الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحولات السسيومجالية بمنطقة اقاايغان اقليم طاطا

عبد الرحيم اخراز

2019 / 2 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعض التحولات السوسيولوجية بمنطقة أقاايغان اقليم طاطا

إن من أبرز التحولات الطارئة على هذا المجال هو لباس المرأة التقليدي الذي هو أدغار باللغة المحلية الذي كان رمزا مجاليا واحاتيا تلتحف به المرأة الدرعية بشكل عام وخصوصا بمنطقة طاطا ومجال الدراسة أقاإيغان، كما أنه يكون رمزا للعفة والزواج، بمعنى تضعه المرأة المتزوجة وهو غالبا من اللون الاسود يغطي المرأة من الرأس إلى الركبتين، كما أنه يحمل رموزا ذات دلالات محلية من نخيل وحدود الواحات وأشكال هندسية لها تأويلات من لدن نساء المنطقة، إن مفهوم التحول الذي جعلناه عنوانا لمقالنا المتواضع لعدم إحترامه ظوابط المقال، ليس صدفة، ولكنه يراعي التغيير الذي حدت في هذا المجال، لكون المرأة الاقاإيغانية بدأت تتخلى عن لباسها التقليدي لصالح اللحاف الصحراوي الذي بدأ يأخد مكان أدغار إد ببعض النساء اللواتي يلبسن اللحاف الصحراوي يحتفظن بأدغار لبعض المناسبات كالاعياد والاعراس، إن نقوس الخطر هذا لم يعد يقتصر على المرأة المتزوجة بل إنتقل إلى النساء العازبات اللواتي كان لباسهن التقليدي ما يسمى محليا بالساية وأصبح غالبيتهن يلبسن اللحاف الصحروي أو دجينز ويعزو هذا التغيير أو التحول حسب أراء مجموعة من نساء المنطقة إلى أنه نتاج إنفتاح المنطقة على ثقافات أخرى وخاصة الصحراوية لكون هذا اللحاف يلائم الطبيعة المناخية للمنطقة بالاضافة إلى فتح صفحة جديدة في التنوع الذي تعرفه المنطقة في مجالات أخرى وفي إعتقاد أخرون أنه نتيجة عزوف الشباب على الزواج ولذلك تلبسه الفتيات لدلالة على النضوج وعلى الرغبة في الزواج ، كما يمكن القول أنه تحول طبيعي يطرأ على هذا المجتمع نتيجة هجرة العديد من الفتيات للمنطقة نحو الصحراء كعاملة بيوت وأخدنا ينقلنا هذه الثقافة شيئا فشيئا حتى أصبحت حالة طبيعية لم يعد ينظر إليها بنظرات إندهاش وتعجب مثله مثل باقي الألبسة الاخرى الدخيلة، ولكن وراء كل هذا يجب علينا أن نغوص نحن الباحثين في الاجوبة المقدمة ولا نقول إنتهى الامر، لاننا أمام مسافات ثقافية قريبة جدا لم تعد تستدعي البحث وفقط ولا الاندار بل علينا أن نعي طبيعة هذا التحول بسلبياته وإيجابياته، لهذا وجب علينا القول أن حفاظ المجتمع على ثراته وتقاليده من الدلائل التي تدل على قوة المجتمع وتماسكه و على قدرته على التكيف من عدمه وعلى حب ثقافته وتقاليده من عدمه، سأقف هنا وأقول من وجهت نظري هذا المجتمع ضعيف وغير متماسك ويخشى من الظهور وهو مزين بثراته مجتمع يحب أن ينظر إليه الاخرون نظرة إعجاب لانه أخد بثقافة غيره لا يحب أو بالأحرى لا يرغب في أن ينظر إليه الناس نظرة إندهاش على تميزه على إستقلاله وعلى توحده بل أفراده يحبون أن يفتحوا نوافذ غرفهم من جهة واحدة لتدخل إليهم ثقافة جديدة يستقبلونها ولا يفتحون نوافذ الجهة المقابلة كي تمر مرور الكرام بل يتخدونها ثقافة جديدة لهم مع نكران أصلهم عند إنتقالهم إلى مجال أخر وهذه صفات سلبية بدأ يتميز بها شعب الواحة المعروفة بأجوائها وبثقافتها وببساطتها في لبسها وهذا كلام موجه لمن يتأثر سريعا ولمن تغلب عليه عاطفته على عقله لمن يحب الجمال كثيرا ويحب الإطراء كثيرا لمن نشىء في الحلية إنها المرأة ولا فرق بين المرأة الكبيرة السن أوالفتاة الناضجة يجمعهم جميعا عامل حب التزين والتجمل
وقد ذكر الشيخ علي الطنطاوي في أحد مؤلفاته قصة طريفة عندما أعطى الابن أمه صورتها وهي شابة لتنظر لنفسها و قد أصبح نظرها ضعيفا لاتكاد ترى شيئا فكان أهم سؤال سألته (ماهو اللباس الذي أرتديه في الصورة)...!!

أخراز عبدالرحيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد