تنظيم عملية الوصول الى تلك المواقع والرد عبر القنوات الملائمة على الفور على كل الطلبات المكتوبة للحصول على معلومات عنها أو السماح بدخولها أو الافراج عن هؤلاء الاشخاص.
5- ضمان حرية حركة الصحفيين في أنحاء البلاد وانتهاج سياسة لا تنطوي على التمييز بينهم فيما يتعلق بمنح تأشيرات الدخول.
6- احترام حرية التجمع وحق التظاهر سلميا كما يكفل القانون(45).
قبلت الحكومة السورية خطة عنان للسلام عنان في آذار-25 مارس ، وهو ما أكده المبعوث الأمي لمجلس الأمن بتاريخ 2 نيسان-أبريل 2012 حين قال أن النظام وافق على سريان وقف إطلاق الناء ابتداء من 12 نيسان- 12 أبريل. كما طلب عنان من مجلس الأمن ، في جلسة مغلقة ، النظر في إرسال قوة مراقبة وقف إطلاق النار إلى سوريا (46). انعكس خطة عنان بصورة إيجابية حيث انخفضت حدة العنف مع بداية وقف إطلاق النار، ونشرت الأمم المتحدة 300 مراقبا عسكريا غير مسلحا كجزء من بعثة الأمم المتحدة ، كما هو موضح أعلاه. لكن سرعان ما عاد العنف إل التصعيد مرة أخرى، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أن كلا الجانبين انتهكا اتفاق وقف إطلاق النار(47).. وفي 4 حزيران-يونيو 2012 ، عقب مجزرة الحولة وخطاب الرئيس الأسد إلى البرلمان السوري الذي تعهد فيه بسحق الانتفاضة أعلن الجيش السوري الحر أنه لم يعد ملزماً بوقف إطلاق النار ،و سوف يستأنف هجماته المسلحة "للدفاع عن شعبنا"(48). أخيرا في 16 حزيران-يونية أعلنت بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة تعليق نشاطها في سوريا بسبب تصاعد وتيرة العنف. ويعود هذا التعليق جزئيا بسبب الهجوم على المراقبين الأممين من قبل حشود غاضبة في قرية الحفة يوم 12 حزيران-يونيو 2012 و تعرض مركبة تابعة للأمم المتحدة للتلف. وقال اللواء روبرت مود ، قائد بعثة المراقبين الأمميين في بيان له: "عدم رغبة الأطراف في السعي إلى انتقال سلمي ،و التصعيد لكسب مواقع عسكرية متقدمة يزيد من خسائر كلا الجانبين: العديد من المدنيين الأبرياء يقتلون يوميا :رجال ونساء و أطفال. علاوة على أنه يشكل مخاطر كبيرة على لمراقبينا (49). و في 19 حزيران -يونيو تحدث اللواء مود في جلسة مغلقة لمجلس الأمن تبعه بلقاء صحافي قال فيه أن بعثة المراقبة سوف تستأنف عملها في حال انخفاض مستوى وحدة العنف إلى درجة كبيرة (50). هذه الأحداث الأخيرة - مجزرة الحولة ، واستئناف هجمات السوري الحر الجيش ، وتعليق بعثة المراقبة - قادت بعض المعلقين إلى الاعتقاد بمخاطر انهيار خطة عنان للسلام عنان(51).وكان هيرفيه لادسوس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام قد صرح بأن بعثة المراقبة لا تزال "أداة لا غنى عنها" وأن خطة عنان للسلام هي "الشيء الوحيد الذي ينبغي لنا أن نهتم به "(52).
لقاءت مجموعة أصدقاء سوريا
بعد استخدام الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي ، بدأت فرنسا والولايات المتحدة بتشكيل مجموعة اتصال في شباط-فبراير 2012 ، هدفها وفقا لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودام كلينتون ، "دعم حق الشعب السوري في الحصول على مستقبل أفضل"(53). وعادة ما يشار لهذه المجموعة أحيانا باسم "مجموعة أصدقاء سوريا الديمقراطيين" ،و تضم الآن حوالي 82 دولة ، بما في ذلك أستراليا. ليس لهذه المجموعة وضع دولي رسمي ؛ بل هي مجموعة من الدول ذات التفكير المماثل.
طالبت المجموعة في اجتماعها الأول الذي عقدته في 24 شباط-فبراير 2012 في تونس بوقف العنف في سوريا وسماح الحكومة السورية غير المشروط بوصول المنظمات الإنسانية. دعت المجموعة أيضا لأمم المتحدة إلى التخطيط لإرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا عندما يتوقف العنف (54). ولم يكن هناك اتفاق في المجموعة حول مسألة تسليح المتمردين السوريين.
عقد الاجتماع الثاني لمجموعة أصدقاء سوريا ،في اسطنبول في الأول من نيسان- أبريل ، و صدر عنه "بيان نهائي" اقوي من بيان الاجتماع الأول . إلى جانب إقرار خطة عنان للسلام والدعوة إلى التحول إلى " دولة مدنية ديمقراطي تعدديو مستقلة و حرة "، كما اعترفت المجموعة أيضا بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي لجميع السوريين ويضم أطياف مجموعات المعارضة السورية المختلفة [و] عبرت عن دعم [أنشطة] المجلس الوطني السوري تجاه سوريا ديمقراطية وأشارت إلى المجلس بوصفه الطرف الرئيسي للمعارضة للتحاور مع المجتمع الدولي. علاوة على ذلك ، فإن المجموعة: التزمت بتقديم كل مساعدة ممكنة، سواء المشورة التقنية والدعم المباشر، إلى عملية سياسية سلمية بقيادة سورية تكون منظمة و مستقرة [و] للاستمرار وزيادة المساعدة الملحة ، بما في ذلك التمويل والدعم المالي ، لتلبية احتياجات الشعب السوري (55). و حضر الاجتماعين ممثلون عن المجلس الوطني السوري ، مجموعة المعارضة السورية .و عُقد آخر اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا في باريس يوم 6 تموز-يوليو 2012 - ودعا البيان الإعلامي الصادر عقب الاجتماع إلى فرض عقوبات أشد على سوريا وأعرب عن دعمه للتدابير المشروعة التي اتخذها السكان السوريون لحماية أنفسهم . كان هذا الدعم يشمل "أدوات التواصل" ، مما يسمح للمعارضة السورية "التواصل بشكل أكثر أمانًا مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي"(56).
طرد الدبلوماسيين السوريين من الدول الغربية
في 29 أيار-مايو 2012 ، أعلن وزير الخارجية الأسترالي بوب كار أن طرد القائم بالأعمال السوري جودت علي [و هو أعلى تمثيل دبلوماسي سوري في استراليا] جنبا إلى جنب مع دبلوماسي ردا على مجزرة الحولة (57).و خلال الأربع وعشرين ساعة التالية قامت العديد من الحكومات الغربية - بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وكندا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا وسويسرا و هولندا - بطرد الدبلوماسي السوري الأعلى رتبة من بلدانهم (58). وقد وصفت روسيا هذه الخطوة من جانب الدول الغربية بأنها ستؤدي إلى "نتائج عكسية" ، معتبرةً أن هؤلاء الدبلوماسيين يمثلون القنوات " الأكثر" أهمية التي من شأنها تأمين " تأثير بناء" على الحكومة السورية فيما يتعلق تنفيذ خطة عنان ن للسلام وأن هذه القنوات قد أغلقت الآن إغلاق (59).
مؤتمر 30 حزيران-يونيو حول سوريا
في أعقاب الانهيار المتوقع لبعثة الأمم المتحدة ، سعى المبعوث الخاص عنان لإنشاء مجموعة "عمل الأمم المتحدة" عن سوريا، وعقد مؤتمر متعدد الأطراف "للاتفاق على مبادئ و خطوط توجيهية للقيام بعملية انتقالية سياسية بقيادة سوريا تلبي التطلعات المشروعة الشعب السوري (60). كان هناك بعض الجدل حول ما إذا كانت إيران ستحضر الاجتماع ،بسبب تهديد الولايات المتحدة بالانسحاب إن حضرت إيران (61). في النهاية ، عقد المؤتمر في 30 حزيران-يونيو 2012 في جنيف ، وحضره الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس - وكذلك وزراء من تركيا والعراق والكويت وقطر وممثل عن الاتحاد الأوروبي(62). و أصدرت "مجموعة العمل" بيانا نهائيا بعد الاجتماع جاء فيه : "... ويلتزم أعضاء مجموعة العمل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها. وهم عازمون على العمل على نحو عاجل ومكّثف من أجل وضع حد للعنف ولانتهاكات حقوق الإنسان وتيسير بدء عملية سياسية بقيادة سوريا تفضي إلى عملية انتقالية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري وتمكنه من أن يحدد مستقبله بصورة مستقلة وديمقراطية. ..و تتضمن الخطوات الأساسية في أي عملية انتقالية ما يلي:
- تشكيل هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتجري فيها العملية الانتقالية. وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى، ويجب أن تُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة.
-الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلد. ولا بد من تمكين جميع فئات المجتمع ومكوناته في سوريا من المشاركة في عملية الحوار الوطني. ويجب ألا تكون هذه العملية شاملة للجميع فحسب، بل يجب أيضا أن تكون مجدية، أي أن من الواجب تنفيذ نتائجها الرئيسية.
- على هذا الأساس ، يمكن أن يكون هناك مراجعة للنظام الدستوري والمنظومة القانونية وأن تعرض نتائج الصياغة الدستورية للاستفتاء العام .
- بمجرد إنشاء النظام الدستوري الجديد، من الضروري الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة وتعددية لشغل المؤسسات و الهيئات الجديدة المنشـأة .
- من الواجب أن تكون المرأة ممثلة تمثيلاً كاملاً في جميع جوانب المرحلة الانتقالية(63).
لوحظ في سياق تصريحات روسيا السابقة حول الانتفاضة السورية ، والتي غالبا ما تؤكد عدم قبول التدخل الأجنبي ،كانت تشدد على أهمية الحصول على الموافقة الروسية على خطة تدعو إلى مرحلة "انتقالية " (64). ومع ذلك ، في الأيام التالية للقمة كانت مشبعة بالخلافات بين روسيا والغرب حول تفسير الوثيقة(65). وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون قد صرحت بعد الاجتماع إنه "من واجبهم الآن أن يظهروا للأسد" الكتابة على الحائط (66). و على العكس من ذلك سلط وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الضوء على أن الخطة لا تطالب صراحة بإقالة الرئيس الأسد و لا يوجد أي محاولة في الوثيقة أي نوع من العمليات الانتقالية على الشعب السوري "(67).
الاستجابات الفورية للدول المعنية
نوقش أعلاه الطريقة التي استجابت بها الدول الرئيسية للانتفاضة فيما يتعلق بمختلف المبادرات الدولية , وفيما يلي تحركات و بينات الدول المعنية في النزاع السوري .
استجابة الولايات المتحدة
صياغات
لم تطالب الولايات المتحدة على الفور بإزالة نظام الأسد على الفور إبان الانتفاضة. و ازدادت التصريحات الأمريكة أكثر قوة وحسم بين آذار / مارس وآب / أغسطس 2011 ، وبعد هجمات القوات المسلحة السورية على حماه واللاذقية في تموز-يوليو وآب-أغسطس عام 2011 ، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما صراحة يوم 18 آب-أغسطس 2011 الأسد لـ "التنحي" .
أهم البيانات الأمريكية موضحة أدناه.
في 29 آذار / مارس 2011 ، بعد اندلاع احتجاجات جدية في بلدة درعا وبعد وعود الحكومة بالإصلاحات الأولية ، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سوريا للحفاظ على وعود ها: نحن ... ننتظر ونراقب لنرى ما سوف تقوم به الحكومة السورية. نحن نؤيد تنفيذ الإصلاحات الملائمة التي تفي بمطالب السوريين التي طرحوها على حكومتهم ، مثل الإنهاء الفوري لحالة الطوارئ في سوريا. نريد أن نرى تحولات سلمية ونريد أن نرى ديمقراطيات تمثل إرادة الناس. الأمر يعود للحكومة السورية ، الأمر متروك للقيادة ، بدءاً من الرئيس بشار الأسد ، لإثبات أنها يمكن أن تستجيب لاحتياجات شعبها(68).
بحلول منتصف أيار / مايو 2011 ، بعد انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء سوريا وبعد ما أصبح ما بات يعرف باسم "حصار درعا" ، قال الرئيس أوباما "لقد أظهر الشعب السوري شجاعته في المطالبة بالانتقال إلى الديمقراطية. الرئيس الأسد لديه الآن خيار: أن يقود التحول أو يتنحى عن الطريق "(69).
وفي تموز- يوليو ، واصلت تصريحات الحكومة الأمريكية الاقتراب من المطالبة بإسقاط الأسد. ففي الحادي عشر منه، في أعقاب الهجمات على السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق من قبل الموالين للأسد ، أصدرت الولايات المتحدة أقوى إدانتها عند هذه الحد (70). صرحت وزيرة الخارجية كلينتون أن الرئيس الأسد فقد "الشرعية" : لا يوجد ما يجعلنا نتمسك ببقائه في السلطة .... واهم و مخطئ أي شخص ,بما في ذلك الرئيس الأسد ، يعتقد أن الولايات المتحدة تأمل في سرها خروج النظام من مأزقه هذا لمواصلة وحشيته و قمعه(71).
وأخيرا ، في 18 آب- أغسطس 2011 ، بعد الاحتجاجات الجماهيرية والهجمات الحكومية على المدن قبل و خلال شهر رمضان ، دعت الحكومة الأمريكية الرئيس الأسد إلى التنحي. في تحرك منسق مع دول أوروبا الغربية (وأستراليا) ، وقال الرئيس أوباما في بيان كتابي : لقد استلهمت الولايات المتحدة من سعي الشعوب السورية إلى الانتقال السلمي إلى الديمقراطية. لقد تحدوا شراسة ووحشية حكومتهم. لقد هتفوا بمسيراتهم السلمية شكاؤهم الصامت للنظام السوري و إصرارهم الشجاع في وجه التغول و الوحشية - يومًا بعد يوم ، وأسبوعًا بعد أسبوع. السوري ردت الحكومة مع هجوم مستمر. ... يجب أن يحدد مستقبل سوريا من قبل شعبها ، لكن الرئيس بشار الأسد يقف في طريقهم. نداءاته للحوار والإصلاح جوفاء في الوقت الذي يقوم فيه بسجن وتعذيب وذبح شعبه. لقد قلنا باستمرار أن الرئيس الأسد يجب أن يقود الانتقال الديمقراطي أو الخروج من الطريق. لم يقده. من أجل الشعب السوري ، لقد حان الوقت للرئيس الأسد للتنحي. لا تستطيع الولايات المتحدة ولن تفرض هذا الانتقال على سوريا. الأمر متروك للسوريين لاختيار قادتهم ، ولقد سمعنا رغبتهم القوية بعدم التدخل الأجنبي في تحركهم. ما ستدعمه الولايات المتحدة هو محاولة جلب ديمقراطية عادلة و شاملة لجميع السوريين. سندعم هذه النتيجة من خلال الضغط على الرئيس الأسد للتنحي عن طريق هذا التحول ، وسنقف مع الحقوق العالمية للشعب السوري جنبا إلى جنب مع الآخرين في المجتمع الدولي(72).
منذ ذلك الوقت ، دعت إدارة أوباما باستمرار مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على النظام السوري و مطالبة الرئيس الأسد بالتنحي.
في 9 تشرين الثاني-نوفمبر 2011 ، أدلى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول السياسة الأمريكية و الانتفاضة السورية, ويستعرض البيان المكتوب لمساعد وزيرة الخارجية تفاصيل مهمة عن آراء الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالانتفاضة [السورية]، ما تسعى الولايات المتحدة تحقيقه ,و ما رافق هذا السعي من تطورات : لقد طرأ الكثير من الأشياء لما يحدث داخل سوريا إن على الصعيد السوري أو في الاستجابة الدولية للاضطرابات التي بدأت قبل ثمانية أشهر . .. لقد أجبر الجيش السوري على احتلال بلده. حتى المدن الصغيرة تعرضت لاحتلال متواصل بالدبابات وناقلات الجند المدرعة وكتائب بجانب عناصر المخابرات والجماعات المسلحة المدعومة من النظام و الذين يقومون بالكثير من الأعمال القذرة . بدأ الضغط ينتقل إلى الجيش ,حيث أن الأمر لم يعد مجرد عمل سريع و مؤقت بل عمليات انتشار و إعادة انتشار لا ينتهي و قمع متواصل للمظاهرات المعارضة للنظام - جنود الجيش السوري يرفضون بشكل متزايد المهمات التي تطالبهم بالقتل و القمع الوحشي لأبناء وطنهم ، بل في بعض الحالات من ينتمون لقبائلهم و بلداتهم . عمليات الانشقاقات العسكرية - في المقام الأول من قبل المجندين وصغار الضباط – في ازدياد ويستمر الضغط على كبار الضباط. ... بالتحول إلى المعارضة السورية ، واحدة من التطورات الأخيرة الواعدة هي إنشاء المجلس الوطني السوري ، وهو ائتلاف يضم العلمانيين والمسيحيين ، الإسلاميون والدروز والعلويين والأكراد والجماعات الأخرى من داخل وخارج سوريا انضموا معا لتشكيل جبهة موحدة ضد نظام الأسد. عندما نفكر في الأمر سوف نجد أن السوري منع منذ نحو أربعين عاما من الانخراط في أي نشاط أو حتى نقاش سياسي ، ,عندما ننظر إلى ذلك سنجد أنه من الرائع حقا أنه في غضون بضعة أشهر فقط أصبح لدينا مجلس وطني سوري , تمكن من جمع مثل هذه مجموعة واسعة من المجموعات في ائتلاف موحد، على الرغم من محاولات النظام بلا هوادة لإحباط جهودهم. نحن لم نؤيد أي مجموعة معارضة محددة - فقط الشعب السوري يستطيع أن يقرر من الذي يمكنه تمثيلهم بشكل شرعي. لكن نحن نأخذ تشكيل المجلس لوطني السوري على محمل الجد ، ونحن نؤيد جهود المعارضة الأوسع من أجل التركيز على المهمة الحاسمة المتمثلة في توسيع وتعزيز قاعدته للدعم في سوريا من قبل صياغة رؤية واضحة ومشتركة وتطوير خطة انتقالية ملموسة وموثوقة لما بعد الأسد . ... بينما تتعاطف الولايات المتحدة مع المنشقين العسكريين السوريين والمواطنين العاديين في محاولتهم لحماية أنفسهم ، نحثهم على التفكير بشكل استراتيجي حول الطريقة الأفضل لتحقيق أهدافهم. ما زلنا نعتقد أن المقاومة العنيفة تأتي بنتائج عكسية. سوف يستغلها النظام و يتلاعب بها و يقسم المعارضة و سوف تقوض الإجماع الدولي ضد النظام. إننا نحث المعارضة وحلفائنا الإقليميين على مواصلة نبذ العنف. إن لم يفعلوا ذلك فإنهم-وبكل صراحة- سوف يسهلون من الأداء الوحشي و القمعي للنظام ... ما يمكن أن نقوله للرئيس الأسد يمكن تلخيصه : تنحى جانبا ودع شعبك يبدؤون بعملية الانتقال السلمي والمنظم من الاستبداد إلى الديمقراطية. لقد أثبت بشار الأسد أنه غير قادر على الإصلاح ... وسنسعى بلا هوادة لمواصلة استراتيجية مسارنا الثنائي في دعم المعارضة وخنق النظام دبلوماسيا وماليا حتى يتم تحقيق هذه النتيجة(73).
كما انتقدت حكومة الولايات المتحدة المناورات الديمقراطية التي تم قامت بها الحكومة السورية منذ بدء الانتفاضة: الاستفتاء على الدستور في 26 شباط- فبراير 2012 والانتخابات البرلمانية 7 أيار-مايو 2012 (74). وكان السكرتير الصحفي للرئيس الأمريكي قد وصف الاستفتاء بـ "المضحك" ، في حين قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن عملية الاستفتاء كان مجرد وضع ورقة عليها اسم الرئيس الأسد للتصويت ، في محاولة منه[أي للأسد] للمحافظة على منصبه " (75). كما تم إجراء الاستفتاء في 2 شباط-6 فبراير حيث وصفته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في تونس بالمحاولة "الزائفة" و "الخدعة الساخرة" من قبل الرئيس الأسد لتبرير ما يفعله مع مواطنين سوريين آخرين (76). وبالمثل، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 أيار-مايو عام 2012 "تحد سخيف " ، مضيفا: "ليس من الممكن حقاً إجراء انتخابات موثوقة في مناخ لا تتوفر فيه حقوق الإنسان الأساسية واستمرار الحكومة في ممارسة الاعتداءات اليومية ...على مواطنيها (77).
وفي الآونة الأخيرة ، بعد موافقة حكومة الأسد على خطة عنان للسلام ذات النقاط الست المتضمنة وقف إطلاق النار في 12 نيسان-أبريل 2012 ونشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة ، قالت وزيرة الخارجية كلينتون في "الاجتماع الوزاري المخصص حول سوريا": " سوف نستمر في دعم مهمة المراقبين ، على الرغم من أننا ندرك أن ازدياد العنف يمكن أن يعرض نشر المراقبين للخطر . لذلك نحن في معضلة. نعتقد أنه من المهم الحصول على مصادر مستقلة للمراقبة والإبلاغ عنها على الأرض, لكننا لا نريد أن نخلق حالة تتمثل بتعريض حياة من سيقومون بذلك للخطر .
ثانيا ، أعتقد أنه يتعين علينا اتخاذ المزيد من الإجراءات الأكثر صرامة ضد نظام الأسد. نحن نحتاج لبدء التحرك بقوة في مجلس الأمن من أجل فرض العقوبات بموجب الفصل السابع ، بما في ذلك السفر والعقوبات المالية وحظر الأسلحة والضغط الذي سيعطينا الفرصة لجعل النظام يذعن لخطة النقاط الست التي وضعها كوفي عنان. ... وأعتقد أيضًا أنه يجب علينا زيادة دعمنا للمعارضة. لا يسعني إلا التحدث عن الدعم عن طريق الأمم المتحدة أعلم أن الآخرين يسعون لأنواع مختلفة من الدعم. لكننا توسعنا في دعمنا للمعارضة السورية في مجال الاتصالات ، والخدمات اللوجستية ، وغيرها. ونفكر ,بالتعاون مع تركيا , في إنشاء مركز مساعدة سيحاول أن يشارك في تحديد موقع النشطاء داخل سوريا ومساعدتهم في تنسيق وجمع وتوزيع المساعدات لمجموعات المعارضة داخل سوريا (78).
اللقاءات مع المجلس الوطني السوري
اجتمعت وزيرة الخارجية كلينتون في عدة مناسبات مع ممثلي المجلس الوطني السوري، بعد تشكيله في أيلول-سبتمبر 2011. و في اجتماع 9 كانون أول-ديسمبر في جنيف ، سلطت الوزيرة كلينتون الضوء على رغبة الولايات المتحدة في رؤية المعارضة السورية موحدة في حكومة بديلة ذات مصداقية: "سوف نناقش العمل الذي يقوم به المجلس لضمان أن تكون خطته هي التواصل مع جميع الأقليات، لمواجهة منهج لنظام المتمثل في التقسيم و الغزو ، الذي يضع المجموعات الإثنية و الدينية في مواجهة بعضها البعض . المعارضة السورية ، الممثلة هنا ، تعترف بأن لدى الاقليات في سوريا أسئلة ومخاوف مشروعة تحوم حول مستقبلهم ، وهذه الأقليات ترغب في التأكد ن أن سوريا ستكون أفضل في ظل نظام مبني على التسامح والحرية يوفر[لهم] الفرصة والاحترام والكرامة على أساس التوافق بدلا من نزوات الديكتاتور. ونحن نعتقد بالتأكيد أنه إذا توحد السوريون ، فبإمكانهم أن ينجحوا معاً في نقل بلدهم لهذا المستقبل الأفضل(79).
كما اجتمعت كلينتون مع أعضاء من المجلس على هامش لقاء مجموعة أصدقاء سوريا في تونس العاصمة في24 شباط- فبراير 2012. واستخدمت كلينتون بعد هذا الاجتماع أقواها عباراتها بخصوص الإجراءات التي اتخذتها كل من روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي ، بينما علقت أيضًا على الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى المجلس : نحن ننظر إلى المجلس الوطني السوري كممثل شرعي رائد للسوريين الذين يبحثون عن التغيير الديمقراطي السلمي ، وكممثل فعال للشعب السوري للتعامل مع الحكومات والمنظمات الدولية. من المهم جدا في الأيام القادمة ، اجتماع جماعات المعارضة والأفراد داخل سوريا ، بما في ذلك ممثلين عن جميع الإثنيات والأقليات الدينية ليجعلوا صوتهم مسموعا خارج سوريا وداخلها في رؤية مشتركة للمستقبل. .. كل واحد منا يرغب في رؤية مجلس الأمن فعالا . عملت الولايات المتحدة بصعوبة للحصول على قرار من مجلس الأمن الذي تم رفضه من قبل روسيا والصين ، على الرغم من ذلك تلقى الدعم من كل عضو آخر في مجلس الأمن من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى آسيا. كان العالم كله ، بخلاف روسيا والصين ، يمكنه أن يرى ما يتوجب علينا القيام به لاتخاذ أجراء دولي ضد النظام السوري. .. سأكون مستعدا للعودة إلى مجلس الأمن مرارا وتكرارا ، ولكننا من أجل لك بحاجة إلى تغيير موقف الحكومتين الروسية والصينية. يجب أن يفهموا أنهم يضعون أنفسهم في مواجهة تطلعات ليس فقط الشعب السوري بل في مواجهة الربيع العربي بأسره ، الصحوة العربية. ... من المحزن جدا أن نرى عضوين دائمين في مجلس الأمن يستخدمان حق النقض عندما يتم قتل الناس - النساء والأطفال والشباب الشجعان – و تدمير المنازل . إنه أمر مهين وجدير بالازدراء و أتساءل هنا هم مع أي جانب؟ إنهم يقفون -بوضوح- ليس بجانب الشعب السوري (80).
وأخيراً ، اجتمعت كلينتون مع المجلس في اسطنبول في الفاتح من نيسان -أبريل 2012 ، بعد لقاء مجموعة أصدقاء سوريا , حيث قالت للصحفيين : أعتقد أن ما يجب أن تعرفوه هو أن الناس كانوا يعملون بجد لمحاولة الاستدلال على الطرق المناسبة لمساعدة أولئك الذين داخل سوريا والذين يتحملون وطأة وحشية نظام الأسد. نحن ندرك بمزيد من الألم مدى التصرفات الوحشية التي يرتكبها النظام .لقد عمل المجلس الوطني السوري بجدية لتنظيم مختلف السوريين وراء نهج موحد لأنه حتى وقت قريب ، كان من الصعب معرفة السبل المناسبة لتقديم المساعدات اللازمة . لم يكن هناك نوع من التنظيم, لم يكن هناك مكان داخل سوريا تسيطر عليه المعارضة ، الأمر الذي يصعب عليها الأمر أيضا في تقديم المساعدة . لكن هناك الكثير من التقدم إحرازه في جمع المجتمع الدولي معا . ... سيكون هناك المزيد من المساعدة من جميع الأنواع للمجلس الوطني السوري ، سيكون هناك المزيد من المساعدات الإنسانية ، على الناس داخل سوريا أن يعلموا أنهم ليسوا وحدهم(81).
سفارة الولايات المتحدة في دمشق
في عام 2010 ، تم تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سوريا، كأول سفير مقيم منذ العام 2005 , قام السفر فورد في يوليو / تموز 2011 بزيارة محتجين معارضين في حماة وجسر الشغور في محافظة إدلب . تعرضت السفارة الأمريكية في دمشق لاحقا إلى هجوم من قبل أنصار النظام ، الذين تسلقوا جدران السفارة ، ورفعوا العلم السوري ، وحاول الوصول إلى مقر إقامة السفير (82). و في أواخر أكتوبر 2011 ، سحبت الولايات المتحدة السفير فورد مؤقتاً ،خوفا من أن تؤدي أنواع الأكاذيب التي تنتشر عن السفير إلى أعمال عنف ضده" (83).
عاد فورد إلى دمشق في كانون أول-ديسمبر 2011 ، و بررت الولايات المتحدة قرارها بالقول أنه كان من الأهمية بمكان تواجد السفير هناك "لجمع المعلومات لمساعدتنا على فهم ما يحدث ، ولمساعدتنا في كيفية لعبنا دزر أفضل لإنهاء العنف ، وهو أمر مهم بالنسبة للسوريين رؤية السفير الأمريكي يقفن معهم في الوقت الذي اهاجمه فيه حكومتهم بوحشية هائلة " (84). علقت الولايات المتحدة عمليات سفارتها بتاريخ 6 شباط-فبراير 2012 بسبب فشل النظام السوري في توفير الحماية الكافية للسفارة(85). كما قامت كل من المملكة المتحدة وفرنسا و بعض الدول العربية بسحب موظفيها الدبلوماسيين من سوريا.
عقوبات الولايات المتحدة
سوريا مدرجة من قبل الولايات المتحدة كدولة راعية للإرهاب منذ كانون أول-ديسمبر 1979 ، وقد تم تطبيق العديد من العقوبات المستقلة ضدها منذ ذلك الحين (86). و قد نفذت الولايات المتحدة ,منذ الاحتجاجات الكبرى في آذار-مارس 2011 ، سلسلة أخرى من العقوبات المستقلة على أعضاء الحكومة السورية وقوات الأمن. اشتملت على:
• الحظر على الشركات الأمريكية التعامل مع أكبر بنك في سورية (المصرف التجاري السوري) و أكبر شركة اتصالات سورية (سيريتل)
• تجميد أصول العديد من الأفراد (بما في ذلك الرئيس، ابن عم الرئيس ورئيس مديرية المخابرات العامة، جميع الفروع الأربعة لأجهزة المخابرات السورية ، ورئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الدفاع والمتحدثة الرئاسية بثينة شعبان و آخرون)(87)
• حظر السفر على العديد من الأفراد (ولكن ليس الرئيس ، مما يمنحه الخيار مغادرة البلاد)
واصلت الولايات المتحدة فرض حظر على معظم الصادرات غير الغذائية والطبية لسوريا منذ أيار- مايو 2004 (88). ووفقا إلى ذلك ، ألمح المسؤولون الأمريكيون في بعض الأحيان إلى أن العقوبات الأمريكية لن يكون لها تأثير كبير مثل الحظر النفطي الأوروبي المفروض منذ أيلول-سبتمبر 2011(89).
تسليح المعارضة السورية
كررت حكومة الولايات المتحدة في عدد من المناسبات أنها تعارض توريد الأسلحة إلى المعارضة السورية. على سبيل المثال ، قالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية بتاريخ 14 شباط-فبراير 2012 "ما زلنا نعتقد أن الحل لا يكن في إدخال مزيد من الأسلحة إلى سوريا. الحل هو بإسكات صوت السلاح, وهذا ما نعمل عليه "(90). وبالمثل حدد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية بتاريخ 30 في مارس 2012 السياسة الأمريكية حول هذه القضية بقوله "هدفنا الرئيسي وتركيزنا مع شركائنا هو إسكات صوت السلاح [ وليس سماع قعقعته]، وأولا وقبل كل شيء ،إسكات سلاح الأسد ثم ، كما قال كوفي عنان ،حين اتخذ الخطوات الملائمة لتنفيذ الوعود التي قطعها ، ثم كوفي عنان في المقام الأول ،بل أيضا كل شخص لديه تأثير يعمل مع المعارضة ليوضح لهم أنه ينبغي وضع سلاحهم جانبا (91). وفي الآونة الأخيرة ، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة تقدم مساعدات "غير قاتلة" للمعارضة السورية ، دون ذكر ما يعنيه هذا أو إلى أي الجماعات تم تقديم مثل هذه المساعدة ، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تدعم "الجماعات المسلحة" (92). و ثمة ما هو أكثر من ذلك , فقد اتهم وزير الخراجية الروسي سيرغي لافروف الحكومة الأمريكية مؤخرا بـ"تأمين السلاح للمعارضة السورية الذي تستخدمه ضد الحكومة السورية ، وهناك تقارير وسائل الاعلام تشير بأن عملاء وكالة المخابرات المركزية يقدمون العون لتنسيق تدفق الأسلحة عبر تركيا إلى أعضاء المعارضة السورية المسلحة(93).
ردود الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة
حافظ الاتحاد الأوروبي على سياسة مماثلة لسياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا: أولاً الدعوة إلى الإصلاحات، قبل فرض سلسلة من العقوبات المستقلة ، وفي النهاية دعوة الرئيس الأسد إلى " التنحي "في آب-أغسطس 2011. من المحتمل أن تكون عقوبات الاتحاد الأوروبي أكثر فاعلية من العقوبات المستقلة للولايات لأن الاقتصاد السوري أكثر ارتباطا بالأسواق الأوروبية .
في بداية آذار- مارس 2011 ، أصدرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بيان عبرت فيه عن "القلق العميق" للاتحاد الأوروبي إزاء الوضع في سوريا ، وأشار البيان إلى الإدانة الشديدة للاتحاد الأوروبي " للقمع العنيف ، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية ضد الاحتجاجات السلمية"(94).
فرض الاتحاد الأوروبي مجموعة تدريجية من العقوبات المستقلة على سوريا ،بدأت بحظر بيع الأسلحة و الحصار وتجميد السفر / الأصول لعدد من الأفراد (بما في ذلك الرئيس الأسد) ، وبلغت العقوبات ذروتها في فرض حظر على استيراد النفط السوري في أيلول-سبتمبر 2011 (95). كدليل على قوة هذا التحرك . علما أنه قبل الانتفاضة كانت ما معدله 95% من النفط السوري يجد طريقه إلى أوروبا (96). و في أيار-مايو 2012 ، أفيد بتسبب "خسارة كبيرة" للاقتصاد السوري بسبب حظر استيراد النفط(97). وبحلول حزيران-يونيو 2012 ، تم فرض ستة عشر سلسلة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا (98). إلى جانب التدابير المشار إليها أعلاه ، وتشمل :
• حظر الاستثمار في قطاعات إنتاج النفط والغاز والكهرباء في سورية
• تجميد أصول المصرف المركزي السوري ، وفرض حظر على توريد الأوراق النقدية أو العملات له
• حظر التجارة بالذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع الهيئات العامة السورية
• حظر القروض أو المنح المقدمة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى سوريا
• حظر تصدير المعدات أو التكنولوجيا أو البرامج التي يمكن استخدامها للرصد أو اعتراض الإنترنت أو الاتصالات الهاتفية
• حظر فتح فروع جديدة للمصارف السورية داخل الاتحاد الأوروبي ، وحظر فروع أو حسابات جديدة لبنوك الاتحاد الأوروبي في سوريا
• حظر تصدير البضائع الكمالية إلى سوريا (99).
في 18 أغسطس 2011 ، في ذات اليوم الذي دعا فيه الرئيس أوباما الرئيس الأسد إلى "التنحي " قالت ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين الممثل أشتون في بيان إعلامي: " أكد الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا على ضرورة وقف القمع الوحشي و إطلاق سراح المتظاهرين المحتجزين، وحرية الوصول من قبل المنظمات الإنسانية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المسموح بها ، وإطلاق حوار سوري وطني حقيقي وشامل. ومع ذلك ، بقيت القيادة [السورية] تتجاهل دعوات الاتحاد الأوروبي وكذلك دعوات المجتمع الدولي بما في ذلك جيران سوريا. و إن دل هذا و فإنما يدل على أن عدم رغبة النظام السوري في التغيير . لقد فقدت وعود الرئيس بالإصلاح مصداقيتها لأن الإصلاحات لا يمكن أن تنجح في ظل قمع دائم. و يشير الاتحاد الأوروبي بهذا الصدد إلى الخسارة الكاملة لشرعية بشار الأسد في عيون الشعب السوري وضرورة أن يتنحى" (100). منذ ذلك الحين ، دعا الاتحاد الأوروبي باستمرار الرئيس الأسد إلى التنحي ، وقد شارك بنشاط في اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية ، وأيد جامعة الدول العربية / كوفي عنان السلام الخطط المذكورة أعلاه(101).
المملكة المتحدة (102)
ازدادت تصريحات المملكة المتحدة المتعلقة بالشأن السوري في القوة تدريجيا , مثلها مثل التصريحات الأمريكية و تصريحات والاتحاد الأوروبي ، ما بين في آذار -مارس وآب-أغسطس 2011 – وفي حين دعت في البداية الحكومة السورية في البداية إلى "احترام حقوق شعبهم في الاحتجاج السلمي ،و انتقلت إلى دعوة الرئيس الأسد في 18 آب-أغسطس إلى "التنحي" (103). و في 6 شباط- فبراير صرح وليام هيغ ، وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث في العام 2012 ، الخطوط العريضة لسياسة بريطانيا بخصوص سوريا في مجلس العموم (104). ذكر الوزير هيغ أن بريطانيا ستقوم بما يلي:
• مواصلة دعم جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية (بما في ذلك تعيين المبعوث المشترك للأمم المتحدة و الجامعة لعربية )
• تكثيف الاتصالات مع المعارضة السورية
• لعب دور فعال في اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية و مواصلة إثارة القضية في مجلس الأمن(105).
قدمت الحكومة البريطانية كميات صغيرة من المساعدات الأجنبية للمتضررين السوريين , وقد أعربت عن أسفها للصعوبة في تقديم العون على حد سواء للمناطق الأكثر تأثرا من قبل الانتفاضة واستجابة الحكومة السورية(106).
علقت المملكة المتحدة مؤقتًا عمل سفارتها في دمشق ، وفي أيار-مايو 2012 طرد السفير السوري في المملكة المتحدة. و تعتبر الحكومة البريطانية المجلس الوطني السوري "ممثلاً شرعياً" للشعب السوري(107) . و رغم هذا الاعتراف ، تعارض الحكومة البريطانية تسليح المعارضة السورية(108). وفي نهاية حزيران-يونيو 2012 ، واصلت بريطانيا دعمها لخطة عنان للسلام ، بحجة أنه في ذلك الوقت كانت خطته هي "أفضل فرصة لكسر دائرة العنف المتواصل "(109).
الاستجابة التركية
تحسنت العلاقات التركية السورية في العقد الثاني من القرن العشرين بعد سنوات من العداء بخصوص الأراضي، و الماء والنزاعات حول السياسة الخارجية. و في العام 2004 ، وقعت الدولتان اتفاقية التجارة الحرة ، كما قامتا بمناورات عسكرية مشتركة في العام 2009 (110). ومع بداية الانتفاضة توترت العلاقة بين البلدين , حيث أدانت تركيا بانتظام الإجراءات السورية ، وقدمت ممرات آمنة للمتمردين السوريين ، وأيدت المجلس الوطني السوري المعارض (الذي ساعدت الحكومة التركية في إنشائه ) (111). وخلال أيلول-سبتمبر 2011 ، تحدث رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان أثناء زيارته لليبيا بقوة في دعم الانتفاضة السورية :"أولئك الذين يقمعون شعبهم في سوريا لن ينجوا. لقد انتهى زمن الأنظمة الأوتوقراطية. إن حكم الشعب قادم , وسوف تختفي الأنظمة الشمولية" (112).
الاستجابة الروسية
تعتبر روسيا ، حليف قديم ومزود للأسلحة إلى سوريا. وقد بدت روسيا مترددة في توجيه انتقاد مباشرة للنظام السوري وعارضت تطبيق العقوبات الدولية من خلال مجلس الأمن. كما عارضت ا قرار لمجلس الأمن يدين الحكومة السورية من دون إدانة المعارضة السورية. وحاول المسؤولون الروس شرح موقفهم من سوريا من خلال عدد من التصريحات.
منذ بداية الانتفاضة كانت تعليقات وزارة الشؤون الخارجية الروسية تشدد باستمرار على ضرورة إنهاء العنف (من أي مصدر) ، وعدم قبول "التدخل الخارجي" ، والحاجة إلى إجراء إصلاح سياسي في سوريا. كما أعربت الحكومة الروسية بانتظام عن رغبتها في تجنب تكرار "الوضع الليبي" حيث ، وفقا لروسيا ، تم استغلال قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإنشاء منطقة حظر جوي في ليبيا كوسيلة للقيام بتغيير النظام (113). ففي حزران- يونيو 2011 ، على سبيل المثال ، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إدانة محتملة لمجلس الأمن الدولي الحكومة السورية قائلا" ليس من مصلحة أحد أن يرسل رسائل إلى المعارضة في سوريا أو في أي مكان آخر كم قبيل (إذا رفضت جميع العروض المعقولة ، فسوف نأتي ونساعدك كما فعلنا في ليبيا)..مثل هذا الطرح على درجة عالية من الخطورة "(114). وبالمثل ، في آب- أغسطس 2011 ، وفي أعقاب إصدار "البيان الرئاسي لمجلس الأمن" في آب-أغسطس 2011 ( الذي تمت مناقشته أعلاه) ، ذكر بيان إعلامي لوزارة الخارجية الروسية أن :"موسكو مقتنعة بوجوب التوصل إلى حل في البلاد من قبل السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي عن طريق الحوار الشامل ، وهو الطريقة الوحيدة لحل الأزمة. من المهم أن يجد هذا الموقف صدى له في البيان . وستواصل روسيا المثابرة في الدعوة إلى عملية تسريع سياسية واقتصادية طال انتظارها والتحول الاجتماعي في سوريا على طريق الإصلاحات العميقة التي أعلنت عنها حكومة البلاد على أساس عدم مقبولية العنف ، والبحث عن إجماع وطني وعملية سياسية شاملة( 115)
دعت الحكومة الروسية بشكل منتظم إلى "برنامج إصلاح واسع النطاق" في سوريا ، ورحبت بمختلف المبادرات التي أعلنت عنها الحكومة السورية. على سبيل المثال ، في آب-أغسطس 2011 ، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى: "إطلاق محتمل لحوار شامل وجاد ومسؤول للتصدي له المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية الملحة لصالح جميع السوريين
استعادة الوئام المدني وضمان التنمية الديمقراطية المستقرة للبلاد(116)."
دعمت موسكو بشكل حذر الاستفتاء على الدستور الذي انعقد في سوريا في 26 حزيران-يونيو 2012 ، وتصفه في أحد البيانات بأنه "خطوة مهمة نحو تنفيذ سياسة الإصلاح الحالية من قبل الحكومة السورية "وفي بيان آخر قالت عنه " أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا" (117).وبالمثل ،رحبت روسيا بالانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 أيار-مايو 2012 ، والتي فاز فيها حزب البعث وحلفائه المستقلون بأكثر من 90 في المائة من المقاعد، واعتبرت روسيا هذه الانتخابات "خطوة لتنفيذ" الإصلاحات الضرورية "(118).
وفي بعض الأحيان ، كان المسؤولون الروس ينتقدون مباشرة نظام الأسد أو يسعون إلى النأي بأنفسهم عن الحكومة السورية. في منتصف تموز-يوليو 2011 قال رئيس الوزراء فلاديمير بوتين "نحن بحاجة إلى الضغط على قيادة أي بلد تكون فيها اضطرابات هائلة ،لاسيما إذا ترافقت مع إراقة الدماء" , وفي مطلع آب-أغسطس ، حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الأسد من" مصير محزن "إذا فشل في الإصلاح ، مضيفًا أن الأسد بحاجة إلى إجراء إصلاحات عاجلة ، والتصالح مع المعارضة ، و استعادة السلام وإقامة دولة حديثة "(119).
كما أعلنت روسيا دعمها المستمر للمبادرات الدولية التي طرحتها الجامعة العربية و المبعوث الخاص للأمم المتحدة / الجامعة العربية كوفي عنان (120). بالإضافة إلى ذلك ، فقد دعت روسيا في العديد من المناسبات "أولئك الذين لديهم تأثير على جماعات المعارضة" للضغط عليهم ليكفوا عن أعمال العنف ،كما يجادل وزير الخارجية لافروف في سياق وقف إطلاق النار في نيسان-أبريل 2012: "سيكون من الأفضل للولايات المتحدة والدول الأخرى التي لديها إمكانية الوصول المباشر إلى مختلف جماعات المعارضة السورية أن لا تشير إلى روسيا والصين ، ولكن بالمضي قدما نحو ... إجبار الجميع على وقف قتل بعضهم البعض . نريد مرة أخرى اليوم أن ندعو جميع المعارضة (الجماعات) وجميع الدول التي لها تأثير سياسي عليها , وبالأخص على المعارضة المسلحة لاستخدام نفوذها بهدف وقف إطلاق النار على الفور من قبل جميع الأطراف.(121).
لا تشارك روسيا في اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية ، بحجة أن هذه اللقاءات لها " قالب أحادي وواحد" و "تتعارض مع أهداف التسوية السلمية المدنية للنزاع (122).
وقدرت هيئة الإذاعة البريطانية أن لدى روسيا حاليا عقود أسلحة بقيمة 1.5 مليار دولار مع سوريا. هذا كما أفيد أن سفينة شحن كبيرة واحدة على الأقل من الذخيرة الروسية تم تسليمها إلى سوريا في كانون الثاني-يناير 2012.(123).
الاستجابة الصينية
بعد حوالي شهر من بدء الانتفاضة في سوريا ، أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية سياسة الصين تجاه سوريا في ذلك الوقت:" إن سوريا بلد ذات تأثير كبير في منطقة الشرق الأوسط. وتعتقد الصين أنه عندما يتم التعامل بصورة صحيحة مع الوضع القائم في سوريا حينها نكون في الاتجاه الصحيح و المقاربة السليمة لحل الخلافات الداخلية عن طريق الحوار السياسي والحفاظ على استقرار البلد فضلا عن استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة , الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده بصورة مستقلة و دون إملاءات خارجية (124).
وظل موقف الصين العام ثابتا منذ نيسان-أبريل 2011. و في آذار-مارس 2012 ، أشار لمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى سياسة الصين الحالية بشيء من التفصيل:
1. على الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية الوقف الفوري وبشكل كامل لجميع أعمال العنف دون شروط ، ولا سيما العنف ضد المدنيين الأبرياء. وعلى جميع الفصال المختلفة في سوريا أن تعبر تطلعاتها السياسية عبر وسائل غير عنيفة.
2. يجب على الحكومة السورية ومختلف الفصائل أن تضع في اعتبارها المصالح الأساسية و الراسخة لبلدهم وشعبهم ، وإطلاق حوار سياسي شامل على الفور دون شروط مسبقة أو نتيجة محددة سلفا من خلال الوساطة المحايدة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، و الاتفاق على خارطة طريق شاملة و تفصيلية وجدول زمني للإصلاح من خلال التشاور وتنفيذه في أقرب وقت ممكن بهدف استعادة الاستقرار الوطني والنظام العام.
3. تدعم الصين الدور الرائد للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية. كما تؤكد أنه في ظل شرط احترام سيادة سوريا ، الأمم المتحدة أو جهة أخرى غير منحازة مقبولة من جميع الأطراف عليه إجراء تقييم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا ، وضمان تسليم وتوزيع المساعدات الإنسانية. الصين على استعداد لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. نحن نعارض أي شخص يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا تحت ذريعة قضايا "إنسانية".
4. على جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي أن تحترم بجدية استقلال و سيادة ووحدة و سلامة أراضي سوريا وحق الشعب السوري في اختيار مسار تطوره و نظامه السياسي بشكل مستقل، وتهيئة الظروف و تقديم المساعدة الضرورية والبناءة لمختلف الفصائل السياسية في سوريا للبدء في عملية الحوار واحترام نتائجه .ولا توافق الصين على التدخل المسلح أو الدفع لـ"تغيير النظام" في سوريا ، وتعتقد الصين أن استخدام العقوبات أو التلويح بها لا يساعد في حل المشكلة بشكل مناسب.
5. ترحب الصين بتعيين المبعوث الخاص المشترك للأزمة السورية من قبل الأمم المتحدة و الجامعة العربية وتدعمه في لعب دور بناء في إحداث التغيير السياسي لحل الأزمة. كما تدعم الصين الجهود النشطة التي تبذلها جامعة الدول العربية لتعزيز الحل السياسي للأزمة.
6. التقيد الصارم لأعضاء مجلس الأمن بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية. و أن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، مستعدة للوفاء بشكل جدي بالتزاماتها ومسؤولياتها ، والانخراط مع بقية الأعضاء سواسية للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية بما في ذلك التشاور الكامل مع الأطراف الأخرى ضمن الجهود الرامية لضمان وحدة مجلس الأمن "(125).
في متابعة هذه السياسة ، انضمت الصين إلى روسيا في استخدام الفيتو ضد قرارين لمجلس الأمن الدولي و بالتالي عارضت فرض عقوبات دولية من خلال مجلس الأمن. لقد كان استخدام الفيتو من قبل الصين حدثا نادرا في تاريخ مداولات مجلس الأمن – و يرى البعض أن استخدام الصين للفيتو فيما يتعلق بسوريا يعبر ببساطة عن سياسة الصين الراسخة بعدم التدخل ، أو رد فعل على ما حدث في ليبيا ، أو وسيلة لبناء علاقاتها مع روسيا(126).
الاستجابة الاسترالية
دعت الحكومة الأسترالية في البداية إلى "ضبط النفس" في تعامل السلطات السورية مع "الاحتجاجات" ، كما دعت نظام الأسد لتنفيذ "الإصلاح السياسي والاقتصادي الحقيقي بدون تأخير"(127). وبدء من نيسان-أبريل 2011 ، طبقت أستراليا مجموعة متدرجة من العقوبات المستقلة التي استهدفت النظام السوري فقامت بفرض عقوبات مالية على رموز النظام الرئيسية ، وحظر بيع الأسلحة وقيود تجارية على قطاع المحروقات والخدمات المالية والاتصالات السلكية واللاسلكية(128). و تم تطبيق عقوبات أحدث في 25 جزيران-يونيو 2012 (129).
في حزيران-يونيو 2011 ، أعلن وزير الخارجية آنذاك كيفن رود أن أستراليا أرسلت خطابا إلى مجلس الأمن تطلب منه إحالة الرئيس الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية. استراليا كانت واحدة من أوائل الدول التي طالبت بهذا الإجراء(130).
وفي 19 آب-أغسطس 2011 ، و بعد نداءات مماثلة من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ، دعا وزير الخارجية الأسترالي بالوكالة كريغ إيمرسون الرئيس الأسد إلى "التنحي". وأضاف "يجب السماح لشعب سوريا بالمشاركة في النشاط السياسي السلمي وإعطائه فرصة لتحديد مستقبلهم "(131).
و في 15 شباط- فبراير 2012 ، أدلى وزير الخارجية كيفين رود ببيان حول سوريا وإيران في مجلس النواب قدم فيه ملخصاً لسياسة أستراليا فيما يتعلق بالحكومة السورية والانتفاضة: "لقد تمادى النظام واكتسب الجرأة بسبب عدم اتخاذ أي إجرار رادع من مجلس الأمن التابع, مازالت حمص تتعرض لهجمات متكررة , وتتكشف لنا أزمة إنسانية ذات أبعاد مأساوية. ... لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب استمرار هذا العنف. في الاسبوع الماضي اتصلت في القائم بالأعمال السوري السيد جودت علي ، للتأكيد على مخاوف الحكومة الأسترالية الخطيرة حول تفاقم الأزمة في سوريا واستمرار سفك الدماء. وشددت على أن نظام الأسد فقده شرعيته عندما بدأ في استخدام السلاح ضد شعبه وأن الوقت قد حان للأسد كي يرحل . لقد قلت أن هذا الرأي أصبح الآن شبه عالمي -ليس فقط كما هو واضح في التصويت في مجلس الأمن حيث صوت 13 من أعضاء المجلس الخمسة عشر لدعم القرار المقترح ، ولكن الأهم من ذلك ، من خلال الموقف الجماعي للجامعة العربية. ... كانت جامعة الدول العربية تسعى بنشاط لتحقيق السلام في سوريا وإنهاء إراقة الدماء - على الرغم من عدم وجود دعم من بعض أعضاء مجلس الأمن. اجتمع أعضاء جامعة الدول العربية مؤخرا في الثاني عشر من شباط- 12 [2012] في القاهرة لمناقشة الخطوات القادمة [و إقرار خطة السلام الخاصة بها التي تم استعراضها أعلاه]. ... لقد أشرت في الماضي ، بما في ذلك في هذا المكان ، دعم أستراليا القوي لجهود الجامعة العربية. لقد أظهرت العزم والقيادة لنرى نهاية إراقة الدم المروعة في سوريا والمساعدة في رفع قبضة النظام و الكف عن شعبها. ونحن مدينون لهم، وإلى الجامعة العربية ، بالمثل ، الحفاظ على عزمنا ودعمنا. ... تحتاج روسيا والصين إلى إعادة النظر في التزامهما تجاه الشعب السوري(132). "
واصل وزير الخارجية الأسترالي الحالي ، بوب كار ، بشكل أساسي نهج رود. وأعلن في بداية نيسان-أبريل ،أن أستراليا ستقدم 5 ملايين دولار "لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا". سيذهب مليونين منها إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية و 3 ملايين دولار إلى برنامج الغذاء العالمي(133) . وأعرب كار أيضا عن دعم الحكومة الأسترالية لخطة عنان للسلام ودعم مجلس الأمن لتلك الخطة ، وأدان التفجيرات الانتحارية في سوريا (134).
وكما ذكر أعلاه ، طردت أستراليا القائم بالأعمال السوري جودت علي [وهو أعلى تمثيل دبلوماسي لسوريا في استراليا] ، بتاريخ 29 أيار-مايو 2012 ، وهي الخطوة التي تبعتها العديد من الدول الغربية الأخرى. وفي آخر تحرك كبير, اجتمع وزير الخارجية كار بتاريخ 16 حزيران-يونيو 2012 مع عبد الباسط سيدا الرئيس المنتخب حديثا للمجلس الوطني السوري(135). وقال كار في الاجتماع "نحن نؤيد الجهود المبذولة لتنسيق و تنظيم أحزاب المعارضة وضمان وصول صوت الشعب السوري في المجال الدولي "(136).
خلاصة
خلال 16 شهرا من عمر الانتفاضة السورية ، تطور موقف الدول الغربية ببطء من الدعوة للإصلاحات الديمقراطية ،إلى لدعوة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ،إلى ما وصل به الأمر في الآونة الأخيرة تقديم بعض الدعم للمعارضة السورية (المسلحة وغير المسلحة). وظلت مواقف روسيا ومواقف الصين أكثر فتورا ، على الرغم من أن البيان الختامي للأمم المتحدة حول سوريا الصادر بعد 30 حزيران -يونيو 2012 قد يشير إلى بعض التحول في موقف كل من هذين البلدين.
لقد فشلت إلى حد كبير المبادرات الدولية المختلفة التي حاولت وقف العنف أو إيجاد حل لـ "الأزمة السورية"، وربما كان منسوب العنف في حزيران-يونيو 2012 مرتفعا أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الأزمة , وعلينا أن ننتظر ما قد يسفر عنه الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة حول إنهاء الأزمة في سوريا أو سيكون مصيره مثل غيره من المبادرات الدولية التي سبقته
......................
ملاحظات
العنوان الأصلي: International responses to the Syrian uprising: March 2011–June 2012
الناشر : Parliament of Australia: Department of Parliamentary Services. 13 July 2012
إعداد: Marty Harris :Foreign Affairs, Defence and Security Section
المترجم:محمود الصباغ
.........................
*منطقة الحولة وسط سوريا كانت تقع ضمن مناطق سيطرة المعارضة , قامت قوات النظام يوم 25 أيار-مايو 2012 بارتكاب مجزرة فيها أدت إلى مقتل 108 شخصا بينهم 34 امرأة و 49 طفلاً وألقت جماعات المعارضة ، فضلاً عن العديد من الدول الغربية ، باللائمة على أعمال القتل على شبيحة النظام و الميليشيات التابعة له , في حين اعتبرت الحكومة أن "الجنعات الإراهابية المسلحة " هي المسؤولة عن المجزرة [انظر الهامش 17]
1 L Charbonneau, ‘Syria conflict now a civil war, UN peacekeeping chief says,’ Reuters, 12 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.reuters.com/article/2012/06/12/us-syria-crisis-un-idUSBRE85B1BI20120612
2. This paper does not discuss the uprising itself in detail for good summaries of the events between March 2011 and May 2012 see JM Sharp and CM Blanchard, Syria: unrest and US policy, CRS Report for Congress, Washington, Congressional Research Service, 24 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.fas.org/sgp/crs/mideast/RL33487.pdf ؛ and B Smith, The Syrian crisis—May 2012, Standard Note SNIA/6271, House of Commons Library, 9 May 2012, viewed 3 July 2012, ، http://www.parliament.uk/briefing- papers / SN06271.pdf
3. United Nations High Commissioner for Refugees (UNHCR), Presidential statements, UNHCR website, viewed 3 July 2012,
http://www.unhcr.org/cgi-bin/texis/vtx/refworld/rwmain؟page=type&skip=0&type=PRESSTATEMENTS
4. UNSC, Security Council, in Statement, condemns Syrian authorities for ‘widespread violations of human rights, use of force against civilians’, media release, 3 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/News/Press/docs/2011/sc10352.doc.htm
5. For further detail on the negotiations on Syria at the UNSC in August 2011 see R Dergham, ‘The UN Security Council’s pro-Syrian “Defiance Coalition” crumbles’, Huffington Post, 5 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.huffingtonpost.com/raghida-dergham/un-security-council-syria_b_919459.html
6. Amnesty International, UN Security Council Syria statement completely inadequate, media release, 4 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.amnesty.org/en/news-and-updates/un-security-council-syria-statement- ٪ E2٪ 80٪ 98completely- inadequate% E2٪ 80٪ 99-2011-08-04
7. UNSC, Draft Resolution: S/2011/612, New York, UNSC, 4 October 2011, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/2011/612
8. UNSC, 6627th meeting: S/PV.6627: provisional, New York, UNSC, 4 October 2011, pp. 3–4, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/PV.6627
9. Ibid., p. 4 on UNSC Resolution 1973 see N Brew, N Brangwin, M Harris and N Markovic, Libya and the United Nations Security Council Resolution (UNSCR) 1973, FlagPost, Parliamentary Library, 24 March 2011, viewed 3 July 2012, http://parliamentflagpost.blogspot.com.au/2011/03/libya-and-united-nations-security.html
10. N Brew, N Brangwin, M Harris and N Markovic, ibid.
11. UNSC, Draft Resolution: S/2021/77, New York, UNSC, 4 February 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/2012/77
12. UNSC, 6711th meeting: S/PV.6711: provisional, New York, UNSC, 4 February 2012, p. 9, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/PV.6711
13. Ibid., p. 9.
14. Ibid., p. 7.
15. UNSC, Resolution 2042 (2012), New York, UNSC, 14 April 2012, viewed 3 July 2012, HTTP: // daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N12/295/28/PDF/N1229528.pdf؟OpenElement
16. UNSC, 6751st meeting: S/PV.6751: provisional, New York, UNSC, 14 April 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/PV.6751
17. UNSC, Resolution 2043 (2012), New York, UNSC, 21 April 2012, viewed 3 July 2012, HTTP: // daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N12/305/91/PDF/N1230591.pdf؟OpenElement
18. On 25 May 2012, 108 people, including 34 women and 49 children, were killed in opposition-held villages in the Houla region of central Syria. Opposition groups, as well as many Western countries, blamed the killings on pro-Government Shabiha (‘ghosts’) militia. The Syrian Government blamed the killings on ‘armed terrorist groups’. On the Houla events, see ‘Houla: how the massacre unfolded’, BBC News, 8 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-18233934 ‘Syrian government loyalists “may be responsible” for massacre – UN report’, The Guardian, 27 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/world/2012/jun/27/syria-loyalists-houla-massacre-un؟newsfeed=true and Human Rights Watch, Syria: UN Inquiry Should Investigate Houla Killings, media release, 28 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.hrw.org/news/2012/05/27/syria-un-inquiry-should-investigate-houla-killings
19. UNSC, Security Council press statement on attacks in Syria, media release, 29 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/News/Press/docs/2012/sc10658.doc.htm
20. UNHRC, ‘Resolution adopted by the Council at its sixteenth special session’, A/HRC/S-16/2, Report of the Human Rights Council on its sixteenth special session, Advance Unedited Version, 29 April 2011, pp. 3–4, viewed 3 July 2012, http://www2.ohchr.org/english/bodies/hrcouncil/docs/specialsession/16/Draft_report_16th_special_session.pdf. Note that UNHRC members Bangladesh, China, Cuba, Ecuador, Gabon, Malaysia, Mauritania, Pakistan, and the Russian Federation voted against this resolution.
21. Following a closed door meeting by the 53 member Asian Group, it was announced that Kuwait would stand as the Group’s candidate for election to the UNHRC, as a replacement for Syria Human Rights Watch, UN: Reject Syria’s Human Rights Council candidacy, media release, 6 May 2011, viewed 3 July 2012, http://www.hrw.org/news/2011/05/06/un-reject-syria-s-human-rights-council-candidacy Asian Human Rights Commission, NGOs urge Asian States not to allow Syria to run for Human Rights Council membership, media release, 5 April 2011, viewed 3 July 2012, http://www.humanrights.asia/news/alrc-news/ALRC-OLT-001-2011 and ‘Syria drops UN Human Rights Council bid’, Ynet News, 12 May 2011, viewed 3 July 2012, http://www.ynetnews.com/articles/0،7340،L-4067428،00.html
22. UNHRC, Preliminary report of the High Commissioner on the situation of human rights in the Syrian Arab Republic, Geneva, UNHRC, 14 June 2011, viewed 3 July 2012, http://www2.ohchr.org/english/bodies/hrcouncil/docs/17session/A.HRC.17.CRP.1_Englishonly.pdf
23. UNHCHR, Report of the Fact-Finding Mission on Syria pursuant to Human Rights Council resolution S-16/1, Geneva, Office of the High Commission for Human Rights, 18 August 2011, viewed 3 July 2012, http://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/Full_Report_965.pdf
24. UNHRC, Report of the independent international commission of inquiry on the Syrian Arab Republic, Geneva, UNHRC, 22 February 2012, p. 1, viewed 3 July 2012, http://www.ohchr.org/Documents/HRBodies/HRCouncil/RegularSession/Session19/A-HRC-19-69_en.pdf
25. On the Arab League’s role in the Libyan civil war see ‘US welcomes Arab call for no-fly zone in Libya’, Al-Arabiya, 12 March 2011, viewed 3 July 2012, http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/12/141192.html on the Arab League itself see J Masters, Backgrounder: The Arab League, Council on Foreign Relations, Washington, 26 January 2012, viewed 3 July 2012, http://www.cfr.org/middle-east/arab-league/p25967 and ‘Profile: Arab League’, BBC News, 9 August 2011, viewed 3 July 2012, http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/country_profiles/1550797.stm
26. Pact of the League of Arab States, signed in Cairo, 22 March 1945, viewed 3 July 2012, http://avalon.law.yale.edu/20th_century/arableag.asp
27. More detail on the Arab League’s response to the Syrian uprising is available in M Küçükkeleş, ‘Arab League’s Syria policy’, SETA Policy Brief, no. 56, April 2012, viewed 3 July 2012, http://setadc.org/policy-briefs/434-arab-leagues- syrian-policy
28. Cited in M Chulov, ‘Arab League issues first condemnation of Syria violence’, The Guardian, 14 June 2011, viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/world/2011/jun/14/arab-league-condemnation-syria-violence
29. ‘Excerpts: Arab League s Mussa angers Syria: Syrian crackdown intensifies’, Independent Media Review Analysis, 15 June 2011, viewed 3 July 2012, http://www.imra.org.il/story.php3؟id=52798
30. Ibid.
31. ‘Arab states seek to end Syria crisis’, Al-Jazeera English, 28 August 2011, viewed 3 July 2012, http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/08/201182743723676965.html on the Ramadan protests and the Government’s response see B Dehghanpisheh, ‘Syria’s failed Ramadan crackdown’, The Daily Beast, 13 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.thedailybeast.com/articles/2011/08/13/syria-protests-and-bashar-al-asad-s- failed-ramadan-crackdown.html
32. Reuters, ‘Arab foreign ministers to meet on Syria after League visit delayed’, Haaretz, 7 September 2011, viewed 3 July 2012, http://www.haaretz.com/news/middle-east/arab-foreign-ministers-to-meet-on-syria-after-league-visit-delayed
1.383076
33. S Abu-Husain and S Jumaa, ‘Syria’s Arab League membership under threat’, Al-Sharq Al-Awsat , 9 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.asharq-e.com/news.asp؟section=1&id=26506
34. ‘Arab League urges to halt bloodshed in Syria’, Xinhua, 9 September 2011, viewed 3 July 2012, http://news.xinhuanet.com/english2010/world/2011-09/14/c_131136758.htm
35. A Blomfield, Arab League presents Syria peace plan to Bashar al-Asad , The Telegraph , 11 September 2011, viewed
3 July 2012, http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/8755858/Arab-League-presents-Syria-
peace-plan-to-Bashar-al-Asad.html
36. Syria agrees to end crackdown, Arab League says , CNN, 3 November 2011, viewed 3 July 2012,
http://edition.cnn.com/2011/11/02/world/meast/syria-unrest/index.html
37. B Hope and P Sands, Arab League suspends Syria and threatens sanctions , The National, 13 November 2011, viewed
3 July 2012, http://www.thenational.ae/news/world/arab-league-suspends-syria-and-threatens-sanctions
38. Syria unrest: Arab League adopts sanctions in Cairo , BBC News, 27 November 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-15901360
39. Associated Press, Syria signs deal to allow Arab League observers into country , The Guardian, 19 December 2011,
viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/world/2011/dec/19/syria-to-admit-arab-league-observers
40. Ibid.
41. For criticism of the Arab League observer mission see Sudanese general s past casts shadow on Arab League
mission , France24, 26 December 2011, viewed 3 July 2012, http://www.france24.com/en/20111226-syria-arab-
league-observers-mission-chief-sudanese-general-al-dabi-uncertain-past and US skeptical of Syrian agreement on monitors opposition criticizes “new tactic” Al-Arabiya News, 20 December 2011, viewed 3 July 2012,
http://english.alarabiya.net/articles/2011/12/20/183517.html
42. A Samir, Arab League suspends Syria mission as violence rages , Reuters, 28 January 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.reuters.com/article/2012/01/28/us-syria-idUSTRE8041A820120128
43. Syria rejects Arab League plan for power transition opposition welcomes initiative , Al-Arabiya News, 23 January
2012, viewed 3 July 2012, http://www.alarabiya.net/articles/2012/01/23/189957.html
44. Ban Ki-Moon (UN Secretary-General) and N al-Araby (Arab League Secretary-General) Joint statement by the
Secretaries-General of the United Nations and of the League of Arab States on appointment of Kofi Annan as Joint
Special Envoy on the Syrian crisis, media release, 23 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.un.org/sg/statements/index.asp?nid=5880
45. Quoted in United Nations Security Council (UNSC), In Presidential Statement, Security Council gives full support to efforts of joint Special Envoy of the United Nations, Arab league, to end violence in Syria, media release, 21 March
2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/News/Press/docs/2012/sc10583.doc.htm
46. L Charbonneau and E Solomon, Annan says Syria agrees to April 10 peace deadline , Reuters, 2 April 2012, viewed
3 July 2012, http://www.reuters.com/article/2012/04/02/us-syria-idUSBRE82U07V20120402 and L Charbonneau
and M Nichols, UPDATE2—Annan tells UN council Syria truce may be in sight , Reuters, 2 April 2012, viewed 3 July
2012, http://www.reuters.com/article/2012/04/02/syria-un-idUSL2E8F2A9E20120402
47. AP, UN: Both sides in Syria violating the truce , CBS News, 1 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.cbsnews.com/8301-202_162-57425707/un-both-sides-in-syria-are-violating-the-truce/
48. Free Syrian Army rebels abandon Annan ceasefire , BBC News, 4 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-18325949 for quotes from President Asad s speech see R Marrouch
and PJ MacDonnell, Syria President Bashar Asad denies role in massacres , Los Angeles Times, 3 June 2012, viewed
3 July 2012, http://www.latimes.com/news/nationworld/world/la-fg-syria-asad-20120604,0,162207.story . The Free
Syria Army is the most prominent armed opposition group in Syria. Officially founded by former Syrian air force
Colonel Riad al-Asad in July 2011, the group is made up mostly of defecting Syrian armed forces personnel Jane’s
Terrorism and Insurgency Centre, Jane s Terrorism and Insurgency Centre country briefing: Syria, Jane s/IHS, London,
March 2012, p. 6 .
49. UN, UN suspends monitoring activities in Syria amid escalating violence, media release, 16 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=42251&Cr=Syria&Cr1
50. UN, Syria: chief UN observer says suffering of civilian population getting worse, media release, 19 June 2012, viewed
3 July 2012, http://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=42279&Cr=syria&Cr1 =
51. See for example Editorial: Syria: no peace, no plan , The Guardian, 8 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2012/jun/08/syria-peace-plan L Gold, Annan peace plan “clearly on life
support, but not dead yet” , CNN, 31 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://amanpour.blogs.cnn.com/2012/05/31/annan-peace-plan-clearly-on-life-support-but-not-dead-yet/ Britain:
time running out for Annan s Syria peace plan , Reuters, 14 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.reuters.com/article/2012/06/14/us-syria-un-idUSBRE85D1RW20120614 and France backs “obligatory”
Syria peace plan , Deutsche Welle, 13 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.dw.de/dw/article/0,,16019248,00.html
52. UN suspends monitoring activities in Syria amid escalating violence, op. cit.
53. J Irish, France, partners planning Syria crisis group: Sarkozy , Reuters, 4 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.reuters.com/article/2012/02/04/us-syria-france-idUSTRE8130QV20120204 and R Sayel, Clinton calls
for “friends of democratic Syria” to unite against Bashar al-Asad , The Guardian, 5 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.guardian.co.uk/world/2012/feb/05/hillary-clinton-syria-asad-un
54. R Abouzied, The emergency session on Syria: that s what friends are for? Time Magazine, 24 February 2012 ,viewed
3 July 2012, http://www.time.com/time/world/article/0,8599,2107636,00.html
55. “Friends of Syria" conference s final statement , Asharq Al-Awsat , 1 April 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.asharq-e.com/news.asp?section=3&id=29087
56. Meeting of the Group of Friends of the Syrian People—Statement of Chairman s conclusions, media release, 6 July
2012, viewed 8 July 2012, http://www.diplomatie.gouv.fr/en/spip.php?page=article_imprim&id_article=17403
57. B Carr (Minister for Foreign Affairs), Expulsion of the Syrian Chargé d Affaires, media release, 29 May 2012, viewed
3 July 2012, http://foreignminister.gov.au/releases/2012/bc_mr_120529b.html
58. For more on this incident see M Harris, The expulsion of Syrian diplomats , FlagPost, Parliamentary Library, 30 May 2012, viewed 3 July 2012, http://parliamentflagpost.blogspot.com.au/2012/05/expulsion-of-syrian-diplomats.html
59. The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Comment of Russian MFA Official Representative AK
Lukashevich on Decision of Several States on Expulsion of a Number of Syrian Ambassadors and Diplomats, media
release, 30 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/17b7f20259d88d9244257a160039da7
0!OpenDocument
60. K Annan (Joint Special Envoy of the UN and the League of Arab States on Syria), UN-Arab League Envoy: Action Group for Syria to meet on Saturday, media release, 27 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.un.org/apps/news/story.asp/http%3Cspan%20class= pullme %3EIt%20has%20become%20increasingly%
20clear%20that%20disasters%20are%20setting%20back%20efforts%20in%20development%20%E2%80%93%20they%20can%20cripple%20the%20economy,%20destroy%20infrastructure,%20and%20plunge%20more%20people%20in to%20poverty%3C/span%3E://www.unisdr.org/www.unicef.org/html/story.asp?NewsID=42332&Cr=Syria&Cr1 =
61. AFP, Russia says Iran should be part of Syria summit , Ahram Online, 26 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://english.ahram.org.eg/NewsContent/2/0/46265/World/0/Russia-says-Iran-should-be-part-of-Syria-
summit.aspx
62. PJ McDonnell, Clinton to attend UN “action group” meeting on Syria Iran snubbed , Los Angeles Times, 27 June
2012, viewed 3 July 2012, http://latimesblogs.latimes.com/world_now/2012/06/clinton-to-attend-un-action-group-
meeting-on-syria-iran-snubbed.html
63. Action Group for Syria, Final Communiqué, 30 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.un.org/News/dh/infocus/Syria/FinalCommuniqueActionGroupforSyria.pdf
64. Annan sees shift in Russia and China positions on Syria , Al-Arabiya, 3 July 2012, viewed 3 July 2012,
http://english.alarabiya.net/articles/2012/07/03/224213.html
65. J Heilprin, Syria conference leaves open Assad question , Associated Press, 1 July 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.google.com/hostednews/ap/article/ALeqM5jFKOeS3jleJzv3apsJaDn9fISsSw?docId=02824983e8f54eee8
84ffa4743fd8b4a
66. HR Clinton (US Secretary of State), Press availability following the meeting of the Action Group on Syria, media
release, 30 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2012/06/194328.htm
67. Syria conference leaves open Assad question , op. cit
68. HR Clinton (US Secretary of State), Remarks after the international conference on the Libyan crisis, tran-script-, media release, 29 March 2011, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2011/03/159327.htm
69. E MacAskil, Barack Obama throws full US support behind Middle East uprisings , The Guardian, 20 May 2011, viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/world/2011/may/19/barack-obama-us-support-middle-east-uprisings Syria protests: Rights group warns of “Deraa massacre” , BBC News, 5 May 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-13299793 and Human Rights Watch, “ We ve neve r seen such
horror”: crimes against humanity by Syrian security forces, Human Rights Watch, New York, June 2011, pp. 24–26,
viewed 3 July 2012, http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/syria0611webwcover.pdf
70. Syria: Asad supporters attack US and French embassies , BBC News, 11 July 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-14111198
71. Clinton says Asad has “lost legitimacy” Al-Jazeera English, 12 July 2011, viewed 3 July 2012,
http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/07/201171204030379613.html
72. B Obama (US President), Obama on the situation in Syria, media release, 18 August 2011, viewed 28 June 2012,
http://iipdigital.usembassy.gov/st/english/texttrans/2011/08/20110818094932su0.1070019.html#axzz1YiyXhh13
73. JD Feltman (Assistant Secretary, Near Eastern Affairs, US Department of State), Testimony: US policy on Syria, Senate Foreign Affairs Committee, 9 November 2011, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/p/nea/rls/rm/176948.htm
74. On the constitutional referendum see M Harris, Syria s constitutional referendum— quite laughable ´-or- better late
than never ? , FlagPost, Parliamentary Library , 27 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://parliamentflagpost.blogspot.com.au/2012/02/syrias-constitutional-referendumquite.html on the
parliamentary elections see K Sharro, Syria s parliamentary elections: the specter of division , Al-Akbar, 21 May
2012, viewed 3 July 2012, http://english.al-akhbar.com/content/syria%E2%80%99s-parliamentary-elections-specter-
division
75. J Carney (US Press Secretary), Press Gaggle by Press Secretary Jay Carney en route Milwaukee, tran-script-, media
release, 15 February 2012, viewed 3 July 2012, http://www.whitehouse.gov/the-press-office/2012/02/15/press-
gaggle-press-secretary-jay-carney-en-route-milwaukee-wi-21512 V Nuland (US State Department Spokesperson),
Daily Press Briefing, tran-script-, media release, 15 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.state.gov/r/pa/prs/dpb/2012/02/183998.htm
76. West dismisses Syria constitution vote as “farce” , The Guardian, 27 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.guardian.co.uk/world/feedarticle/10114381
77. A Barker, Syria holds election “bordering on ludicrous” , ABC News, 8 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.abc.net.au/news/2012-05-08/syria-holds-election-snubbed-by-opposition/3996850
78. HR Clinton (US Secretary of State), Ad Hoc Ministerial Meeting on Syria, media release, 19 April 2012, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2012/04/188147.htm
79. HR Clinton (US Secretary of State), Remarks at meeting with the Syrian National Council, media release, 6 December 2011, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2011/12/178332.htm
80. HR Clinton (US Secretary of State), Press availability on the meeting of the Friends of the Syrian people, tran-script-,
media release, 24 February 2012, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2012/02/184635.htm
81. HR Clinton (US Secretary of State), Remarks during camera spray following meeting with the Syrian National Council, media release, 1 April 2012, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2012/04/187253.htm
82. Protesters attack US Embassy in Damascus , CBS News, 11 July 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.state.gov/secretary/rm/2012/04/187253.htm
83. KY Oweis, US pulls out envoy to Syria, southern strike spreads , Reuters, 24 October 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.reuters.com/article/2011/10/24/us-syria-usa-idUSTRE79N22G20111024
84. JD Feltman (Assistant Secretary, Near Eastern Affairs, US Department of State), Remarks on the return of Ambassador Ford to Syria, media release, 9 December 2011, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/p/nea/rls/rm/178547.htm
85. US State Department, Suspending Embassy operations in Syria, media release, 6 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2012/02/183352.htm
86. For information on pre-2011 US sanctions on Syria see US trade and financial sanctions against Syria, Embassy of the United States in Damascus website, no date, viewed 3 July 2012, http://damascus.usembassy.gov/sanctions-syr.html
87. US Department of Treasury, US Sanctions on Syrian President, Six Senior Officials, media release, 18 May 2011,
viewed 3 July 2012, http://iipdigital.usembassy.gov/st/english/texttrans/2011/05/20110518174850su5.455524e-
02.html#axzz1YiyXhh13
88. Executive Order 13338—Blocking Property of Certain Persons and Prohibiting the Export of Certain Goods to Syria, US Treasury, 13 May 2004, viewed 3 July 2012, http://www.treasury.gov/resource-
center/sanctions/Documents/13338.pdf
89. JD Feltman, Testimony: US policy on Syria, op. cit.
90. V Nuland (US State Department Spokesperson), Daily Press briefing, 14 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.state.gov/r/pa/prs/dpb/2012/02/183913.htm
91. Senior State Department official, Special briefing: senior State Department officials en route to Riyadh, Saudi Arabia,
media release, 30 March 2012, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2012/03/187218.htm
92. MC Toner (US State Department Spokesperson), Daily Press Briefing, media release, 4 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/r/pa/prs/dpb/2012/06/191704.htm
93. AFP, Russia accuses US of arming Syrian rebels , The Telegraph, 13 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/9329366/Russia-accuses-US-of-arming-Syrian-
rebels.html E Schmitt, CIA said to be steering arms to Syrian opposition , New York Times, 21 June 2012, viewed
3 July 2012, http://www.nytimes.com/2012/06/21/world/middleeast/cia-said-to-aid-in-steering-arms-to-syrian-
rebels.html?_r=1&pagewanted=all
94. Council of the European -union-, Declaration by High Representative, Catherine Ashton, on behalf of the EU on the violent crackdown on peaceful demonstrators in Syria, media release, 22 March 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.google.com.au/url?sa=t&source=web&cd=8&ved=0CEQQFjAH&url=http%3A%2F%2Fconsilium.europa.e u%2Fuedocs%2FNewsWord%2Fen%2Fcfsp%2F120169.doc&ei=gAx8Tt3-N-
mPiAekxbjaDg&usg=AFQjCNHutbt3LHozx5jPqNirJYFSAryU-w
95. See Council of the European -union-, EU imposes restrictive measures against Syria, media release, 9 May 2011,
viewed 3 July 2012, http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/121897.pdf .
Council of the European -union-, EU strengthens restrictive measures against Syria, media release, 23 May 2011,
viewed 3 July 2012, http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/122157.pdf .
Council of the European -union-, EU extends sanctions against Syria, media release, 23 June 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/123015.pdf and Council of the
European -union-, Council bans import of Syrian oil, media release, 2 September 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/124495.pdf
96. EU imposes embargo on Syrian oil imports , Weekend Australian, 3 September 2011, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressclp/1055511/upload_binary/1055511.pdffileType=applic
ation%2Fpdf#search=%22media/pressclp/1055511%22
97. PL Lyons, Oil sanctions take economic toll, Syria says , New York Times, 23 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.nytimes.com/2012/05/24/world/middleeast/syria-says-economic-pain-from-oil-sanctions-growing-
more-acute.html
98. Council of the European -union-, Sixteenth round of EU sanctions against the Syrian regime, media release, 25 June
2012, viewed 3 July 2012, http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/131161.pdf
99. European -union-, Factsheet: the European -union- and Syria, media release, 25 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/128379.pdf
100. Council of the European -union- , Declaration by the High Representative, Catherine Ashton, on behalf of the European -union- on EU action following the escalation of violent repression in Syria, media release, 18 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/en/cfsp/124393.pdf
101. Factsheet: the European -union- and Syria, op. cit.
102. This is a necessarily short discussion of the British Government s response to the Syrian uprising more information
can be found in B Smith, The Syrian crisis—May 2012, Standard Note SNIA/6271, House of Commons Library,
9 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.parliament.uk/briefing-papers/SN06271.pdf
103. W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), North Africa and the Middle East , United Kingdom, House of Commons, Debates, 24 March 2011, columns 1113–1115, viewed 3 July 2012,
http://www.publications.parliament.uk/pa/cm201011/cmhansrd/cm110324/debtext/110324-
0002.htm#11032467000004 and D Cameron (UK Prime Minister), N Sarkozy (French President) and A Merkel
(German Chancellor), UK, Germany and France call for President Assad to stand down, media release, 18 August
2011, viewed 3 July 2012, http://www.fco.gov.uk/en/news/latest-news/?view=PressS&id=645689682
104. W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), Syria , United Kingdom, House of Commons, Debates, 6 February 2012, columns 23–25, viewed 3 July 2012,
http://www.publications.parliament.uk/pa/cm201212/cmhansrd/cm120206/debtext/120206-
0001.htm#1202063000001
105. Ibid.
106. W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), Written answers: Syria , United Kingdom, House of Commons, Debates, 19 March 2012, columns 483–486, viewed 3 July 2012,
http://www.publications.parliament.uk/pa/cm201212/cmhansrd/cm120319/text/120319w0002.htm#12031939000
090
107. UK boosts Syria opposition ties, William Hague reveals , BBC News, 24 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.bbc.co.uk/news/uk-17157497
108. Written answers: Syria , United Kingdom, House of Commons, Debates, 19 March 2012, op. cit.
109. W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), UK-Russia tackle pressing foreign policy issues including Syria and Iran, media release, 29 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.fco.gov.uk/en/news/latest-news/?view=PressR&id=769789782
126. 110. Turkey-Syria economic and trade relations, Turkish Ministry of Foreign Affairs website, no date, viewed 3 July 2012, http://www.mfa.gov.tr/turkey_s-commercial-and-economic-relations-with-syria.en.mfa and Syria and Turkey
deepen bilateral relations , Brooking Institute website, 6 May 2009, viewed 3 July 2012,
http://www.brookings.edu/research/articles/2009/05/06-syria-turkey-saab
111. See for example Obama, Erdogan: Syrian gov t must end violence immediately , Jerusalem Post, 26 April 2011,
viewed 3 July 2012, http://www.dailymail.co.uk/news/article-2002082/Syria-protests-Turkeys-PM-turns-President-
Assad-15k-troops-Jisr-al-Shoughour.html W Longbottom, “This is savagery”: Turkey prime minister turns on Syrian
president as 15,000 troops move in on protest town , Mail Online, 10 June 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.dailymail.co.uk/news/article-2002082/Syria-protests-Turkeys-PM-turns-President-Assad-15k-troops-Jisr-
al-Shoughour.html and Syrian assault on Hama horrifies Turkish president , Today s Zaman, 1 August 2011, viewed
3 July 2012, http://www.todayszaman.com/newsDetail_getNewsById.action?newsId=252393
112. Syria s oppressors will not survive, Erdoğan says in Libya , Today s Zaman, 16 September 2011, viewed 3 July 2012, http://www.todayszaman.com/newsDetail_getNewsById.actionjsessionid=943CB533286586AAA66D81413C9885D3
?newsId=256939 for more on Turkey s role in the situation in Syria see S Cagaptay and AJ Tabler, How Washington
can work with Turkey on Syria , Policy Analysis, Washington Institute for Near East Policy, 14 July 2011, viewed 3 July 2012, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/how-washington-can-work-with-turkey-on-syria و
A Alobeid, The role of Turkey in the Syrian crisis and the challenges it faces , Centre for Mediterranean, Middle East
and Islamic Studies, University of Peloponnese, 23 September 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.cemmis.edu.gr/index.php?option=com_content&view=article&id=268:the-role-of-turkey-in-the-syrian-
crisis-and-the-challenges-it-faces&catid=76:gnomes&Itemid=95&lang=en

113. On Libya see Libya and the United Nations Security Council Resolution (UNSCR) 1973, FlagPost, op. cit.
114. H Meyer, B Cook and I Arkhipoz, Russia warns US, NATO against military aid to Syria protests after Libya , Bloomberg, 3 June 2011, viewed 3 July 2012, http://www.bloomberg.com/news/2011-06-01/russia-warns-us-nato-against-
military-aid-to-syria-protests-after-libya.html
115. The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, On the Security Council Presidential Statement on Syria, media release, 4 August 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/e32a9ac606d36781c32578e200515ca
8!OpenDocument
116. The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Russian MFA Press and Information Department comment on the situation in Syria, media release, 1 August 2011, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/a6f2cf5b8636e3e1c32578e0001e0d08
!OpenDocument .
117. See “Elections in Syria better late than never”—Lavrov , Russian Times, 15 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://rt.com/politics/russia-syria-un-resolution-hague-lavrov-407/ and The Ministry of Foreign Affairs of the
Russian Federation, Referendum on project of new constitution in Syria, media release, 27 February 2012, viewed
3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/4f977f004fe2522a442579b30029f45b
!OpenDocument
118. The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Comment of the Information and Press Department of MFA of Russia regarding the situation in and around Syria, media release, 10 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/76b1653a64254fd544257a050043fea
9!OpenDocument on the results of the parliamentary elections see J Landis, Election results of the May 7, 2012
Syrian elections , Syria Comment, 20 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.joshualandis.com/blog/?p=14669
119. Asad orders new Syrian amnesty , Al-Jazeera English, 21 June 2011, viewed 3 July 2012,
http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/06/2011621944198405.html and Medvedev: Syria s Asad risks
sad fate , Ynet News, 4 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-
4104743,00.html
120. For Russia s stated support for Arab League/UN initiatives see the Ministry of Foreign Affairs of the Russian
Federation, On the decisions of the League of Arab States on Syria , media release, 17 October 2011, viewed 3 July
2012, http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/6d3ef88e1d3e2ecbc325792d00228fe
9!OpenDocument AK Lukashevich (Official Representative, MFA of Russia), On worsening of humanitarian situation
in Russia, media release, 24 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/d8835757f071a399442579b200348f8
e!OpenDocument and the Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Comment of the Information and
Press Department of the Russian Ministry of Foreign Affairs on establishment of the International Monitoring Mission
in Syria by the UN Security Council, media release, 21 April 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/3892cbbcf3fb4c01442579ff002b0eaf!
OpenDocument
121. Quoted in N Astrasheuskaya and T Grove, Russia urges Syria, Annan to step up peace effort , Chicago Tribune,
10 April 2012, viewed 3 July 2012, http://articles.chicagotribune.com/2012-04-10/news/sns-rt-us-syria-
russiabre8390yy-20120410_1_syrian-opposition-syrian-president-bashar-lavrov see also the Ministry of Foreign
Affairs of the Russian Federation, Some aspects of humanitarian situation in Syria, media release, 28 February 2012,
viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/a4f134bbefa98efe442579b50048aa04
!OpenDocument and S Lavrov (Russian Minister of Foreign Affairs), Remarks by Russian Foreign Minister Sergey
Lavrov for the mass media upon the visit to Damascus, Syria, media release, 7 February 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/351373c07624a3be442579a3001dea9
2!OpenDocument
122. The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Answer of Deputy -dir-ector of the Information and Press
Department of the Ministry of Foreign Affairs of Russia MV Zakharova to the question of the mass media regarding
the second meeting of the so-called “Friends of Syria” Group, media release, 2 April 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/67117b99c451c5c2442579d8002cfad
0!OpenDocument
123. R Gaplin, Russian arms shipments bolster Syria s embattled Asad , BBC News, 30 January 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-16797818
124. Jiang Yu (Chinese Foreign Ministry Spokesperson), Foreign Ministry Spokesperson Jiang Yu s Regular Press
Conference, media release, 24 May 2011, viewed 3 July 2012, http://ch.china-embassy.org/ger/fyrth/t825290.htm
125. Chinese Ministry of Foreign Affairs, A Leading Official of the Foreign Ministry Makes Remarks to Further Elaborate on China s Position On the Political Resolution of the Syrian Issue, media release, 5 March 2012, viewed 3 July 2012,
http://id.china-embassy.org/eng/ztbd/2587/t910909.htm,
.126See AFP, China s Syria policy guided by principle: analysts , France 24, 7 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.france24.com/en/20120607-chinas-syria-policy-guided-principle - analysts?ns_campaign=editorial&ns_source=RSS_public&ns_mchannel=RSS&ns_fee=0&ns_linkname=20120607_chinas_syria_policy_guided_principle_analysts D Grammaticas, China s stake in the Syria stand-off , BBC News , 24 February 2012, viewed 3 July 2012, http://www.bbc.co.uk/news/world-asia-china-17158889 and G Hetou, Syria : a litmus test for Chinese foreign policy , e-International Relations, 20 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.e- ir.info/2012/06/20/syria-a-litmus-test-for-chinese-foreign-policy/
127. K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Tran-script- of interview with Greg Hoy, ABC News 24, media release, 23 March 2011, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/647113/upload_binary/647113.pdffileType=applicati
on%2Fpdf#search=%22media/pressrel/647113%22 and K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Australian Government condemns loss of life in Syria, media release, 23 April 2011, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/738147/upload_binary/738147.pdffileType=applicati
on%2Fpdf#search=%22media/pressrel/738147%22
128. K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Australia ramps up sanctions on Syria, media release, 13 May 2011, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/770039/upload_binary/770039.pdffileType=applicati
on%2Fpdf#search=%22media/pressrel/770039%22
129. B Carr (Minister for Foreign Affairs), Sanctions on Syria, media release, 25 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://foreignminister.gov.au/releases/2012/bc_mr_120625c.html
130. K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Walking together: address to the Gala Dinner to celebrate the legacy of William Cooper, media release, 16 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/851336/upload_binary/851336.pdffileType=applicati
on%2Fpdf#search=%222010s%20syria%20international%20criminal%20court%20minister%20for%20foreign%20affai rs%22
131. C Emerson (Acting Minister for Foreign Affairs), Government calls on Syria s Asad to step down, imposes extra sanctions, media release, 19 August 2011, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1024474/upload_binary/1024474.pdffileType=applic
ation%2Fpdf#search=%22media/pressrel/1024474%22
132. K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Ministerial statement: the situation in Syria and Iran , House of Representatives, Debates, 15 February 2012, pp. 1442–1446, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/chamber/hansardr/60564cf1-8e98-4f07-8d0e-
51f3e8dd47ca/toc_pdf/House%20of%20Representatives_2012_02_15_727_Official.pdffileType=application%2Fpdf# search=%22chamber/hansardr/60564cf1-8e98-4f07-8d0e-51f3e8dd47ca/0143%22
133. B Carr (Minister for Foreign Affairs), Foreign Minister meets Secretary General Ban Ki-moon on Syria, media release, 10 April 2012, viewed 3 July 2012, http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1558251/upload_binary/1558251.pdffileType=applic
ation%2Fpdf#search=%22syria%20%202010s%20minister%20for%20foreign%20affairs%22
134. B Carr (Minister for Foreign Affairs), Foreign Minister welcomes UNSC Resolution authorising expanded UN supervision mission in Syria, media release, 24 April 2012, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1587414/upload_binary/1587414.pdffileType=applic
ation%2Fpdf#search=%22syria%20%202010s%20minister%20for%20foreign%20affairs%22 and B Carr (Minister for Foreign Affairs), Foreign Minister condemns bombings in Damascus, media release, 11 May 2012, viewed 3 July 2012,
http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1634273/upload_binary/1634273.pdffileType=applic
ation%2Fpdf#search=%22syria%20%202010s%20minister%20for%20foreign%20affairs%22
135. On Abdulbaset Sieda see Profile: Syria s Abdulbaset Sieda , Al-Jazeera English, 10 June 2012, viewed 3 July 2012,
http://www.aljazeera.com/news/middleeast/2012/06/2012610104023429809.html
136. B Carr (Minister for Foreign Affairs), Meeting with President of the Syrian National Council , media release, 17 June 2012, viewed 3 July 2012, http://foreignminister.gov.au/releases/2012/bc_mr_120617b.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط