الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة وجود المسلمين في الغرب والسيناريوهات المخيفة!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2019 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


من باب العدالة والانصاف علينا - نحن المسلمين والعرب عمومًا والمسلمين والعرب المستوطنين في الغرب بوجه خاص - الاعتراف بثلاثة أمور:
(1) الأمر الأول:
أن هذه البلدان الغربية هي بلدان (مسيحية) من حيث الهوية الثقافية الدينية حتى لو كانت من الناحية السياسية تقدم نفسها على أنها دول (ديموقراطية ليبرالية) تتسامح مع بقية الأديان، فهي دول مسيحية أولًا وليبرالية ديموقراطية ثانيًا، وبالتالي أي شعور بتهديد هويتها الثقافية (المسيحية)(*) بلا شك سيستفز قواها (المحافظة) ويدفعها للتحرك للدفاع عن الذات والهوية وهو رد فعل طبيعي من حيث المبدأ!... لهذا يجب علينا تفهم طبيعة صعود هذه القوى (الوطنية والقومية) المحافظة التي تنظر للمسلمين ثم الاتحاد الأوروبي كتهديد لهوياتها القومية والوطنية!.. تخيّل معي أننا في ليبيا هاجر الينا ملايين الافارقة المسيحيين والوثنيين واعطيناهم بدوافع انسانية حق المواطنة وأخذوا في بناء معابد لهم في بلادنا ثم تورط بعضهم في أعمال ارهابية ضد المدنيين في ليبيا بذريعة من الذرائع، كيف سيكون رد فعل أغلب الليبيين ضد هؤلاء المهاجرين المتزايدين!؟؟؟.

(2) الأمر الثاني:
بصراحة نحن المسلمين المقيمين في الغرب وخصوصًا (المتدينين) منا - وبكل هذه المساجد التي تسيطر عليها الجماعات المختلفة - لم نقدم نموذجاً للتدين الاسلامي السليم والطيب والايجابي و(الحضاري) في الغرب الذي يجعل شعوب هذه الدول تتقبل وجودنا بارتياح!.. لذا لابد على المسلمين في الغرب السعي إلى ازالة كل هذا (الغبش) الذي علق بصورة المسلمين والاسلام بسبب هذه الجماعات المتطرفة وبسبب هذه العمليات الارهابية ورفع صوتهم بشكل واضح في البراءة منها وتبرئة الاسلام منها.

(3) الأمر الثالث:
هو أن وجودنا في الغرب - نحن العرب والمسلمين - وجود (غير طبيعي) (وجود شاذ!) فرضته الضرورة والظروف الطاردة في بلداننا العربية والمسلمة، لهذا يبقى الحل الطبيعي والجذري لهذا الوضع المأزوم والملغوم هو حلم العودة للوطن الأم!.. لكن لا يمكن تصور هذه العودة إلا من خلال تحقق الاستقرار والازدهار في هذه الأوطان مع قدر جيد من ضمانات حقوق الانسان، مع أنني أؤكد بأن أغلب المهاجرين (90%) لم يهربوا من بلدانهم بدافع البحث عن الحرية الفكرية والسياسية (**) بل هاجروا لإسباب تتعلق بالبحث عن الرفاهية وطموحاتهم الشخصية!.. لذا فـ(حل العودة) هو الحل الأفضل ولكن يجب أن يتم بطريقة منظمة بالاتفاق بين الدول الغربية والدول العربية والمسلمة.. فإنني والله بت أخشى على الأجيال المسلمة والعربية القادمة المقيمة في الغرب أن تتعرض على المدى البعيد إلى محنة عظيمة!، وذلك حينما تزداد معدلات التطرف العنصري الشعبوي في الغرب لينتهي الأمر بقيام حكومات يمينية تتمتع بقاعدة شعبية عارمة تدفع بإتجاه طرد المهاجرين المسلمين وسحب الجنسيات منهم بعد تفكيك الاتحاد الأوروبي!.. أو ينتهي الأمر بمسلمي أوروبا كما انتهى بيهود أوروبا حينما يزداد المد القومي الشعبوي، وذلك إما بالتخلص منهم بطريقة (هتلر) أي (الابادة)!، أو بطريقة (وعد بلفور) أي السعي إلى ايجاد (وطن قومي بديل) لمسلمي أوروبا في افريقيا أو أسيا كحل سياسي للخلاص من هذا الصداع المزمن والجسم الغريب!.
**************
سليم نصر الرقعي
(*) لا أقصد وصفي المجتمعات والأقطار الغربية بأنها مجتمعات أو أقطار (مسيحية) أي أن هذه المجتمعات متدينة بالضرورة في سلوكها العام أو أنها عدد المتدينين بها كثير وظاهر!، فالواقع أن الغالب فيها أنها مجتمعات ليست متدينة بل متحررة ربما أكثر من اللازم(!) أي أنها تعاني من (غلو ليبرالي) أو (تخمة ليبرالية مفرطة) بخلاف مجتمعاتنا العربية والمسلمة التي تعاني من فقر (دم ليبرالي)!.. لكن وبالرغم من أن هذه المجتمعات الغربية ضعيفة التدين بالقياس للمجتمعات الشرقية ومنها العربية فإنها في الوقت ذاته تنظر للمسيحية على أنها هو دينها الوطني والقومي الموروث أي أن المسيحية جزء أصيل وأساسي في ثقافتها الوطنية والقومية، فالمسيحية هي ديانتها الوطنية القومية حتى لو لم يلتزم بها الافراد لكنها تظل جزءًا لا يتجزأ من شخصيتها القومية وهويتها الوطنية التي تدافع عنها وتعمل على استمرارها وتوريثها للأجيال جيلًا عبر جيل!.
(**) للأسف الشديد أنه حينما لم تعد دعوى طالبي اللجوء من العرب والمسلمين بأنهم (معارضون سياسيون أو أصحاب رأي) مضطهدون في بلدانهم تجدي في اقناع السلطات في الغرب بمنحهم حق اللجوء، بدأ البعض بتغيير (خطة اللعب) أي باللجوء إلى حيلة أخرى!، وهي إما التظاهر بالإلحاد أو تبديل الدين أو التظاهر بأنه شاذ جنسيًا (مثلي!!) فيظل يتباكى أمامهم ويزعم بأنه يخشى على حياته من قسوة ومخالب المجتمع العربي والمسلم (الذكوري) (الشرس)(المتوحش) إذا عاد إليه حتى يشفقون على حاله ويعطونه الجنسية وبعدها (تعود حليمة لعادتها القديمة)!، وأغلب هؤلاء والله يكذبون لا لشيء إلا للحصول على حق الإقامة الدائمة في الغرب على طريقة (الغاية تبرر الوسيلة!).. هذه حقيقة مرة ولكن يجب أن تُقال!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النظام المجتمعي
nasha ( 2019 / 3 / 17 - 23:51 )
بسبب نسبية الحياة ونسبية كل المفاهيم التي اتخذها وياخذها وسيتخذها الانسان مستقبلا لن ولم ولا يستطيع هذا الانسان ايجاد صيغة نسبية يمارس حياته في ظلها سعيدا امينا مطمئنا. ولذلك حتما ويجب على اي مجتمع ان يستخدم نظام مطلق بثوابت ليبني عليه العلاقات البينية بين الافراد وبين الافراد والنظام نفسه.
المطلق هو اساس بناء اي مجتمع بشري سواء كان هذا المطلق ديني او الحادي او ليبرالي او ماركسي ...الخ.
ولذلك عندما يختار اي انسان ان يهجر او يضطر الى هجر مجموعته التي يعيش فيها ويختار طوعا ان يعيش مع مجموعة اخرى مختلفة لا يحق له ولا يمكن له ان يعتقد ان يُقبل في المجموعة الجديدة دون الالتزام واحترام مطلقها وشروطها هي.
تدمير او محاولة تدمير القيم والمطلق المجتمعي المشترك هو انتحار ذلك المجتمع وتفسخه .
ولذلك فبروز الحركات اليمينية المحافظة هي رد فعل طبيعي على محاولات تغيير القيم والمطلق المجتمعي المشترك السائد .
رد الفعل هذا كان سيحدث حتما حتى لو كانت القيم الغربية بالاساس ماركسية او الحادية او مسيحية او لا دينية ...الخ
ردة الفعل هذه هي ضد محاولة هدم النظام السائد وتغييره وليست بسبب نوعية النظام.
تحياتي


2 - حق الحياة والبقاء
nasha ( 2019 / 3 / 18 - 01:28 )
قولك:
هو رد فعل طبيعي من حيث المبدأ!... لهذا يجب علينا تفهم طبيعة صعود هذه القوى (الوطنية والقومية) المحافظة التي تنظر للمسلمين ثم الاتحاد الأوروبي كتهديد لهوياتها القومية والوطنية!.
وقولك:
التطرف العنصري الشعبوي في الغرب لينتهي الأمر بقيام حكومات يمينية تتمتع بقاعدة شعبية عارمة تدفع بإتجاه طرد المهاجرين المسلمين وسحب الجنسيات منهم بعد تفكيك الاتحاد الأوروبي!.. أو ينتهي الأمر بمسلمي أوروبا كما انتهى بيهود أوروبا حينما يزداد المد القومي الشعبوي،
هذا تناقض يا استاذ
من جهة تصف ردة الفعل الغربية رد فعل طبيعي ومن جهة ثانية تصفه بالتطرف العنصري الشعبوي.
المجتمعات تتصرف تلقائيا بآلية طبيعية عند تهديد وجودها لان المجتمعات جزء من الطبيعة وتتبع قوانين الطبيعة وفي مقدمتها حق الحياة والبقاء


3 - السيد سليم نصرالرقعي
أكرم فاضل ( 2019 / 3 / 18 - 03:36 )
1- مما لا شك فين أن ثقافة الغربي مأخوذة من مبادئ الدين المسيحي ومتأثرة به.

2- الغربي لا يعير احتراماً كبيراً للدين في هذه الأيام ولكنه يرفض بكل تأكيد أن تفرض عليه مبادئ تبدو له متخلفة.

3- المسلمون اللاجئون في الغرب سوف لن يرجعوا لأوطانهم التي لا يمكن أن توفر لهم ولو جزءاً بسيطاً مما يقدمه لهم الغرب من وسائل العيش وتكافؤ الفرص.

4- الأمر الذي سيثير الغرب ضد المسلمين بصورة حتمية هو الطريقة الاستفزازية التي يتبعونها ضد من أحسن اليهم واعتبار ما يقدم لهم من مساعدات متأتياً من أموال الكفار وهي حلال للمسلمين.

5- نظرتهم الفوقية على مبدأ كونهم -خير أمة أخرجت للناس- وغيرها الكثير من الأوهام.


4 - تحليل بسيط
muslim aziz ( 2019 / 3 / 18 - 22:00 )

Muslim Aziz
تحية للسيد الكاتب
(شنو حالك باهي؟) من ينظر للهجرة العربية المسلمة والمسيحية الى الغرب فلا بد من التفريق بين البلدان الغربية. اوروبا وامريكا الشمالية مثلا نجد ان المهاجرين يكونون كيانات ومجتمعات ربما لها ميزاتها المختلفة عن سكان البلاد الاصليين(العادات والعبادات) أما لو نظرنا الى هجرة العرب من مسلمين ومسيحيين الى امريكا اللاتينية نجد ان المهاجرين العرب (مسلمين ومسيحيين) قد ذابوا او في طريقهم الى الذوبان حتى مع وجود (نواديهم ودور عبادتهم) لماذا يا ترى؟
في امريكا اللاتينية المهاجر ليس محتقرا ولا منعزلا فهذا يؤدي الى الذوبان السريع في المجتمعات.
اما في اوروبا وامريكا الشمالية فشعوبهم اقل اختلاطا (لشعورهم بانهم الشعب الارقى) فيكون عند المسلمين ردة فعل وهو تمسكهم بهويتهم اكثر. هذا تحليل بسيط قد يكون خاطئا او صائبا.


5 - !بعد التحية nasha صديقي العزيز
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 3 / 18 - 22:49 )
صديقي قولك لي: ((هذا تناقض .. من جهة تصف ردة الفعل الغربية رد فعل طبيعي ومن جهة ثانية تصفه بالتطرف العنصري الشعبوي)).. جوابه هو أن اعترفنا بأن تصرف ما بأنه (رد فعل طبيعي) لا يعني أنه مشروع أو أخلاقي، فمثلًا شخص اعتدى على ابنك بالضرب أو على ابنتك بالاغتصاب أو القتل، فمن الطبيعي أن تغضب اشد الغضب وتنقم اشد النقمة وترغب في الانتقام والتشفي منه، هذا رد فعل طبيعي لكن إذا تصرفت وأنت تحت تأثير هذا رد الفعل والانفعال الطبيعي أي الشعور بالنقمة والرغبة في الانتقام فقمت بالاعتداء على ابنه بالضرب أو اعتديت على ابنته بالاغتصاب أو القتل من باب الانتقام والتشفي، فهذا بلا شك تصرف غير اخلاقي وغير مشروع!... وهكذا الحال في رد فعل الشعوب الغربية حيل زحف الاسلام اليهم والتغلغل فيهم بطريقة هادئة وغير مقصودة، والخوف منه على هويتهم الوطنية والدينية والقومية هو رد فعل طبيعي من حيث المبدأ ولكن المضي مع هذا الشعور بالخوف إلى حد الكراهية والعنصرية ثم العنف والارهاب فهذا غير اخلاقي وغير مشروع إلا إذا كان المسلمون قدموا اليهم بالفعل كغزو واحتلال فمن حقهم المقاومة ولكن هذا ليس قصد المسلمين بالهجرة قطعًا.. تحياتي


6 - بخصوص مقترحك بالنظام المجتمعي الانساني المطلق!؟؟
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 3 / 18 - 23:02 )
قولك يا صديقي: (بسبب نسبية الحياة ونسبية كل المفاهيم التي اتخذها وياخذها وسيتخذها الانسان مستقبلا لن ولم ولا يستطيع هذا الانسان ايجاد صيغة نسبية يمارس حياته في ظلها سعيدا امينا مطمئنا. ولذلك حتما ويجب على اي مجتمع ان يستخدم نظام مطلق بثوابت ليبني عليه العلاقات البينية بين الافراد وبين الافراد والنظام نفسه المطلق هو اساس بناء اي مجتمع بشري سواء كان هذا المطلق ديني او الحادي او ليبرالي او ماركسي .الخ) السؤال هنا أين هو هذا النظام المجتمعي الانساني المطلق في عالمنا؟ أين هو النموذج الفعلي؟، هذا طرح نظري جميل ونبيل ولكنه طوباوي وغير واقعي يشبه لفكرة خلق مجتمع انساني نموذجي شيوعي فوضوي حر سعيد تتحقق فيه المساواة التامة بين البشر في كل شيء!، حتى المجتمعات الليبرالية الغربية ليست مجتمعات انسانية مطلقة بل لها خصوصياتها الثقافية المسيحية التي لا يمكن ان تتنازل عنها لوهم المطلق المثالي، بريطانيا لم تتنازل حتى عن عملتها لليرو ثم هاهي تطلق الهوية الأوربية المطلقة!.. فعن أي نظام مجتمعي انساني مطلق تتحدث يا صديقي!؟ إنه مجرد حلم جميل ونبيل غير قابل للتحقق كحلم المجتمع الشيوعي اللاسلطوي الانساني،تحياتي


7 - الصديق أكرم فاضل بعد التحية
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 3 / 19 - 15:29 )
بصراحة ما ذكرته فيه الكثير من الواقعية والموضوعية ، ولا شك أننا نحن العرب والمسلمين نعاني من عيوب وامراض كثيرة منها بعض ما ذكرت وهو اعتقادنا أننا خير أمة أخرجت للناس!!.. (على أيه يا حسرة!؟) فلو كنا مضربًا للمثل في الأخلاق النبيلة على الأقل حتى مع تخلفنا العلمي والاقتصادي والسياسي لقلنا نعم أن التفوق الاخلاقي في حد ذاته معيار للسمو والعلو الحضاري والثقافي للمجتمعات، لكن بصراحة نحن نعاني من افلاس كبير وحتى تديننا تدين إما سلبي انهزامي استسلامي أو تدين جنوني أهوج نتيجة الفهم الاعرج للدين وللدنيا ونتيجة نظرتنا الخاطئة والقاصرة لأنفسنا وللآخرين... وهذا ما أكرره في مقالاتي فنحن بحاجة لثورة فكرية تبدأ باصلاح فهمنا للدين واعادة قيمة العقل وقيمة الانسان الفرد لحياتنا أي كما فعلت أوروبا بعد أن مكثت تحت سلطان الكنيسة في عصور مظلمة مستسلمة لرجال الدين تشتري منهم صكوك الغفران وقطع اراض في الجنة!!.. الاصلاح الديني لفهم المسلمين لدينهم ودنياهم وعالمهم وفهم انفسهم هو نقطة الانطلاق نحو النهضة الثقافية فالحضارية ثم الاقتصادية والسياسية للمسلمين والعرب، ومن هنا نبدأ ، تحياتي

اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران