الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى صحتك يارسول الله

بيتر ابيلارد

2006 / 4 / 23
الصحافة والاعلام


في عددها الصادر يوم 20 إبريل نشرت صحيفة الخميس موضوعا عن الاحتفال بمولد محمد بن عبد الله في بلدة آبا الوقف بمغاغة محافظة المنيا. وتخبرنا الجريدة عن مراسم هذا الاحتفال التي تبدأ في القرية بصلاة الظهر، يعقبها ما يشبه العرض العسكري لأبناء القرية حيث يستقل كل منهم دابته ملوحا بسيفا أو سكينا. ولا يقف الأمر عند هذ الطقوس بل يستمر الموكب في الدوران حول القرية بمصاحبة زجاجات الخمور والبانجو حسب ما نقلته الجريدة.
ولا تنسى الجريدة طبعا أن تأخذ الموضوع كله بعدا جديدا فتخبرنا بوجود نسبة كبيرة من المسيحيين في القرية وأن كل هذه الجموع تزداد حماستها في حب الرسول أو تحت تأثير الخمور عندما تصل أمام الكنيسة الموجودة في القرية، وطبعا تذكرنا الجريدة أن أي عمل سيرتكبه هؤلاء لا يعاقب عليه القانون لأنهم تحت تأثير الخمور. وتستمر الجريدة فيما يبدوا أنه تطمينا لتلك الجموع من ناحية الآمن فينقل المحرر حوارا دار بينه وبين مع المقدم مصطفى كمال من مركز شرطة مغاغة وسؤاله لماذا لا يمنع الأمن هذه المظاهر من السكر في الطريق العام، تناول المخدرات، وإشهار الأسلحة البيضاء، بل وحتى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء وهي كلها من الأمور التي يمنعها القانون. فما كان من حضرة المقدم إلا أن قال للصحفي: "إقعدوا إتفرجوا معانا وبعيدن نتكلم". والرسالة التي يحملها مثل هذا التعليق لمعاتيه أو سكارى القرية هي أن الآمن لن يتدخل فهو فقط موجود للفرجة. ولا ينسى كاتب المقال أن يعرج بنا على أزمة الرسوم الدنماركية ربما لمجرد تذكير هذه الجموع بها وربما ليقترح عليهم استغلال هذه الطاقة المكبوتة والتي تفرغها الجموع حسب المقال بضرب بعضهم البعض بالعصي الغليظة.
ولا أعرف إذا كان ما لم يكتبه المقال ويمكن قراءته بوضوح بين السطور هو بالفعل المقال الحقيقي أم أن الصحافة في مصر بالفعل وصلت إلى هذه الحد من التخلف الصحفي.
فكاتب المقال يقدم دون أن يدري – وربما بدراية كاملة- دعوة لمذبحة متكاملة الأركان. ففي تلك القرية توجد جموع من السكارى المسلحين، أمن متفرج ولا يتدخل، كنيسة أو نسبة كبيرة من المسيحيين، وفي النهاية أزمة الرسوم الدنماركية. طبعا هذا بالإضافة إلى خلطة الشعارات التي يرددها السكارى "كلنا فدائك يا رسول الله" و "يحيا دين الإسلام، يحيا دين محمد" و غيرها. ثم الجهود الضائعة في العراك بين جموع المسلمين السكارى بعضهم البعض.
فلماذا لا تستغل هذه الطاقات المهدرة ضد كنيسة القرية أو مسيحييها وخاصة بعد أن طمئنهم الصحفي الجهبذ بأن القانون عاجز عن التعامل معهم، والبلد ممثلة في أمنها لا هم لها إلا الفرجة.
وأهو كله في صحتك يا رسول الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام