الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسباب الكآبة، إدمانك وحبك للحزن والألم!

عبد الكامل نينة
(Abdelkamel Nina)

2019 / 3 / 13
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ربما من الغريب أن يكون من أسباب ان تكون مكتئب، هو أنك تحب هذا الشعور وحبك للألم والحزن، ان قربنا الصورة قريبا ومثلناها بأمثلة من واقعنا، نجد ان العاشق يتالم بسبب عشيقه الذي يعذبه عبدا او عن غير قصد، لكن لا يستطيع أن يؤذيه ولا يستطيع ان يتخلى عنه.
لماذا؟ بإختصار إنه الإدمان، وهذا بالضبط ما يحدث لمدمني المخدرات، فهل مدمن المخدرات بخير يا ترى؟ بالطبع هذا الأخير يعاني أكثر من غيره، فهو تحت تهديد التلف العقلي وهو مدرك لذلك تماما، وهو ففي تدهور صحي متواصل كما انه على علم بهذا، بل وهو يعايش ألم التدهور الصحي المتواصل، ولا ننسى الحالة النفسية وانهياراتها المتكررة، كل هذه المشاكل والآلام، لكن هل يستطيع مدمن المخدرات ان يبتعد عن المخدرات؟ نعم هذا ما يفعله الادمان في كل الاحوال وفي كل الاحتمالات، نعم حتى وان كان المصاب بالإدمان ( ادمان المخدرات، ادمان مواقع التواصل الاجتماعي، ادمان الحزن، ادمان الفشل، ادمان أي شيء سلبي) حتى وان كان المدمن على وعي تام بالكوارث التي هو بها والتي هو يعيشها، هو فقط لا يستطيع ان يتخلى عنها، بل لن يفكر حتى في التخلي عنها، بل أكثر من ذلك هو واقع في غرامها وعشقها، نعم.
فالمدمن على المخدرات حينما تسأله سيجيبك انه يحب المخدرات وفيها لذة وما بعدها لذة، نعم وسيخبرك انها خراب للعقل والجسد، كذلك مدمن مواقع التواصل الاجتماعي سيخبرك انه يحب الفيس بوك والتويتر ويحب الانترنت عامة، ويعبر لك عن ألمه ومدى أسفه عن ما يبدده من وقت امام شاشة حاسوبه او هاتفه الذكي، كذلك الأمر بالنسبة للحزين لكن في هذه الحالة الحزين لا يدرك انه يحب حزنه، ولا يدرك انه مدمن للحزن، انما يعتقد انه حزين لانه حزين فقط ولا يدرك الاسباب، نعم حالة الحزن ما هي الا عادة سلبية وطريقة تفكير معينة غلبت على العقل، ما هي إلا مرض اصاب النفس الانسانية وبإستطاعتها الشفاء اذا اتبعت المنهج القرىني حينما قال لنا الله تعالى : إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (1)، الاية تشير بوضوح انه علينا تغيير ما في اعماقنا حتى يتغير حالنا، أي ان حالة الكآبة والحزن هي حالة نفسية عادية تماما، نستطيع تغييرها وقتما نشاء فقط اذا اردنا ذلك، فنحن المتحكمين في زمام الامور، فعند تغييرنا لما في انفسنا سيتغير حالنا.
نعم يمكنك أن تكون أكثر إشراقا، كلما وضعت الجانب المظلم خلفك، لكنك حين تكون في داخل ذلك الجانب المظلم، ستشعر أنك واقف على لهب، وفي نفس الوقت تشعر بشعور جميل وهو شعورك بالالم، ألقي بتلك الآلام لتجد النور، نعم اترك الظلام لتجد النور.
ها انا أستميلك لتندفع نحو الجانب المشرق، نحو هذا الإحساس، لتعطي نفسك الوقت للتفكير الذي ينبغي ان تفعله، ثم مسامحة نفسك، نعم سامح نفسك وارتقي، كل ذلك اللهب الذي يحترق بداخلك سيزول، تأكد من ذلك، في بادئ الأمر ستكون مقاوم للنار المشتعلة ويكون الاغلاق محكم في داخلك ببساطة [لأن الحزن أصبح يحبك أيضا]، من الطبيعي ان لا يتركك بسهولة، لنقل ذلك لتسهيل فهم الصورة الشاملة فقط. بمرور الأيام ستتأقلم وبتكرار العادات الإيجابية (2) ستجد نفسك قد تغلبت على تلك الحياة الحزينة، وستبني تدريجيا حياة طبيعية مشرقة، وكلما دخلت في الحياة الاجتماعية واقتربت من الناس وملأت فراغك كلما سهل عليك وهانت مسألة التغيير والتغلب على تلك المحنة، ولا تنسى أبدا الأقتراب من الله ملأ قلبك بالإيمان لزيادة ثقتك في نفسك ومضاعفتها، كن قوي بالله في كل الاحوال، تجنب العزلة خاصة عزلتك بسبب الادمان على العالم الافتراضي، مع مرور الوقت كل شيء يتغير يوم بعد يوم، الجروح تلتئم.
اترك الجانب المظلم خلف ظهرك، وأنظر للأمام للجانب المشرق من الحياة

المراجع :
1 - سورة الرعد: الآية 11.
2- أنظر: ابراهيم الفقي،البرمجة اللغوية العصبية، إبداع للنشر والتوزيع، مصر - القاهرة، 2008.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست