الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة للتاريخ.. والتغيير...

غسان صابور

2019 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عـــودة لــلتــاريــخ.. والــتــغــيــيــر...
عندما نشرت مقالي السابق بالحوار : تاريخ... تاريخ للاتعاظ والإصلاح
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=628569
وردتني من صديق بعثي ناشط عتيق عدة تعليقات مختصرة مقتضبة منبهة.. بأن كل تغيير يهدد الديمقراطية... فاستغربت هذا التعليق من ناشط بعثي عتيق ساهم خلال خمسين سنة بنشاطات وقوانين عجيبة غريبة.. كانت تعتبر كلمة "ديمقراطية" صفراء.. محجوبة حتى بالكتب المدرسية.. ولم تمارس على الإطلاق.. منذ سيطرة هذاالحزب وهيمنته كليا على السلطة.. حتى هذه الساعة.. وحتى بسنوات الحرب الغبية التي فجرت البلد.. ودامت وتدوم منذ ثمانية سنوات... رغم هرب العديد من كوادره.. وهربهم من الباخرة...
صمتت على تعليقاته عن التغيير مرتين.. بكلمة (No Comment) لأن النقاش مع هذا الإنسان الذي يعتبر كل تغيير خطرا على الديمقراطية.. وأنه يمكن إجراء تعديلات بسيطة.. طويلة وببطء.. وخاصة بلا أي عنف (وهنا الاستغراب الرهيب).. ولكنني أرد هنا بسرعة آنية.. كيف وصل حزب هذا الإنسان إلى السلطة؟؟؟... بواسطة الأغاني والزجليات والزغاريد؟؟؟... أم بواسطة العنف؟؟؟ العنف الشرس الرهيب.. بواسطة عشرات الأجهزة الأمنية المختلفة... والتي خنقت خلال عشرات السنين.. حتى أبسط الكلمات والتحركات السلمية التي لها علاقة بكلمة ديمقراطية؟؟؟... كما أستغرب كيف حصل الأمريكيون السود على عدالة مطالبهم بالقرن العشرين.. بعد قرون من العبودية والظلم والتعذيب والاستغلال.. لولا مطالبة جماعية قوية وبقناعة شـرسـة.. ضد العنصرية الآثمة البيضاء.. بغالب الولايات الأمريكية.. والتي لا يؤمن سكانها على الإطلاق بأية مساواة بينهم وبين الأمريكيين السود.. والذين استغلوهم كعبيد وأيدي عاملة مجانية.. خلال أربعة قرون ... حتى وصول كيندي إلى الرئاسة.. وما زالت رواسب هذه العبودية موجودة بعديد من الولايات.. والتي ما زالت تمارس عنصريات مدانة مرفوضة من كافة قوانين الأمم.
كيف حصلت شعوب إفريقيا الجنوبية السوداء على حقوقها بالاستقلال.. واسترجاع بلدهم لهم بعد قرون من الهيمنات الأوروبية البيضاء الاستعمارية.. واستغلالها لهم كيد عاملة حيوانية.. بأبشع الوسائل العنصرية...
كيف تخلص شعب الفيتنام من الاستعمار الفرنسي والأمريكي؟؟؟...
كيف تحررت الجزائر؟؟؟...
كيف تحرر الشعب الفرنسي من الظلم والجوع وهيمنة النظام الملكي والكنيسة... وبعدها الأنظمة الصناعية الرأسمالية على حياته ومعيشته والسيطرات دوما من الرأسماليات الصناعية والبنوك على معيشته اليومية.. ومطالبه الحقوقية الثورية.. لولا ثورات 1789 و 1871 و 1968... ومن بداية شهر نوفمبر 2018 الماضي.. حتى اليوم وغدا وبعد غد بتظاهرات Les Gilets Jaunes الصداري الصفر التي تعترض على عديد من أسباب غلاء المعيشة والمحروقات والكهرباء والغاز.. وتقلص مستوى رواتب المتقاعدين.. وصعوباتها اليومية... حيث يشارك فيها كل الأعمار وطبقات المجتمع الفرنسي... والتي بدأت تهز وتقلق قواعد وسلطات الدولة الفرنسية...
لذلك يا صديقي بعد كل تجاربك ودراساتك الشخصية والحزبية.. ترفض التغيير.. وتعرض وتقدم التعديل البسيط والبطيء والمناقشات السلمية "والتطبيش على الظهور والأكتاف" بعادات عشائرية... بتعابير مثل : " خلوها علينا يا شباب.. أو صلوا على النبي يا شباب"... بدون أية نتيجة عاقلة معقولة مقبولة... لا تحل ـ حقيقة أية مشكلة.. من ظلام وعتمة وضياع حقوق دائم... بينما قلة سلطوية تستفيد وتنتفخ على الدوام من هذا الضياع لكل الحقوق... بأشكالها المرفوضة المختلفة... والتي ما زلت أنت تدافع عنها.. وتدين بتعليقات مختلفة.. كل سعي طبيعي إنساني حقوقي.. لــتــغــيــيــرهــا.. أو استعمال كلمة "تغيير" قواعدها العتيقة الحلقاتية المختلفة...
كم أنا آســف يا صديقي أن نقاشاتنا التي بدأت من أول لقاءاتنا.. لم تلتق أبدا... وأن قناعاتنا مختلفة البوصلة والاتجاه.. أنت بالتزاماتك الحزبية.. والتي أثبت التاريخ والتحليل.. أنها لم تجلب أية ديمقراطية التي تستشهد بها.. ولم يمارسها الشعب السوري.. رغم كل أشكال صموده وتمسكه بهذه الأرض وهذا الوطن.. وأنا تمسكي بتجاربي وثقافتي وتحليلاتي وفلسفتي... وخاصة لرفضي للخطأ.. رغم ضياع أصدقائي ومصالحي الشخصية.. والذي اعتاد على قبوله غالب أنتليجنسيا هذا البلد.. هـــنـــاك وهـــنـــا.. حفاظا على مكاسبها ومصالحها.. وخاصة على غنائمها من هذا الفساد وهذه الأخطاء التاريخية التي هيمنت على بلد مولدنا المتعب التاريخي الجريح!!!...
كنت آمل دوما إقناعك.. وإقناع بعض (الأصدقاء).. أن من مهام وجودنا بهذا البلد.. فــرنــســا.. والذي علمنا أبسط مبادئ الحريات الإنسانية.. أن ننقلها لبلد مولدنا.. وخاصة الديمقراطية التي لم يمارسها شعبنا هناك.. بأبسط أشكاله.. حتى يخرج من زمن العتمات البعيدة... ولكنني مع الأسف توقفت جامدا تجاه حيطان باطونية.. سميتموها "الحياد".. هذا الحياد الذي كان وما زال منذ مئات السنين من تاريخنا.. قاتلا لكل أمل بأي "تــغــيــيــر"... وخاصة منذ ما سمي ألف مرة خــطــأ استقلالنا.. لم يعرف ولم يمارس لا ديمقراطية.. ولا أية حريات إنسانية... ولأنني أرى من واجبي الدفاع عنه.. رغم ذكرياتي اليمة حزينة.. أيام فتوتي وشبابي.. والتي اضطرتني للهجرة النهائية ــ دون أسف ــ بلا أية عودة...
نــقــطــة عـلـى الـــســـطـــر... انتهى!!!...
مع تحية فولتيرية إنسانية... حسب الأصول...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا