الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو المزيد من الفشل

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش المصري حياته مواسم، ففي مصر هناك موسم لكل شئ، موسم للخضر، وموسم للفاكهة، وموسم للمدارس، وموسم للأعياد الدينية والشعبية .... الخ، ويبدو أنه قد أصبح لديه أيضا موسم تفجيرات وعمليات ارهابية!
ويتمتع الارهابي في مصر بحس وطني يشكر عليه حيث انه لا ينفذ اي من هذه العمليات خلال المؤتمرات التي يعشق الرئيس عقدها كل حين ليمسك بالميك ويقول ما شاء له من احاديث لا يجرؤ أحد على التعقيب عليها، كما أن الارهابي الوطني لا ينفذ أي من هذه العمليات في وجود زيارات دبلوماسية من سياسيين من دول أخرى أو في أي حالة تستلزم اظهار قدر من السيطرة والقبضة الأمنية القوية.
فموسم التفجيرات لدينا دائما ما يرتبط بحاجة السلطة لفرض المزيد من الهيمنة والسيطرة على الشعب من خلال انتخابات أو تعديلات دستورية فالنظام الذي لم يمانع في التوقيع عن التنازل عن حق الشعب في ماء النيل والذي تنازل بمليء ارادته عن تيران وصنافير والذي لم يحرك ساكنا لوقف نزيف تهريب الآثار وساهم بشكل كبير في اهدار الثروات المصرية من غاز وذهب وغيره، ليس من المستغرب أن يفعل أي شيء – أي شيء – في سبيل البقاء وحماية مصالحه ومصالح القوى الغربية التي تدعم وجوده.
ولا أعرف حقا كيف تعد التفجيرات الارهابية سبيلا لدفع الناس لتأييد النظام الحالي ودعمه وتغيير الدستور من أجل بقاء رأس النظام لسنوات عديدة يستكمل فيها مسيرة الخراب والفشل!
فلو كانت هذه العمليات هي برعاية أحد اجهزة النظام وهو ما حدث في تفجير كنيسة القديسين في بداية عام 2011 - وهو ما أكدته المخابرات البريطانية فيما بعد – فهذه كارثة يجب ان يحاكم فيها المسؤولين عن العمليات.
ولو كانت هذه العمليات من باب التقصير أو الفشل الأمني فالمسألة أيضا تستدعي محاسبة هذا النظام الذي يتمتع بكل الصلاحيات والامكانيات ويفعل ما يشاء بدون قيود من قانون أو دستور، فلو كان لديك أجهزة رصد وتجسس وتتبع وقرصنة حسابات وجيوش من المخبرين تجوب الشوارع والشبكة العنكبوتية على حد سواء بالاضافة الى كل الاسلحة القمعية ووسائل الحماية التي يتمتع بها قوات انفاذ القانون، اضافة الى فرض قانون الطوارئ، والاعتقالات العشوائية والحجز الاحتياطي الذي يتجاوز في أوقات عديدة مدة السنتين المنصوص عليها في القانون والتي تعد الأطول على الاطلاق مقارنة بغيرها في بلاد العالم، اضافة الى انفاق النظام لمئات المليارات على أجهزته الأمنية وبناء السجون دون أن يتمكن من وقف العمليات الارهابية فهذه درجة من الفشل الذريع التي لا يجب السكوت عليها بأي حال من الأحوال.
والحقيقة أن كل هذه الامكانيات يقصر النظام استخدامها على المعارضين السلميين بينما لا يتم توجيهها لمواجهة الارهابيين أو المهربين أو اللصوص أو غيرهم من اصحاب الانشطة الاجرامية.
فالنظام يعتبر أن صاحب الكلمة أشد ضررا عليه وأكثر خطرا ممن يحمل حزاما ناسفا أو قنبلة، ويطارد هؤلاء ليلا ونهارا ويفعل كل ما يمكنه في سبيل التضييق عليهم والتنكيل بهم.
النظام لا يعنيه الا وجوده وتثبيت اقدامه ولو على حساب بعض عناصره أنفسهم فهو سيضحي بالعسكري وحتى الوزير لبقاء الملك!
ان هذا النوع من الأنظمة أشد خطرا على اي دولة من أي ارهاب وأي كارثة طبيعية أو من صنع البشر فهو يتسبب في تحلل الدولة واماتة الشعب وهو على قيد الحياة ليصبح شعب من الموتى الأحياء يعيش على أرض مقفرة خارج نطاق العصر بلا اي أمل في مستقبل يليق بالبشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية