الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخفاقات الجزائريون في الماضي تمنح الطرفين دروس للانتقال السلمي ...

مروان صباح

2019 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إخفاقات الجزائريون في الماضي تمنح الطرفين دروس للانتقال السلمي ...

مروان صباح / شاءت أسباب عديدة أن تنتقل الجزائر في العصر الحديث بين أربعة مراحل بالطبع جميعها اتصلوا بمحاولة بناء الجمهورية ، بالفعل كانت الحقبة الأولى حقبة الاستعمار والتحرير التى شهدت عمق وطني مدهش وايضاً بتطلع إلى الحقبة الثانية لبناء الجمهورية ، بطابعها الاشتراكي الشيوعي ( الفاشل ) ومن ثم جاءت حقبة الديمقراطية الممَيْتَة ُالتى أتت بالويلات على الجزائرين واخيراً تخوض جماهير الجزائرية اليوم ملحة سلمية يرغبون من خلالها الإنتقال من الإستقرار الخامل إلى الجمهورية التى يترسخ فيها حياة الحرية والديمقراطية والإنتاج ، وكما كانت حقبة التحرير من الإستعمار دموية أيضاً خاض النظام والديمقراطيون الناشئين في الحقبة الثالثة آنذاك حرب دموية بلا رحمة .

قبل الانتخابات البلدية بقليل التى جرت في القرن الماضي عام 1990م قامت القيادة الإسلامية الجزائرية بزيادة الشيخ الألباني في الأردن علامة الحديث في القرن العشرين وهذا قد قاله لي شخصياً في زيارة مرضية كنتُ عاودته في مستشفى الإسلامي في العاصمة الاردنية عمان ، كان الرجل الذي ملء حياة العلماء وأوساط العامة بإعادة تجديد الحديث النبوي طريح الفراش وقد دخل بشيخوخة متقدمة لكن الحكمة تملئه ، وبالتالي قدم الرجل نصيحة جليلة لزواره من الجماعة الإسلامية بعدم دخول الانتخابات القادمة والإتاحة للقوى الوطنية على إختلاف اتجاهاتها خوض التجربة الديمقراطية إلى أن تتمكن الجزائر من إجتياز ذاك الفاصل بين استبداد الرأي الواحد إلى حرية الاّراء ، لكن كما يبدو الزائرين لم يستمعوا للنصحية أو كما فهمت كانوا متعطشين للسلطة أكثر ممن يمسك بالسلطة ، وهذا الشعور قد ظهر بشكل جلي بعد انتصار الإسلاميون في افغانستان عام 1989م رأت الحركة الإسلامية عامة بضرورة التمدد في الجغرافيا العربية متكئةً على النص والرصاصة .

بعد الانتخابات البلدية التى شهدتها الجزائر عام 1990م في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد آنذاك ، بالطبع كما هو معلوم كانت جبهة الإنقاذ فازت بأغلب المناطق ، مستفيدةً من قانون التعددية الإدارية الذي أقره الشاذلي عام 1989م وهو حصيلة حراك شعبي مشابه لحراك اليوم ، طالبت جبهة الإنقاذ وحلفاءها في المعارضة بعد تسلمهم البلديّات نقل تجربة الانتخابات إلى البرلمان مبررين ذلك بضرورة نقل البلاد للتعددية السياسية ، لم يعترض النظام أبداً على طرح المعارضة بشكله العام وبالتالي انخرط بسابقة لافتة في تعديل النظام الانتخابي الذي يحفظ للحزب الحاكم الحصة الأكبر لأن كان هناك رأي في حكومة الشاذلي يقول ، ستكتفي المعارضة بإدارة شؤون البلديات وهو بطبيعة الحال إقرار يتضمن حينها من النظام عن عجز أدواته في معالجة ملفات الخدماتية وأسباب تضخم البطالة التى بات المواطن يتذمر منهما وهكذا يكون النظام ألقى حِمّل تطوير الخدمات على كاهل المعارضة وبذات الوقت احتفظ بالمنظومات الثلاثة ، التشريعي والحكومة والجيش ، بالطبع كانت الخطوة غير محسوبة وبفضلها أدخلت البلد بدوامات الدم والفرقة ، بالفعل ، ايضاً بتسرع لا يلتمس موازين القوى أقرت مجموعة 7+ 1 المعارضة إضراب شامل في البلد دون تحديد فترة زمنية أو جدولة الإضراب ضمن مواقيت متباعدة الذي دفع الجيش والقوى الأمنية بالتدخل وانهاء الإضراب بالقوة المفرطة مع سلسلة اعتقالات أدت في النهاية إلى إلغاء العملية الانتخابية برمتها دون أن يعى في حينها الجيش حجم التكلفة التى ستنزلق إليها البلاد من موجات العنف والعنف المضاد ، فقد حصدت المواجهات من الأرواح للأسف ما يقارب ال 200 ألف إنسان أو أقل بقليل وذلك فضل سوء تقدير الطرفين .

مع ظُهُور الحركة الجهادية في أفغانستان ، بدأت تتبلور تجمعات إسلامية رسيمة في الجزائر كما في مصر وكثير من الدول العربية ، بالفعل شهدت الجزائر تحالف بين ثلاثة جماعات ، جماعة الدوليين برأسة الشيخ محفوظ نحناح وجماعة المحليين بقيادة الشيخ عبدالله جاب الله وجماعة مسجد الجامعة والتى أطلقت على نفسها ايضاً أسم أتباع مالك بن نبي بقيادة الشيخ محمد بوجلخة ومع تكوين تنظيم القاعدة العالمي أعطى ذلك دافع للقيادة الاسلامية في الجزائر لكي تعلن عن نواياها بالإنتقال مِنْ القرار المركزي والتنفيذ لا مركزي إلى التنفيذ المركزي وطرحت على الشارع الجزائري سلسلة قرارات يتوجب على الحكومة اتخاذها ، بالطبع أغلب بنود المسودة لا تتفق مع المزاج الشعبي المدني وهنا وقعت مرة أخرى جبهة الإنقاذ في أخطاء تُظهر عدم إدراكها للمجتمع التى تنخرط به ، بل بمراجعة بسيطة لا تحتاج إلى تدقيق كبير ، كانت المطالبات تحاكي دوائرها دون أن تبالي بالأطراف الأخرى المتعددة طولاً وعرضاً في أنحاء البلاد ، وهذا يفسر مسألتين ، هما في واقع أمرهما عقبتين واجهتا النظام والجبهة ، كما كان النظام الشاذلي غير مؤهل لقيادة الديمقراطية في البلاد ايضاً جبهة الإنقاذ لم تكن على دراية كافية بنقل المجتمع المدني من إدارة الحزب الواحد إلى التعددية ، وبالتالي عدم الادراكات والاستيعابات ساهموا بنقل جبهة الإنقاذ وحلفائها من التأسيس إلى النكبة ، لأن للجزائر خصوصية غابت عن الطرفين ، الا وهي قابلية المجتمع للعنف ، فالفكر العنفواني امتد إلى المجتمع من مربعين مؤثرين ، مقاومة الاستعمار الفرنسي والجهادي الأفغاني طبعاً مع مرور الوقت فرزت الحياة جيل جديد مختلف عن الماضي ، بالفعل تعلم من ماضيه وايضاً من محيطه القريب والبعيد .

قد يكون البعض ذاكرته قصيرة وحسيرة إلى درجة النسيان ألام ، فكما الشعب تحمل مسؤولياته ونزل إلى الشارع بطريقة حضارية وحريصة على سلامة الوطن ومن أجل وقف النزيف الحاصل منذ العهدة الرابعة ايضاً هناك مسؤولية لا تقل أهمية تقع على الجيش ، أولها التعامل بحضارة مع أحلام الجماهير الشعبية ، وبالتالي مسؤولية نقل البلد إلى دولة الإنتاج والحرية والديمقراطية السياسية تقع على الطرفين الشعب والجيش ، ولأن مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة أصبحت من الماضي بعد مظاهرات التى شهدتها كافة مناطق الجمهورية يوم الجمعة الفائت 8/ آذار من الشهر الجاري ، إذاً يترتب على الطرفين إبرام إتفاق يحدد توقيتات مراحل القادمة مع ضرورة التنبه بعدم اللجوء إلى عمليات إقصائية ، مستفيد الجميع من دروس الماضي ماضي أقل ما يقال عنه لئيم وأليم . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير