الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من منا يريد الفتن والمكائد.. نحن الكرد الذين نطالب بحق الشراكة في بلداننا أم حكوماتكم التي تقتلنا؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 3 / 4
القضية الكردية


وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وخلال جولة أجراها بمنطقة عسكرية في ولاية أغري شرقي تركيا، قال: إن "القوات التركية على أهبة الاستعداد، وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان". وأضاف: "لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك"، مؤكدا أن بلاده "لن تتخلى عن سيادتها واستقلالها بأي شكل من الأشكال". وتابع: "لن نسمح بظهور أي ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا... لم نسمح على الإطلاق ولن نسمح بذلك أبدا. تركيا ليس لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها، وفي مقدمتها سوريا والعراق". كما شدّد على أن تركيا "تستهدف الإرهابيين فقط، وليس أشقاءها الأكراد الذين يحاول البعض تحريضهم من خلال إشاعة الفتن والمكائد"، وختم بالقول: "الأكراد أشقاؤنا، ونحن نعيش معهم ونتقاسم نفس المنطقة والخبز منذ آلاف السنين".


طبعاً لن نقف على إدعاءات آكار ورموز حكومة العدالة والتنمية بخصوص اتهاماتهم لحزب العمال الكردستاني حيث هي قضية تتعلق بالجانب القانوني وفي جزء من كردستان هي خارج الجزء الخاضع للنفوذ السوري وهو ما يهمنا في مسألة التهديدات التركية المستمرة ولذلك سنحاول النقاش في تلك النقاط المتعلقة بهذا الجزء الذي هو موضوع الجدال والتهديد التركي وإننا سنقف عند كل نقطة بشكل تسلسلي في مسعى منا للتوضيح والرد على تلك الإدعاءات التركية:


أولاً- بخصوص إن "القوات التركية على أهبة الاستعداد، وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان"، فكلنا نعلم بأن تلك القوات لا تجرؤ على التحرك ولو متراً واحداً داخل الأراضي السورية دون موافقة دولية وبالأخص الموافقة الأمريكية وبالتالي فإن كان هناك استعدادات فعلية للتحرك ستكون بموافقة وضوء أخضر أمريكي ولليوم تركيا لم تحصل وإلا كانت احتلت كل روجآفا وشمال شرق الفرات وذلك على غرار كارثة عفرين وبالتالي جعجعة آكار ليس إلا نوع من الدعاية الانتخابية لحزبه وفريقه السياسي.


ثانياً- أما قوله؛ "لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك" فهو إدعاء باطل واقعاً وسياسةً حيث عملياً وواقعاً فإننا لم نرى تهديداً لأمن تركيا خلال كل هذه الفترة من عمر الإدارة الذاتية، بل على العكس كان وما زال التهديد دائماً من الجانب التركي على مناطق الإدارة الذاتية وحتى عفرين التي تم احتلالها من قبل تركيا مع المجاميع الإسلامية الراديكالية فهي لم تهدد يوماً الأمن التركي، بل كانت القوات الكردية من الحماية الشعبية والمرأة تحافظ على الهدوء وفي أكثر الأحيان كانت لا ترد على الانتهاكات والتجاوزات التركية المستمرة، لكن ومن خلال قوله؛ بأن بلاده "لن تتخلى عن سيادتها واستقلالها بأي شكل من الأشكال" فهو يشير إلى مشكلات داخلية تتعلق بأكبر جزء من كردستان تحتلها تركيا وبالتالي عليهم إيجاد حلول مناسبة لمشكلاتهم الداخلية وهي بالتأكيد لن تحل عن تصدير الأزمات الداخلية وذلك من خلال تفعيل حروب خارجية. وسياسياً فإن الإدارة الذاتية تطالب بقوات حماية دولية تكون بمثابة قوات مراقبة وحفظ السلام وتركيا هي التي ترفض، فمن يكون إذاً عامل تهديد للآخر ومن يطالب بالأمن والأمان والاستقرار للمنطقة إن كان آكار صادقاً؟!


ثالثاً- وبصدد مقولته؛ "لن نسمح بظهور أي ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا... لم نسمح على الإطلاق ولن نسمح بذلك أبدا" نرد ونقول بأن إدعائكم بخصوص الممر الإرهابي والذي تقصدون به سلطة الإدارة الذاتية هو إدعاء كاذب أساساً، كون القوات والإدارة التي تدير المنطقة ليست على لائحة الإرهاب كما تتحججون بتلك اللائحة في قضية حزب العمال الكردستاني، ثم إنكم أكثر دولة قدمت الدعم وما زالت للمنظمات الجهادية التكفيرية السلفية وهكذا يمكن القول وبالحجة الدامغة؛ إنكم من ترعون الإرهاب وكأمثلة نقدم لكم جماعتكم التي تعمل في عفرين وإدلب حيث ترتكب أفظع الجرائم والأعمال الإرهابية، بل تكفلتم من هم على لائحة الإرهاب؛ أي جماعة النصرة.. لا بل كنتم على جوار دولة داعش المزعومة كأي دولتان جارتان بينهما علاقات طيبة ولم تقوموا بتهديدها يوماً، فعن أي ممر أمني تتحدثون. كذلك وبخصوص قوله؛ أن "تركيا ليس لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها، وفي مقدمتها سوريا والعراق" فهو كذب فاضح، كون أغلب القيادات التركية ومنها رئيس الجمهورية وفي أكثر من مناسبة أدعى؛ بأن من حق تركيا إعادة تفعيل "الميثاق الملي" والذي يطالب بولايتي حلب والموصل.


رابعاً وأخيراً- هو ما يتعلق بالجانب الأهم والجوهري في موضوعنا والذي يشكل لب كل هذه المسائل والقضايا التي وقفنا عليها مع خطاب "آكار" ليأتي أخيراً ويقف عليها بنفسه وهو يقول: أن تركيا "تستهدف الإرهابيين فقط، وليس أشقاءها الأكراد الذين يحاول البعض تحريضهم من خلال إشاعة الفتن والمكائد"، ويختم بالقول: "الأكراد أشقاؤنا، ونحن نعيش معهم ونتقاسم نفس المنطقة والخبز منذ آلاف السنين". طبعاً لا يخفى على كل متابع للملف الكردي عموماً وتحديداً واقع شمال كردستان، زيف ونفاق الوزير التركي حيث شعبنا وخلال كل مراحل التاريخ لم يكن شقيقاً البتة للشعب التركي على مستوى سياسات الحكومات المتعاقبة، بل كان دائماً التعامل معه بأحد وجهي سياسات الإقصاء والإلغاء؛ إما إنكاراً لوجوده ولوجود كردستان حيث ومنذ يومين قال رئيس الجمهورية -أي رئيسه- بأن "لا كردستان بتركيا ومن يريد كردستان فليذهب إلى العراق حيث هناك كردستان" فكيف كانوا ويكون لشعب ووطن تنكرون وجوده ب"أشقاء" لكم، أما الجانب الآخر من سياساتكم تجاه هؤلاء "الأشقاء" فكانت لغة النار والبارود في الغالب حيث تاريخ الدولة التركية وبالأخص الحديثة "الكمالية الطورانية" هو تاريخ دموي، تاريخ المجازر والحروب على شعوب المنطقة وبالأخص الكرد والأرمن، فعن أي "أشقاء .. وتقاسم نفس المنطقة والخبز" تتحدث أيها الوزير الحربي وبالتالي فمن منا هو الذي يريد تحريض الآخر و"إشاعة الفتن والمكائد"، طلبنا نحن الكرد بأن نكون شركاء في هذه الأوطان، أم سياسات حكوماتكم التي تقتلنا وتنفي وجودنا؟!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تتقدم في الوساطة وقطر تتراجع.. وبن غفير يقترح إعدام ا


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - اليونيسف: أكثر من 13 ألف طفل فلسطي




.. إيتمار بن غفير: عقوبة الإعدام هي الحل الصحيح لمشكلة اكتظاظ ا


.. مندوب السعودية بالأمم المتحدة: من حق الشعب الفلسطيني تقرير م




.. مخطط لمحاولة اغتيال زيلينسكي.. اعتقال بولندي تواصل مع موسكو