الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجغرافيا واللغة، من الفضاء الضيق تعبديا وايديولوجيا الى الفضاء المتسع هوياتيا وحضاريا

شنوان الحسين

2019 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الى الاستاذ المقري ابو زيد الادريسي
الجغرافيا واللغة، من الفضاء الضيق تعبديا وايديولوجيا الى الفضاء المتسع هوياتيا وحضاريا
الثقافة انتاج وتعبير للمُعاش ولا تقبل الاستيراد:
المحيط او الفضاء الثقافي المنتج للتيكنولوجيا يتماهى معها، يروضها، وتصبح تعبيراته عن نفسه وعن كينونته، تسايرها اللغة لتمنحها معنها ودلالاتها الاجتماعية والتواصلية، ومنه فكل ثقافة خارجة عن نطاق انتاج التكنولوجيا تصبح بحكم الزمن غير منتجة للمعرفة، وستبقى رهينة ترجمة الابداع والابتكار التكنولوجي والصناعي والتقني للمجتمعات الحية، مهما كانت رابطة شرعنتها وشرعيتها مستمدة من المعتقد فلن تفي بالغرض لأن مدة ممارسة تلك اللغة تُصبح قليلة وتتقزم يوما بعد يوم لترتبط بطقوس تعبدية محدودة زمانيا ومكانيا، اللهم في استعمالاتها التواصلية اليومية وبالعامية المتداولة، لتصبح بذلك اللغة حبيسة تلك العملية التواصلية اليومية لتتساوى من ناحية القيمة مع كل اللغات الميتة تكنولوجيا، والتفوق عندها يبقى في من هي من بينها الاقرب للفصحى الاصلية ومن هي المعبرة عن جغرافيتها، العاميات العربية بعيدة عن اصلها الفصيح وعن مجالها الجغرافي، لهذا تحاول دائما الارتهان لجغرافيا مشيدة بالاسمنت والحديد على شكل مؤسسة، المسجد كمثال، تستنجد به وتحتمي وراء اسواره في محاولة لخوصصة كل الجغرافيا في مساحة ضيقة وكيفما كان اتساعها -مساحة ممارسة الطقوس- لن تبلغ اتساع كل الارض المحيطة بها. لتتفرد، الامازيغية في المجال الشمال افريقي كفصحى تابثة وتواصلية، بإعطائها خصوصية هوياتية لشعوبها وتوحد جغرافيتها في قالب متعدد ظاهريا ومتحد ووحيد مضمونا...
والتفرد في المجال الشمال الافريقي للغة الامازيغية ليس خيالا واعتباطا، بل هو نتيجة لتعبرات شعبها سوسيولوجيا وانتربولوجيا، وكعبير عن ثقافة خاصة متمايزة وليست متميزة. اقول التمايز كمرادف للإختلاف وليس التمييز كتفوق - فالتفوق وإدعاءه هي خاصية فقط للشعوب التي تؤدلج الاديان السماوية-. حقل البحث الانتربولوجي والانساني لا يؤمن بتفاوث الثقافات والاعراق بل يؤمن بالاختلاف وعند عقد المقارنات لا يجب مناقشة الابداع البشري بتراتبية بحكم اختلاف الجغرافيا والمناخ وطبيعة العيش هذا انتربولوجيا، وفي هذا الحقل الدلالي والرمزي يحدد للباحث او للمفكر او للمثقف سميه كما شئت حدود اشتغاله ومنه يخرج الى وحدة الوجود من سيوة الى الكناري ومن البحر الابيض المتوسط الى الصحراء الكبرى، اما من الناحية السوسيولوجية والتي تختلف وتتمايز من ناحية التحليل والاستنباط مع الانتربولوجية في ما سماه روادها بطرق التفكير، فشمال افرقيا ولغته الحية الامازيغية لا يختلف سكانه من ناحية مقاربة القضايا وزوايا التحليل والتناول فما تحتفل به ذاكرتهم المعرفية والفكرية والمرجعية خلقت ذلك المجال المعرفي المحدد بخصوصية المقاربة وطريقة التفكير من ابوليوس ال اكوستين الى ابن خلدون وابن رشد وابن بطوطة و مالك بن نبي ومولود معمري وميلود فرعون وابن عربي كلها وإن اختلفنا او اتفقنا مع النظرية التي يحاولون ارساءها كل في مجال اشتغاله الا انها تتمايز مع سلوك النقل والاستباط المنتشرة في الشرق كما انها تختلف مع ميكانيكية العقل والتعقل المعرفة في غرب المذاهب العقلية فخلقوا لنا فضاءا معرفيا مستقلا واتمنى ان تتوصل وان تعي ان تلك الخصوصية لها مصدر الهام وحيد وهو التفكير بخلفية شمال افرقية خالصة مستمدة من ذاكرة الشعب ووجدانه ووجوده وهويته وطبيعته الحضارية والذهنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلوغر مصرية شهيرة في قبضة الأمن بسبب فيديوهات خادشة


.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |




.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في


.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا




.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا