الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة الإسرائيلية : هل تتمتع بالحرية

طلعت رضوان

2019 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الصحافة الإسرائيلية: هل تتمتــّـع بالحرية؟
طلعت رضوان
دأبتْ الثقافة المصرية (والعربية) السائدة، على ترديد مقولة أنّ (مسألة الديمقراطية الإسرائيلية أكذوبة) فإلى أى مدى صحة هذا الكلام؟
شجـّـعنى على الكتابة فى هذا الموضوع الخبرالذى نشرته صحيفة (معاريف) الإسرائيلية..وأشادتْ فيه بموقف المذيعة التليفزيونية (أوشرات كوتلر) على القناة التليفزيونية13حيث شنــّـتْ هجومًا حادًا على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى، ووصفتهم (بالحيوانات) وذلك فى قضية الاعتداء على الأسرى الفلسطينيين. وأشارتْ إلى تقريرإسرائيلى عن (تعذيب الأسرى)..وقد تعرّضتْ المذيعة للهجوم الذى شـنّـه عليها الحاخامات والضباط..ولكنها لم تهتم وقالت: إنّ أولادى وغيرهم يخدمون بمناطق فيها (وحدات قتالية) وانتقاداتى مُـوجـّـهة ضد الجنود الذين يقتلون الأبرياء..واشترك فى الهجوم على الصحفية رئيس الوزراء (نيتانياهو) والقادة العسكريون..وفى المقابل وقف معها وساندها قادة حركة (ميرتس اليسارية) و(حركة السلام الآن)..والتيارالليبرالى والتيارالعلمانى.
000
ومن أمثلة حرية الصحافة نشرالتقريرالصادرعن (منظمة أطباء لحقوق الإنسان) الذى انتقد سلوك الشاباك (جهازالأمن العام) لأنه ((يواصل انتهاج سياسة ابتزازالمرضى..كشرط لخروجهم من غزة لتلقى العلاج)) وفى مقال بعنوان (أوهام ليبرمان) ورد به ((لم يؤد تعيين أفيجدوروزيرًا للخارجية إلى اعتدال مواقفه، أوإلى (تليين) موقفه الاستقوائى لحل مشاكل الدولة..كما أنه يـُـعارض مبادرة السلام العربية، بسبب البند الذى يدعوإلى عودة اللاجئين الفلسطينيين)) (افتتاحية ها آرتس- 23/4/2009)
وفى مقال بعنوان (بالغ الاحترام للبابا الذى كشف نفاق اليهود) والمقصود هوالبابا (بنديكت) السادس عشر..وقال كاتب المقال: لوكنتُ مكان البابا لانتهجتُ نفس الأسلوب الذى انتهجه مع إسرائيل..وقال البابا: إنّ الكنيسة لاتستطيع أنْ تنظرإلى اليهود كشعب..وأنّ اليهودية ليست من الديانات التى تتمتع بالجاذبية..وأجد نفسى مضطرًا للاعتراف بأنه لولا أننى ولدتُ يهوديـًـا، فثمة شك فى أننى كنتُ سأقوم بالبحث عن اليهودية وأومن بها..لأننى اكتشفتُ أنّ اليهودية مُـنفصلة عن الواقع..ومُـنغلقة داخل تشريعات جافة..وتحتوى على الحقد والتعصب..وهى لاتتناسب مع العصرالحديث..وقال كاتب المقال: إننى على ثقة بأنّ البابا يعتقد فى داخله أنّ ((دولة إسرائيل بلغتْ من الإثم والشركما كان عليه اليهود أيام المسيح، أى بؤرة فاسدة يحكمها كهنة جشعون..ولكن من يسمع..وإلى من نتحدث..إننا نتحدث إلى شعب بربرى مُـتصلب)) (ها آرتس14مايو2009)
وفى مقال بعنوان (أوقفوا زحف التمييز) بسبب فصل40عاملا من السكة الحديد، وهوتمييزضد العمال..وتصرف مخجل..وأنّ إدارة السكة الحديد تسعى إلى إصلاح ما أفسدته..وتبحث عن ذرائع (ملتوية) وحلول (مُـعوجة) مثل قولها فى المحكمة أنّ هؤلاء العمال عرب..وتم تشغيلهم بواسطة شركة (توظيف الحراسة)..ومع ذلك فإنّ المحكمة أنصفتْ العمال (افتتاحية ها آرتس21/4/2009)
وفى مقال بعنوان (حذارمن سحب الجنسية) ورد به أنّ وزيرالداخلية (إيلى بشاى) أعلن أنه يعتزم سحب الجنسية من عرب (مشتبه) فى قيامهم بنشاط معادٍ ضد إسرائيل..وكان تعليق كاتب المقال: إنّ سحب الجنسية يجب أنْ يكون فى حالات نادرة واستثنائية، للحيلولة دون وقوع ضرربحق من (حقوق المواطنة)..وأنّ قانون سحب الجنسية مكتوب بصياغة (فضفاضة) كما أوضح المستشارالقانونى للحكومة (إلياكيم روبنشتاين) أنّ إلغاء الجنسية هو((إجراء خطير)) (افتتاحية ها آرتس7مايو 2009)
ووصلتْ حرية الصحافة لدرجة انتقاد الجيش الإسرائيلى ((بسبب الهجوم الوحشى على غزة، الذى أطلق عليه القادة العسكريون (عملية الرصاص المُـنصهر) فذكرباحثون إسرائيليون أنهم ((سيقومون بفتح حساب مع السياسيين والضباط المسئولين عن (جريمة الحرب هذه) وسوف يفضحونهم أمام الرأى العام الإسرائيلى والعالمى..وسنفضح الذين سمحوا للجيش بالانتصاربأى ثمن..حتى ولوكان الثمن (غيرأخلاقى)..وقالوا إنّ على رأس الذين سيفضحونهم البروفيسور(آسا كاشير) الحائزعلى جائزة إسرائيل فى الفلسفة، لأنه ((هوالمسئول عن الروح الشريرة التى سادتْ أوساط الجيش الإسرائيلى)) (مقال بقلم جدعون ليفى- ها آرتس4أكتوبر 2009)
ووصلتْ الحرية لدرجة تثبيت (حق رفض الخدمة بالجيش الإسرائيلى) وذلك بمناسبة هروب ثلاثة شبان إلى جنوب أفريقيا..وقالوا للصحفيين إنّ الجيش الإسرائيلى يتحكم فى5ر3مليون إنسان فى المناطق الفلسطينية المحتلة..وإننا نرفض القيام بهذا بعد أنْ ((شاهدنا وجوه الأطفال والنساء والرجال، الذين يـُـطلب منا قمعهم، ونحن لانستطيع الخدمة فى هذا الجيش..ولايمكننا العيش فى مجتمع لا أخلاقى. ونرفض المُـشاركة فى بناء جداريسلب الأرض من الفلسطينيين)) (مقال بقلم بوفال أوفير- نقلا عن مجلة مختارات إسرائيلية- الصادرة عن مركزالدراسات السياسية بالأهرام- عدد نوفمبر2009- ص128) وفى مقال عن إهدارالمال العام، هاجم كاتبه رئيسة الكنيست (داليا إيتسيك) لأنها أقامتْ فى باريس أربعة أيام ((على نفقة الدولة)) وذكرتقريرنشره (مراقب المال العام) أنّ وزيرالدفاع أقام فى باريس على نفقة الخزينة العامة للدولة..وكان تعليق كاتب المقال: إنّ البعض يعتبرالمال العام ((بقرة يمكن حلبها لأقصى درجة..ولايترك شيئــًـا للجماهير)) (مقال بقلم يحيعام فايتس- صحيفة يديعوت أحرونوت15أكتوبر2009)
000
النماذج المذكورة عن حرية الصحافة الإسرائيلية ضئيلة جدًا بالقياس لما فى أرشيفى الخاص..ومع ذلك ظلّ الإعلام المصرى (والعربى) طوال ستين سنة..وهو يصف إسرائيل (بالدولة المزعومة)..وكان الأكثرخطورة أنْ يـُـشارك محمد حسنين هيكل..والمفكرالكبير(جمال حمدان) فى الترويج- مع الإعلام- لتعبير(إزالة إسرائيل المزعومة) حيث كتب حمدان عن مملكة يهوذا جنوبـًـا..ومملكة إسرائيل شمالاوأضاف ((ومن الطريف ملاحظة أنّ حدود هاتيْن الدولتيْن (فى الزمن القديم) تتفق إلى حد أوآخرمع رقعة إسرائيل المزعومة (حاليـًـا) وبالتالى فإنّ ((كل حل لايـُـعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل1948 بل قبل1918مرفوض بلا نقاش..وكل حل لايـُـزيل إسرائيل من الوجود، لامحلّ له من البحث)) (د.جمال حمدان- اليهود أنثروبولوجيا- كتاب الهلال- فبراير1996- ص49، 50، 60) وقد أيــّــده د.عبدالوهاب المسيرى فى تقديمه للكتاب..ولم يكتف بذلك..وإنما ذكرأنّ ((جمال حمدان بلا منازع هوواحد من أهم فلاسفة (ثورة)23يوليو1952..ووضع الأسس (الفلسفية) لمشروعها (الحضارى/الثورى) (ص20من التقديم)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحافة العرب
ابراهيم الثلجي ( 2019 / 2 / 18 - 13:51 )
سيد طلعت بصفتك متابع تاريخي فتجد ان بني إسرائيل واليهود تبعا للذين كفروا منهم اهل جدال والحاح وهم قوم بهت
تلك قالها احد احبار اليهود لما اسلم وهو عبدالله بن سلام فجاء رسول الله ص ليشهد اسلامه وقال له لو جمعنا يهود المدينة وسالتهم عني فكان ذلك فقالوا انه حبرنا وابن حبرنا من علية القوم نسبا وحسبا وكهانة
فقل عبد الله بن سلام اما وقد شهدتم فانني اعلن إسلامي وخلال برهة من الوقت تحول لشخصية سلبية باقذع الاوصاف فالاعلام اليهودي محترف في مثل هذه القضايا
لحظة تجد 70 بالماية من الجمهور مع السلام مع السلطة الفلسطينية وخلال نفس البرنامج يحولوها لمعادية للسامية وداعمة للارهاب
هذا الفن في الخطابة والاعلام لا يتقنه الا اليهود وحاول ترامب كاعلامي بارع التقليد وفشل
انها خبرة 4000 سنةاو يزيد اما العرب فخبرتهم في الهجاء والمديح الكذاب لذلك ما كانوا ليتركوا بدون كتاب سماوي يقيم منهجهم ولما يتركوه يصيروا اذل لاذلين شغل قلة قيمة وبهدلة بين الشعوب راسمالهم شوية نساء على شوية ملاليم وعندك الميدان والمشهد

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س