الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين وقضيتها

معاذ الروبي

2019 / 3 / 8
القضية الفلسطينية




لست هنا لأناقش تاريخ القضية الفلسطينية ولا عدالتها فهي تُعتبر مما عُلم من الإنسانية بالضرورة ..
ولكن سأحاول توضيح بعض مما يجهله أو يتجاهله الكثير من المتابعين والمتضامنين مع هذه القضية المركزية .. في عدّة محاور ..

أولاً / لا بد من ذكر الحقائق التالية :

-بريطانيا كان لها الدور الحاسم في صناعة السعودية الوهابية وإسرائيل الصهيونية بالإضافة لدور آخر خفي في عملية انشاء جماعة الإخوان الدوغمائية ..
-السعودية نشرت الفكر السلفي الذي أشاع التكفير والفرقة بين شعوب المنطقة وما تبع ذلك من حروب مذهبية وصراعات طائفية ..
-جماعة الإخوان المسلمين كانت الرحم الذي أنجب العديد من الجماعات الجهادية المتطرفة التي تتزعم اليوم مشهد الإرهاب العالمي وخطاب الفتنة والكراهيّة الإقليمي ..
-اسرائيل سهّلت وساعدت في انشاء حماس الجناح المسلّح للإخوان المسلمين في فلسطين والتي حوّلت جوهر القضية من وطنية (مُتّفق عليها) إلى دينية (مُختلف حولها) ..

ثانياً / كيف أثّرت حماس على القضية الفلسطينية ؟

-حرفت بوصلة الصراع من مشكلة فلسطيني يبحث عن وطنه الذي هُجّر منه الى فلسطيني يسعى لاقامة دولة خلافة دينية تتعدى حدود وطنه وتُدخله في صراع مع غيره ..
-شوهت صورة المقاومة بعملياتها التفجيرية العشوائية في أسواق وباصات مدنية مما منح إسرائيل الذريعة لممارسة شتّى أنواع الإرهاب والإجرام بحق الأبرياء والعُزّل ..
-تراجع بسببها التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية واصبح مُقتصراً (تقريباً) على جاليات مسلمة بالغرب تعاني من قلة اندماج ومن حالات تطرّف وإعوجاج ..
-تحويل مطالب الناس بالحرية والإستقلال إلى مطالب حياتية (مأكل ومشرب) وبحث عن عمل وأشغال ..
-تديين المشكلة الفلسطينية وادخالها في مناكفات ومهاترات وجدالات فقهية وطائفية .. (اصبح بعض الفلسطينيين يذهبون للقتال في العراق وسوريا وغيرها بسبب الأدلجة التي تمارسها حماس لهم عبر منابرها ومساجدها بشكل شبه يومي)
-فسادهم أدى لتدمير المُرتكزات الأساسية التي تعزز وجود وصمود وبقاء الفلسطيني على أرضه .. (حيث أصبحت غالبية الناس تُفكر بالهجرة بل وتجازف بأرواحها من أجل ذلك)
-تحويل المقاومة التي من المُفترض أن تَحمي الناس إلى مقاومة تَتحامى بهم وتأخذهم كرهائن بشرية في حروب عبثية وهمية يستخدمها قادة الإحتلال لدعايتهم الإنتخابية ..
-إدمانهم على السلطة قادهم إلى حماقة حكم غزة وتعزيز انفصالها عن الضفة مما أدخل القضية الفلسطينية في غيبوبة قد تتسبّب في وفاتها .. (من خلال استبدال طموح الفلسطينيين باقامة دولة على حدود 67 الى كيان هزيل يُمثّلهم على أقل من 1.5% من أرضهم التاريخية)

ثالثاً / ماذا عن فتح وباقي الأحزاب الفلسطينية ؟

-اخطأت فتح عندما وقعت في مصيدة إتفاق أوسلو وانشاء سلطة تحت الإحتلال مما خفف عنه (الاحتلال) الكثير وجعله يتفرّغ لسلب الأراضي والتهجير ..
-أدخلت فتح نفسها في مفاوضات عقيمة وطويلة لم ينجم عنها سوى المزيد من الفشل وقلّة الأمل ..
-انشغال بعض قيادات فتح بالتنافس على السلطة أنساهم أهمية بناء المجتمع داخليّا وتحصينه وطنيّا .. (ضد الأفكار الخارجية والأيدولوجية)
-شاع الكثير من الفساد في عهد فتح مما جعل الكثير يبحثون عن بدائل (دون أن يدركوا خطورتها) مما أدى الى تراجعها (فتح) في الانتخابات لصالح جماعة تحترف تجارة الشعارات (حماس) ..
-كثرة الإصطفافات والمشاحنات داخل فتح أثّر على وحدتها الداخلية وأتاح الفرصة لعبث التدخلات الإقليمية الخارجية ..
-الجيل القديم في فتح واحتكاره لقيادتها أدخلها في صراع مع شبابها الذين يطمحون في أن يكون لهم صوت مسموع ومؤثر في قراراتها ..
-كثرة الأحزاب الفلسطينية وتضارب مصالحها وفقاً للجهات الداعمة والمموّلة أدى لفوضى سياسية وعسكرية راكمت معاناة الفلسطينيين ومشاكلهم ..
-أثبت الواقع أنه كلما زادت عدد الدّكاكين (الفصائل الفلسطينية) زادت حيرة المُشترين (المُتضامنين والمُتعاطفين) وخسروا أجمعين ..

أخيراً / بعض الحلول ، الإقتراحات والتّوصيات :

-زيادة الوعي عند الجماهير بخطورة مَذهبة وأسلمة القضية الفلسطينية والذي قد يحولها الى تجارة بأيدي الجماعات الإسلاموية والإرهابية ..
-الدعوة لحل السّلطة بطريقة تدريجية ومدروسة ..(كونها قد فقدت سلطتها وقدرتها على تأمين الحماية للناس فضلاً عن توفير حياة كريمة لهم)
-تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المُتطلّبات الحياتية اليومية لشعب يقع تحت إحتلالها مما يحد من استخدام ذلك في الإبتزاز السياسي وغيره ..
-تعزيز قيم التسامح والإخاء داخل المجتمع ونبذ أفكار الغلو الديني القائمة على التكفير والغلو الثوري القائم على التخوين ..
-الحث على مقاومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي والاحتلال الفكري السلفي بالوسائل والإمكانيات المُتاحة .. (كلاهما ذو أصل مشترك حيث أخذوا شرعية وجودهم وازدهارهم من بريطانيا)
-البدء بعملية إصلاح ديني من خلال مؤسسات المجتمع المدني للحد من تغوّل تجّار الدين وتدخلهم في حياة الناس العامة والخاصة حيث أنه (الاصلاح الديني) يحمل في طياته مقاومة للاحتلال الاسرائيلي وللجماعات الاسلاموية التي تحقق أهدافه (بحيث تدري أو لاتدري) ..
-علمنة وأنسنة القضية الفلسطينية لقطع الطريق على إسرائيل وأحلامها بإقامة دولة يهودية .. (بذريعة أن الصراع أصبح دينياً وأن الفلسطينيين مُتديّنين يريدون إقامة دولة إسلامية ..الخ)


د. معاذ الروبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص