الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات ولد كوردي 15

جمشيد ابراهيم

2019 / 2 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكريات ولد كوردي 15
نعم تعودنا على اوامر منع التجول و عبارات تهديدية مثل (كل من تسول له نفسه) و القاب عشائر او مدن عربية مثل النعيمي و التميمي و الجبوري و الربيعي و العاني الخ و تطور لديّ حساسية رهيبة تجاه هذه الالقاب لدرجة بدأت احك نفسي كلما سمعتها و كانت الانضباطية (عسكري بحزام ابيض و بيرية - غطاء رأس - احمر يخوف) توقفني في شوارع بغداد و تطلب مني ابراز هويتي و انا في طريقي لمشاهدة فيلم هندي درامي لاني و لا ازال احب الافلام الحزينة: (هويتك ولك) و عندما تخرجت من الجامعة كانت تسميتي خريج في العسكرية لاتحول الى جندي بسيط اشتعل ربه (يسمى باللهجة العربية العراقية بابو خليل) مغضوب عليه لا يستطيع ان يدفع البدل النقدي 100 دينار ليتخلص من عذاب الخدمة الالزامية.

تعرفت على مفردات غريبة مثل العرضات و القافية و البسطال و ورقة عدم التعرض و وجدت في العسكرية بانه ليس هناك فرق بين الرأس و القدم لان الكرامة كانت تداس بالاقدام و كانت لحيتي ثخينة تحولت الى عقدة نفسية ايضا و رغم الحلاقة كان النائب الضابط دائما يوبخني: ولك ليش ما مزين؟ اي لماذا لم تحلق لحيتك يا ولد؟ لدرجة قررت ان اقلع شعرات لحيتي بالملقط مما اثار اعجاب عمي الذي كان يردد و يقول تصور شجاعة هذا الولد و كنت احلق شواربي ايضا على الطريقة الغربية و لحد هذا اليوم لاني كنت اكره الشوارب و اعتبرها قبيحة و وسخة كان والدي يقول بان الرجل بدون شوارب كالمرأة يفقد ناموسه و عرضه و شرفه و تعجب النائب الضابط الان من نعومة وجهي بعد شلع اللحية بالملقط و مدحني على حلاقة لحيتي جيدا و كان يقول (عافرم) اي عفية عليك.

كنت انهض من النوم الساعة الثالثة صباحا او في الساعات الصباحية الصغيرة و ساعات سرقة نومي لكي استطيع ان اصل الى المعسكر في المحاويل في الوقت المناسب و اخاف من الخفارة او الواجب الليلي (ممنوع النزلة) اي ممنوع الذهاب الى البيت و تحولت النزلة الى عقدة نفسية كبيرة و كان احد الزملاء من الجنود يقول النوم في مرحاض البيت افضل من النوم في المعسكر و كنا نخدع العريف و نشكو له من ثقل الواجبات لكي لا يدخل اسماءنا في جدول الواجبات رغم اننا لم (نلزم خفارة) و لا مرة.

بعد المحاويل راجعت وزارة الدفاع و التقيت بنائب ضابط لطيف و كريم جدا يعطف عليّ و لكن لم يستطع تعيني في الوزارة لذا تم نقلي الى مدرسة مدفعية مقاومة الطائرت و هنا تم اختياري مع ولد اخر لنكون المسؤولين عن المكتبة و الترجمة بسبب كوننا من الخريجين و تخلصت من العرضات. كان هناك عريف مسؤول عن العرضات يضحك عليّ بسبب قصر نظري و يقول: هذا الولد له اربع عيون (بسبب النظارة) لا يستطيع ان يستعمل البندقية و كان كل ما امر (الى اليسار در) كنت اتجه الى اليمين ليوبخني: ولك يا غبي وين يسارك؟ لم اتخلص من عقدة اليمين و اليسار الى يومنا هذا و احيانا اعتقد ان الزواج هو نوع من الخدمة العسكرية العراقية الالزامية لاني اضع اكياس المسواق على اليسار اذا قالت زوجتي ضعها على يمينك و احيانا احتاج منها ورقة عدم التعرض اذا تأخرت عن وجة العشاء ساعة واحدة.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب