الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضحية خير من الخضوع ...

مروان صباح

2019 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية




/ نبدأ من عند تلك الترهات الحمقاء أو الشطحات الثرثارة التى أقدم عليها أحد أعضاء الحزب الحاكم الجزائري ، لقد أضاف الشاطح إضافة نادرة وهي في مقامها الأول تخص الشعب الحالم وَحده لا سواه ، عندما أشار بأن الرئيس بوتفليقة المرشح لولاية خامسة سيقضي ليالي ولايته القادمة بالسهر والحمى على مصالحه ، وقد يتفهم المرء أو يبتلع كل ما قيل في الماضي ، أما مسألة السهر تحمل في مضمونها شكل المرحلة الخامسة كيف ستكون وعلى أي حال سينتهى أمر الجزائرين ، بالطبع إذ لم يتمكنوا من وضع حد لما وصلت له الجزائر من مهاترات معيبة بحق تاريخ شهد جملة انجازات وتضحيات تفوق أي تضحيات أخرى على هذا الكوكب وبصراحة الحال يشبه في الصورة والعمق حال تونس أواخر عهد الراحل بورقيبة الذي بفضله توقفت عقارب الساعة .

قد يكّون الشعار الأنسب في الأيام القادمة ، التمني لبوتفليقة الإقامة الدائمة في سويسرا مع التأكيد برحابة صدّر الشعب الجزائري بتحمل كافة مصاريف إقامته طالما جهازه التنفس يعمل وعلى قيد الحياة ، لأن في المحصلة خسارة عن أخرى تختلف ، فهنا نتحدث عن بعض دولارات أما إذا لا سمح الله تمكن من الوصول إلى الولاية الخامسة وبوضعه الصحي الذي هو عليه ، هذا لا يعني سوى أن هناك مجموعة فاسدة متجذرة تسعى إلى تحنيطه بطريقة ما من أجل المحافظة على وجوده وبالتالي لكي تستمر في مواقعها والاستفادة منها .

أن ما يستحق التمعن به تلك المظاهرات السلمية الذي يحرص المشاركون بها على إظهار حضارتهم وبالتّالي تحافظ على مقدرات دولتهم اولاً وهي ايضاً أكثر احتمال أن تكون هذه المرة قرصة إذن فالجزائري بحاجة إلى أنتقال سلس وهادئ انطلاقاً من التجربة التى مرت بها الدول العربية في السنوات الأخيرة وهذا لا بد أن يعيه اولاً الجيش ومن ثم الحزب الحاكم لأن لا يمكن للبلد أن يستمر بالتركيبة السابقة والحالية بل بهذا النمط التناحري يُعرض استقرار البلد برمته إلى قسمة مجتمعية وايضاً يضعه أمام التقسيم الجغرافي ، ولأن اليوم من هم في الشوراع ويتزعمون التظاهرات ليسوا إسلاميون بل المحرك الأساسي للاحتجاجات مجموعات تعود انتماءها إلى النخب الليبرالية واليسارية والمجتمع المدني بالإضافة إلى المواطن العادي والبسيط الذي ضاقت به السبل وكان قد أعطى الرئيس بوتفليقة وحزبه مدة زمنية كافية منذ احتجاجات ال 2011م، طالبت بمعالجة البطالة والتى قدرة نسبتها أيامها ب 25 % ناهيك عَن التقارير التى تشير بأن ثلثي الشعب أو أكثر تحت خط الفقر وهذا إذ دل يدل على أنها بوادر ثورة شاملة مازالت تتدرج بحياء لكنها تطل برأسها .

هناك عقيدة راسخة لدي الجزائري ، وهذا بإتفاق أغلب المؤرّخون ، بأن الشعب الجزائري بطبيعته يأبى الخضوع والاستكانة ، يقاتل من أجل مصالحه بروح وطنية وشعاره التقليدي ( تضحياتنا للوطن خير من الحياة ) ، ففي بيان الجبهة التحرير الوطني لشعب الجزائري عام 54 من القرن الماضي كانت الفقرة الثانية من النص قد أشارت بوضح لا لَبْس فيها ، على ضرورة تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الإستعماري ، أي إذ كانوا ثوار حقبة الاستقلال وهم كما هو ملعوم محدودي الكفاءات والتعليم الحديث والتكنولوجيّة أنتبهوا إلى ما يغفل عنه اليوم حزب الحاكم والجيش ، بأن الطاقات السليمة وحدها التى حققت الاستقلال والغربلة فمابال المواطن الذي يتنعم بتعليم عالي وأمضى عمراً في دول مثل فرنسا وغيرها ، يشاهد بلاده تساق من مجموعة تقود رجل من على الكرسي له ما له وعليه ما عليه ، لهذا إن عدم إدراك حدود العلاقة الوطيدة بين المال والسياسة واللذين ولدوا بطبيعة الحال النفوذ والمصالح بالتأكيد سيكون الشعب كفيلاً بتعليم أصحابها درساً كبيراً وبأسرع الطرق وأكثرها إهانة . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة