الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمة شامية كبرى

كمال تاجا

2019 / 2 / 23
الادب والفن


أمة شامية كبرى

شعب
يقدم قطاف
براعم فرعه الطويل
إذا ما دعاه
الحمى
فداء للوطن
-
شعب
يفجر نزيف
شرايينه المعقودة
كعروة وثقى
دون مقابل
لإغاثة الملهوف
-
وعند اللزوم
يجعل من نفسه
عبوة ناسفة
من العشق
ليبذل روحه
رخيصة
في معارك الوغى
وللدفاع عن النفس الزكية
-
ويضخ عوائد
مستحقه
من تسديد قروض
للواجب العام
دون حساب
-
ويملأ كفوف
راحة نزيفه
ومن دم أحمر
قان
على مذابح التضحية
-
شعب
يضحي
بكبش روحه
لنصرة أهله
وبلا ثمن
-
أمة شامية
لم تنهى شعب
عن مسقط رأسه قط
-
وتضمه
بسعة حضن
عميق مهادها
إذا تولى
عن اللحاق
بخافق فؤاد الود
الأهلي
-
وتنعش نفس
كل من نشأ
على ثراها
حتى لا يستأنف
عن عشقها البتة
قط
-
شعب
يقتفي أثر
حياة
رقيقة الجانب
ويحب أن يعاشر
بنت بيت
خفيفة الظل
-
شعب
يتداعى بين أحضان
وهاد
تدحم المدى
و تقشع الأفق
ليرى أبعد
من طاقة إبصاره
-
وهو الذي سرح
فوق مراعي
المدى البعيد
ليقضم أعشاب
عظيم الفائدة
وليصبها
في محصلة
الكل
-
شعب
أجتمع أصله
مع فصله
في ضم
أواصر قربى
تكفي لتنشأة
كل الأجيال القادمة
على العهد
-
شعب تربع
على أرائك التعاضد
لنصرة كل فئات النسيج
الحر
-
واجتمع لديه من التآزر
غلة تكفي
لنقش موزاييك
لم شمل أهل
وفي لصق
مواثيق لحمة
-
وبرع في نسج تراث خالد
لأوابد
الخل الوفي
-
شعب توزع
كحبات المطر
على مراتع
ثراه العظيم
-
واستقر
فوق مسقط رأس
أمة
فاض ضرعها
بحليب
رضاعة
تكفي
لسد رمق
كل الشعب
-
وسكنت معه
سكنات
كما في دفء
دن
طوال دهر
طوحته سكرة
ومن غمر لذيذ
الوقع
-
أمة
وسع صدرها
لكل عناق قادم
-
واشتد أزرها
لبزوغ فجر جديد
-
فاستعجلت قدوم
كل عهد قريب
مع توالد جيل
ليس له مثيل
لشعب أصيل
-
وكل فرد
يهب حشاشة قلبه
لدعوات
حبه الشديد
لبلده
-
ويقدم خلاصة
نفعه لمربط فأس
الرأس
وفي إعادة بناء بيوت
سويت بالأرض
-
شعب يبذل الغالي
والرخيص
ومن منى قلب
نفيس النبض
وبرخص التراب
-
وهو الذي تستجيب
تقلب جوانبه
فوق مسقط رأسه
لأستراحة أيكة
وأصيل
-
وزرع الوهاد
وفوق مرابض ثرى
هذا البلد العظيم
-
وطن يستجيب
حضنه
للم الشتات
ويرحب بتلويح
أذرع
لكل ترنح بعيد
يسند
ميل جانبه
على وسائد
منتهى الرحابة
-
وكل مواطن شامي
أصيل
منذ وجد
على ظهر الخليقة
ممتشق القامة
كجذع نخلة
يقدم للنسيم
تلويح بسعف
زغاريد حفيف
تلطم شطآن
عليل
الهواء الطلق
-
لتنعم الطبيعة
في بلاد الشام
بالسكينة
ويتنزه الضوع
في رطوبة غضة
على ضفاف هدير
دمدمة السواقي
مع كل عصفة ريح
ينثر رزاز
الفيء
على العالمين جميعاَ
-
وتطوف بالانحاء
تهف
نسائم نزقة
توزع الندى
وتنثر الطل
حتى تنتظم البلادا
-
ولتعبر
رقة أحاسيسنا
فوق مروج سندس
أخضر
-
وتقضم
دواعي سلامتنا
فسائل
ومن أجود الحشائش الغضة
والتي كانت تهزها
أصابع (دقيقة ~~~
~~~ تلويح)
بنزق هبوب
قصير الخفق
-
والعشب
يرقص طرباً
على حلبة
دوحة
راحة النفس
-
وكل شيء كامد
يولي هارباً
من جهجهة
ضوء
لا يزال يفقص
بيوض العتمة
عن ألق
فجر مبتسم
-
ونتقاسم
كسرة خبز
وطن حاف
كلقمة عافية
لتنفس صعداء مدوية
-
ونطلب من الندى
كل شفاء
لاكتفاء
-
لإنسان قرين
لا يلين
في حمل السديم
بين أصقاع
كل المجرات
-
والكل يحشد في
شق صدره
حنين
يرضع من ثدي
أمومة
فاضت
بحليب كل القطعان الأهلية
التي ترعى
بالفلاة
-
والشعب يملأ
خزان ديمومة
أناة الأمومة
بوقود ذواتنا
ليحشد الذرى
لدوافعنا الحيوية
-
شعب
يرفع طوبة
تلو أخرى
في بناء
هيكل
البنيان المرصوص

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد