الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب وريغان

فهد المضحكي

2019 / 2 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


في ثمانينات القرن الماضي ظهر مصطلح «حرب النجوم»، في حينها كانت الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي في اوجها، والمصطلح ينسب إلى مبادرة الدفاع الاستراتيجي لعسكرة الفضاء التي اقرها الرئيس ريغان في 1983، وبموجبها تستخدم الارض والنظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من هجوم الصواريخ الباليستية النووية الاستراتيجية. كانت الميزانية المرصودة للمشروع تقدر بـ26 مليار دولار.

عن الاستراتيجية الامريكية لحرب الفضاء يقول المختصون في علوم الفضاء ان أهداف المشروع تحقيق السيادة الامريكية الكاملة على أجواء الفضاء الخارجي ومراقبة برامج الفضاء الخاصة بالدول التي لديها تكنولوجيا متقدمة للفضاء خاصة روسيا والصين، وحتى اليابان الحليفة السياسية للولايات المتحدة لا يتم استثناؤها من هذه المراقبة، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى استخدام رادع الفضاء النوي الامريكي كخيار تدمير شامل عند اندلاع حرب عالمية تشارك فيها الولايات المتحدة مستقبلاً!

ها هو الرئيس الامريكي دونالد ترامب يعود إلى «حرب النجوم»، وفيما يتصل بهذا الموضوع نشرت صحيفة (ديلي تلغراف) تقريراً كتبه محرر الشؤون الأمريكية «بن ريلي سميث» يقول فيه: ان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نقل معاركه إلى الفضاء بعدما اطلق برنامج «حرب النجوم الجديد».

ويشير التقرير إلى ان اعلان ترامب يشبه برنامج، رونالد ريغان «الطموح والمكلف في أوج الحرب الباردة، وقد اطلق عليه الساخرون اسم (حرب النجوم)».

وذكر ترامب في استراتيجيته انه يريد ان يرصد أي صاروخ يطلق على الولايات المتحدة، وتدميره في أي وقت وفي أي مكان من العالم!.

واشار إلى أربع دول تشكل بالنسبة له تهديداً، وهي كوريا الشمالية وإيران وروسيا والصين، محذراً من ان الخصوم يطورون برامج الاسلحة بسرعة فائقة.

وفي هذا الجانب ناقض ترامب نفسه عندما وصف كوريا الشمالية بأنها تشكل (تهديداً كبيراً) للولايات المتحدة، لانه سبق قال بعد لقائه زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ اون، العام الماضي ان بيونغيانغ «لم تعد تشكل خطراً نووياً».

ويضيف التقرير ان تصريحاته التي اثارت استغراب الناس اكثر هي قوله «نقر بان الفضاء اصبح مسرحاً جديداً للحرب»، في حين نشرت صحيفة (التايمز) مقالاً تحليلياً كتبه مايكل ايفانز، اشار فيه إلى ان الولايات المتحدة قلقة من تحول ميزان القوة في العالم، وان الصين قد طورت صواريخ مضادة للسفن تجعل حاملات الطائرات الامريكية ضعيفة، فلم تعد الولايات المتحدة تتمتع بتلك الحصانة العسكرية التي كانت تتفوق بها على جميع الدول، بل ان الامريكيين اصبحوا متأخرين في بعض المجالات.

ولعل أكبر هذه المجالات التي شهدت تحولاً في ميزان القوة، هي الذكاء الاصطناعي والصواريخ الخارقة التي تتجاوز سرعة الصوت، وهما مجالان تقدمت فيهما روسيا والصين واستثمرتا فيهما كثيراً.

وتخشى الولايات المتحدة اليوم هذه الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات، إذ ليس لها أي نظام يوقف هذه الصواريخ اذا استعملت ضدها، حسب تصريح الجنرال جون هيتن امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في مارس الماضي.

لم يعد خافياً ومنذ زمن بعيد ان سياسة تحقيق التفوق العسكري هي التي تحكم وتوجه واشنطن،

اما سياسة تكافؤ القوى التقريبي فهي لا ترضي الذين يحددون سياسة الولايات المتحدة، كما انهم لا يرغبون في وجود العلاقات المتكافئة حتى مع الدول الأخرى، ولا حتى يرضون حل المشاكل التي تنشأ عن طريق المفاوضات ولا يقبلون بالحلول المعقولة ولا يتقيدون بتنفيذ المعاهدات والاتفاقيات القائمة، وما انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تم التوقيع عليها مع الاتحاد السوفياتي عام 1987، الا ابلغ مثال على ذلك.

لانهم يريدون فقط ان يفرضوا ارادتهم على الدول الاخرى من موقع القوة ويمارسون التعسف الدولي.. ولهذا يعملون على نسف الاتفاقيات التي تحد من الأسلحة ويبحثون عن فرصة لكسر التوازن النووي!

نحن نشاهد حالياً تغيرات في قواعد اللعبة على الساحة العالمية فهناك نرى المنظمات والقوى الاقليمية والدولية مثل الصين الشعبية، وهناك روسيا، ومنظمة شنغهاي، ومجموعة بريكس وإلى ما هنالك، وكل ذلك يؤدي إلى الغضب الامريكي، ولذلك فان التصرفات الامريكية هي تصرفات حربية، وسببها محاولة امريكا الحفاظ على فلسفة او قواعد اللعبة على الساحة العالمية والتي كانت تديرها في السنوات الاخيرة، ولكن لا يمكن ذلك بسبب ما نشاهده من ازدهار مراكز القوى الجديدة والمنظمات الاقليمية والدولية الجديدة، وطبعاً العالم الآن يقف امام مرحلة خطيرة جداً، فمن ناحية نحن ربما سنشاهد نوعًا من سباق التسلح او المحاولات الامريكية التي تدفع العالم نحو سباق تسلح جديد. في نفس الوقت نشاهد ان الولايات التمحدة الامريكية تخسر مواقفها، ومن ناحية أخرى، نشاهد تشكل قواعد لعبة جديدة في العالم، هذا ما قاله المحلل السياسي والصحفي في جريدة (ايزفيستيا) الروسية أندريه اونتيكوف.

* يقول الكاتب جورج فريدمان في كتابه (المائة عام المقبلة): «انه من المتوقع ان تتم السيطرة السياسية والعسكرية على الأرض، عن طريق الفضاء، وهو ما يدعم سر التسابق بين القوى الكبرى لاخضاعه، فالتنافس لا يجري على الأرض فقط للسيطرة على البحار ومنابع النفط، وإنما سيحكمه ويغير من مساره الفضاء الذي يتحكم الان في توجهات الأسلحة على الارض».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان