الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرش الدكتاتور السوداني في مهب الريح!

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

2019 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد دكتاتور السودان الأهوج مالكاً زمام عقله ولا مدركاً لأفعاله، فلياليه تحولت إلى كوابيس مرهقة، يرى تعاظم الاحتجاجات، وتزايد المظاهرات والمتظاهرين، يرى سقوط قتلى، ودماء زكية تسيل في الشوارع... إنها من صنعه. يرى جثث الشهداء تنهض.. تتحرك صوبه.. تلتف حوله، تمتد أياديها لتضيق الخناق حول عنقه، يكاد يختنق، يصرخ ولكن لا صوت سوى ولولة وحشرجة. يفز من نومه غارقاً في تعرق شديد. يسمع ولولته واستجداءه النجدة لإنقاذه من اختناق شديد يكاد يقضي عليه. يجلس على حافة السرير.. يفرك عينيه لا يرى شيئا سوى الظلام وصوت بساطيل (جزم) الحرس خارج غرفة نومه. يتناول قدحاً من الماء ليزيل جفاف الفم، يعود ويضع رأسه على الوسادة التي تخفي مسدساً تحتها وبجواره رشاشاً.. يحاول النوم، جفناه لا يستجيبان للنوم، يبقى مشدوداً إلى قلق مرهق وأرق دائم لا فكاك منه. يتحول البشير في نُهُرهِ إلى شخص مسطول يتخبط في أقواله وأفعاله يبدو كمن فقد عقله. عرش الدكتاتور يهتز تحت عجزه الثقيل. عبأ المزيد من الجنود والشرطة حول القصر، ولكن من يضمن له ولاءهم له، بعد أن أصدر أمراً بتوجيه الرصاص الحي إلى صدور وظهور أبناء وبنات السودان، وهم أبناء وبنات أو أخوة أخوات أو أقرباء هؤلاء الجنود وضباط الصف والضباط أيضاً. الشك المتفاقم يفتك به، يزيد من أرقه. منح ضباط القوات المسلحة ورجال الأمن المزيد من الرواتب والمخصصات والمكاسب بأمل شراء ضمائرهم والحصول على تأييدهم وسكوتهم عن جرائمه، ولكن هل يكفي ذلك لقتل ضمائر أبناء الشعب من العاملين في القوات المسلحة وهم يرون كيف يقتل الدكتاتور شعب السودان، وإلى متى؟
امس، الجمعة 22/02/2019 أعلن الدكتاتور عمر البشير حالة الطوارئ لمدة عام في كل أنحاء البلاد وحل الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، ودعا البرلمان لتأجيل تعديلات دستورية تتيح له الترشح لولاية جديدة عام 2020، في محاولة منه لإضعاف زخم التظاهرات الشعبية المتصاعدة والمعبرة عن المزاج الثوري المتنامي في صفوف الشعب السوداني والمطالبة بأسقاط النظام الدكتاتوري والخلاص من الدكتاتور. ولكن في المقابل ومباشرة بعد هذا الخطاب "دعا تجمع المهنيين السودانيين المنظم للمظاهرات "إلى مواصلة التظاهر حتى تحقيق أهداف هذه الانتفاضة والتي هي تنحي رأس النظام ورئيسه وتصفية مؤسساته". (راجع: موقع قناة فرانس 24، 23/02/2019).
إن هذا الإجراء هو آخر ما في جعبة هذا الدكتاتور، كما هو حال كل المستبدين في الأرض، والذي يمكن أن يغرق البلاد ببحر من دماء الشعب ودموعه، ولكن سيُقهر هذا النظام العفن في المحصلة النهاية وسينتصر الشعب السوداني الشقيق، الذي عانى من كل الفساد والموبقات لـ "نظام حكم إسلامي سياسي" خائن للشعب وخانق لحرية الإنسان وحقوقه ومتجاوز على كرامته وحياته ولقمة عيشه.
إن النصر سيكون حليف الشعب السوداني مهما أوغل الدكتاتور وارهابيو الحكم في ظلمهم واضطهادهم ومحاولة قهرهم لنضاله المرير والمظفر للإطاحة بالطغمة الحاكمة والبدء ببناء الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني الديمقراطي والسعي لتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية في البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعدنا النشر ( بعد إذنك وإذن -الحوار المتمدن- )
هيئة تحرير - الأردن العربي -ا / الأردن ( 2019 / 2 / 23 - 21:50 )
تحياتي للرفيق العزيز
مقال ممتاز ويستحق النشر والتعميم
ثورة الشعب السوداني كفيلة بهزيمة الدكتاتور المجرم عمر البشير وكنسه ونظامه المتوحش إلى مزبلة التاريخ
أعدنا نشر المقال في موقع - الأردن العربي -ا
الرابط
http://www.arabjo.net/?p=41430
شكرا لك
المدير العام لموقع - الأردن العربي - ا
عاطف زيد الكيلاني
00962791328422
عمان / الأردن


2 - موقع الأردن العربي ما سقف حريتكم
كاتب خليجي ( 2019 / 2 / 23 - 22:54 )
وشكرا .
عن السقف السياسي والنقد أسأل.


3 - الى ( كاتب خليجي ) المحترم
هيئة تحرير - الأردن العربي -ا / الأردن ( 2019 / 2 / 23 - 23:10 )
نعتبر أنفسنا من مدرسة حركة التحرر العربي
سقفنا لا حدود له ضمن مجرة درب التبانة
تفضل بالدخول للموقع وستلمس الفرق الشاسع بين - الأردن العربي - وغيره من المواقع الإخبارية المتهافتة
نحن يا صديقي ننهل من نفس النبع كما - الحوار المتمدن-ا
شكرا لك
رابط الموقع
www.arabjo.net

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير