الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استخدام المياه غيرالتقليديه (الصرف الزراعي) بالزراعه في العراق لمواجهة العجز المائي

عبد الكريم حسن سلومي

2019 / 2 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


استخدام المياه غيرالتقليديه (الصرف الزراعي) بالزراعه في العراق لمواجهة العجز المائي

يعتبر الماء من أهم مقومات الحياة على الأرض ويلعب دور اساسي بتكوين الترب وله تأثير كبير على النشاط الحياتي على الارض ويشكل الماء جزء كبير من جسم كثير من الاحياء وللماء اهميه كبيره جعلت منه اهم عامل في تحديد الانتاج الغذائي ولقد كان للماء دور مهم وكبير في نشوء العديد من الحضارات قرب مصادر المياه وقد انتهت الكثير من الحضارات بسبب شحة المياه فيها .
ان من اكبر تحديات القرن الحالي لكثير من دول العالم هي شح الموارد المائيه العذبه وخاصة المناطق الجافه وشبه الجافه بسبب قلة مواردها المائيه العذبه وبالنظر للحاجه الملحه لدى الدول بانتاج الغذاء لديها بسبب زيادة الطلب عليه تزامنا مع زيادة السكان والذي ادى لزيادة الحاجه لمياه الري بالزراعه لانتاج متطلبات السكان من الغذاء لذلك دعت الحاجه الى تحقيق التوازن المائي لغرض الوصول للامن المائي لدى الدول لدعم التنميه الزراعيه لديها
منذ عقود والعراق يعاني من شحه مائيه وعجز كبير في الموازنه المائيه ولاسباب عديده لذلك كان لابد من البحث عن مصادر مائيه اخرى تعزز الواردات المائيه لديه لتجاوز العجز المائي فيه ولدعم الموازنه فكانت مياه الصرف الزراعي كمياه غير تقليديه طرحت من قبل مراكز بحثيه عديده كبديل اضافي متزايد ممكن الاستفاده منه
ان مياه الصرف الزراعي هي كميات المياه التي تخرج من منطقة جذور المزروعات والناتجه اصلا من غسيل التربه بعد عمليات الري و تقدر كمياتها ب 15 % من كمية مياه الري المقدمة للنبات وهي تصرف عن طريق المبازل المغطاة او السطحيه الى مجاري المياه السطحية أو تذهب الى اعماق التربه لتصل لخزانات المياه الجوفية وقد بدأ الكثير من الدول باعادة استخدام هذه المياه بالري في بعض المناطق بالعالم بسبب شحة المياه العذبه فيها
وعلى سبيل المثال فقد قدرت كمية مياه الصرف الزراعى التى يمكن اعادة استخدامها فى مصر حتى عام 2017 بحوالى 7 مليار م3.
ففي احدى التجارب المصريه التي نفذها معهد بحوث المياه بالقاهره استطاع الباحث المساعد (محمد الشاذلي) زراعة مختلف أنواع التربة الصحراوية بمياه شديدة الملوحة وإنتاج محاصيل غذائية من تلك الأراضي البور فقام الباحث اعلاه بعمل دراسة أثبت من خلالها إمكانية زراعة مختلف أنواع الأراضي بمحاصيل غذائية مثل القمح والأرز والذرة وعباد الشمس واستخدم للري مياها تصل درجة تركيز الأملاح بها حتى 15 مليموز/سم وذلك عبر رش المزروعات بحمض أميني مستخلص من النباتات المقاومة للملوحة يعرف بحمض (البرولين) على أن يكون تركيز هذا الحمض في المياه أثناء الرش فقط 30 جزءا في المليون أي 30 مليجرام للتر.
ان الزراعة بالمياه المالحة لم تعد مستحيلة وان من أهم العوامل المحددة لصلاحية مياة الري للزراعة هي (كمية الأملاح الذائبة ونسب تراكيزها ونسبه تراكيز العناصر الضارة في مياه الري ومن أهمها الصوديوم والكلوريد والبورون)
ولكن بسبب غياب العلميه فقد تسبب مياه الصرف الزراعى مشاكل ملوحة وقلوية للتربة مما له أنعكاس فى تدهور وأنخفاض الانتاجية وظهور مشاكل سمية لترسيب بعض الأيونات مثل الصوديوم والكلوريد والبورون وبعض التاثيرات الاخرى مثل زيادة أيون النترات وتقليل درجة حموضة التربة الذي يؤثر على جوده المحاصيل.
وتعود أسباب تملح التربة اصلا الى الأساليب الزراعية الخاطئة باضافة مياه رى تفوق حاجة المحاصيل والتى تؤدى الى رفع مستوى الماء الأرضى وبسبب تخلف نظام الصرف وغيابه فتصعد الأملاح بالخاصية الشعرية الى سطح التربة مما يسبب تملحها وبالتالى انخفاض انتاجية المحاصيل.
ان ملوحة مياة الري لها تأثير على خصوبة التربة حيث تتراكم الأملاح الذائبة على سطح التربة وفي منطقة الجذور بحسب نوع
التربة وتؤثرعلى إنتاجية المحاصيل لكون بعض النباتات لاتتحمل الاملاح لذلك يتم خلط نوعيات مختلفة من المياة بنسب معينه بهدف
تخفيف تركيز الأملاح الذائبة في مياة الري.
وقد يتم تبادل المياه اثناء الري من خلال اضافة او استخدام مياه ذات نوعيات جيده ومياه ذات ملوحه عاليه اثناء المراحل الحساسه في نمو النبات كما يتم اختيار الاصناف المتحمله لملوحة مياه الري .
ان الكثير من التجارب العالميه قد نجحت في استخدام مياه الصرف الزراعي او مياه مالحه لانتاج العديد من المحاصيل الزراعيه ففي جزيرة تكسل شمال هولندا نجحت تجربه بحقل صغير واوجدت حلا لمشكلة الجوع في العالم باستنباط بطاطا تنمو في المياه المالحة وقد افشلت هذه التجربه نظرية أن الزراعات لا تنمو في المياه المالحة فقد استخلص فريق هذه التجربه والذي يدرسون بدعم من جامعة امستردام إمكانية زرع الجزر والفراولة والبصل وأنواع أخرى من الخضار والفواكه في المياه المالحة.
لكل ذلك نقول فقد حان الوقت لاستخدام مياه الصرف الزراعي والذي تزداد كمياتها في كل شبكات الري بالبلاد لتعويض جزء من العجز البمائي على ان يتم ذلك الاستخدام بصوره علميه علما ان اغلب الدراسات الاستشاريه التي عملت بالبلاد قد اشارت لاستخدام هذا النوع من المياه للزراعه ولاغراض اخرى لتعويض جزء من النقص بالمياه .



المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
14|2|2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟