الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الإرهاب وأسبابه وأشكاله وكيفية القضاء عليه

محيي الدين محروس

2019 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بدايةً لا بد من القول، بأن هناك الكثير من التعاريف والمفاهيم للإرهاب، وذلك حسب الموقف للإنسان أو للتنظيم أو للمؤسسة لمَن يُقدم ويتبنى هذا التعريف. لذالم يتم التوافق دولياً على تعريفٍ للإرهاب على مستوى الأمم المتحدة، ولا حتى على مستوى المنظمات الدولية!
تعبير الإرهاب في اللغة العربية هو المصدر من فعل: أَرْهَبَ..أخافَ.
بينما الإرهاب في مصطلح اليوم: هو التخويف مع استخدام القوة.

ما هي الأسباب الموضوعية التي تُعيق وضع التعريف الدولي؟
من أهم الأسباب:
الموقف السياسي: للتوضيح وللاختصار على سبيل المثال:
ماقامت به المنظمات الصهيونية في فلسطين قبل قيام „ الدولة الإسرائيلية „ كانت تعتبره من حق الدفاع عن النفس! والمقولة مستمرة إلى يومنا هذا!!
وماقامت به بعض المنظمات الفلسطينية من خطف طائرات وتفجير باصات، كانت تعتبره من أشكال النضال الفدائي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتحت شعارات المقاومة. بالطبع، توقفت فيما بعد عن هذه الأعمال. ولكن مازالت السلطات الإسرائيلية تصف أي مقاومة لها بالإرهاب!
القيام بأعمال مسلحة ضد المستعمر يتم اعتبارها أنها شكل من أشكال المقاومة الوطنية من قبل المجتمع ضد المحتل الأجنبي، بينما الدولة المُستعمِرة تعتبرها عمليات إرهابية.
مثال آخر من سوريا:
ما يقوم به النظام السوري من أعمال قتل ومجازر بحق المدنيين: القصف للمدن وللقرى بالبراميل وبالأسلحة الكيماوية، وقتل المساجين والتهجير القسري، والاعتقالات التعسفية… تُعتبر لدى العديد من الدول والمنظمات الدولية بأنه: إرهاب الدولة ..إرهاب النظام السياسي تجاه شعبه!
بينما من وجهة نظر النظام وحلفائه: يقوم النظام بالدفاع عن نفسه !! ويتصدى للمنظمات الإرهابية، هذا حتى قبل تواجدها!!

رغم كل هذه التعقيدات، يزداد اليوم التقارب في وجهات النظر على المستوى الدولي لمفهوم الإرهاب.

أسباب وأشكال الإرهاب:

الإرهاب السياسي:
تعريفه: هو استخدام القوة ( العنف ) ضد أشخاص أو منظمات، وبمخالفة القوانين، بهدف التخويف لفئة من الناس أو للدولة لفرض أهداف سياسية محددة. كما يتضمن إمكانية استخدام الإرهاب من قبل نظام الدولة ضد مواطنيه لكبت حريتهم.
أما وجهات النظر المختلفة حول إرهاب الدولة تعود إلى القناعات السياسية والأخلاقية للمواطنين التي تؤثر فيها إلى حد بعيد وسائل التواصل. ( كما ورد في الأمثلة السابقة). وكذلك المصالح الشخصية للمستفيدين من النظام، وما يصيب المتضررين من سجن وعنف وقتل من قبل النظام.
من هنا، الإرهاب السياسي قد يكون على مستوى أفراد أو منظمات أو أنظمة دول.

الإرهاب الناتج عن الوضع الاقتصادي المتردي:
تقوم بعض التنظيمات اليسارية المتطرفة، بأعمال إرهابية ضد الأغنياء على مستوى الأفراد وعلى مستوى مؤسسات الدولة، وتستند على خلفية عدم توفر العمل ( انتشار البطالة)، وتمركز رؤوس الأموال بيد فئة من الرأسماليين. وتضع الحلول بالأعمال الإرهابية ضدهم، وضد مؤسساتهم!

الإرهاب الناتج عن التعصب القومي:
هو القيام بأعمال إرهابية من التنظيمات المتعصبة قومياً بحجة الدفاع عن قوميتهم. وكذلك يشمل الإرهاب الأنظمة المتعصبة قومياً تجاه الأقليات القومية، التي تقوم بأعمال الاضطهاد والتمييز والقتل تحت شعارات: حماية الوحدة الوطنية من خطر الانفصال عن الدولة“، بدلاً من إعطاء حقوقهم المشروعة!

الإرهاب الناتج عن التعصب الديني:
ويتمثل بأعمال إرهابية تحت شعارات انتقائية دينية! مثال: التنظيمات اليهودية ( كاخ )، والمسيحية ( جيش الرب )، والإسلامية ( القاعدة وداعش).
وتمارس بعض الدول الدينية الإرهاب والقتل بدون محاكمات ( أو محاكمات صورية ).
مثال: ( إسرائيل وإيران والسعوية وغيرها..).
والعملية الإرهابية بالأمس في نيوزلندا ضد المصلين في مسجدين وقتل 49 شخصاً وجرح 48 شخصاً، هو مثال صارخ للإرهاب الديني وجرائمه!
من عوامل ازدياد الإرهاب الديني: ازدياد الإزدراء للأديان وتوسع خطابات الكراهية، وتكون ردات الفعل بالشحن العدائي للآخر وصولاً لجرائم القتل!

الإرهاب الناتج عن التمييز العنصري:
التمييز على أساس العرق ..لون البشرة .. تواجدت تنظيمات إرهابية أمريكية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفي دولٍ عديدة ضد الإنسان ذي لون البشرة السوداء، ولا تزال موجودة .. وقامت وتقوم بمجازر بحقهم!

محاربة الإرهاب والقضاء عليه:

هناك عدة طرق لمحاربة الإرهاب، وأهمها:
الطريقة الأولى:
المواجهة المباشرة للإرهابين وللمنظمات الإرهابية بالسلاح، أو بحماية الأشخاص والمؤسسات التي قد تكون أهدافاً للإرهابيين ( الشخصيات السياسية ومؤسسات الدولة والمطارات ومحطات القطارات والأسواق العامة، والجامعات والمدارس ودور العبادة … ). وملاحقة الإرهابين واعتقالهم، وتفكيك خلاياهم.
وغير المباشرة من خلال تضييق الخناق على إمكانيات النشاط الإرهابي، مثل وقف التمويل والتسليح والحد من الانتشار. وتبادل المعلومات بين الدول عن الإرهابين ومنظماتهم.

الطريقة الثانية:
محاربة منابع الإرهاب، من خلال التصدي لهذه المصادر التي يستند إليها الإرهابيون.
القضاء على المرض يتم بالقضاء على أسبابة، وليس من خلال إعطاء المُسكنات!
القضاء على الإرهاب يتم عبر القضاء على المستندات الاقتصادية والفكرية والسياسية له.

يكمن الحل الجذري في محاربة الإرهاب:
في بناء نظام سياسي - اقتصادي تتوفر فيه العدالة الاجتماعية، والرخاء الاقتصادي، وثورة ثقافية وتعليمية، وتعميق الوحدة الوطنية، وتأمين حقوق الإنسان الدولية.
بالطبع، هذا يحتاج إلى جهود مستمرة، وتعاون بين التنظيمات السياسية الوطنية والمدنية ومؤسسات التعليم والإعلام، ضمن توفير الحرية للمواطن.

التصدي للإرهاب اليوم هو واجب إنساني على الأفراد والمنظمات السياسية والمدنية والدول والمجتمع الدولي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ينتهي الارهاب عندما يدفن الحاضن للارهاب
بولس اسحق ( 2019 / 3 / 17 - 19:01 )
{والعملية الإرهابية بالأمس في نيوزلندا ضد المصلين في مسجدين وقتل 49 شخصاً وجرح 48 شخصاً، هو مثال صارخ للإرهاب الديني وجرائمه! } هل انت متأكد ام اوحيَّ اليكِ.. ام انها مجرد ردة فعل لطائش عنصري.. ثم في طرحك لعلاج الإرهاب فانك تغاضيت عن اهم نقطة.. اذا لم يتم علاجها لأنها الحاضن الأساسي للإرهاب.. اما النقاط الباقية فليس بالضرورة تؤدي الى الإرهاب او تفرز إرهابا.. لأنها لا تقدم ولا تؤخر ويمكن علاجها بكل سهولة لو تم تهذيب النقطة التي تغافلت عنها والتي هي سبب البلاء.. فهل بإمكانك ان تتوصل لاهم نقطة.. والتي اهملتها او تغاضيت عنها عامدا متعمدا.. والتي هي بمثابة مفتاح اللغز لتفكيك الإرهاب.. والتي يجب محاربتها او تهذيبها لينتهي الإرهاب.. اليس المفروض لو كنت جادا وصادقا في محاولتك لاجتثاث الإرهاب ان تتطرق اليها وانت ادرى مني بها.. فما هي هذه النقطة المهمة وبانتظار الإجابة.. وانا متأكد بانك تدرك الذي اقصده بالنقطة المحرمة !! تحياتي.


2 - لا انت ولا غيرك.......
muslim aziz ( 2019 / 3 / 17 - 22:57 )

Muslim Aziz
تحية للسيد الكاتب
تشخيصك للارهاب المعاصر تشخيص صائب فالمسلمون الذين اكتوا بالارهاب وابتلوا بالارهاب ليسوا ارهابيين بل ان الغرب هو رأس الارهاب. الغرب الذي حمى الحكام العرب وسلطهم على رقاب شعوبهم وكال بمكيالين. ومع ذلك فعلى المسلمين ان يتحلوا بالوسطية في ممارسة دينهم.
اما ذلك المسكين(الحاقد على الاسلام) والذي يظن ان باستطاعته او استطاعة غيره القضاء على الاسلام فاقول له(طويلة على.........)

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير