الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت القلعة والهمام1

مارينا سوريال

2019 / 2 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هبت رياح امشير حاملة معها الاتربة التى غطت حقولهم الخضراء ،زفرت الاشجار فى حنق توارت خلفها الازهارالصغيرة،كانت الشمس مختفية قابعة خلف السحب تستريح فى فترة عملها التى دامت لاشهر فشعرت حينها بالملل فذهبت للاستراحة وحلت السحب فى مهمتها
خلف ظلال تلك الشجرة التى قبعت على اطراف احدى القرى التى نسى اصحا ب القلعة البعيدة على ضفاف البحر الواسع ان يضعوها داخل رقعتهم الجلدية التى كتبت بدم الغزال
خلف شباك نجحت تيارات الهواء بانتزاع اوراق الجرائد التى تحاول التصدى لها تاركه اياه مفتوح تراقبه فتاة جلست ساهدة عيناها اعتادت الظلام فلاحظت ذلك الطيف الراكض من بعيد ،راقبتها عيناه صمتت تقدمت خطواتة ناحية النافذة المفتوحة بهدوء ،تراجعت الى الخلف سامحة له بالقدوم اليها
تجاوزت ارتجافة جسدها الهزيل،تقدمت الية تصطدم قدماها ببعضهما حاولت ان تتراجع ولكن الاوامر لم تصدر لبقية اجزاء جسدها فاكملت الطريق يداها ارتفعت اقتربت من وجه ملثم ظل ينظر اليها بصمت وصبر وهى ترتجف وتنزع عن وجهه اللثام اصطدم بكف يدها الصغير بذلك الجرح الذى اصاب صدغة الايمن
حاول ان يتكلم لكنة لم يستطع ..كان يعلم انة بحاجة اليها هى فقط ..من تستطيع حمايتة بعد ان لفظتة القلعة ومدينتها الواسعة فلم يجد سوى اطراف القرية التى نسيتها خريطتهم عن طريق القصد
سمعا صوت عجوز القرية يتردد صداه ذلك الذى اقترب من المئة هكذا يحكى الاولين من يعلم يتهامسون عن عمره بحذر يتداولون انة شيخ القرية وزعيمها ..كان مساء طوال الصيف يجلس فى الساخحة الواسعة يتحلق من حولة الصبية والشباب وهو لايكف عن اخبار قصتة الاثيرة الغابرة
كان يصول ويجول بالكلمات ،وقت ان تخرج من فمه تغذى القلب والشرايين يعود الشباب تتوقف الالام..قدماه العاجزة تصلب عودها يرتفع صوته القوى الذى يخشاه كل كبيرا فى تلك القرية .
يجلس على يمينه ذلك الحبشى القصير كلما تحشرج صوته اعطاه كوز المياه هو مساعدة الذى وجده فى يوم عاصف منذ سنوات نسى عددها بجوار داره على الاطراف كان صوت البكاء الضعيف يمتزج مع صوت الرياح القوية كان عصا شيخة وضوء عيتية فى الظلام وناسخ لكتابة الضخم الذى اضحى مشروع حياتة عن تاريخ القرية المدفونة هكذا صار اسمها ولقبها عرفتها به اجيال بعد الاخرى حتى انمحى اسم القرية الاولى ولم يعد احد يتذكره ولم يبقى سوى عجوز لقب بحافظ الارث يجلس بجوار ضوء شمعة صغيرة يصنعها بعناية من بقايا الخبز الذى ترسلة لهم المدينة فى نهاية كل اسبوع وفى المساء يجلس فى الساحة ،صوتة اعتاد تاليف الاناشيد الحزينة التى تخرج عنه دون ارادتة طوال فترة انتظار القادمين الى الساحة وبجواره الحبشى يدون مسرعا كل كلمة تخرج من فم معلمة كان تلميذة النجيب وهو اسرتة وعائلتة لا يذكر احدا سواه ...
عاد صوت شيخة يرتفع فى الافق يخرجة من شرودة تجمع الصبية حول شيخهم كانت اعداداهم تقل كل يوما عن الاخر فمنذ ايام قدم من طرف المدينة مندوبها السرى متشح بالسواد قرع باب الشيخ فى منتصف الليل كانت رسالتة المدينة واضحة ..ممنوعة هى الكلمات حتى لاتخرب عقول الصبية ..كان الحبشى يسترق السمع قللقا على شيخة العجوز ..احضر بخفة بلطتة وخبئها خلف يدية منتظرا اللحظة المناسبة ليدافع عن نفسة ..تنبة الشيخ للخطر فصمت على رد المندوب ثم اجاب :فليفعل الله ما يريد
فى شباب ذلك الشيخ كان من انصار المدينة لذا ارسلت لة القلعة مرسالها لاجل خدماتة القديمة لم يعاتب او يتحدث بل قبل فى مت ..اثار ما حدث تعجب تلميذة الحبشى الذى لم يستطع اخفاء اندهاشة فى صوته ونظراته التى فضحها الشيخ رغم ضعف بصره
قال له ضاحكا :ولكن لدى بصيره يا بنى وهى تقول اترك العاصفة تمر الان ..انت تعلم ان انفاسى الاخيرة اتركها فى الكلمات التى نضعها سويا وهو ميثاقنا حتى ياتى يومها هذا كاتاب سطر فية حكايات القلعة والمدينة مابين السور والقرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روان الضامن، المديرة العامة لمؤسسة إعلاميون من أجل صحافة إست


.. لينا المومني منسقة منظمة سيكديف بالأردن




.. اختتام أعمال ملتقى عمان الإقليمي وشبكة مناهضة العنف الرقمي ض


.. -اخترت الفن التجريدي كونه يحررني من كافة القيود-




.. تربية الحيوانات الأليفة جزء من الطبيعة التي تعتز بها الريفيا