الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدين الشديد والوسواس القهرى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2019 / 3 / 5
المجتمع المدني


من احد النظريات الهامة في علم النفس نظرية تقول ان شدة التدين نتيجة الإصابة بمرض نفسى يسمى الوسواس القهرى , فنجد أصحاب هذا المرض النفسى حريصون على طقوس التنظيف ومخاوف التلوث وطقوس التدقيق والمخاوف على السلامة مع طقوس التكرار وتصرفات التعداد القهرية .
ويرى بعض علماء النفس ان الانا العليا في الأشخاص الأكثر تدينا مرتفعة جدا وان هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون قد ارتكبوا بعض التصرفات والافعال التي يعتبرها المجتمع أو الدين أفعال سيئة فيشعرون بالذنب ويطاردهم هذا الإحساس ويضغط عليهم نفسيا ,وللخروج من هذا الضغط النفسى يأخذون اتجاه دينى اكثر من الافراد العاديين ويغالون في الطقوس الدينية كتعويض عن الشعور بالذنب ويكون احساسهم عالى كثيرا عن غيرهم بان الذات الإلهية تراقب افعالهم بل وافكارهم بصفة دائمة ويشعرون دائما بالذنب خوفا من اتيانهم شيء يغضب السماء ويعتبرون اى مرض او مصيبة يقعون فيها او يقع فيها من يعرفونهم هو عقاب من الله نظرا لاتيان فعل اغضب الله بل ويعتبرون الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والاعصار هي غضب من الله على هؤلاء القوم .. وان من يعيش في صحة ورفاهية هي نعمة من الله ورضا منه على هؤلاء البشر.
هؤلاء الافراد والمجتمعات شديدة التدين تكون ليست على استعداد لتقبل الرأي الاخر عن مفاهيمها وقناعتها حيث يتميز تفكيرها بالجمود والحرص الشديد على الموروثات وأى رأى يخالف قناعتهم يكونون شرسين في الهجوم عليه .كما يفسر علماء النفس بان الطقوس التكرارية للصلاة اليومية تتماشى مع السلوك التكرارى لمرضى الوسواس القهرى .
أما الانسان المتدين العادى وكدلك الغير متدين فتجده معتدل في ممارسه طقوسه الدينية اذا كان متدين ويقبل الرأي والرأى الاخر ويتعامل مع معظم من حوله بود وإيجابية ,في حين ان المتشدد دينيا يصنف الناس حوله الى نوعين , نوع مشترك معه في العقيدة ويعتبره مثل اخاه وكل من يكون على غير عقيدته يكون بالنسبة له غير مرغوب بالتعامل معه .بل وعدوه.
ان معظم مجتمعات الشرق الأوسط وخلال عشرات السنوات الماضية قد أصابها مرض الوسواس القهرى , واصبح شدة التدين وخاصة التدين الظاهرى والذى اصبح من ابرز السمات والظواهر الاجتماعية التي تسود مجتمعات الشرق الأوسط خلال الحقبة الزمنية الأخيرة .
ومرضى الوسواس القهرى مؤمنون بنظرية المؤامرة وان جيرانهم واقاربهم وزملاءهم في العمل وحتى دول الجوار والدول العظمى كلها تتامر عليهم , وهذا الشعور النفسى الخاطئ يعطيهم الحجة الكافية لتبرير عدم تقدمهم وتخلفهم وسوء ادارتهم .
والمبالغة في الوصف من سمات مرضى الوسواس القهرى فمثلا اذا ارتدت امراة ملابس غير متحفظة توصف بالعارية او السافرة واذا تحدثت امراة مع رجل فلابد ان هناك علاقة جنسية بينهم واذا نجح رجل اعمال فلابد انه مرتشى وحرامى ..وان جميع من يشغل المناصب العليا في الدولة هم فاسدين ومرتشين ويحققون مصالحهم الشخصية , واذا ثبتت تهمة الفساد على احد رجال الدولة يقومون بتعميم شبهة الفساد على الكل .ومن صفات هؤلاء المرضى أيضا انعدام الثقة في انفسهم او فيمن حولهم ويعتبرون الدنيا مكان عذاب والراحة ستكون بعد الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يفاقم معاناة الفلسطينيين في ق


.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت




.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل