الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الثالث

سعدي جبار مكلف

2019 / 3 / 8
الادب والفن


الليل في التراث الشعبي والشعر العامي
سعدي جبار مكلف
الجزء الثالث
اغلب الشعراء يكتبون قصائدهم ويختارون ابطال يتحركون ضمن مسار القصيدة وفق ابعاد معينة قد يختارون مدن او بطل قديم او شهيد او الحزن والبكاء الالم ويصرون على بعض كلمات الوصف كدلالة موضوعية لمجرى الاحداث مثل الحكمة او المثل او القمر او الشمس او الليل ويدمنون على ذكرهانلاحظ ان جميع الشعراء العامية العراقین يتناولون مفردة الليل كما ذكرنا وهنا بالذات ادون مفردة الليل في الشعر السياسي النضالي ، لنأخذ مفردة الليل التي يوردونها سواء في الشعر الفصيح او العامي ، ان استخدام وذكر هذه المفردة المعقدة البسيطة يتعدى حدود الاعجاب بها لامتيازها وامتلاكها موسيقى وجمال ايقاعي شعري شمولي بالمعنىوالدلالات من الناحية التعبيرية والنفسية ، ان استخدام والالحاح وتكرار مفردة الليل وبأشكال وانماط كثيرة يدل على انها لها علاقة في اوساط العقل الباطنيوالروحي للشعراء وما تكرارها او ذكرها سوى خلق حالة من الانفتاح لجذب القارئ والمستمع ان التركيز والكثافة والتكرار وقد لاحظنا ان الشاعر الكبير مظفر النواب قد استخدم هذه المفردة في جميع قصائده عدا ثلاثة منها وكذلك الشعراء عريان سيد خلف وكاظم اسماعيل كاطع وابو سرحان وناظم السماوي وغيرهمواقول ان جميع الشعراء متعشقون ومعجبون بالليل ..
الشعراء يكتبون بعض المفردات كأبطال ذات حركـة كبيرة وتأثير واضح
مرينـه بيكم حمـد .......وإحنه بقطار الليل
وإسمعنه دگ إگهّوه.... وشمينه ريحة هيل
يـا ريل صيح إبقهـر صيحة عشگ يا ريل
هـودر هـواهم ولـّك ...حـدر السنـابل گطه
وفي قصيدة (ليل البنفسج) يقول النواب...
يـا حلم ....يليله من ليل البنفسج
يـا حلم يـا مامش إبمـامش
طبع گلبي من إطباعك ذهب
يا طواريّك من الظلمه تجينـي
چانت إثيابـي علّي غربه ...گبل جيتك
إشلون أوصفك وإنتـه كهـّرب
وآنـه گمـرة عيني ليل ظلمه
يلّي ما جاسك فكر
بالليل وما جاسك قهر
ان استخدام هذه المفردة في معظم قصائد الشعراء هل هو امرا عفوي ام انسجام مع صور القصيدة ولحنها الموسيقي ووزنها الشعري كما ان وجودها يضيف الى روعة القصيدة وجماليتها وحلاوتها وانسيابها كما انها لم تضعف التعبير او الملل ولم تسبب اي خلل فني وزني او موسيقي وعدم توقفها في مسار الالقاء وتنسجم مع جميع المفردات اللغوية الشائعة :-
على راگ السوالف
شفة روجة ناي
مفروش النعاس بكل جفن شارع
نهار المايعرف الروح
اجيسه بالليل
اسبگ للدفو امجاسر
تتكاسر ابراسي الريح
واهب هبة شراع بخلك اخر صوت
كما لم تترك او تورث للقصيدة اي عيب اوخلل فني من ناحية المعيار الفني والوزن والقافية وانما تكون بمثابة عزف على ايقاع موسيقي جميل سحري شجي ففي قصيدة الشاعر عريان سيد خلف : -
اعز من روحي اعزك وانت اعز مني
ياحسبة عمر خاويتهه من صباي
بطلت صفنتي وما بطلت مني
احس گلبي الفضي متعوب حد الويل
وادعيله الصبر عن لا يفشلني
جسيت الليالي بمرود الحلوات
وسنين العمر بالشيب جسني
وفي قصيدة اخرى يقول :-
چنت ابليل المحبين
شلذ اسمك على الخاطر
وچان الشوك بيه ارسوم
حلوه ولهفة امسافر
چنت وياك خلك الكاع
ان عالم الشعر الشعبي سفر ومحراب طويل وعالم قائم وفق نظام علمي دقيق واصولي وليس كما يعتقد بعض النقاد بأنه بدون قواعد او وزن ان الشعر العامي متشعب الزواية والاركان يستطيع الشاعر ان يدرج كلمة الليل ويضيف اليها كثير من موجودات النهار ومظاهر الحياة ويجد في الليل عالم اخر قائم بذاته له صداه وتأثيره النفسي والشعوري ويكون بعيد عن عالم النهار الكثير المشاغل المتعب الى جميع الناس الصاخب يهربون الى الليل فيشيدون مراكب كبيرة في غياب مصابيح الضوء وظهور القمر بدلاً عن هذه المصابيح
خذتني الريح چله وشملت نشغات
ظلمة ليل
مشيت السنبلك عطشان
دفيني بعطر زلفك
لفني بشذر چلابك
تعرفني مو غريب الدار
ولك ولفك
ولكي لا يظهر الليل بمعطياته المعروفة الاوصاف نلاحظ ان الشاعر يعيش معه ويضيف اليه الكثير من الجمل المنسقة الجميلة والعبارات الشعرية الرنانة التي يكون لها البعد والموقع المؤثر على سفر القصيدة
منك ما روت يدعج بعد روحي
ولا رادت ...ولاسمعت ..ولا حبت
ولا تحمل نجاة ابليل لو غنت
اعلمها الورع واطبك عليها الباب
تذكرضحكتك وجهرت ما غنت
ولا يكتفي الشاعر بأضافات معينة او اضافة اوصاف جميلة الى مفردة الليل وانما يحاول ان يرسم ويوصف الصفات التي يبتغيها ويريدها ويعمل على تكوينها كما يشاء ويعطيه حركة كبيرة ومساحة اوسع دائمية ووجود ابدي لا ينتهي :-
شگله احنه ..هذوله احنه
بعدنه احنه ترف راياتنا
نمشي ابغنوة افكارك
زلم خشنين تدرينه
ترش اجروحنه بماي وملح
ما يوم ذلينه
تفك ليل الحزن بالدم
ولا تهتم
ويستمر العـزف بكلمات رائعة الجمال والتعبير لتصل لقلب القاريء....!
ودعتني ابغير خاطر
وشلت ليلك بالتنعثل
چورت بمتون باچر
وعفت ذمتنه عله چف المايرد
وما عرفت الذمه من تتعب ثجيله
گدرت چم شبر دربك
لو خذاك الليل ونته بظلمه عابر
ويتدفق العطاء ويجعل الليل حلو او مر كما يتخيله :-
نگلت اجدام فوگ اجدام
ومچور على امتوني
على الفطرة اجيت بليل
عسنها تصدگ اضنوني
ادور على الاصيل ادوار
لگيته ايدور اخباري
بليل وفجر ويا انهار
بعد كل السلام الحار
ان الدوافع والاسباب التي كانت في جعل هذه المفردة والتركيز عليها واصرار جميع الشعراء على ذكرها وربما عدة مرات في القصيدة الواحدة فهي تمثل المرارة القاسية والحزن المخفي المكبوت في اعماق النفس والذات التي مر بها الشعراء خلال حياتهم النضالية والسياسية اضافة الى الناحية الاقتصادية والفقر والجوع والرمان والغربة كما تمثل هذه المفردة البعد عن الاهل والحبيب كما ورد ذلك في الجزء الاول ان عمل الانسان في البلدان الفقيرة بالسياسة يعرضه الى التخفي والسرية والاختفاء عن اعين السلطة الحاكمة :-
اخذ هاك انا ومضة سيف
وين اتريد تطفيني
امش والليل يطوينه
يحاديني ويذاريني
السنين اتشوف
مجروحه وجرحها ايشوف
هلبت شافت اشبينه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .