الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد - الثورة المضادة-

محيي الدين محروس

2019 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


استطاعت الثورة المضادة تحقيق بعض أهدافها السياسية:
توجيه ضربة للثورة السياسية، حيث حرفت العديد من القوى الثورية عن أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية إلى أهداف سياسية - دينية، تمركزت حول شعارات: إقامة الدولة الإسلامية تحت قيادة هذا الفصيل من داعش أو ذالك ..إلى جبهة النصرة ...إلى تنظيمات سياسية - دينية أخرى!
كما منحت النظام الاستبدادي النجاحات العسكرية في توجيه ضرباته لها في كل المناطق السورية ولتبقى في إدلب!
وهنا من الضروري التأكيد بأن النظام كان مشاركاً في صناعة هذه الثورة المضادة المسلحة، بهدف تأكيد فرضيته: بأن في سوريا لا توجد ثورة بل عصابات مسلحة مأجورة. كما سارعت السعودية وقطر وغيرها من الدول العربية في تبني الثورة المضادة بشقيها السياسي السلاحوي، لإيقاف المد الثوري إلى بلدانها.
كذلك سارع أردوغان في تبني العديد من هذه التنظيمات المسلحة ومنها الإخونجية التي وجد فيها ضالته في إقامة الحكم الإسلامي .. بدايةً في سوريا. كما وجد فرصة ذهبية لتحقيق الأحلام القديمة في إقامة " الحزام العربي " سيء الصيت، للفصل بين الكُرد في تركيا وسوريا، وذلك بعودة ملايين المُهجرين السوريين العرب من تركيا إلى الشريط الحدودي التركي - السوري الممتد لمئات الكيلومترات!
على الرغم من كل ذلك، القضية الأساسية التي تهمنا، بأن الثورة السياسية لا زالت مستمرة، رغم كل المآسي الإضافية للثورة المضادة... لا بل بعد توجيه الضربات العسكرية للثورة المضادة أصبح الطريق ممهدًا لمتابعة الثورة السلمية، تحت شعاراتها التي انطلقت منه أجلها.
المهمة التالية هي التصدي للقيادات السياسية للثورة المضادة. وأفضل الطرق يتجسد في:
إقامة أوسع تحالف سياسي ومدني للقوى الوطنية السورية بناءً على مشروع ميثاق وطني، تتم على أساسه انتخابات ديمقراطية لنشره ولتحقيقه. مثل هذا المشروع سيلقى الترحاب من الشارع السوري ومن العديد من الدول التي تنتظر ذلك، بعد أن توقفت عن تقديم أي مساعدة للقوى الظلامية في الثورة المضادة.
بكلمات أخرى: عدم دعم العديد من البلدان والعديد من التنظيمات الدولية لثورتنا يكمن في عدم تواجد مشروعنا الوطني للثورة وقيادة تستحق الدعم الدولي.
اليوم جاءت الفرصة الذهبية لتحقيق ذلك!
وكل يوم تأخير هو عدد إضافي من القتلى والجرحى والمساجين والمُهجرين ومن الدمار.
من الهام العودة للمطالبة بتحقيق قرار مجلس الأمن 2245 من أجل إقامة مرحلة انتقالية تحت قيادة هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات.
من الضروري اليوم، وبعد مضي ثماني سنوات، إقامة أوسع تحالف وطني من أجل تحقيق أهداف الثورة.
الانتصار دائماً للشعوب المناضلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر