الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اشكالية البلوكاج او الدلدل الهندى !
سليم نزال
2019 / 2 / 28سيرة ذاتية
* البلوكاج* حين لا يستطيع الكاتب ان يكتب بعض الوقت و يحصل لديه نوع من نضوب الافكار.
و هى مشكله قد يطول زمنها لساعات او ايام و احيانا اسابيع ان كانت قاسيه و عادة ما تكون بسبب الاجهاد.
البلوكاج ياتى ايضا بعدة اشكال ,منها ان يجد المرء نفسه وسط الكتاب الذى يعمل عليه غير قادر على التقدم نحو النهاية.
اى انه يجد نفسه فى وضع (دلدل) و هى كلمة هندية تعلمتها من صديق هندى و معناها الاصلى الغارق فى الطين الذى لا يستطيع التحرك لا يمينا و شمالا.ومنها ايضا ان يجد المرء فى ذهنه افكارا عدة لكنه يشعر انه عاجز على توظيفها فى اطار الكتاب.
و الحلول تتعدد بتعدد الكتاب. لكن الجميع يتفق انه فى هذه الحالة من الافضل ان لا يكتب المرء شيئا على الاطلاق فى حالة البلوكاج او النضوب المؤقت لللافكار.
احد الاصدقاء اخبرنى انه فى حالة البلوكاج يكتفى بان يذهب فى نزهة الى الغابة و ياتى بعدها قادرا على ان يجلس امام الكمبيوتر ليكتب.المهم فى نظره ان يترك المرء الكتابة.
صديق اخر اخبرنى انه يذهب الى السينما و يشاهد فيلما و يعود و قد حصل على طاقه ايجابية بعدها .
و هناك من يسافر ابعد الى مكان اخر لان تغيير المكان يساعد على طاقه جديده و افكار جديده.لذا بات معروفا تعبير الكاتب الرحال الذى يتنقل هنا و هناك لكى يكتب.
و هناك منح خاصة فى نقابة الكتاب النرويجيين لمثل هذه الرحلات مثل الرحلة الى روما مثلا.
و اذكر انى قبل عامين وجدت نفسى غيرقادر ان اكتب كلمة واحده .فكان ان جاء الفرج حين وجهت لى الدعوة من مركز ثقافى نرويجى لاحاضر هناك.ذهبت بالقطار و انا اتامل الريف النرويجى الرائع من نافذه القطار , و قضيت امسيه رائعة هناك و بقيت هناك حتى اليوم الثانى و عدت و انا احمل الكثير من الافكار.
لكن من اطرف ( التهم ) التى تعرضت لها فى ما مضى كان من امراة اتهمتنى انى اجلس معها فقط لانها جميله لان جمالها يساعدنى على الالهام.
طبعا هذا امر مضحك لانه فى تلك الاوقات كانت كل او جل كتاباتى ذات طابع فكرى و سياسى و بالتالى لا يوجد فى راى اى رابط بين الامرين.
لكن الاكثر ثراء فى نظرى فى الامر ان يجلس المرء مع اشخاصا لهم افاقا واسعه الامر الذى يترك تاثيره الايجابى على لانه على الاغلب يساعد فى اثراء الفكر.طبعا و العكس صحيح فانا اتجنب الذهاب لجلسات المناكفات العربيه السياسية حيث غالبا ما اعود الى البيت بطاقه سلبيه
على كل حال الافكار لا تهبط من السماء على حد قول الرفيق تروتسكى , انها تاتى من الواقع الذى نعيشه و نعرفه.
و لانى لا اكتب هذه الايام فانا اقرا للمرة الثانية كتاب يوميات رائع بعنوان (فنجان قهوة ) ارسلته لى صديقه من المكسيك.و صديقتنا هذه امراة امريكيه تركت و زوجها عالم امريكا المادى و السطحى و ذهبت لتعيش فى المكسيك.حيث اشترت و زوجها. مزرعه بجانب البحر و الكتاب يتناول اشكاليات الحياة اليوميه العاديه بهمومها .و يا له من كتاب رائع !اكثر الكتب الرائعه هى الكتب التى تتحدث عن حيانتا العاديه البسيطه .
كل الشكر و العرفان بالجميل من الذين دعونى ان اذهب الى بلادهم لبعض الوقت لاكتب هناك. ما اجمل الحياة بوجود اصدقاء و صديقات رائعين و لا شىء اجمل من الاخوة الانسانيه!
انها الحياة ,اليس كذلك!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة