الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترويض الفكر ضرورةٌ ، لبناء مجتمعٍ آمنٍ .

يوسف حمك

2019 / 2 / 28
الادب والفن


على مرأى و مسمعٍ مني :
>

الحياة بدون مرونةٍ تبدو باردةً جداً ، و الموت يمد يده ، فتضطرب الروح في أزقة الجسد من المنغصات و الأرق و موجات الفزع من الاتي المبهم المجهول .

ما جدوى ان تسلط حزمة نورٍ مبدعٍ على عقلٍ منغلقٍ بهالةٍ من ظلامٍ غاسقٍ ، يتغذى بنصٍ مقدسٍ ملغومٍ بقنبلة الجهل المتوارث ، أُعدت بعنايةٍ فائقةٍ للإنفجار في وجه كل انفتاحٍ مسؤولٍ ؟

مالم يكن على مقاس الذوق العام ، أو لا يتطابق و الحياء الاجتماعيُّ التليد ، و الذائقة الجماعية الجامدة ، لا يبهج إلا النذر اليسير من الخارجين عن البهرجة الاجتماعية و الرافضين لاحتساء خمر السلطة و مغانمها . و لا يجد له موضعاً إلا في مخيلة من أنتجه .

التعنت الفكريُّ ثقافةٌ جماعيةٌ في مجتمعٍ يولد سلوكاً متعصباً إزاء الفكر النير و رافضاً التفاعل معه . مما يشب الطفل فيه متكلس العقل ، مقولب الذكاء ، عاقر الوعي ، منكمش الفكر . يرفض ما يخالف ذائقته الجماعية ، و بدلاً من التعاطي معه و تقبل الحقائق يحاول الإيقاع بالفكر الحر و النيل منه و نسفه .
ناسياً أن التمسك بتلابيب الحوار لبلوغ الإقتناع هو الهدف النهائيُّ لكل محادثةٍ و مناظرةٍ بصيغةٍ منطقيةٍ مرنةٍ سلسلةٍ . بعيداً عن العاطفة أو الاعتداء بالرأي أو المكابرة . و بما يتوافق المستجدات بتمرين الذات ، و ترويض الفكر للانسلاخ من سياجه شيئاً فشيئاً ، و نقائه من سلبية الأنا و تصلب الموقف .

نعم لكلٍ منا شخصيته الاعتبارية التي يعتز بها ، لكن شريطة أن يحد من تسرب الجنوح المفضي إلى التعنت و النظر بحياديةٍ ، و الاحتواء الأمثل لاختلاف وجهات النظر ، و حماية العقول و تحصينها بالانفتاح و التنوير و الإبداع .
لا أن يشوه صورة المصارحة ، و خدش خدود الشفافية ، سعياً منه لمنع الخروج من القاعدة و الذهن المسيج ، و جعل العقل فريسةً سهلةً للناهشين و السارقين و تجار الدين و بائعي الأوطان . من خلال استحواذهم على مفاتيح فك رموز أفانين اللعبة الخبيثة ، تحت مظلة منظومةٍ من القوانين التي تبيح لهم بذبح أمنيات غيرهم ، و تخنق أحلامهم ، و جعل كل عوالمهم حقول ألغامٍ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة