الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المجتمع الاسرائيلى

سليم نزال

2019 / 3 / 1
القضية الفلسطينية




اعتقد ان المجتمع الاسرائيلى يمر بتحولات و هناك مؤشرات تدل عليه , لكن التحولات الاجتماعيه و الثقافيه الكبرى لا تكون واضحه تماما الا فى نهاياتها.و ابرز هذه التحولات فى نظرى هى نهايه الصهيونيه , التى و ان كانت قد وظفت بانتهازيه شديده الدين اليهودى لجلب مهاجرين يهود, الا انها كانت فى العموم ذات طابع علمانى .نحن الان فى مواجهة نظام الاصوليه اليهوديه الذى تبلور بصوره واضحه فى الاونه الاخيره , و من المؤشرات التى نراها فى الدوله الاسرائيليه , هو الضعف المضطرد للقوى العلمانيه اليهوديه, و نمو واضح للقوى الاصوليه , بل و لنزعه فاشيه يهوديه اسميتها منذ بعض الوقت ( بالقاعده اليهودي!).

من ابرز اشكالات الدوله الصهيونيه تاريخيا هى الاحساس القوى بفقدان الشرعيه, رغم كل القوه التى يحظون بها و الدعم الامريكى و سواه .لكنهم يدركون انهم فى محيط معادى لهم, و لا يوجد مثل واحد فى التاريخ ان كيانا استمر فى وسط معادى و هم يعرفون ذلك جيدا .

من الطبيعى للفلسطينى و العربى ان يشعر بنوع من الغضب عندما يرى الاصوليون اليهود يسرقون بعضا من تراثه .و هو من السهل تفهمه .لكن من الناحيه الثانيه, اذا ما حاولنا فهم الامر بعمق ,ان ذلك دليل مادى على الازمه التى يعيشها اليهود المحتلين فى فلسطين.انهم يسعون ان يبنوا لهم جذورا وهميه من خلال محاكاه الفلسطينين فى مسائل مثل الكوفيه الاسرائيله و سواها فى المسائل الثقافيه الاخرى و هى امر تثير الضحك حسب اعتقادى . و الجدير بالذكر ان محاكاه عبر سرقه ثراثهم الفلسطينين ليست جديده .لكنها باتت الان اقوى من ذى قبل, و الاهم ضمن تصور ايديولوجى مختلف عن السابق , و لن استغرب ان اسمع فى المستقبل عن عتابا و ميجانا يهوديه !
الصهاينه العلمانيون كان لا يهمهم ان يكون لهم اى انتماء للشرق كله, حيث كانوا يعتبرون انهم امتداد للثقافه الغربيه و كان همهم تحقيق نموذج يهودى غربى ذات طابع علمانى . و كانوا يقمعون الثقافه اليهوديه الشرقيه التى كانت تفتخر بشرقيتها مثل ما حصل مع العراقيين اليهود الخ.

اما نهج اليمين (الذى يضم الكثير من اليهود العرب) فقد كان كان تاريخيا يسعى الى نوع من دمج مقلوب .نظام عنصرى لكن بنوع من انتماء شرقى لاجل لمحاربه شرعيه الفلسطينين بشرعيه مضاده , حتى ان ميناحيم بيغين السىء الذكر, اعلن مره تقريبا (نحن الفلسطينيين الحقيقيين اما هؤلاء فعرب! ) كما ان اولى حركات الاستيطان اليهوديه اطلقت على نفسها الكنعانيون ! و لذا فان ما يحصل الان هو سعى لصياغه هويه اسرائيليه ذات طابع شرقى بطريقه مزوره طبعا تخدم النظام العنصرى .

الذى اعتقده ان ما نشهده من تحول المجتمع اليهودى فى فلسطين نحو الفاشيه الدينيه يعكس ازمهة وجوديه فى هذا الكيان, لا بد ان يكون لها تاثيرات اعمق فى مرحله لاحقه ستؤدى عاجلا ام اجلا, الى اضعاف الايمان الشعبى بالمشروع اليهودى كله .و الاداء الفلسطينى و العربى, عاملين مهمين لا يجب اغفالهما .
.
نحن نعرف ان ابن خلدون تحدث عن محاكاة المغلوب للغالب, و هو امر صحيح, و هناك الكثير من الامثله تدعم هذا , اما هنا فنحن ازاء تقليد الغالب للمغلوب, و هذا نصر استراتيجى و ان بالنقاط لصمود الثقافه الفلسطينيه التى تستقى مصادرها من تاريخ مديد ضارب فى جذور الارض, من مثلث المصادر الثلاثه, الكنعانيه و السريانيه و العربيه, و من التراث الروحى الفريد الذى امتازت به الارض المقدسه فلسطين عبر التاريخ.هناك البعض ممن قد لا يرى ذلك , لكن ليس لدى شك انه عندما يكتب المؤرخون بعد انهيار الدوله الاسرائيليه , لا بد ان يتوقفوا عند هذه المرحله على انها بدايه تاكل مشروع الاستيطان اليهودى فى فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي