الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغتيال حرية التعبير من كامل شياع إلى علاء مشذوب!

صبحي مبارك مال الله

2019 / 2 / 19
حقوق الانسان


يذكرنا المسلسل الدموي المستمر بإغتيال النخب المثقفة والمتنورة والتي تحمل الأفكار التقدمية والديمقراطية والذين يدافعون عن حرية التعبير بالعهود السياسية التي مرت في العراق، عهود إستبدادية وظلامية ودموية حفلت بالإعدامات الجماعية والإغتيال الفردي وفق قوائم معدة مسبقاً من قبل الذين ينتهجون الإغتيالات الجبانة والتصفيات تجاه المناضلين والمثقفين والأدباء والكتاب والفنانين، هو طريقهم الوحيد لإسكات الأصوات التي تكشف مدى تخلفهم ودمويتهم لأنهم لايستطيعون الوقوف بوجه الكلمة وبوجه الصوت المرتفع إحتجاجاً، أو مطالباً بالحقوق والحريات، إلا بواسطة أدوات قاتلة أو بواسطة الرصاص ، نعم تُعد قوائم تحت الحقد والكراهية والإنتقام بالتعاون مع عصابات مهنتها الإجرام والقتل منهم داخل العراق والآخر مرتبط بدوائر أجنبية ولكن لماذا ؟! الجواب لعرقلة المشروع الوطني الديمقراطي الهادف لمنع التدهور الحاصل في البلاد والقضاء على الفساد والمباشرة في التغيير والإصلاحات. سوف يستمر هذا المسلسل لغرض إرهاب الشعب، ولإسكات صوته الهادر الذي يقض مضاجعهم فهم يمعنون بالفساد ونهب أموال الشعب وثروات الوطن ولايريدون الشعب وفي مقدمته شغيلة الفكر والثقافة أن يحتج أو ينتقد أو يطالب بتعديل الميزان نحو العدالة الاجتماعية. وهم لايكتفون فقط بالإغتيال بالكواتم أو غير الكواتم وإنما يتعدى ذلك إلى الإختطاف والتعذيب والتهديد تحت سمع وبصر الحكومة. وكل عملية إغتيال تسجل ضد مجهول رغم المناشدات من قبل القوى المدنية حول الكشف عن المجرمين القتلة، تجد الأمر وكأنه لايعنيها، كما إن القتلة لايعرفون قيمة المثقف الملتزم بالدفاع عن حقوق الشعب، وهي قيمة كبيرة وسمعة وطنية وعالمية وإنما ينظرون له كهدف مأمورين بقتله. كما إن الإغتيالات توسعت بعد سقوط النظام والإحتلال الأمريكي ، ومنذ البداية تم إستهداف الناشطين المدنيين، والمثقفين ومن ثم الأطباء وأساتذة الجامعة ، والمحامين والصحفيين والمراسلين الصحفيين والكوادر الإعلامية والفنانيين فأنظروا أي ثروة علمية وأدبية وثقافية خسرها العراق فضلاً عن خسارته المادية والإقتصادية .ومن ضمن المثقفين والباحثين الذين تمّ إغتيالهم الأستاذ كامل شياع ، الباحث ومستشار وزير الثقافة في وضح النهار في 23/آب /2008 ، وإغتيال خمسة وعشرين من قادة وكوادر الإنتفاضة في البصرة لغرض ردعها وإيقافها، وإغتيال عدد من المحامين الذين تولو ا الدفاع عن المعتقلين المتظاهرين مجاناً ومنهم جبار أكرم وسط البصرة ، وحمزة الجابري بغداد ، وخلف الجبوري رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين كركوك ، وإغتيال الشيخ وسام الغراوي وهو رجل دين شاب عُرف بآرائه الوطنية الإستقلالية كما إغتيلت الناشطة سعاد العلي في مدينة البصرة على أيدي مسلحين بواسطة مسدس كاتم للصوت ولم يكشف وكالعادة عن الجُناة . لقد أصبحت عمليات الإغتيال الفكري والسياسي ظاهرة خطيرة في العراق بسبب ضعف الوضع الأمني الذي لم يستطع حماية المواطنين هذه الظاهرة شملت الإختطاف والتعذيب وتهديد المثقفين والمدوّنين والناشطين المعارضين . ومثال على ذلك إغتيال الشاب كرار نوشي في شارع فلسطين في بغداد بعد إختطافه من قبل جهة (مجهولة) لمدة يومين وقد عُثر على جثته ممزقة في مكب للنفايات وعلامات التعذيب واضحة. أما إغتيال الدكتور علاء مشذوب فقد أحدثت ضجة في الأوساط المثقفة والشعبية، حيث أصيب بثلاثة عشر إطلاقة في صدره من قبل مجرمين وفي وضح النهار . الفقيد روائي وكاتب وناشط مدني وأستاذ جامعي حاصل على شهادة الدكتوراة من كلية الفنون. وحسب ما تتناقله الأخبار بأن هناك دور للمليشيات في هذا الإغتيال وقد أدان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بشدة حادث الإغتيال وطالب بمعاقبة الجناة كما تبنى موقف اتحاد الكتاب العراقي ، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. كما أستنكرت منظمات المجتمع المدني والناشطين والمثقفين هذا العمل سواء في الداخل أو في خارج الوطن ، من خلال وقفات إستنكارية وتظاهرات في بعض المحافظات. حاملين مطلب الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة ولكن الذي يؤسف له بأن كل شهداء الكلمة والتعبير عن الرأي وبالرغم من التأكيد على إجراء التحقيقات إلا أنه لم يتم الكشف عن الجُناة وإلى أين وصل التحقيق، من كامل شياع إلى الدكتور علاء مشذوب. وهذا دليل على إن الأوضاع الأمنية غير مؤمنة ولايمكن ضمان أمن المواطن. لقد تمّ بهذه الأفعال خرق الدستور ، والقوانين التي تؤكد على حرية التعبير والتظاهر والإحتجاج .
ان مايحصل مأساة حقيقية ودليل على وجود شر قادم، ورغم التضحيات الجسام في المعركة مع داعش، فهناك من لم يحترم دم الضحايا التي قدمت من أجل إنقاذ العراق من هذه الهجمة البربرية ومعركة أخرى خفية تمتد على طول وعرض الوطن وهي معركة الدفاع عن حرية التعبير وعن حرية الإنسان العراقي الذي إزدادت معاناته وآلامه وخوفه على أجياله والسؤال لماذا لايتحرك البرلمان بقوة ، ولماذا لاتتحرك الحكومة بشدة لمتابعة هذه الأحداث ؟ والأصابع تشير بالإتهام إلى من يعمل على إختراق الأجهزة الأمنية والعناصر الحاقدة. لابدّ من وضع خطة جديدة تمنع الإستهداف للأبرياء من حملة الفكر والثقافة . إن من أول واجبات لجنة الثقافة والتعليم والسياحة البرلمانية العمل على كشف من تلطخت يديه بدم الشهداء. هل من المعقول لحد الآن لم يكشف عن قتلة كامل شياع أو قتلة الصحفيين أو المحامين والفنانين وأخيراً علاء مشذوب والكثير من الناشطين؟! أولئك الشهداء المثقفون ضحايا قول الحق وضحايا الفكر لايملكون أي سلاح سوى سلاح الكلمة وسلاح الفكر فهم عُزل ولابدّ من تكريمهم وتثبيت أسماءهم على شوارع مدنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة