الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات ولد كوردي 18

جمشيد ابراهيم

2019 / 3 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكريات ولد كوردي 18
فعلا باشرت في وزارة الدفاع و رحب بي النائب الضابط الطيب القلب الذي كان يعطف عليّ و قال لي بانه تذكرني عندما توفرت امكانيات الملاك في الوزارة و يعتبرني شخصا لا مثيل له او بلغته (فلتة من فلتات الدنيا) لا اعلم لماذا لربما بسبب لغتي الانجليزية و مظهري او طريقة التحدث معه. فرحت بمغادرة الدائرة مبكرا و امكانية (النزلة) المغادرة اليومية الى البيت بعد الدوام بفضله و كرمه حتى في ايام ممنوع النزلة او التجول التي كثرت - كان النائب الضابط انسانا هادئا حنونا متواضعا و في المقابل كان هناك (نائب ضابط) اخر ثرثارا لا يعمل و لكنه كان يتكلم كاالانسان الشغول المنجز لواجباته كليا و كان ينعته زميلي بالمنيوك و هو يضحك.

عملت في المكتب مع اثنين من الخريجين الشباب و كانت لغتهم جنسية صرفة - دائما البنت - البنت - النيك - النيك و كانت هناك كُتُب (مراسلة) مع مديرية تسمى بمديرية العينة و هي حسب اعتقادي كانت المسؤولة عن تجهيز المواد (الحربية) او بعبارة اخرى جهاز لتجهيز الموارد لذا كان زميلي يسمي الحبيبة او الزوجة او الصديقة بدائرة العينة تجهز الرجل بالموارد الجنسية كلما احتاج اليها و اذا تزوج ستكون في متناوله دائرة عينة خاصة له و كان يقول بانه كان و كلما حصل على اجازة من العسكرية يتجول في الصباح في شارع دور الضباط في بغداد ليرى زوجات الضباط النائمات بملابسها البيتية negligee في الحديقة او بلغته الجنسية (الكس الكبيرة النايمة). هنا اريد ان اذكر بان لغة و عمل الدوائر العراقية كلها تدور حول: كتابكم المرقم.. وكتابنا المرقم.. و هذا يعني بانك حتى اذا كنت مهندسا فان واجباتك لا تتعدى (كتابنا و كتابكم).

كما قلت سابقا مات الحب في قلبي بعد گولنام و ليلي و حل محله الان ميل شديد للحب المستحيل للمرأة الناضجة المتزوجة و اطلب منها ترك زوجها و اولادها لتهرب معي الى مكان مجهول و اشتد حبي للمرأة الناضجة بعد قراءة رواية (امرأة - جولي - في الثلاثين) للكاتب الفرنسي بلزاك كرمز لحياة المتزوجة التعسة:
https://balzacbooks.wordpress.com/2011/01/22/a-woman-of-thirty-by-honore-de-balzac/
و لربما يرجع هذا الميل الشديد الى السنوات التي قضيتها في راوندوز عندما وقعت بصمت في حب زوجة. كنا مرة في سفرة لقضاء اسبوعين في مصيف حاج عمران على الحدود الايرانية عندما رأيت زوجها يرقد تحت شجرة و رأسه في حضنها و هي تداعب شعره بيدها الملائكية. كنت اتمنى ان اكون مكانه و هي بالتأكيد حست بميلي الشديد لها و عندما طلب الزوج مرة في المساء ان اجلس معهم و اتناول طعام العشاء و كرر دعوته عدة مرات رفضت الى ان نادتني هي بنفسها لاذهب حالا (طاير طاير). شعرت بعد ذلك بتحفظ كبير منها تجاهي و استفسرته بالرفض و لكني اليوم افهم طبعا كيف كان يمكن للمسكينة ترك زوجها و اطفالها و تهرب مع ولد لا يزال في السنوات الاولى من المراهقة.

منذ ذلك اليوم و جنتي تحولت الى النوم و رأسي في حضن الحبيبة و هي تداعب شعري و اتمنى ان اموت هكذا. فبينما يهدي كاتب امريكي كتابه لزوجته لانها هددت (اذا لم تكتب الاهداء لي في كتابك سوف اخبي مفاتيح سيارتك) اريد انا ان يكتب على حجر قبري: مات المسكين لان امنيته الوحيدة في الحياة ان ينام و رأسه في حضن الحبيبة الكوردية لم تتحقق.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست