الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها

امين يونس

2019 / 2 / 17
كتابات ساخرة


معظمنا نحبُ أحياناً ، أن نلتقطُ صُوَراً مع شخصياتٍ مرموقة ، وننشرها أو نُريها لأهلنا وأصدقاءنا ، لكن لي صديق مولعٌ بهذه العادة بصورةٍ واضحة ، وغالباً ماينشر صورته مع شخصيةٍ سياسية معروفة أو رمزٍ ثقافي أو مسؤول منظمة أو فنان ... إلخ ، من دون شَرح ولا تعليق ، أو الإكتفاء بجُملةٍ قصيرة لا تُفصح عن شئٍ يُذكَر . فقلتُ لهُ مُعاتِباً : لماذا لا تكتب شيئاً عن مادار بينكُما من أحاديث أو فحوى اللقاء والغاية منه ؟ أجابَ : أنا أتعمَدُ ان أنشر الصورة فقط .. فذلكَ يُوّلِد بعض الغموض مِما يدفع السُلطات أن تضربَ أخماساً في أسداس ، وتحسب لي ألف حساب !! .
أنها وِجهة نَظَر ، أحترمها .. لكنني لستُ مُقتنعاً بها على أية حال .
.................
حُكامنا في العراق وفي أقليم كردستان أيضاً ، مولعون بالإجتماعات مع شخصيات أجنبية مُهمة وإلتقاط الصُور معهم ... فأمّا ينشرون الصور واللقطات فقط ، أو يرفقونها مع تعليقٍ مُقتَضَب لا يغني ولا يسمن . فمع الكَم الهائِل من المشاكل التي عندنا ، التي تنتظر الحلول ... مع الأزمات المُستفحلة التي بحاجة إلى مُعالجات ... مع النقص الحاد في الخدمات الأساسية كمِياً ونوعياً ... مع المُراوحة في مكاننا بل والتراجُع إلى الوراء ... مع إنتشار الأُمِيةِ الأبجدية والسياسية ... مع إتساع الهّوةِ بين ملايين الفقراء والمستضعفين من جهة ومافيات الفساد من جهةٍ أخرى ... مع الآمال العريضة التي يبنيها الناس على هذه الإجتماعات ..
فأنهم يكتفون بتوزيع الإبتسامات العريضة ، والقول أن الأجواء كانتْ متفائِلة ومُشجِعة .
قيلَ لهؤلاء الحُكام : لماذا لا تكشفون للناس عن ماجرى فعلاً في تلك الإجتماعات ، بوضوح وتفصيل ، حتى نكون على بّيِنة ؟ أجابوا : كُلّما تحدثنا بإسهابٍ أكثر عن ذلك ، سيوّلِد إحباطاً للناس . فالأحسن أن يكتنف الغموض عملنا ، والإيحاء بأن كُل شئ سيكون على مايرام في القريب العاجِل ، إن شاء الله ! .. وهذهِ الطريقة مضمونة ومُجَرَبة ... والجماهير ستحسب لنا ألف حساب ، فيقولون أنه ليس من المعقول ولا المَنطقي ، ان يجتمع قادتنا مع كُل هؤلاء الرؤساء والوزراء الأجانب المُهمين .. من دون أن يكون هنالك خيرٌ لنا في المُحصِلة النهائية ! .
أنها أيضاً وِجهة نَظَر ، أحترمها ... لكنني لستُ مُقتنِعاً بها بالمّرة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته