الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسقاط الملالي حتمية تأريخية إنسانية

فلاح هادي الجنابي

2019 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد 40 عاما من حکم النظام القمعي لطغمة الفاشية الدينية الحاکمة في إيران، وبعد ذلك المسلسل الطويل من الجرائم والانتهاکات والمجازر والتطاولات والنشاطات الارهابية وتصدير التطرف، فقد توضحت الصورة تماما للعالم وبانت حقيقة وواقع هذا النظام وإنکشفت خدعه وتمويهاته وأکاذيبه وتبين مدى المساحة الکبيرة التي صارت بينه وبين الشعب الايراني الذي کانت إنتفاضة 28 کانون الاول2017 وماتمخض ويتمخض عنها، رسالة واضحة جدا للعالم کله بخصوص عزم الشعب الايراني على إسقاط هذا النظام وتغييره.
السٶال الذي يجب على المجتمع الدولي توجيهه الى نفسه هو: مالذي جناه من فوائد من نظام الملالي طوال العقود الاربعة الماضية في مقابل الاضرار والمساوئ والمخاطر التي لحقت به من جراء العلاقة مع هذا النظام؟ من المٶکد بأن المحصلة النسبية هي الاکثر من نظيرتها الإيجابية ناهيك عن أن التعامل والتعاطي مع هذا النظام ليس مضمون ولايمکن الرکون والإطمئنان إليه، ذلك إنه وفي الاتفاقيات التي يقوم بإبرامها مع الدول الغربية بشکل خاص، فإنه يقول شيئا ويفعل شيئا مغايرا لذلك تماما.
بعد مرور أربعة عقود عب تأسيس نظام الملالي وماجرى من أحداث وتطورات متباينة متداعية عنه فإن الذي يمکن إستشفافه وإستخلاصه من کل ذلك هو إن هناك مايمکن وصفه بإتفاق ضمني غير معلن على الاصعدة الايرانية والدولية والاقليمية بخصوص ضرورة التغيير في إيران ذلك إن هذا النظام قد أصبح بمثابة نظام مستهلك الصلاحية ولم يعد بإمکانه أن يستمر کسابق عهده وصار يشکل عقبة ومشکلة على مختلف الاصعدة، مع إن النقطة والملاحظة الاهم التي هي أساس القضية تتعلق بموقف الشعب الايراني من هذا النظام حيث إن هذا الموقف قد تم حسمه تماما وإن إستمرار الاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة يعني إن الشعب الايراني قد رضي بالمقاومة الايرانية وإختارها کبديل ديمقراطي للنظام، وإن على بلدان العالم أن تعي جيدا بأن نظاما مرفوضا من جانب الشعب وتحاصره المشاکل من کل جانب هو غير جدير أبدا بأن يمثل الشعب الايراني وينوب عنه.
مشاکل هذا النظام کثيرة وتعلم دول العالم جيدا بأن هذا النظام ومن دون حله لتلك المشاکل فإنه سيبقى غير مضمون ولايمکن الاطمئنان إليه أبدا، ولعل السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد حددت جوهر هذه المشاکل عندما أکدت في خطابها الاخير أمام الجمعية الوطنية الفرنسية على لسان المقاومة الايرانية:" نحن نعمل بدعم من أبناء شعبنا، على إقامة جمهورية مبنية على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، وإلغاء حكم الإعدام، والاستقلال القضائي، وتأمين الحكم الذاتي للإثنيات، وسياسة خارجية قائمة على التعايش السلمي، وإيران غير نووية."، ولاريب من الذين ينتظرون النظام لکي يبادر بحل هکذا مشاکل إنما يخادع نفسه لأن هذا النظام لايمکن أن يتغير إيجابيا إلا بإسقاطه وهذا لايجب تجاهله أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست