الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 34)

عماد علي

2019 / 3 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


و هذا التحليل العقلاني و الديني يودي بنا الى ان نقول ان العدالة الالهية هو ان يعاقب الشرير عن فعل اختاره و يثيب الخيّر على انه عمل خيرا بمحاولة و جهده بذاته. و بعد ذلك ياتي الى المبدا الثالث وهو التهديد و التبشير اي الوعد و الوعيد، و انه وعد للمطيعين بان يثيبهم و الوعيد لاولئك الذين يخالفونه، و بدون شك سينفذ ما يقول لانه لن يغير كلامه و لن ينكث وعده و ليس هناك كذب في محاولاته ( 28). و هذا جواب لتيار المرجئة الذين قالوا مهما كانت افعالك سيئة ليس بمشكلة و انما المهم ان تكون مؤمنا.
المبدا الرابع وهو المنزلة بين المنزلتين، اي بين الكفر و الايمان ( و هذا ان الشخص الذي يقتل او يزني او يفعل الخطيئة الكبرى فانه فاسق ليس بمؤمن، و ليس له حكم المؤمن من المدح و الوصف لانه يُلعن و انت تتبرأ منه، وليس بكافر و لا حكم للكفر عليه... و بعكسه يقول الخوارج بانه كافر و يقول المرجئة بانه مؤمن ( 29).
اما المبدا الخامس و هو الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، المسلمون متوافقون على هذا في الماضي والحاضر، و لكن عند نفصيله مثل نوع التفهم للشر و الخير و اشكال تغييره فلهم توجهات مختلفة في ذلك.
عندما ولدت و ظهرت المعتزلة كانت هناك نقاشات وحوارات كثيفة عن هذا المبدا، الذي ليس فقط ما تؤمن به المعتزلة و انما يعتبرونه احد المباديء الاساسية للدين، والمرجئة كانوا يؤمنون بان فعل كهذا حرام لان الخليفة لا يمكن انتقاده بمثل هكذا افعال و انما لا يمكن مواجهته ايضا. و بعكسه الخوارج اعتقدوا كلما كان هناك اضطهاد، ان كان لنا قدرة التغيير ام لا، يجب ان يُغير بالسلاح، و السنة التقليدية في المذاهب الاربعة يقولون ان الخليفة و ان كان شريرا يجب على المسلمين طاعته مادام لم يكفر بشكل علني. قالت المعتزلة ان عمل شر من الواجب على المسلم ان يغيره و ان يواجهوا شره، و هذا ما ادى الى ان الكثير من الباحثين ان يحسبوا اعتقاد هؤلاءعلى انه قمة للنشاط السياسي و الثوري ( 30) و بهذا تكون هذه مستوى تفعيل العقل و هي محاولة عقلانية الدين و نصوصه، لم يبق مكان او شيء او مجال لم يقتربوا منه. و الخطاب الديني و العقلاني يحمل الخصال لقدرة الاثبات و البرهان دائما، كل تلك المباديء هي نتيجة لامتداد و اطالة الصراعات السياسية نحو الفكر و الدين و المباديء و العقائد. بتعبير اخر قصير جدا، ان المشاكل السياسية الداخلية هي المنفذ الاول لحركة العقل الاسلامي و نشاطه. و هذه الحقيقة الثقافية مما ادى بالباحثين الثقافيين العربي و الاسلامي الكبار ما حذروا القاريء، عند عدم معرفة الحوادث السياسية الداخلية للمجتمع الاسلامي، وبالاخص في عصر الصحابة، لا يمكنهم ان يفهموا من تفاصيل و اسباب ماوراء الفكر الاسلامي بكافة اتجاهاته ( العرفانية و البيانية و البرهانية) (31). و بهذا الشكل فان المقولة الشهيرة ل (فرانسوا شاتلي) يكون صحيحا جدا عندما يقول( ان تاريخ الفلسفة لهو تاريخ السياسة مجبرا) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي