الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعبنا ومللنا من الحروب

امين يونس

2019 / 2 / 19
المجتمع المدني


قالَ لي حمكو : كُنتُ مُتردِداً في المجئ .. لأنني حزينٌ ومُكتئِب ، ولا أريد أن أنقل عَدوى الحُزن إليك .
* الله الله .. منذ متى وأنت رقيق الإحساس هكذا ؟ يارجُل طالما سببتَ لي ليس الكآبة فقط ، بل اليأس أيضاً . على أية حال .. هل من جديد ؟
- وهل نحنُ بحاجةٍ إلى جديد ؟ أن القديم وإستمراريته ، كفيلٌ بإزعاجنا وإرباكنا . فّكِر ياسيدي بكُل الحِراك الذي يجري حولنا وفي العالم .. أن هنالك مايُطبَخ في وارشو وموسكو وغيرها ، ولا أظن أنهم يطبخون لنا " تشريب الباميا " ! .
* وما علاقتنا نحن ؟ فالعراق لم يُشارك أصلاً في مؤتمر وارشو ، ولا في ملتقى موسكو .
- بل علاقتنا مُباشرة ، والتهرُب من المُشارَكة ليسَ حلاً . صحيح أنه من الجيد ان لا نكون طَرَفاً في المَحاوِر الدولية والأقليمية .. لكن هل نمتلك ذاك الترَف ، بل هل سيسمحون لنا بذلك أصلاً ؟ يا أخي ، هنالك ضغوطات هائلة علينا من المِحورَين . المحور الأمريكي من جانب والمحور الإيراني من جانبٍ آخَر . نعم .. كما يبدو فأن مُحاولات إقناعنا بالإشتراك في مؤتمر وارشو باءت بالفشل .. ولكن أرى أنهُ كان من الأفضل أن نُشارك بوفدٍ " ناصي " المًستوى أسوةً بالعديد من الدول ، كأن يكون برئاسة وكيل وزير الخارجية مثلاً ، وبذلك كُنّا نُرضي الولايات المتحدة الأمريكية راعية المُؤتمر ، من جانب ... ولا نُغضِب جارتنا إيران أيضاً ! .
- والله ياحمكو هَزُلَتْ ... لأنهُ حتى أنتَ أصبحتَ خبيراً و " مُحّلِلاً سياسياً " ! .
* لستُ مُحللاً ولا بطيخ . ولكن أعتقد ان الصِراع الرئيسي الدائِر هو بين : الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من ناحية / وروسيا والصين والهند وإيران وحلفاءها ، من ناحيةٍ أخرى . أمريكا تشنُ منذ مُدّة حَرباً " تجارية " على الصين بشكلٍ رئيسي وعلى الهند جزئياً . وتفرض العقوبات على روسيا وتخطط بكُل جد من أجل إيجاد بديل للغاز والنفط الروسي المُصّدَر إلى أوروبا ، وتزعجها في أوكرانيا وسوريا . وأمريكا ترى كما يبدو ، أن إيران هي العائِق الرئيسي في المنطقة في طريق تنفيذ الأجندة الأمريكية والتي من ضمنها التطبيع الكامل مع إسرائيل وإقرار " صفقة القرن " .. ولهذا فإلى جانب العقوبات والحصار المفروض عليها ، فأن أمريكا تسعى من خلال مؤتمر وارشو ، إلى تشكيل ما يشبه " حلف ناتو شرق أوسطي " هدفه النهائي ، ليس تشديد الحصار على إيران فقط ، بل حتى قلب نظام الحُكم فيها ! . وكما ترى ان أمريكا في السنوات الأخيرة برعَتْ في شَن حروب في أماكِن عديدة ، ليس بالإشتراك الفعلي على الأرض ، ولا بصرف أموال طائلة ، بل من خلال جيوش ومُقاتلي حلفاءها المحليين ومن جيوبهم أيضاً ! . فبعد حَربَي أفغانستان والعراق ، فأن جيش الولايات المتحدة ، لم يُمارس حرباً فعليةً ... وقواعدها في الخليج وتركيا والعراق ، هي للردع والمراقبة والتهديد .
- إلى ماذا تُريد أن تصل بهذهِ الفذلكة ؟
* إلى السبب في قلقي وحُزني : تخّوفي من أن تتحول أرضنا أي العراق ، مرةً أخرى ، إلى ساحةٍ لتصفية الحِساب ، بين أمريكا وحلفاءها وإيران وحلفاءها . لقد تعبنا ومللنا حقاً من الحروب والمعارك طيلة الأربعة عقود الماضية ... وتسألني لماذا أكتئب يارجُل ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا