الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى فبراير.. الواقع المؤلم

عبد السلام الزغيبي

2019 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى فبراير..
الواقع المؤلم



تحل علينا ذكرى فبراير 2011، ونحن نمر بفترة عصيبة من فترات التاريخ الليبي. وجاء حديث منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، ليوضح لنا صورة قاتمة عما يجري في بلد يملك من الامكانيات المادية الكثير .. حديث يكشف للعالم ويرصد تدهور خدمات الصحة والتعليم وغير ذلك من الخدمات العامة في ليبيا، التي أصبحت “تزداد فقرا عاما بعد الآخر" حسب وصفها..

تقرير صادم جاء ليؤكد انه على الرغم من أن ليبيا تنتج 1.1 مليون برميل من النفط يوميا، إلا أن “الأزمة طويلة الأمد، وعدم الاستقرار السياسي والصراع وانعدام الأمن والاقتصاد الذي يشوبه الخلل، كل ذلك أدى إلى زيادة الفقر في ليبيا”.

ما ذكرته منسقة الامم المتحدة هو تعبير حقيقي وواقعي عما جرى من احداث في ليبيا خلال مرحلة الثماني سنوات التي أعقبت انتفاضة 17فبراير.. فبعد نجاح الانتفاضة على نظام عتيد مغلق على نفسه لسنوات طويلة، فتحت النوافذ وهبت أعتى العواصف لتقتحم الدولة الليبية وتدفع بها نحو الفوضى والانهيار، فكل القوى التي كانت مكبوتة قبل فبراير وجدت فرصة للتعبير عن نفسها بطريقة لا تمت للسياسة بصلة.. وافرزت هذه المرحلة، مجموعات من الغوغاء والدهماء كل همهم هو كيفية الحصول على المكاسب المادية واعتبروا ثروات البلاد غنيمة لهم فساد الفساد وطغى وتجبر، وتحولت حياة الانسان الليبي الى قهر واذلال وفقر، ورفع كل اقليم وكل جهة وكل تنظيم، علمه وتحولت البلاد الى ما يشبه الاقطاعيات التي كانت سائدة نهاية حكم العرب في الاندلس...

قد يقول قائل ان الذي حدث هو شئ طبيعي في حياة كل امة بعد حدوث تغيير وانتقال من مرحلة كان يسودها الحكم المطلق والقوي والمستبد إلى مرحلة يتنسم فيها الشعب رائحة الحرية.

لكن الذي حدث في ليبيا كان العكس تماما،فلم تفتح أبواب الحرية والمشاركة في صناعة القرار والمصير امام ابناء الشعب البسطاء، وانما بدأت الصراعات الدامية بين الفئات المختلفة التي كانت ترى التغيير من زاويتها ومنفعتها، ولم تحاول التفاهم فيما بينها والتوصل الى حل وسط، فتعرضت الثورة الى صنوف من الصراعات والتطورات والتدخلات الخارجية حتى اشرفت البلاد على الانهيار.

بعد الحلم بحياة الحرية والكرامة والازدهار، اصبحت ذكرى فبراير كأنها حلم ليلة صيف أو كابوس ليلة شتاء عاصفة....

وإذا جاز لي أن أدلي بدلوي أقول لكيم نصل الى بر الامان ، في ليبيا بهذا الشكل، فان ملاذنا الوحيد والاخير يكون في اعادة تشكيل المؤسسة العسكرية، بشكل جديد،ولا يستثنى احدا، لان عليها دور استثنائي في هذه المرحلة المصيرية من حياة ليبيا، فهي المؤسسة الوحيدة التي ستقوم بتنظيم شكل الدولة الليبية وقيادتها نحو دستور جديد وانتخابات برلمانية، وحكم مدني..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس