الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتسب الشرطة واعادة احتساب راتبه التقاعدي نداء امام مسؤولي وزارتي الداخلية والمالية

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2019 / 2 / 23
حقوق الانسان


لا احد ينكر على منتسب الشرطة (مفوضا او شرطيا) دفاعة وتضحيته عن البلد، في اوقات السلم والحرب ، المنتسب الذي يسهر الليل لكي ننام ،ويضحي لكي نعيش ، تجده في الشارع في حمّارة القيظ ونحن امام السبالت، وبرودة الشتاء ونحن امام المدافئ،هو ذراع القانون اليمنى، يحمي القضاة ، والمحاكم ،ويحمي انابيب النفط وابارها، والبنوك ،والمصارف والمستشفيات ، ومحطات وخطوط الكهرباء والسكك الحديد ، والجسور والسدود، والجامعات والكليات ومديريات التربية والمدارس يقاتل الارهاب والمجرمين عصابات وتنظيمات وافراد ، ويحمي الوزراء والوكلاء والنواب والموظفين، يدخل مسلك الشرطة وعمره 18 عام ويحال على التقاعد عند بلوغه 63 عام . يدخل شابا ويخرج عجوزا، انهكته سننن الخدمة الطويلة والجري وراء المتهمين والمجرمين والسراق وقطاع الطرق والقتلة والخاطفين والارهابيين وساعات الحراسة الطويلة حول مؤسسات الدولة ودور المواطنين ،وقد ضعف بصره وتساقط شعره ،ومرض جسمه بالسكر والضغط وامراض القلب وغيرها. وبعد ان يكون الالاف قد استشهدوا جراء الواجب ، وعشرات الالاف ،جرحوا وتعوقوا. خاصة في بلد عاش حربا ضروسا مع الارهاب لسنيين طوال، احرقت اليابس والاخضر، حيث كان الشرطي خط الصد الاول امام الدو اعش ،فاغتالوا الكثير من افراد الشرطة في الشوارع اثناء الواجب او حتى في بيوتهم واحرقوا دورهم وقتلوا زوجاتهم وابناؤهم ومثلوا بهم، ولم يسلم شرطي المرور ولا شرطي النجدة ولا الشرطة المحلية ، فدوريات النجدة لم تغب عن الشارع حيث كان الارهاب نشطا داخل المدن وكانت لها مع الدو اعش جولات وصولات . كما كان لقوات الشرطة في المحافظات والشرطة الاتحادية وافواج الطوارئ وشرطة الحدود والكمارك والشرطة النهرية والشرطة الاتحادية في بغداد وفي المحافظات التي سقطت بيد الدو اعش جولات وصولات في التحرير شهد لها العدو قبل الصديق جنبا الى جنب مع رفاقهم في السلاح في الجيش ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي.
هذا المنتسب راتبه اثناء الخدمة مليون زائد او ناقص قليلا ، حيث تضاف له مخصصات الخطورة والطعام لأنه يقضي ليله في الشوارع والربايا والابراج في الوقت الذي ينام فيه الاخرون بأحضان زوجاتهم ، هذا الراتب يقسمه بين عائلته وايجار داره وشراء ملابسه وتنقلاته واجور سفره للمحافظات التي يقاتل فيها فيسد الحاجة على البساطة ، ويشكر الله على نعمته ،لكن المشكلة عند احالته على التقاعد حيث يتجرد عن مخصصاته ، ليعتبر الراتب الاسمي الاساس لاحتساب الراتب التقاعدي ، ولو اطلعنا على الرواتب الاسمية لهذه الشريحة من رجال الشرطة لوجدنا انها وفقا لقانون رقم 18 لسنة 2011 لقوى الامن الداخلي وحسب جداول الدرجات والرواتب والعلاوات السنوية وحسب سلم الدرجات المرفقة بالقانون رقم (22) لسنة 2008 كما يلي : الرتب من شرطي الى رئيس عرفاء من (164000-250000) دينار، والمفوضين من مفوض درجة ثامنة الى مفوض درجة اولى من(314000-509000) ، وعند احتساب الراتب التقاعدي بعد كل هذه السنيين ، نجده محصورا بين الحد الادنى للحصة التقاعدية البالغة 400 الف دينار ولا يتجاوز 600 الف دينار شهريا الا بقليل، حتى لو خدم 40 سنة وهل سيصل كل المنتسبين الى رتبة مفوض درجة اولى وهذا استحالة .(الكثير ممن يقول عنهم احد المربين التربويين انهم لا يعرفون الدار والدور صورهم وهم شهداء تغطي جدران طويلة من بناية الشرطة الاتحادية في الحارثية وتكاد عيونهم تكلمنا وتهنئنا بالنصر فأنهم جادوا بأنفسهم من اجل ان نعيش وننعم في الحياة ،والجود بالنفس اسمى غاية الجود) في حين تتجاوز رواتب موظفي الدولة او المعلمين التقاعدية المليون دينار شهريا حسب الخدمة ، ولكن افراد الشرطة، محسودون من البعض على رواتبهم التي تتجاوز المليون اثناء الخدمة، والممزوجة بالسهر والجري والدم والقتال واطلاق النار ،والتي يصرف معظمها في التنقل والطعام ،(ولو احتسبنا نسبة الخطورة بمعادلة احصائية تتضمن (عدد الجرحى والشهداء من المنتسبين /المجموع الكلي لهم في الخدمة مضروبة 100X ) لوجدنا انها اعلى نسبة خطورة في البلد) لتنتهي الى مظلة تقاعدية مثقوبة لا تحميه من شمس ولا مطر ولا جوع ولا فقر. وماذا يفعل بال400 الف دينار وهي لا تتيح له ايجار دار في اطراف اي مدينه او ثمن دواء او مصاريف اطفال ومتطلبات عائله وتحوله بالنتيجة الى شريحة دون خط الفقر.
لذا نرجو ان يعاد النظر باحتساب راتب الشرطي والمفوض التقاعدي بإضافة مخصصات الخطورة الى الراتب الاسمي او جزء منها عند احتساب الراتب التقاعد ي للشرطي او المفوض بمعادلة توازن بينه وبين شرائح المجتمع الاخرى، فالذي يحمي كل مسؤولي الدولة وموظفيها ومواطنيها وبناها التحتية شامخا كالأسد خلف رشاشته يتلقى الرصاصة الاولى ، يخرج بتقاعد لا يتجاوز الحصة التقاعدية(400 الف -600الف دينار) وكأنما خدمته الطويلة القاسية المملوءة بالمخاطر ذهبت هباء ، ويخرج من هم بحمايته بتقاعد عدة ملايين. وهل في ذلك عدل وانصاف؟ حيث يقول الله تعالى في سورة الاعراف"وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) صدق الله العظيم .
(ملاحظة لا يشمل الموضوع رواتب الضباط حيث ان رواتبهم التقاعدية مجزية مع خدمتهم وشهاداتهم وتدرجهم الوظيفي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال