الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسداد السياسي

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2019 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إن دعم بقاء الدولة وتثبيت أركانها يحتم علينا النظر الي كل هذه الأركان مجتمعة، والحالة السياسية هي الركن الأهم الذي يتوجب علينا فحصه بشكل مجرد، حيث لا يخفي علي أحد أننا في حالة (إنسداد سياسي) أصبح يساهم فيها الوعي الجمعي إلا قليلا، وهو الذي يتم توجيهه والسيطرة عليه بنجاح، عبر حالة من الإستقطاب الشديد، نحو قطب واحد يقودها داعمي النظام ومريديه.

لا يمكن التفكير في انفراجة سياسية دون اعتبار وتفعيل للرأي والرأي الآخر، فالوطنية ليست حكرا علي داعمي النظام، ولا يجوز النظر الي كل المعارضة علي أنها فعل الخونة والعملاء، ثم يجري الهجوم عليها من العامة قبل الخاصة، فتحرم مصر من مجموعة لا يستهان بها من العقول الراشدة الحكيمة، التي يمكن أن تكون ذات نفع وفائدة، فقط لأنهم يتبنون رؤى أخري غير رؤية النظام، ويتحدثون عن حلول أخري غير التي يتبناها النظام.

إن حالة الاستقطاب الشديدة المفروضة تدفع مؤيدي النظام الي الحفاظ عليها وتغذيتها بإستمرار، ولهذا يجري التركيز الدائم علي التحديات وخطورتها، والمؤامرة الكبري التي نتعرض لها، فتستمر حالة القلق والخوف، تتجلي في اللقاءات والمؤتمرات المذاعة إعلاميا، بما تحويه من تراجيديا وبكائيات لا تتوقف، بدلا من تغذية الأمل والإطمئنان ونشر التفاؤل، والتركيز على التقدم الملحوظ الذي أحرزه ويحرزه أبطالنا في القوات المسلحة والشرطة.

إن الوقوف مع مصر وأمامها وخلفها ليس طلبا يقدم للمصريين، فهم ليسوا بحاجة الي هذا النداء، وهو أمر ليس فيه إختيار، أمّا إتحاد المصريين فهو لا يعني الإتحاد مع رؤية دون أخري، بل هو إتحاد في الهدف نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، تقوم علي المواطنة والتعدد والحريات المختلفة وعلي رأسها حرية التعبير.

لا يمكن تجاهل أهمية دور الرئيس طبقا للدستور في إرساء وتثبيت أركان الدولة، وعلي رأسها الحالة السياسية، وخاصة في مجتمع يفتقر الى الوعي السياسي مثل مجتمعنا، ولهذا فأن السير في هذا الإتجاه يشمل التأكيد علي إحترام الدستور، وتفعيل مؤسسات الدولة، لتقوم بأدوارها مستقلة كل في مجاله، و(تسليك) وضخ الدماء في الحياة السياسية، لتقوم علي أسس سليمة حددها الدستور، مع سيادة الشفافية والمكاشفة، وهو ما يتطلب الخروج من هذه الدائرة المغلقة ورفع الوصاية عن هذا الشعب، وإطلاق إرادته الحرة، ليبني دولته بالشكل الذي يصبو إليه، وبالأسلوب الذي يحقق له ولأجياله القادمة حياة أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الواجب الاعتراف
على سالم ( 2019 / 3 / 17 - 00:51 )
لابد من الاعتراف بالحقيقه وان كانت مؤلمه , السيد رئيس الجمهوريه الحالى لايملك الخبره السياسيه والاقتصاديه والاكاديميه والاداريه والعقليه والشخصيه لقياده هذا البلد المنكوب

اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر