الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون المطلق في العلم -7 - مرض السرطان

بتول قاسم ناصر

2019 / 2 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الوجود الإنساني له حالتان : الذكر والأنثى ، ولقد قلنا ان الذكر يمثل وجودا جوهريا سابقا على الوجود الانساني وانه يتحول الى علاقة (بين الرجل والمرأة XY ) او ( بين الوجود والعدم) بعد الوجود الانساني حيث تمثل المرأة عدما في الرجل . وأذا كانت العلاقة صراعا فأن هذا الوجود الجوهري ينفي عنه العدم (ونفي النفي اثبات ) فيحوله الى وجود منفصل عنه ، فتظهر المرأة ويظهر الوجود . ولقد ذكرنا ان النص القراني الكريم يبين ان المرأة خلقت من الرجل اي انها بعض منه . وبعد الوجود الاول للرجل والمرأة وتكاثر الجنس الانساني فأن الرجل يبقى يمثل الوجود الجوهري وتبقى المرأة تمثل الوجود الظاهري الذي يخلق من العدم وهي تحمل العدم في جسمها . ويبين لنا العلم ان الخلية الجنسية الذكرية تنشطر الى خليتين إحداهما تحمل العامل (X ) والأخرى تحمل العامل (Y ) فأذا لقحت الخلية الاولى البويضة (الانثوية) يكون المولود انثى واذا لقحت الخلية الثانية البويضة يكون المولود ذكرا . فالرجل يمثل وجودا جوهريا وهو يسعى عن طريق تلقيح البويضة والاتحاد معها إلى التجلي بصورة الإنسان عن طريق خلق العدم الذي في البويضة وتحويله إلى وجود ظاهر يجلي الوجود الجوهري . ان المرأة تمثل اذن الوجود المادي الذي يظهر هذا الوجود الجوهري ولهذا تحتاج الخلية الجنسية الذكرية (الحيمن) سواء كانت تحمل ( X ) او تحمل (Y ) إلى البويضة الأنثوية لكي تكون كائنا انسانيا ، فلولا وجود المرأة لما ظهر الوجود المادي .
ان العلم يؤكد لنا الأصل الجوهري للرجل والأصل المادي للمرأة الذي خلق من العدم والذي ينطوي على العدم ، فالانسان يتكون من خلية يساهم فيها الذكر بالجينات التي هي معلومات وراثية تستقر في نواة الخلية أي في الجزء العميق منها أما الأنثى فتساهم بالبويضة التي تمتلك السيتوبلازم المليء بالمواد البنائية التي تستطيع من خلالها الجينات ان تتجلى وتظهر . وقلنا ان المرأة تمتلك دون الذكر الميتاكوندريا التي تساعد في صنع البروتينات وهي المواد البنائية التي تصنع من العدم بعد أن لم تكن موجودة ، على عكس الجينات التي هي موجودة ويتم توارثها . والعدم هو الطاقة التي تتولد في الميتاكونديا بعد عملية التمثيل الغذائي ليتم من خلالها صنع البروتينات التي تعود إلى الأنثى والتي تتجلى من خلالها المعلومات الوراثية او تظهر ، فالمرأة هي الحياة المادية الظاهرة والرجل هو جوهر هذه الحياة . ومن هذا يظهر ان الحياة الإنسانية هي تفاعل او صراع بين الوجود الجوهري السابق(الرجل) وبين العدم الذي في (المرأة)وأنه ينفي العدم او يحوله الى وجود مادي ليظهر او يتجلى به . وان هذا الصراع او التفاعل بينهما يستمر باستمرار الحياة الانسانية حتى يتم نفي العدم كله وهذا يعني ان الحياة الانسانية لها نهاية تتحقق بالوصول إلى هذه الغاية التي هي نفي العدم تماما من الوجود الإنساني كله أي الناس أجمعين حتى تستنفد آخر نسبة من العدم يحتوي عليها الكيان الإنساني .
2 - الوجود الإنساني لايتكون من الخلية الأولى التي تنشأ باتحاد الحيمن والبويضة ، فهذه الخلية تتكاثر بعملية الانقسام لتكون الجسم الإنساني الذي يتكون من مليارات من الخلايا . وكل خلية تتكون على الأساس الأول نفسه الذي تكونت منه الخلية الأولى فهي عبارة عن تجل لوجود جوهري هو الجينات عن طريق الوجود الظاهري الذي هو البروتينات . فالDNA يرسل الMRNA او الحامض المراسل الذي يحمل الشفرة الوراثية إو المعلومات الخاصة بصنع المواد البروتينية الى السايتوبلازم حيث تصنع البروتينات على وفق المعلومات التي اصدرتها الجينات . الجينات او الDNA هي الجوهر او الفكر او العقل الصانع والبروتينات هي المادة التي يتجسد بها الفكر او الجوهر .
3 - ان عملية صناعة الخلايا إنما تتم على وفق برنامج في الجسم يحدد عدد مرات الانقسام في الخلايا او عدد مرات تولدها فهناك عدد من الخلايا يموت وعدد منها يتولد في كل يوم ، ولكن الذي يحدث في مرض السرطان ان انقسام الخلايا لا يعود منضبطا بهذا البرنامج المحدد فتنفلت عملية صنعها وتتكاثر بلا ضابط مسببة الأورام السرطانية . والذي يسبب هذا الانفلات عوامل منها التعرض إلى الإشعاع او بعض المواد الكيمياوية او عوامل أخرى منها ما هو وراثي .
4 - ان السرطان يعني إخراج او استنفاد العدم الكامن او الطاقة الكامنة في الجسم والتي تمتلكها الميتاكوندريا الانثوية فقد قلنا ان صناعة أية خلية يعني توليد طاقة يصنع من خلالها البروتين الذي تتجلى به المعلومات الوراثية فتتولد الخلية . فأذا تكاثر صنع الخلايا بلا توقف فهذا معناه حدوث خلل في جهاز صنع الخلايا يجعله يطلق عملية الصنع بلا توقف أي يجعله يطلق عملية صرف الطاقة الكامنة او( العدم) بلا توقف حتى تستنفد كلها من الجسم . وهذا يعني اختلال الأساس الذي يقوم عليه الجسم الإنساني فهو علاقة بين وجود وعدم ، بين خلية ذكرية وخلية انثوية تنطوي على العدم او الطاقة الكامنة اي ان الطاقة المخصصة للجسم الإنساني على مدى عمره تستنفد كلها بمرض السرطان .
5 - ان القضاء على السرطان اذن يعني أن نعيد الجسم الإنساني إلى توازنه أي الى كونه علاقة متوازنة بين الوجود والعدم الذي قلنا انه يعني الطاقة . ويلوح لنا إمكان اعادة هذه العلاقة إلى توازنها من خلال عملية الاستنساخ العلاجي التي أصبحت وسيلة علاجية ممكنة الآن . وتقوم هذه العملية على أخذ نواة من الجسم المريض ووضعها في بويضة منزوعة النواة ولكن سايتوبلازمها يحتفظ بالأدوات المولدة للطاقة سليمة من ميتاكوندريا وغيرها لم تحدث بها طفرات وراثية مخربة لقدرتها على انتاج الطاقة وهذه الخلية الجديدة تشبه الخلايا الاولية التي تولد منها الإنسان فهي تملك طاقة كاملة يمكن أن تبثها في خلايا الجسم التي استنفدت طاقتها لتعود إليها تلك الطاقة او لتصنع خلايا جديدة سليمة وهكذا يعود الجسم الإنساني إلى توازنه القديم ..إلى كونه علاقة بين الوجود والعدم الذي تم استنفاده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك