الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 37)

عماد علي

2019 / 3 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الذين قالوا نؤمن بقدم الكلمة الى جانب قدم الله بذاته، و من جهة اخرى عندما قال التيار العقلاني الاسلامي حول العقيدة الاسلامية، قالوا ان قلنا ان الله يتكلم كما يتكلم الانسان فيجب ان نؤمن بان لله جسد لان الكلام يحتاج الى جسد و كل جسد في مكان و ليس في مكان، و في الزمان و التاريخ. و مادام الله لا يشبه شيء و ليس هناك شيء في خيال الانسان يشبه الله، اي ان الله لا يتكلم، و لكن كلام الله هو من خلق الله، هذا ان قلنا ان القرآن كلام الله الى الناس و هو كلام الله بذاته اي انه صفته، الصفة جزء لا يتجزا منه، و عليه انه قديم مثله، و القديم هو الله فقط و ليس هناك قديم غيره ( و نعني بالقديم هنا الابدي). هذا الاعتقاد هو البنى التحتية الفكرية مشابهة للمعتزلة في بداية القرن الثالث الهجري، و عرفوا به عند مجيء المامون الى السلطة، اي مسالة خلق القرآن. و من المنظور ذاته، عندما قرر مامون ثالث الخليفة العباسي ان يحكم من يقول ان القرآن صفة الله فهو يشبه المسيحيين الذين قالوا ان عيسى ابن الله، فصنعوا لله شريكا. و عليه قرر منع هذا الاعتقاد و حدد الحكم و العقوبة للناس الاذين يؤمنون بهذا.و من هنا فان الطبري لديه اقدم مصدر لفرض قرار المامون حول خلق القرآن و المععرف بالكتاب الثاني. عندما يروي الكتاب للسلطات التي كانت تحت امرته حول اثبات ان القرآن مخلوق، يقول: ان الذين يقولون انه غير مخلوق فان عقديتهم مشابهة للمسيحين حول عيسى ابن مريم, عندما قالوا : ليس بمخلوق لانه كلمة الله و يقول الله ( انا جعلناه قرآنا عربيا) (42) و نتمكن ربط عقائد المسلمين مع دفاعهم عن طريق هذه الوثيقة، حول كلمة ( الكلمة) للمسيحيين، و استنادا على تفسير و تحليل ( د. نصر حامد ابو زيد ) نتمكن ان نوضح توجه المعتزلة وفق منطقهم، و هم يعقتدون بان نزول القرآن يشبه ولادة المسيح كما جاء في القرآن ( انما المسيح عيسى ابن مريم رسولا لله و كلمته)، اي مسيح عيسى ابن مريم هو نبي و كلمة الله ايضا و كما قالت الملائكة لمريم (ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى) . و عليه، ان كان القرآن كلمة و ارسله الله الى النبي، فيكون عيسى كلمة و ارسله الله الى مريم، وكما يقول القرآن( القاه الى مريم و روح منه)، علاوة على ذلك، فان الشخص ذاته الذي امره اهمر باداء هذا الواجب هو الجبريل، و الذي كان عند حالة عيسى على شكل انسان صحي و سالم ( فتمثل لها بشرا سويا) و في حالة النبي ظهر مرة على شكل رجل بدوي و مرة بشكل اخر وكما تحدث عنه عشرات الاحاديث. و في الحالتين، فان كلمة الله تظهر بشكل مرئي و مجسّد، في المسيحية في جسد الانسان و في الاسلام عن طريق اللغة ( القرآن) . ان هذا التجسيد لكلمة الله عند عيسى و ظهور كلمة الله في جسد الانسان اوصل المسيحيين الى ان يؤمنوا بان عيسى ابن الله، اي اصيبوا بحالة ان يضعوا شريكا لله وفق اللغة الدينية و و المماثل وفق اللغة الانثروبولوجية. هذا و وفق العقيدة الاسلامية، ان هذه العقيدة المسيحية جاءت نتيجة جهل، لانه من الصحيح ان عيسى جاء من كلمة الله و لكن مصنوع من الطين ذاته كما صنع منه الناس الاخرون، عليه فانه محكوم بتلك القوانين التي يلتزم بها الناس الاخرون في الحياة و الموت، لو قورنت هذه العقيدة الاسلامية مع العقيدة المسيحية، فانها ستكون اكثر عقلانية و منطقية، و بالشكل ذاته انه من الصحيح ان القرآن كلمة الله، و لكنه صُنع في فضاء اللغة ذاتها التي يتكلم بها الانسان. اما عند المعتزلة؛ ان لم نقل ان القرآن من خلق الله كما يقول اي منا ان عيسى هو ابن الله، وبمعنى اخر، انهما شرك ولا فرق بينهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا