الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذئب على الأبواب مرة أخرى

مرتضى عبد الحميد

2019 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كل ثلاثاء (الذئب على الأبواب مرة أخرى)
قبل إجتياح "داعش" لثلث الأراضي العراقية في عام 2014، حذر الرئيس الأمريكي "أوباما" الساسة العراقيين، قائلا (أن الذئب على الأبواب) ولم يقرأ المعنيون الرسالة، ولو على طريقة "عبوسي" رغم أنها صدرت من مربي الذئاب أنفسهم . كما لم ينجحوا في تجاوز خلافاتهم العبثية، أو الحد منها في الأقل.
كنا نعيش ذيول الفوضى الدموية التي عصفت بالبلاد في عامي 2006 – 2007، والصراع على أشده، على منصب رئيس الوزراء بين القائمتين الكبيرتين الفائزتين في الانتخابات "النزيهة" وما تلا ذلك من حسم موضوع الكتلة الأكبر بفتوى من المحكمة الاتحادية، ساهمت في إجهاض حلم العراقيين بتشكيل حكومة قوية، تنقذ البلاد من أزمتها الخانقة المتمثلة بشلل المؤسسات التي بنيت على المحاصصة، وتحولت إلى أقطاعيات حزبية، عاجزة عن أداء واجباتها وحماية ناسها.
في الراهن العراقي، تعاد الاسطوانة ذاتها، ويبشر الرئيس "ترامب" والقادة العسكريون والمدنيون الأمريكان بأقتراب الذئاب مرة أخرى من أبوابنا، ويتفق معهم كبار المسؤولين العراقيين في العديد من الكتل المتنفذة، بينما يرى العسكريون خلاف ذلك، وان الأمر كله مبالغ فيه لغايات ليست خافية على أحد، وهذا ما أكدته قيادة العمليات المشتركة مؤخرا، وزادت أن الوضع كله تحت السيطرة الكاملة!
في مذكراتها الشهيرة، أعترفت "هيلاري كلنتون" بصراحة نادرة (نحن الذين أوجدنا داعش للحفاظ على مصالحنا الحيوية في الشرق الأوسط). كما أن العمليات الإرهابية التي قام بها الدواعش في صحراء النخيب والثرثار والشرقاط ومحكول والمجموعة الثقافية في الموصل، والجريمة الوحشية بقطع رؤوس (50) أمرأة أيزيدية في الباغوز، وغيرها الكثير، تعطي تحذيراً إضافياً لا ينبغي أهماله.
وتأتي هذه التطورات المقلقة على خلفية ضعف الوحدة الوطنية التي يجري الحديث عنها نظرياً، وتفتقر عمليا إلى أي أنجاز يعتد به، فلاشيء غير الاجتماعات واللقاءات الزاخرة بتبويس اللحى، فضلاً عما أشارت إليه وحذرت منه تقارير وزارة الداخلية ونواب الموصل، من أن بعض القيادات الأمنية والحشد، بدأت تزاحم وتطرد أهالي المناطق المحررة من أعمالهم وتحل محلهم، حتى في ساحات وقوف السيارات!
أن "داعش" لم تعد ورقة داخلية وحسب، فقوى متعددة إقليمية ودولية تتلاعب بها، وتحاول الاستفادة منها في تنفيذ أجنداتها، المعادية لمصلحة الشعب العراقي، ولا نأتي بجديد عندما نقول، أن هناك من يريد أن يبقى العراق ضعيفاً وغير فاعل في محيطه الإقليمي، الأمر الذي يجب أن تنتبه إليه الحكومة العراقية بشكل خاص، لاسيما وأنها تمتلك غطاءً سياسياً جيداً، وتحظى عملياً بدعم وإسناد معظم القوى والأحزاب السياسية الفاعلة.
أذن من واجب صناع القرار السياسي، ومسؤوليتهم المباشرة عدم الاستهانة أو الاستخفاف لا بهذه الإرهاصات، ولا بالنشاط الجديد الملفت لـ "داعش" فسياسات التهميش والإهمال، وعدم إنصاف أبناء المحافظات المنكوبة بـ "داعش" أدت في المطاف الأخير إلى إجتياحها بتلك السرعة القياسية، وأدخلت العراق في عنق زجاجة، لم يستطع الخروج منه بصورة نهائية لحد ألان.
لاشك أن الحكومة مطالبة بأن تسرع في إعمار المدن المخربة، وإعادة النازحين واللاجئين وتوفير فرص عمل لشباب هذه المدن والمحافظات، وان لا تتهاون في مكافحة الفكر المتطرف، وتوقف بلا تردد إساءات وتجاوزات من يبحث عن تأمين مصالحه الأنانية الشخصية أو الفئوية على حساب أبنائها، وزيادة معاناتهم الرهيبة أصلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا