الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاتيكان و الحركة الصهيونية: الصراع على فلسطين

محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)

2019 / 2 / 18
القضية الفلسطينية


في صباح الثلاثين من كانون أول- ديسمبر 1993 ، وفي قاعة الـ "سالا ريجا" في حاضرة الفاتيكان تم التوقيع على "الاتفاق الأساسي" من قبل المونسنيور كلاوديو تشيللي مساعد وزير خارجية الفاتيكان ، ويوسي بيلين ، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي . هذا الاتفاق الذي مهد الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الطرفين(1) . و برغم أنه كان ,في أحد أوجهه, وثيقة سياسية لطرفيين سياديين يهدفان إلى تبادل السفراء على قاعدة القانون الدولي فقد كان أيضا, في أوجه أخرى رمزا لتقارب أكثر أهمية بين الفاتيكان و إسرائيل. فالتوترات التي ميزت العلاقة بين الطرفين ، لا سيما في العقد الذي تلى العام 1948 ، كانت تغوص عميقا في بحر العلاقة التاريخية بين الكاثوليكية و اليهودية, فقد نظرت الكنيسة الكاثوليكية, على وجه العموم, لليهودية على أنها عقيدة منبوذة و مثقلة الخطايا و المغالطات و ترى في أتباعها جماعة مشردة تهيم على وجهها بسبب تورطهم في موت الفادي يسوع المسيح, وما تدمير يهوذا على يد الرومان في القرن الأول الميلادي سوى دليل على الإثبات "التاريخي " لموقف الكنيسة هذا وفقاً للعديد من اللاهوتيين المسيحيين الأوائل و ما تلى ذلك من الإطاحة بالملك اليهودي و سقوط [أورشليم] وتدمير الهيكل و تشتت الشعب اليهودي.
وحتى القرن العشرين , استمر النفور البابوي من عودة اليهود إلى فلسطين استنادا لتلك القناعة الرئيسية الراسخة التي شكلت , بطبيعة الحال, أساس معارضة الفاتيكان للحركة الصهيونية، لا سيما بعد أن بدأت هذه الحركة تكتسب زخما مع نهاية القرن التاسع عشر. و لعل هذا ما يفسر صعوبة تصور بابوبات القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين إمكانية عودة اليهود إلى فلسطين وتأسيس سلطتهم السيادية بما في ذلك سيطرتهم على أكثر الأماكن قدسية لدى العالم المسيحي , وخاصة تلك المرتبطة بشكل وثيق بحياة المسيح وموته, وكان ثيودور هرتزل[مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة] قد انتبه لهذا الأمر عندما استقبله البابا بيوس العاشر في روما سنة 1904 حين ابلغ هذا الأخير ضيفه أن "أرض [أورشليم] تربة مقدسة لأن يسوع المسيح عاش فيها, و لا يمكنني ,بصفتي رأس الكنيسة , قول خلاف هذا الأمر , لم يعترف اليهود بإلهنا , وبالتالي لا يمكننا الاعتراف بالشعب اليهودي "(2). توضح هذه المقولة بصورة مبدئية الأسباب التاريخية و الدينية التي تجعل الكنيسة تحجم عن موافقتها على قيام وطن عبري في فلسطين . ومع تعاظم الحركة الصهيونية في العقود الأولى من القرن العشرين ، وخصوصا بعد وعد بلفور 1917 ، استمر الفاتيكان , بما هو ,اكثر رسوخا على نهجه في معارضة أي سيادة إقليمية يهودية على الأراضي المقدسة( Terra Santa ), وبدت سياسته المناهضة للصهيونية على المحك في السنوات التي تلت العام 1945 , أي الفترة التي شهدت قيام دولة إسرائيل, إما لجهة محاولاته الرامية لمنع تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة ، أو لجهة تأمين القدس ومحيطها "كجسم دولي corpus separatum مستقل عن سيطرة الأردن أو إسرائيل (3).
ظهرت في العقود الأخيرة مجموعة من الدراسات بحثت في "ردود أفعال " الفاتيكان على نمو و صعود الحركة الصهيونية و قيام دولة إسرائيل , وعلى الرغم من أن عدد هذه البحوث ضئيل نوع ما إلا أنها مفيدة في هذه المجال , لاسيما في دراسة العلاقات البابوية مع دولة إسرائيل في بداية ظهورها على المسرح الدولي, ويقدم في هذه الصدد سيرجيو مينيربي في كتابه " الحركة الصهيونية و حاضرة الفاتيكان -الصراع على الأرض المقدسة 1895 -1925 " الصادر سنة 1990 تحليلا شاملا للجذور التاريخية لموقف الفاتيكان من الحركة الصهيونية منذ سنوات نشأتها الأولى(4). و يتتبع مينيربي في كتابه قلق الفاتيكان من إمكانية سيادة اليهود على الأماكن المقدسة في فلسطين, فضلا عن الدبلوماسية النشطة التي انتهجها الفاتيكان في معارضته لوعد بلفور(الذي تعهدت بريطانيا بموجبه دعم قيام دولة يهودية في فلسطين), و يستنتج مينيربي ,محقا, أن فشل الفاتيكان في تحقيق حتى أكثر مطالبه تواضعا لم يكن سوى مقدمة لانتكاسات تالية خلال ذلك القرن . في حين يقدم كتاب ليفيا روكاخ " الكنيسة الكاثوليكية و قضية فلسطين" الصادر عام 1987 لمحة مختصرة عن ردود فعل الفاتيكان إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة منذ وعد بلفور حتى حرب حزيران-يونيو 1967(5). بيد أن الدراسة الأكثر شمولا كانت لأندريه كروتز " سياسة الفاتيكان و الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" الصادر سنة 1990, والذي يستكشف فيها تطور السياسية البابوية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية كما أنها تعنى بدراسة علاقة الفاتيكان بالحركة الوطنية الفلسطينية خلال القرن العشرين (6).ويعتبر كتاب جورج إيراني" البابوية والشرق الأوسط: دور الكرسي الرسولي في الصراع العربي الإسرائيلي، 1962-1984 " الصادر سنة 1986 مكملا لجهد و تحليل كروتز , مع التركيز بشكل خاص على السياسة البابوية في المنطقة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) (7). كما يجدر الإشارة إلى العديد من مقالات سيلفيو فيراري التي تناولت بشكل أكثر تحديدا مساعي الفاتيكان لتأمين الوصول إلى الأماكن المقدسة في سنوات ما بعد الحرب [العالمية الثانية]، وكذلك ترسيم المحاولات البابوية الفاشلة في تلك الفترة و الرامية لتدويل القدس (8).كما ظهر في الآونة الأخيرة دراسة أوري بيالر بعنوان "الصليب على نجمة داود: العالم المسيحي في السياسة الخارجية الإسرائيلية 1948 -1967" و الصادر سنة 2000 و الذي كرس اهتمامه لوجهات النظر الإسرائيلية بخصوص العلاقة مع الفاتيكان في فترة ما بعد العام 1948 , و يكشف عن المدى الذي اعتبرته تل أبيب تهديدا حقيقيا لمصالحها كدولة حديثة النشأة من قبل الفاتيكان .
و يمتد نطاق هذه الدراسة لما هو أبعد من المواد التأريخية عن طريق دراسة جانبين هامين لعلاقة الفاتيكان بالحركة الصهيونية و تاليا دولة إسرائيل, يتناول الجانب الأول الطبيعة الجوهرية العابرة للقومية للمواقف الكاثوليكية من الحركة الصهيونية، مع التركيز بشكل خاص على الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية. في حين يعنى الجانب الثاني بتقصي جهود الفاتيكان السياسية لكبح الطموحات الصهيونية في العقد الذي تلى العام 1945 مركزا على الدعوة السياسية للكاثوليك الأمريكان بالنيابة عن الأمانة البابوية" السكرتارية البابوية". و أود ,هنا, التأكيد على أن التوافق عبر القومي بين الكاثوليك بشأن الصهيونية المترافق مع تنامي قوة و تأثير الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة أعطى للقادة الكاثوليك في أمريكا قدرة فريدة على نقل وجهة نظر الفاتيكان السياسية بشأن فلسطين إلى الأمم المتحدة و كذلك إلى العاصمة الأكثر نفوذا على مستوى العالم. وعلى هذا النحو بات الكاثوليك الأمريكان من أبرز مؤيدي السياسة البابوية و الداعين لها في العديد من المسائل و القضايا التي ظهرت في فترة ما بعد الحرب [العالمية الثانية] بما في ذلك قضية فلسطين.
وبهذا المعنى ، فالتركيز منصب هنا بالدرجة الأولى على الطابع عبر القومي لسياسة الفاتيكان بخصوص المسألة الصهيونية و بخصوص علاقاتها مع إسرائيل. و قد ظهرت في العقود الأخيرة مجموعة متزايدة من الدراسات التي تعنى في العلاقات الدبلوماسية والدولية العلاقات من منظور عبر قومي (9) , كما هو حال الأبحاث التي وضعها عدد من الباحثين أمثال أكيرا إيريا و إيان تيريل و ديفيد ثيلان وباتريشيا كلافين حيث توضح هذه الأبحاث سعي التاريخ عبر القومي نحو استكناه حركة الناس و الأفكار و التكنولوجيات والمؤسسات عبر الحدود القومية .و يسعى التاريخ عبر القومي في مجال العلاقات الدولية ، إلى النظر في العلاقات بين الحكومات السيادية ودبلوماسييها للنظر في تأثير مجموعة الجهات غير الحكومية الفاعلة التي تؤثر في الشؤون العالمية، بما في ذلك المنظمات والهيئات الثقافية والدينية والأيديولوجية الدولية ، ومجتمعات الشتات ، والشركات متعددة الجنسيات ، ووسائل الإعلام الدولية. و ما يلقي الضوء على جوهر هذا المعنى التعريف الذي استعرضه عالمي السياسة روبرت كيوهان و جوزيف ناي في العام 1972 حين يصفان مفهوم التاريخ عبر القومي بأنه مصطلح يعني مجمل "العلاقات العامة والتحالفات والتفاعلات عبر حدود الدولة والتي لا تكون خاضعة للسيطرة المباشرة للأجهزة المركزية للهيئات الحكومية "(10) ، أما بالنسبة للمؤرخين الذين يستخدمون وجهة نظر عبر قومية ، فإن التوصل إلى تعريف موحد قد ثبت أنه بعيد المنال و مراوغ في العموم، خاصة وأن مجموعة الدراسات في مجال التاريخ عبر القومي قد توسعت في العقد الأخير. وقد ميز ثيلان المواجهات عبر القومية بوصفها "معابر حدودية"، موضحا كيفية مرور قيما معينة وأيديولوجيات وثقافات عبر الحدود القومية، لاسيما من خلال مجتمعات الشتات الإثنية و السياسية عبر تحول الدولة القومية و التقليل من أهمية الحدود السياسية بصورة متزايدة (11). وطعن كلافين, مؤخرا, في النظرة التقليدية للمجتمعات التقليدية كشبكات ملزمة و ثابتة بدل من النظر لها كبنى و هياكل أكثر مرونة تذوب فيها الجماعات و الأفراد و الإيديولوجيات لتحل محلها جماعات جديدة وأفكار جديدة (12). و بقاء هذه الشبكات, كما يفترض كلافين, كان يعتمد على مرونتها و طواعيتها. و بينما يمكن تطبيق مقولة كلافين بدقة على التطور التاريخي للعديد من المجتمعات عبر القومية في القرن العشرين, إلا أن تطبيقه يواجه صعوبات عند الحديث عن النزعة عبر القومية الكاثوليكية خلال العقود التي سبقت المجمع الفاتيكاني الثاني ( 1962 -1965).حيث ما كان يميز الكنيسة الدولية التوافق-وليس المرونة-العقدي و الإيديولوجي, و بهذا المعنى , فإن شكل النزعة عبر القومية الذي أتناوله بالدراسة أقرب للتعاريف التقليدية التي يقدمها كل من كيوهان و ناي و ثيلان من بين آخرين.
تمثل الكنيسة الكاثوليكية جوهر عبر قومي فاعل في الشؤون العالمية باعتبارها منظمة دينية دولية تحافظ على شبكة واسعة من التسلسلات الهرمية القومية وتشرف على ما يقرب من ثلاثة آلاف أبرشية إقليمية حول العالم . ومع ذلك، يركز الكثير من التأريخ القائم بشأن دبلوماسية الفاتيكان ، بما في ذلك بلا شك ,العمل على العلاقة بين الفاتيكان وإسرائيل، على القنوات التقليدية للتبادل الدبلوماسي. أي الباباوات والمندوبين الرسوليين (الدبلوماسيين البابويون) والوزراء ورؤساء الدول (13). و قد أثبت مثل هذا التركيز ثماره في دراسة علاقات الفاتيكان الرسمية مع الدول القومية، لا سيما في مجال مفاوضات (المعاهدة)، حيث سعت الكنيسة للحصول على ضمانات وحقوق محددة للروم الكاثوليك في دولة أو إقليم معين. ولعب المقر البابوي أيضا دورا حاسما في نقل المطالب و السياسات البابوية إلى الحكومات القومية ،وهذا واضح بصورة كبيرة في تاريخ علاقات الفاتيكان بألمانيا النازية و إيطاليا الفاشية و بولندة الشيوعية. غير أن التركيز الصارم على الدبلوماسية العليا لا يمكنه أن يفسر بشكل كافٍ علاقة الفاتيكان مع الصهيونية و إسرائيل في فترة ما بعد الحرب[العالمية الثانية]. فلم يستطع -على سبيل المثال- الموفد الرسولي إلى واشنطن في كثير من الأحيان نقل المطالب البابوية بخصوص فلسطين إلى الحكومة الأمريكية بصورة مباشرة , علما أن الولايات المتحدة تعد موطنا لأقوى موقع قومي للكنيسة الكاثوليكية الدولية, بل كان الأساقفة الأمريكيين, على خلاف ذلك, يخففون من وطأة هذه السياسات عبر مجلسهم القومي " مجلس الرعاية القومي الكاثوليكي "في العاصمة واشنطن (NCWC) و ينسقون ,في المقابل ,حملة واسعة تهدف إلى توجيه السياسة الأمريكية و الأمم المتحدة نحو إسرائيل وباتجاه خطوط مقبولة للفاتيكان وللكنيسة الكاثوليكية العالمية. و امتدت هذه الحملة خارج نطاق الأساقفة أنفسهم، فشملت المنظمات الكاثوليكية، واللجان الفرعية للمجلس القومي الكاثوليكي، والجمعيات البابوية التي يقودها الزعماء الكاثوليك الأمريكيين. كما انخرطت الصحف الكاثوليكية الأمريكية أيضا في معركة الرأي العام، حيث يدرك كل من البابا و الأساقفة الأمريكيين على حد سواء النفوذ المحتمل لـ" التصويت الكاثوليكي" في الاعتبارات السياسية لواشنطن.
لقد تربع النشاط الكاثوليكي الأمريكي على قمة نشاط اللوبي الكاثوليكي حول فلسطين، و من هنا تأتي أهمية النظر في البعد عبر القومي لعلاقة الفاتيكان بالصهيونية وبدولة إسرائيل حديثة الولادة .
نشرت في العقود الأخيرة مجموعة صغيرة استكشفت على مفهوم النزعة عبر القومية للدبلوماسية الرسولية. و يعد مقال عالِم الاجتماع إيفان فالييه " الكنيسة الكاثوليكية: فاعل عبر قومي" المنشور سنة 1972 ,مثالا على هذه الأبحاث حيث يرسم الكنيسة الدولية كمنظمة متعددة الأوجه تسعى لتحقيق أهدافها، ليس فقط من خلال سكرتارية الفاتيكان وشبكة الدبلوماسيين البابوية، ولكن أيضا من خلال شبكة عالمية من المنظمات الدينية الكاثوليكية الدولية, برغم هذا, يبقى تركيز فالييه معاصرا و لا يستكشف الأبعاد التاريخية للفاتيكان عبر القومي(14). و بالمثل أخذ كل من ليزا فيراي و جيفري هاينز في دراستهما الحديثة بعين الاعتبار الجوانب المعاصرة للنزعة عبر القومية للفاتيكان, من خلال دراسة المحاولات البابوية لتشكيل و صياغة المسائل المتعلقة بالعدالة الاجتماعية و الأخلاقيات البيولوجية و الهجرة من خلال شبكتها العالمية من التسلسلات الهرمية القومية و المنظمات الدينية و العلمانية (15).
وتسعى هذه الدراسة لدراسة هذا الجانب عبر القومي للدبلوماسية البابوية كما هو مطبق في العلاقة التاريخية بين الفاتيكان والصهيونية، مفترضا أن النزعة الكاثوليكية عبر القومية كانت أكثر قوة و فعالية في النصف الأول من القرن العشرين مما صارت عليه في العقود التي تلت المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965). كما تدين لعمل بيتر داغوستينو " روما في أمريكا: العقيدة الكاثوليكية عبر القومية من حقبة الوحدة الإيطالية حتى الفاشية " الصادر سنة 2005 و الذي يستكشف فيه الطبيعة عبر القومية للأيديولوجية الكاثوليكية منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى عقود ما بين الحربين (16). و يفترض داغوستينو أن الكاثوليك في الولايات المتحدة " زيفوا مجتمعا متخيلا من الأساطير والرموز المشتركة وتقويم الطقوس المقررة " مع الكرسي الرسولي في روما التي تضم المركز الروحي والجسدي لهذا التواصل الاجتماعي(17). و كشف كيف أظهر الكاثوليك الأمريكيين التضامن مع الباباوات من خلال الطقوس العامة والتحريض السياسي الذي يميز الكاثوليك عن غيرهم ممن يحيط بهم من غير الكاثوليك. و يتتبع داغوستينو هذه النزعة الاستثنائية( التفرد) لدى الكاثوليك الأمريكان من خلال رد الفعل على المسألة الرومية وصعود نظام موسوليني الفاشي. و برز الكاثوليك الأمريكان, طوال القرن التاسع عشر ،كمدافعين عن المطالب البابوية في السيادة الإقليمية (المسألة الرومية)، وهو الموقف الذي وضعهم على خلاف مع البروتستانت واليهود والليبراليين الأميركيين، وهؤلاء الأخيرين الذين اعتبروا ظهور إيطاليا الموحدة ، والديمقراطية و الليبرالية والمناهضة لرجال الدين عمل ليبرالي تقديم واقعي لآمال الألفية القادمة
كما ظهرت أنماط مماثلة تبناها الكاثوليك الأمريكان كتلك التي أبدت تعاطفا و دعما لموسوليني و لإيطاليا الفاشية. و يوضح داغوستينو الخطوط العامة للكاثوليك الأمريكان( لاسيما المنحدرين من أصول إيطالية) تبعيتهم للقيادة البابوية في روما عبر المشاركة في ممارسة الطقوس الشرعية لنظام موسوليني، كما قامت السفارة الإيطالية في واشنطن بإقامة علاقات قوية مع الاساقفة و العلمانيين الكاثوليك. وقد تجلى التعاطف الكاثوليكي الأمريكي مع إيطاليا الفاشية على الصعيد السياسي من خلال مطالبة واشنطن بإلغاء الحظر المفروض على روما خلال الحرب الإيطالية الأثيوبية 1935-1936. و مثل غياب حركة مناهضة للفاشية بين الكاثوليك الأمريكيين التأكيد على التضامن مع روما البابوية (التي أيدت موسوليني بعد العام 1929)،مما تسبب مرة أخرى في ولادة الخلافات بين الكاثوليك ومواطنيهم غير الكاثوليك.
تتوافق المواقف الكاثوليكية أمريكية تجاه الصهيونية خلال النصف الأول من العام القرن العشرين بدقة مع الأنماط التي أظهرها داغوستينو. و أود التأكيد في حقيقة الأمر على أن جهود الفاتيكان الدبلوماسية لصياغة موقف من القضية الفلسطينية في العقد الأول من فترة الحرب الباردة ينبغي فهمها في سياق هذه المشاركة للمعارضة عبر القومية للصهيونية التي توفق عليها الفاتيكان والأساقفة الأمريكيون منذ وقت إعلان بلفور ,على الرغم من الخلافات بينهما في بدايات القرن بسبب المخاوف البابوية من الاستقلال اللاهوتي و العقدي للكنيسة الأمريكية(18). و في واقع الأمر, نمى التوافق الكاثوليكي حول الصهيونية بقوة في عقود ما بين الحربين ،كما نمى اللوبي الصهيوني نفسه و صار أشد قوة صلابة. و أثبت التحفظ الكاثوليكي عبر القومي على الصهيونية مرونة بالغة وملفتة, فحتى الهولوكوست، التي كان من شأنها أن تخلق جيوب تعاطف كبيرة مع الصهيونية في الولايات المتحدة لم تغير بصورة جذرية موقف الفاتيكان و لا الكاثوليك الأمريكان في معارضتهم لإنشاء الدولة اليهودية في فلسطين. و بينما أعرب الكاثوليك الأمريكان عن تعاطفهم مع محنة اليهود الأوروبيون، وفي كثير من الأحيان بلغة أكثر وضوحاً من لغة البابا بيوس الثاني عشر , فلم يصل هذا التعاطف إلى حد تأييد البرنامج الصهيوني. و عندما قام زعيم كاثوليكي في التعبير عن تعاطفه مع الصهيونية، كما فعل جوزيف روميل رئيس أساقفة نيو أورلينز ، سارع الفاتيكان للتحرك بسرعة لإسكاته مما يدل على الإجماع الذي تطلبه روما بشأن هذه المسألة .
انصهر التوافق عبر القومي في فترة ما بعد الحرب في العمل السياسي مع الكاثوليك الأمريكان في طليعة الجهود الرامية إلى صياغة التطورات التي حصلت في فلسطين عقب الحرب[العالمية الثانية]. و ثمة عدد من العوامل جعلت من الأساقفة الأمريكيين أصوات رائدة في الكنيسة الدولية. فخلال عقود ما بين الحربين وأثناء الحرب ، أقام مطارنة رواد مثل إدوارد موني مطران ديترويت، و فرانسيس سبيلمان مطران نيويورك, و جورج مونديليين مطران شيكاغو علاقات وثيقة مع الرئيس فرانكلين روزفلت والحزب الديمقراطي. و توسعت الكنيسة الكاثوليكية من الناحية المؤسساتية في الولايات المتحدة بصورة مطردة بعد الحرب العالمية الأولى، بفضل موجات الهجرة الكاثوليكية من أوروبا وارتفاع معدلات المواليد. و عزز هذا النمو القوة المالية للكنيسة الأمريكية. كما كشفت دراسة جون ف. بولارد الأخيرة عن تمويل الفاتيكان ، و كانت أبرشيات نيويورك و بوسطن و شيكاغو هي الأغنى في العالم على الترتيب بحلول العام 1939 (19). لقد كان الفاتيكان يعيش في عزلة في أوروبا و لذا كان حريصا على الاستفادة من موارد الكنيسة الأمريكية، و نمى تقرب الفاتيكان من الأسقفية الأمريكية تدريجيا في سنوات ما بين الحربين, أولا من خلال إنشاء الجمعيات مثل جمعية رعاية الشرق الأدنى الكاثوليكية (CNEWA)، التي وضعت بالكامل في أيدي الأساقفة الأمريكيين، والتي ستلعب دورا هاما في جهود الكاثوليك في فلسطين في فترة ما بعد الحرب. كما منح الفاتيكان للأساقفة الأمريكان مناصب في الأمانة البابوية أكثر من أي وقت مضى، كما كان لتعيين الرئيس روزفلت ممثلا شخصيا له لدى الكرسي الرسولي في العام 1939 علامة أخرى على "التحول" في فترة ما بين الحربين باتجاه الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية , وهو ما يشير أيضا إلى علاقات أوثق من أي وقت مضى بين المقر البابوي و الولايات المتحدة .
و مع بزوغ حقبة ما بعد الحرب بدى وكأن تحالف استراتيجي غير رسمي لكنه متماسك ضم كل من الفاتيكان و الولايات المتحدة و الأساقفة الكاثوليك الأمريكان, هدفه في المقام الأول الاحتواء والتراجع عن الشيوعية السوفيتية, و فيما يتعلق بقضية فلسطين ظهر لوبي أمريكي كاثوليكي مميز اختلف بوضوح عن سياسة واشنطن على الأرض, وبشأن هذه المسألة، استمد الأساقفة الأمريكيون بوضوح توجهاتهم الأيديولوجية والسياسية من روما. ورغم الحرب, فقد نجا التوافق عبر القومي الذي وضحه داغوستينو بخصوص المسألة الرومية وإيطاليا موسوليني، و عبر هذا التوافق عن ذاته بقوة في القضية الفلسطينية . وكما في الحالات السابقة ، وضعت مواقف الكاثوليك الأمريكان من الصهيونية على خلاف مع البروتستانت واليهود والليبراليين، الذين دعم معظمهم إقامة وطن لليهود في الإقليم. وقد علق الفاتيكان آمال كبيرة على الأساقفة الأمريكان، نظرا لعلاقاتهم الوثيقة مع واشنطن، بازدياد قوتهم المالية، و تنامي صورتهم أمام العامة، ونظرا لدورهم كبيضة القبان في ميزان علاقة الفاتيكان مع الولايات المتحدة فقد كان لهم دور فريد من نوعه في نقل تصميم الفاتيكان على مواقفه إلى مرحلة ما بعد الحرب سواء في علاقته مع واشنطن أو في أروقة الأمم المتحدة .غير أن الضغط السياسي الكاثوليكي لكل من روما و مختلف أجهزه للكنيسة الامريكية لم يقدر, في نهاية المطاف, تغيير سياسة واشنطن تجاه قضية فلسطين. وظل الرئيس الأمريكي هاري ترومان و صناع القرار في واشنطن طوال سنوات ما بعد الحرب، ملتزمين بالحذر, والسبب على ما يبدو كان بهدف تهدئة كل من المعارضين و المؤيدين لتدويل القدس، في حين بقوا حلفاء ثابتين للدولة الوليدة .
وحيث أن هذه الدراسة تركز على الاستجابات المؤسسية للكنيسة الكاثوليكية الأمريكية لصعود الصهيونية السياسية وخلق دولة إسرائيل، فهي تنخرط بشكل كبير في الاهتمام بعدد من المجموعات الأرشيفية المهمة في الولايات المتحدة , و تعد وثائق المجلس القومي الكاثوليكي NCWC و مقره في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في واشنطن العاصمة مرجعا لا غنى عنها لهذا العمل , لقد كان المجلس القومي الكاثوليكي يعد بمثابة مؤتمر أساقفة أمريكا ، وعلى هذا النحو فهو يعد المركز العصبي الإداري للأنشطة السياسية للأسقفية الأمريكية , وكانت بلاغات الكرسي الرسولي الموجهة للأساقفة بمثابة توجيه الأمين العام للمجلس، مما يجعل من هذه الوثائق ضرورية لتحديد العلاقة بين سكرتارية الفاتيكان و الزعماء الكاثوليك في أمريكا. وتضم هذه المجموعة من الوثائق أيضًا أوراق مكتب شؤون الأمم المتحدة ، ونص تشكيل المجلس كمنظمة غير حكومية تدافع عن موقف الفاتيكان في الأمم المتحدة منذ العام 1946 .كما تتضمن الوثائق على أوراق كاترين شيفر ، التي أدارت مكتب الفاتيكان في الأمم المتحدة في الفترة بين 1946 1972 ، والتي عملت بلا كلل من أجل تعزيز الموقف الكاثوليكي بخصوص فلسطين في المنظمة الدولية، كما توجد أيضًا في هذه المجموعة أوراق ألبا زيزاميا مساعدة كاترين شيفر التي قادت بدورها عددا من المبادرات المهمة على صعيد القضية الفلسطينية .
كما يوجد في واشنطن أيضا إدارة الأرشيف و السجل القومي و أرشيف جامعة جورج تاون( المجموعات الخاصة )، وكلاهما تم مراجعتهما لغرض هذه الدراسة. و تحتوي وثائق الأرشيف القومي على أراق مايرون. سي. تايلور، الذي شغل منصب “الممثل الخاص" عند البابا بيوس الثاني عشر لكل من الرئيسين فرانكلين روزفلت وهاري ترومان بين 1939 -1951 . و تعد أوراق تايلور حيوية لجهة إلقاء الضوء على العلاقة بين الفاتيكان وواشنطن من بداية الحرب العالمية الثانية حتى بداية الحرب الباردة ، بالإضافة إلى كونها نافذة مهمة على عقلية سكرتارية الفاتيكان، خاصةً فيما يتعلق بفلسطين. كما احتوت أوراق تايلور على المراسلات الواسعة التي قام بها ترومان مع كاردينال نيويورك سبيلمان حول قضية فلسطين, كما تقدم "مفكرة فلسطين" لكل من دين راسك و روبرت ماكلينتوك الموجودة في سجلات الأرشيف القومي معلومات قيّمة عن وجهات نظر الوفد الأمريكي لدى الأمم المتحدة خلال الفترة الحاسمة من عام 1946 إلى عام 1949. و تحتوي مجموعة جورج تاون على أوراق لعدد من الشخصيات وثيقي الصلة بهذه الدراسة من بينهم السيناتور روبرت فاغنر وإدموند والش و ويلفرد بارسونز ، بالإضافة إلى نسخ من صحيفة " أمريكا"، وهي مجلة يسوعية أمريكية ، مثلت الإجماع عبر القومي الكاثوليكي فيما يتعلق بالصهيونية .
كما تم استخدام مجموعات أرشيفية أخرى. مثل أوراق المطران إدوارد موني الموجودة في أرشيف أبرشية ديترويت، وقد كشفت هذه الأوراق عن آراء هذا الأسقف الأميركي البارز في تلك الحقبة و الذي شغل منصب رئيس المجلس القومي الكاثوليكي خلال الفترة من 1935 1945, والذي تمت ترقيته لمرتبة كاردينال على يد البابا بيوس الثاني عشر في العام 1946، كما يوجد في ديترويت أيضا أرشيفات مكتبة والتر بي. روثر، في جامعة واين ستيت، و التي تضم أوراق فيليب سلوموفيتش، محرر صحيفة " ديترويت جويش نيوز" ذات التأثير الواسع، و أحد منتقدي تهجمات الروم الكاثوليك على الصهيونية. و في المراحل المتأخرة من إعداد هذه الدراسة، تم الاطلاع على أوراق المونسنيور. توماس مكماهون، في أرشيف جمعية الشرق الأدنى الكاثوليكية في نيويورك (CNEWA) وتقدم هذه الأوراق التي لم تكن حتى الآن متاحة للباحثين تفاصيل مهمة عن الجهود الدبلوماسية لماكماهون الذي بصفته رئيسا بالوكالة للجمعية في الفترة ما بين 1944 و 1955 ، كان يعمل كمبعوث للفاتيكان في إسرائيل بحكم الأمر الواقع. كشفت لقاءات ماكماهون ومراسلاته مع عدد من الشخصيات الرئيسية ، بمن فيهم الرئيس هاري ترومان وجيمس ماكدونالد (أول سفير أمريكي في إسرائيل) وديفيد بن غوريون ووزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت وعدد من الوزراء رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية ، وقادة صهاينة أميركيين بارزين ، وعبد الله ملك الأردن ، عن دوره الفريد كوسيط غير رسمي ولكنه حاسم في بداية حوار الفاتيكاني-الإسرائيلي في بداية الحرب الباردة. إن علاقة ماكماهون وثيقة الصلة بكاردينال نيويورك فرانسيس سبيلمان، الشخصية الكاثوليكية الأمريكية الأقوى في فترة ما بعد الحرب (والذي ما تزال وثائقه غير متاحة للدارسين )، تؤكد أهمية هذه السجلات. لقد مُنحت حق الوصول الكامل إلى أوراق مكماهون عندما تم رفع السرية عنها بالكامل بحلول صيف 2012. و على الرغم من ذلك , ينبغي على كل من يريد أن يدرس الفاتيكان خلال الحرب الباردة أن يتعامل مع الحقيقة التي تقول بأن أوراق ووثائق تلك الفترة مازالت غير متاحة للعموم , ومع هذا يتوفر عدد لا باس به من المصادر التي تؤمن نافذة على الفاتيكان عن تلك الحقبة فيما يتعلق بسياسة الفاتيكان إزاء فلسطين , وبالنسبة لسنوات الحرب , توفر المجلدات الإحدى عشر من الوثائق المعروفة باسم " أعمال ووثائق الكرسي الرسولي المتعلقة بالحرب العالمية الثانية" (ADSS)، التي نشرت بين عامي 1965 و 1981، صورة شاملة إلى حدٍّ ما لرد فعل الفاتيكان على المحرقة، فضلاً عن الموقف المرن من إنشاء وطن يهودي في فلسطين(20). كما تكشف أوراق ميرون سي. تايلور عن موقف الكرسي الرسولي بشأن التطورات في فلسطين. و الطبعة المكملة لإينيو دي نولفو بعنوان " الفاتيكان و الولايات المتحدة 1939 -1952 من أوراق مايرون تايلور" و الصار سنة 1978 التي نشرت استنادا إلى أوراق تايلور ، والتي تتضمن العديد من الإشارات إلى قضية فلسطين(21). كما أثبتت أوراق المجلس القومي الكاثوليكي ، التي تحتوي على مراسلات واسعة بين القاصد الرسولي (مندوب الفاتيكان لدى لكنيسة الكاثوليكية الأمريكية) والأساقفة الأمريكيين ، أنها ذات قيمة.
و لا ينبغي أن نغفل , في هذا الصدد, شريحة واسعة من الصحافة الكاثوليكية الأمريكية لعدة أسباب , فقد نُشرت الجرائد الأسبوعية لمختلف الأبرشيات (الصحافة الأبرشية) تحت الرقابة التحريرية في قسم الصحافة التابعة للمجلس القومي للكاثوليك الأمريكيين و الأساقفة المحليين. و على هذا النحو ، يمكن وصف الخطوط التحريرية لهذه الأوراق بدقة على أنها العقل الرسمي للكنيسة في تعاطيه مع مجموعة متنوعة من المسائل الاجتماعية والسياسية. ويؤكد الإجماع الساحق في الصحافة الأبرشية على قضية فلسطين هذه الحقيقة. ومثل هذا الإجماع على فلسطين الذي امتد إلى ما هو أبعد من وثائق الأبرشية يمكن توضيحه من خلال تقصي عدد من المجلات الكاثوليكية الأمريكية المتداولة الكبيرة والتي تقع خارج نطاق السيطرة التحريرية للمجلس، مثل المجلة الأسبوعية اليسوعية " أميركا"، و الصحيفة البولصية "كاثوليك وورد" و الصحيفة العلمانية "كومونويل " , وإذن لم يتم استبعاد الآراء المتعارضة بشكل انتقائي , بل في الواقع لم يتم العثور على أي منها. لقد شجع الفاتيكان الصحافة منذ بداية الحرب العالمية الثانية ، وخاصة بعد عام 1945 ، وكثيرا ما أصدر تعليمات إلى المحررين الكاثوليك في الولايات المتحدة بالنشر الواسع للموقف الكاثوليكي من فلسطين ,لاسيما بعد أن واجه اللوبي الأمريكي الكاثوليكي حملة نشطة في الصحافة اليهودية الأمريكية التي سعت إلى نشر انتقادات التكتيكات الصهيونية في الصحف الأمريكية الأبرشية. وقد وصلت المخاوف من التقارير الصحفية السلبية في الصحافة الكاثوليكية الأمريكية إلى تل أبيب ، حيث حث المسؤولون الحكوميون، ومن بينهم دافيد بن غوريون، على الاعتدال في انتقاد المحررين الكاثوليك، وشجعوا على تأمين ردود أفعال قوية في الصحف اليهودية. وأصبحت الصحافة الكاثوليكية ، على هذا النحو ، أداة رئيسية في اللوبي الأمريكي الكاثوليكي بشأن فلسطين ، لا سيما وأن التعاطف مع الصهيونية من غير الكاثوليك بدأ بعد العام 1945.

1 في حين أن الاتفاقية الأصلية حسمت حقوق الملكية للكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل ، لم تثر قضية القدس في الوثيقة ، على الرغم من حقيقة أن الفاتيكان استمر حتى العام 1993 في الاحتفاظ بالموقف الرسمي بوجوب تدويل المدينة . و كنتيجة لهذه المفاوضات ، عين الفاتيكان أندريا كورديرو لانزا مونتيزومولو كأول سفير رسولي للفاتيكان في إسرائيل في العام 1994 . للحصول على تحليل أكمل للاتفاقات ، انظر .
Marshall J. Breger, ed. The Vatican-Israel Accords: Political, Legal and Theological Contexts (Notre Dame, 2004).
2 See Uri Bialer, The Cross on the Star of David: The Christian World in Israel’s Foreign Policy, 1948-1967 (Bloomington, 2005): 2.
3 استخدم تعبير "هيئة مستقلة " أو "كيان مستقل" (من اللاتينية corpus separatum) للتوصيف النظري لأراضي القدس أثناء مداولات مشروع التقسيم في الأمم المتحدة ,الذي اقترح ,في الواقع,"كيان مستقل" لمدينة القدس والبلدات المحيطة بها بيت لحم و عين كارم و أبوديس .
4 See Sergio Minerbi, The Vatican and Zionism: Conflict in the Holy Land, 1895-1925 (New York: Oxford University Press, 1990)
5 See Livia Rokach, The Catholic Church and the Question of Palestine (London: Saqi Books, 1987)
6 See Andrej Kreutz, Vatican Policy on the Palestinian-Israeli Conflict (New York: Greenwood Press, 1990)
7 See George Irani, The Papacy and the Middle East: The Role of the Holy See in the Arab-Israeli Conflict, 1962-1984 (Notre Dame: University of Notre Dame Press, 1986)
8 See Silvio Ferrari’s “The Holy See and the postwar Palestine issue: the Internationalization of Jerusalem and the protection of the Holy Places.” International Affairs (Summer 1984):261-283 “The Vatican, Israel and the Jerusalem Question, 1943-1984.” The Middle East Journal 39, 2 (Spring 1985): 316-331.
(9) استخدم المؤرخون وجهات نظر عبر قومية بأشكال مختلفة طوال القرن العشرين , ويعد كتاب فرناند بروديل " المتوسط و العالم المتوسطي في عهد فيليب الثاني " الصادر سنة 1949 رائدا في هذا المجال عبر القومي ، حيث يستكشف التأثيرات الجغرافية والاقتصادية والديموغرافية بينما تعتبر التأثيرات السياسية ، وتحديدًا دور الحكام الأوروبيين ، تاريخ حدثي ذو تذبذبات قصيرة. قام كل من جوزيف ناي و روبرت كيوهان بتحرير مجموعة من المقالات حول السياسة عبر القومية بعنوان " العلاقات عبر القومية و السياسة العالمية" سنة 1970 يحددان فيه المجال بشكل أوضح و قد شمل الكتاب مقالا لعالم الاجتماع إيفان فالييه يتحدث فيه عن الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها فاعلاً عابراً للحدود. وفي الآونة الأخيرة ، ظهر كتاب من جمع و تحرير أكيرا إيريا و توماس هاينز بعنوان " إعادة التفكير في التاريخ الأمريكي في عصر عالمي (2002) ، يستعرض وجهات نظر عدد من الباحثين الرواد في مجال التاريخ عبر القومي ، وتحديدا مواجهة التحدي المتمثل في كتابة التاريخ القومي في عصر العولمة المتزايد و المترابط , ثمة محاولات عدة أخرى لتعريف المنظور عبر القومي انظر على سبيل المثال
David Thelan, ‘The Nation and Beyond: Transnational Perspectives on United States History’, Journal of American History, 86, 3 (1999) Patricia Clavin, ‘Defining Transnationalism’, Contemporary European History, 14, 4, (Nov., 2005): 421-439.
10 Keohane, Robert and Joseph Nye, eds. Transnational Relations and World Politics, xi.
11 See Thelan, ‘The Nation and Beyond’, 968.
12 See Clavin, ‘Defining Transnationalism’, 438-439.
13 لا يزال كتاب روبرت أ. جراهام " دبلوماسية الفاتيكان : دراسة للكنيسة والدولة على المستوى الدولي (1959) يشكل تفحصا معمقا لبنية ووظيفة و طريقة عمل و نشاط الفاتيكان الدبلوماسي. وفي الآونة الأخيرة ، تناولت المقالات في كتاب بيتر سي. كينت و جون بولارد " الدبلوماسية البابوية في العصر الحديث ( 1994)" الدبلوماسية بابوية في مجموعة من سياقات القرن العشرين. و من أجل رؤية حول الدبلوماسية البابوية الحديثة ، أنظر
Thomas J. Reese’s Inside the Vatican: The Politics and Organization of the Catholic Church (Cambridge, 2003)
14 See Ivan Vallier, ‘The Roman Catholic Church: A Transnational Actor’ in Robert Keohane and Joseph Nye’s Transnational Relations and World Politics (Cambridge, 1972): 129- 152.
15 See Lisa L. Ferrari’s ‘The Vatican as a Transnational Actor’ in Paul Christopher Manuel, Lawrence Reardon and Clyde Wilcox, eds. The Catholic Church and the Nation State: Comparative Perspectives (Washington, 2006): 33-50 Jeffrey Haynes, Religion, Politics and International Relations (New York, 2011):173-211.
16 Peter D’Agostino, Rome in America: Transnational Catholic Ideology from the Risorgimento to Fascism (Chapel Hill, 2005).
17 Ibid, 7.
18 الجدل الأمريكي ، في جوهره ، كان يتميز بالاعتقاد السائد في الأوساط البابوية أن عددا من الأساقفة الأمريكان وافق على فصل الكنيسة والدولة (حيث فضل الفاتيكان تعاونًا أقرب إلى النماذج الأوروبية للعلاقات بين الكنيسة والدولة). خشي الفاتيكان من أن الأسقفية الأمريكية ، التي تعمل في مجتمع تعددي وسريع التصنيع ، ستتبنى مقاربة نسبية فيما يتعلق بعقيدة و لاهوت الكنيسة .وقام البابا ليو الثالث عشر في عام 1899بإصدار "بيان حسن النوايا " Testem benevolentiae ، على وجه التحديد لمواجهة هذه البدعة الأمريكية.
19 See John F. Pollard, Money and the Rise of the Modern Papacy: Financing the Vatican, 1850-1950 (London, 2005).
20 Blet, Pierre and Robert Graham, eds. Actes et Documents du Saint Siège relatifs à la secondeguerre mondiale. Vatican City: Libraria Editrice Vaticana, 1967-1981.
21 See Ennio Di Nolfo, Vaticano e Stati Uniti, 1939-1952 (Bologna: Franco Angeli Editore, 1978).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص