الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط الثانى، دائماً مسخرة ! هل يشرب المصريون كأس 19 مارس، مرة ثانية ؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2019 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


السقوط الثانى، دائماً مسخرة !
هل يشرب المصريون كأس 19 مارس، مرة ثانية ؟!




".. بقدر ما تزداد الحرية المتاحة امام الاعمال،
بقدر ما يصبح من الضرورى انشاء المزيد من السجون
من اجل من يضارون من جراء الاعمال."

"الشرايين المفتوحة لامريكا اللاتينية"
ادواردو جليانو.

"ان اناساً ذوى نيات حسنة، - اناساً كانوا موضع اعجاب -،
هم الذين قاموا الى حد كبير بتمهيد الطريق للقوى التى ترمز الان لكل شئ يمقتونه،
ان لم يكونوا قد خلقوا هذا الطريق فعلاً .. غير ان فرصتنا لتفادى مصير مماثل، تتوقف على مواجهتنا للخطر، وان نكون مستعدين لاعادة النظر، حتى فى اكثر آمالنا وطموحاتنا اعزازاً،
اذا ثبت انها مصدر الخطر، وان هناك علامات قليلة اخرى على ان لدينا الشجاعة العقلية
لكى نعترف لأنفسنا بأننا ربما كنا على خطأ."

"الطريق الى العبودية"
ف . ا . هايك.



سعيد علام
القاهرة، الثلاثاء 19/2/2019م

ليس مهماً اى شئ، المهم ان نتحد "نصطف"، "الان الان وليس غداً"، فالدولة المصرية على وشك السقوط، هكذا تأتى الدعوة الممجوجة، مكررة الفشل، للاصطفاف "مجهول الهوية"، فى مواجة الخرق الفاضح الجارى على قدم وساق، لدستور مصر 2014، انها بالضبط دعوة لتكرار الفشل، لبث المزيد من الاحباط وفقدان الثقة فى النخبة السياسية، انها خدمة مجانية لجهود خرق الدستور، انها ببساطة السقوط الثانى للنخبة السياسية العتيقة، فى مسار خبرة يناير الشابة البريئة والنبيلة، و السقوط الثانى دائماً ما يكون مسخرة.




دائماً يوجد وقت للعمل الصائب. القيادة الرشيدة، تصل اسرع !

الحلم "الميثيولجى" الذى يتراقص امام اعين الداعين للأصطفاف العاجل هو صورة "الالتقاء الميدانى المؤقت" الذى تم فى شوارع وميادين مصر خلال الـ18 يوم الممتدة من 25 يناير الى 11 فبراير 2011، والذى سرعان ما انفض فى 19 مارس 2011 بمجرد ان لوح المجلس العسكرى بـ"عضمة" استفتاء "الفرقة والتميز"، هل الانتخابات اولاً، ام الدستور اولاً، "موقعة الصناديق"، الاستفتاء الذى صمم بدهاء النظام العتيق على قاعدة انتهازية مختبرة للمعارضة ايضاً العتيقة، وهو الاستفتاء الذى اخرج ما فى البطون، والذى "قصم ظهر البعير"، وفض بكل سلاسة ويسر "الالتقاء الميدانى المؤقت"، الغالى على قلوب دعاة الاصطفاف العاجل "مجهول الهوية"، الفاشل مكررا، اياً كان الثمن، للانقاذ السريع للدولة المصرية التى على وشك السقوط !.
فهل يشرب المصريون كأس 19 مارس، مرة ثانية ؟!.
السقوط الثانى، دائماً مسخرة ؟!


ان السياسات التى تمارسها السلطة فى مصر حالياً، سياسياً واقتصادياً، ليست فى اتجاه هدم "سقوط" الدولة المصرية، انما هى مجرد مرحلة اعلى من نفس، كل ما مارسته سلطة يوليو الممتدة منذ منتصف القرن الماضى، ولكنه اكثر توحشاً، وهو ترسيخ اعادة بناء الدولة المصرية على اسس طبقية ووظيفية "جمهورية"، ومؤخراً، هو خضوعاً وتطبيقاً متسارعاً للمصالح المتناغمة بين الطبقة الحاكمة المحلية، "المتعاون المحلى"، وبين القوى المسيطرة على عالم اليوم، الرأسمالية المتوحشة، فى سياق عولمة تجتاح العالم ولا تبقى ولا تذر للطبقات الدنيا والوسطى سوى مزيداً من الافقار، ليزداد منه تمركز الثروة والسلطة الى الاعلى، انه التقاء مصالح حتمى للحفاظ على السلطة والثروة للسلطة المحلية الحاكمة، ونزح للثروات الوطنية، البشرية والمادية، من قبل غول العولمة الكاسح، وضموراً لمفهوم الوطنية، دولة ومواطنة.


غالباً ما يتم خلال هذه الدعوة "الهستيرية" للاصطفاف، المكررة والممجوجة، وبسبب ونتيجة لهيستريتها الزائغة، الخلط بين مفاهيم مختلفة للهدف الذى سيتم الاصطفاف لتحقيقه "لأسقاطه"، فأحياناً اسقاط النظام، واخرى اسقاط الرئيس، وثالثة اسقاط السلطة، وهلما جرى .. هذه سمة اولى، اما السمة الثانية لهذه الدعوة "الفارغة" للاصطفاف، هو الانقسام الرأسى بين كل القوى المتحمسة لهذه الدعوة من ناحية، وبين اكبر فصيل "يمينى دينى" معارض للنظام، جماعة الاخوان المسلمين، من ناحية ثانية، الذى يرى قادته ان الاعتراض على تعديل الدستور بمثابة اعتراف ضمنى بالسلطة القائمة، وهو الامر الذى يرفضونه جملة وتفصيلاً، هؤلاء القادة الذين يسيرون الجماعة فى نهاية الامر، حتى ولو شذ فى الطريق بعضً من اعضائهم، خاصة من الشباب، انها جماعة شديدة وعميقة التنظيم.


فى سياق الدعوة اللحوحة للاصطفاف، "كيفما اتفق"، يتم الخلط وازالة الحدود، - لزوم الغموض الوظيفى المتعمد -، بين المفاهيم المختلفة لكلً من: النظام – السلطة – الحاكم، ليتم التجاهل المدهش، ليس فقط للفروق النوعية بين كل مفهوم وآخر، ولكن الاخطر هو تجاهل الفروق والاختلافات، بل وصراعات المصالح داخل كل مكون لهذه المفاهيم المختلفة ذاتها، فصراع المصالح الذى هو محرك التاريخ وصانعه، يكمن بين الكيانات المختلفة كما يكمن ايضاً داخل كل مكون. لكنها ضرورات الغموض الذى تحت ظلاله المراوغة يمكن تمرير ما لا يمكن تمريره فى وضوح النهار وتحت اشعة الحقائق الساطعة.


مثلاً، الدولة التى تتشكل من مجموعة من الطبقات الاجتماعية، المتحالفة بأقدار مختلفة فى الازمنة المختلفة، او المتناقضة بمستويات مختلفة، رئيسى/ثانوى، فى الازمنة المختلفة، وللجميع، - حسب موقعه من السلم الاجتماعى -، موقفه السياسى المعبر عن مصالحه.


عن النظام كما السلطة، يتم التجاهل المتعمد للتناقضات داخلهما وحولهما، وكذا يتم تجاهل التناقضات الحاكمة بين الفريق الحاكم واجنحة الحكم المختلفة، متباينة المصالح، والذى يمثل حاكم الدولة فى هذا الفريق الحاكم، وزناً نسبياً يختلف حسب ميزان قوى التحالف الحاكم، فى الاوقات المختلفة، وهو فى كل الاوقات هو الممثل الرسمى للطبقة الحاكمة او للتحالف الطبقى الحاكم، هذا التمثيل الذى لا ينفى وجود صراعات ومصالح متباينة بين اجنحة الحكم، بين الفريق الحاكم، وبين فرق اخرى متهيأة للوثوب على الحكم فى اى لحظة استدعاء.


اذاً، ما هى اجابة الداعين للاصطفاف عن السؤال المحورى الاول:
ما الذى يراد اسقاطه حال الاصطفاف، النظام ام السلطة ام الحاكم؟!

وما هى اجابتهم عن السؤال المحورى التوأم:
ما هى الطبيعة الطبقية للقوى الاجتماعية المدعوة للاصطفاف، المحافظة ام التقدمية ام "كله على كله"؟!

لنصل الى السؤال الاستراتيجى المسكوت عنه:

رحيل النظام او السلطة او الرئيس .. ثم ماذا ؟!






سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة