الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العابرون للتاريخ

عباس عباس

2019 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


للتاريخ نكهة خاصة بكذبه وصحيحه طالما ابدع المؤرخ في لغة التشويق والسرد، وما قصة الرويات التاريخية وملاحم الشعوب المعروفة إلا شئ من هذا القبيل!..
ليس الخبر الكاذب فقط في تكرار سرده يبقى صدقاً، أنما الحدث التاريخي كذلك، ومن هذه أمثلة كثيرة خاصة لدى بعض من الشعوب المفلسة تاريخياً، وهي بذلك تسجل ما لم تقم به أو لم يفعله السلف قط، ذلك لتستمر الحياة على طبيعتها كما هي لدى باقي الأمم ذات العراقة في سجلها التاريخي!..
مهما كانت طبيعة الأحداث عبر الزمن، خيراً فعلت أم شراً أقدمت، تبقى تاريخية طالما كانت من الوقائع المغيرة لمسيرة الحياة، فتاريخ روما الدموي فيه من نكهة الإبداع إلى جانب مآثرهم التي تركت على الأرض وكذلك المقدونيين واليونان والفراعنة، فهي ما بنت عليها الكثير من الشعوب رواياتها التاريخية وملاحمها البطولية!..
والغريب أو المناقض لهذا، أن البعض من الشعوب ماتزال خارج التاريخ على الرغم من سردها المستمر لأحداث تاريخية تنسبها لنفسها على مدى قرون بدون أن تسجل على أنها المؤثرة أو المغيرة لوجه التاريخ، بل منها ماتبقى حتى عار على التاريخ نفسه إن لم تكن على البشرية جمعاء!..
أمثلة على ذلك، التتار والترك والعرب فتاريخهم شر، منها ماسادت وبادت، ومنها ماتزال مستمرة وهي تنسب لنفسها الكثير من الأوجه المشرقة للحياة تاريخياً، والحقيقة هي أنما غيبت بشرها حضارات وأبادت أمماً كانت مبدعة، وخير مثال الترك للبزنطيين في قسطنطينية وغيرها!..
فقط يبقى للكورد سرد آخر، فهم لم يغيروا ولم يسجلوا صدقاً أو كذباً أي حدث عبر التاريخ ونسبوه لأنفسهم، وهذا لا يعني بالمطلق إنهم لم يكونوا ضمن التاريخ، بل لوجودهم اثر بالغ ولكن كأفراد وخدمة لشعوب أخرى، إنما كأمة فيمكنني القول بأنهم أنما كانوا ومايزالون الغائبون العابرون للتاريخ بصمت غريب!..
المؤسف له أننا نقرأ أو نسمع مؤخراً عن بعض المحاولات بهذا الخصوص، اي محاولة التسجيل على صفحات التاريخ العالمي والخاص كأمة مؤثرة على وجه الأحداث، ولكن بطريقة جداً بدائية، ليس لأن اسلوب سردهم سخيف وغير متقن أو غير مشوق، إنما لإطفائهم حجماً كارثياً على شخصيات لم يكونوا سوى جهلة ليس فقط بالحدث التاريخي في زمانهم إنما كذلك بجغرافية وطنهم، هذا إذا لم يكنوا بالأساس لصوصاً أو لم يكونوا لاشئ إلا بمخيلة كاتب مدفوع الأجر أو خلفٍ يتقن الكتابة على وسائل التواصل الإجتماعي ويتمتع بخيالٍ رحب!..
لذلك كله إن كنا نريد حقاً أن ندخل كتب التاريخ كأمة مؤثرة، أن نراقب كيفية كتابته ونرشد المؤرخين المهتمين به كي لايكون نتاجهم كنتاج المغني الكوردي، المغيِّر للحدث العار إلى بطولة فذة!..ومن هذا القبيل الكثير في تاريخنا المبجل ..للأسف!..
والأفضل للكورد عموماً أن يبدأوا بكتابة التاريخ فعلياً ومن جديد، وينسوا أو يتناسوا أنهم من أحفاد الميديين أو الحيثيين، أو أن كاوا فعل مافعل أو حتى ما كان عليه الأيوبي، لأن الحقيقة تقول أن التاريخ يكتبه عظماء، وأنا لا أجد اليوم أعظم من مقاتلة كوردية وهي تضحي في سبيل الحق والحرية!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج