الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمود يوسف بكير - كاتب وباحث في الشئون الاقتصادية والإنسانية - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: لماذا فشلت الجهود التنموية العربية.

محمود يوسف بكير

2019 / 3 / 17
مقابلات و حوارات



من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -226- سيكون مع الأستاذ د. محمود يوسف بكير - كاتب وباحث في الشئون الاقتصادية والإنسانية -  حول: لماذا فشلت الجهود التنموية العربية.


لماذا فشلت الجهود التنموية العربية


يلاحظ أن جذور الاستبداد بدأت في النمو لدي عالمنا العربي بعد التحرر من مرحلة الاستعمار الاجنبي في خمسينيات القرن المنصرم حيث بدأت الأنظمة التي تولت الحكم وقتها في تأمين نظامها من خلال التسلط ومحاصرة واعتقال كل القوى الثورية الأخرى التي شاركت في النضال ضد المستعمر بشكل أو آخر. وكمثال تطبيقي على هذا ما حدث في مصر، حيث استهدف نظام جمال عبد الناصر كل القوى والحركات السياسية الأخرى التي كانت قائمة مثل اليساريين والشيوعيين والمستقلين والإخوان المسلمين واليمين المعتدل مثل حزب الوفد. ثم بدأ حملة مسعورة على القضاء المستقل والجامعات والنقابات المهنية والاعلام والفنانين وحتى مشيخة الأزهر والكنيسة القبطية لم تسلم من سيطرته وبسرعة مدهشة تمكن من خلال اجهزته الأمنية من الهيمنة على كل مفاصل الدولة المصرية وألقى بكل أصحاب الرأي المخالف في السجون. واصبحت مصر في عصره دولة الخوف والمعتقلات مما أضعف إحساس الناس بالمواطنة والانتماء. وكانت النتيجة الطبيعية لهذه الأجواء المرعبة ودولة الرأي الواحد والحزب الواحد هزيمة نكراء لنظام عبد الناصر في 1967 واحتلال سيناء وانهيار الاقتصاد المصري. ونفس السيناريو الكارثي يتكرر الآن مع السيسي.
وما حدث في مصر حدث في العراق وسوريا وليبيا وتونس والجزائر والسودان واليمن ليسدل الستار على الديموقراطية والحريات الشخصية في عالمنا العربي وتتحول مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني التي كانت تعمل بهامش معقول من الاستقلالية إبان المرحلة الاستعمارية إلى هياكل مفرغة. وهكذا تخلفت مجتمعاتنا عن اللحاق بطور الحداثة التي صنعتها وتعايشها الدول المتقدمة في شتى أنحاء العالم.
الحداثة ظاهرة كلية تتسم بالشمول ولذلك يندر أن تجد دولة حديثة في نظامها السياسي دون أن تكون حديثة أيضا في نظامها الاقتصادي والاجتماعي.
وعلى المستوى السياسي تتحقق الحداثة بشرطين أساسيين هما استقلال السلطات الأساسية في الدولة عن بعضها البعض ونعني هنا السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. أما الشرط الثاني فهو في أن تكون مؤسسات ومجتمعات الدولة غير السيادية أيضا مستقلة ومحصنة قانونيا، ونعني بهذا أحزاب المعارضة والاعلام ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والنقابات المهنية ومراكز الفكر والأبحاث.
هذان الشرطان يوفران الضمانات الحقيقية لسيادة دولة القانون والديموقراطية وتمتع المواطنين بحرياتهم المختلفة دون خوف خاصة حرية التعبير التي تؤدي إلى تعدد الآراء والافكار والاختيارات وزيادة وعي المواطن وما يعنيه هذا من فرض رقابة غير مباشرة وحوكمة ومحاسبة أفضل في كل مؤسسات الدولة.
هذا الجانب الحداثي كما أسلفنا غير موجود تقريبا في كل مجتمعاتنا العربية التي تتميز بالأنظمة السياسية المستبدة.
وعلى المستوى الاقتصادي فإن الحداثة تعني استقلال المؤسسات الاقتصادية ومن أهمها البنك المركزي وأجهزة الرقابة والمحاسبة عن السلطة التنفيذية. هذه الاستقلالية تمثل الضمانة الحقيقية للحفاظ على موارد الدولة ومحاربة الفساد. وقد زكرت البنك المركزي أولا للدور الهام الذي يلعبه في الرقابة على البنوك ومحاربة التضخم والحفاظ على استقرار العملة المحلية وكلها وظائف نقدية هامة لحماية محدودي الدخل في أي مجتمع.
وهذا الجانب الحداثي غير موجود أيضا في عالمنا العربي حيث يمتد استبداد الحاكم ليشمل كل المؤسسات الاقتصادية والمالية، وليس بمستغرب أن تجد محافظ البنك المركزي حاضرا في اجتماعات الحكومة ويتلقى التوجيهات من سيادة الرئيس وهو شيء لو حدث هنا في الغرب لتم إسقاط الحكومة.
وأما على المستوى الاجتماعي والثقافي فإن الحداثة تعني بالأساس حرية الأفراد في الاعتقاد والتعبير في حدود القانون دون إهانة أو إرهاب الآخر. كما أن الحداثة الفكرية تعتني بتشجيع الناس على التفكير العلمي واستخدام عقولهم دون خوف والسعي للابتكار والتطور بدلا من الانغلاق والتعلق بالماضي والبحث عن حلول لمشاكل الحاضر المعقد من خلال اجترار أفكار بدائية قديمة لأناس عاشوا في مجتمعات بسيطة وماتوا منذ قرون.
وباختصار فإن الدولة الحديثة تعمل بشكل دائم على تحديث بنيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل مستمر وتشجع جميع مواطنيها على المشاركة في هذه العملية أيا كانت معتقداتهم وانتماءاتهم.
واقعنا الان يشهد بأننا أقل حداثة مما كنا عليه في منتصف القرن الماضي وكنتيجة لهذا فإن وضع الانسان العربي مذري وبائس مما حوله إلى قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت. وحال الثقافة والفكر والفن والابداع والتعليم والحريات الفردية وحقوق الإنسان والحس الوطني والانتماء يتجه من سيئ لأسوأ.
وبالرغم من المحاولات التنموية التي تبذلها الانظمة العربية الحالية إلا أن بنياننا الاقتصادي والاجتماعي لازال بعيدا كل البعد عن اقتصادات المعرفة والتكنولوجيا التي تتميز بها الدول المتقدمة ومن بينها إسرائيل التي نشأت داخل منطقتنا وفي ذات الفترة التي رحل فيها المستعمر عن بلادنا. أقول إسرائيل لإثبات أن جغرافية منطقتنا ليست عائقا للتقدم وأنه من الممكن أن نتجاوز مرحلة الاقتصاد الريعي المتخلف لو أننا بدأنا في الاستثمار في الانسان العربي وترميم قدراته العقلية والثقافية بدلا من الاستثمار في تجهيل وقمع الشعوب والتركيز فقط على بناء الطرق وناطحات السحاب والمساجد الضخمة والمولات الفاخرة بينما حال المدارس والمعلمين يدعو للرثاء.
وعلى مدار الستين عاما الماضية لازال حكامنا يتعاملون بشكل سطحي مع ما نعانيه من تخلف ويحتالون على الشعوب ويكررون أخطاءهم مرة بعد أخرى دون أن يتعلموا أي شيء وهو ما يذكرني بما قاله أينشتاين من أن الجنون والعبث هو أن تبحث عن حل لمشكلة ما من خلال التعامل معها بنفس الطريقة مرة بعد أخرى ولمرات عديدة وتتوقع نتيجة مختلفة. أليس هذا هو حال حكامنا!

إن معظم المشاكل قابلة للحل لو أننا قمنا بعملية تشخيص سليمة ونجحنا في التمييز بين الأسباب والأعراض. الآن كل العالم ينظر إلينا على أننا شعوبا خارج التاريخ الإنساني ومفارقين للحداثة كما تناولنا إياها في أول المقال، ولكن هذه أعراض لمشاكل قديمة ومركبة، فما هي هذه المشاكل؟
في تقديرنا أن أسباب ما نحن فيه من تخلف وبؤس يمكن ارجاعه الي أسباب تاريخية وثقافية عديدة منها ما يلي:
1.أوهام أننا تحررنا من الاستعمار الغربي بينما الحقيقة المرة هي أننا استبدلنا الاستعمار الأجنبي باستعمار محلي الصنع يتمثل في أنظمة استبدادية قوية مدعومة من الغرب ولازالت تدور في فلكه لضمان بقائها. وهي ذات الأنظمة التي تردد مقولات الاستعمار القديم بأننا شعوب فوضوية غير متوافقة مع متطلبات الحداثة والديموقراطية وحقوق الانسان وانه لا بديل عن سياسة القبضة الحديدية للسيطرة على هؤلاء الهمج. وبالنتيجة فإننا واهمين في أحلامنا بإمكانية تقدم الشعوب مع الأنظمة القائمة.
2.عدم إيماننا بأن تنمية الشعوب هي عملية ذاتية المصدر والنشؤ ونعني بهذا بأن النمو الاقتصادي الحقيقي والمستدام يأتي من الداخل ومن الذات وليس من الخارج والاستثمارات الأجنبية. والزملاء الاقتصاديين في موقع الحوار المتمدن يدركون أن الاستثمارات الأجنبية في عالمنا العربي هي قصيرة الأمد وتهدف إلى الربح السريع وليس إلى تنمية الشعوب. كما أن قروض صندوق النقد الدولي تقدم عادة بشروط وبرامج إصلاحية تهدف بالأساس إلى ضمان إعادة سداد هذه القروض كما تشترط الولايات المتحدة والدول الأوروبية المسيطرة على الصندوق. ولا ننكر هنا أن بعض برامج الصندوق تهدف إلى تحقيق بعض الاصلاحات النقدية والمالية ولكنها تكون دائما على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة مثل برامج خفض الدعم وخفض قيمة العملة المحلية التي تؤدي عادة إلى اشعال التضخم.

٣ – من الكوارث الكبيرة الأخرى التي نحرص على الإبقاء عليها هي اهتمامنا بالعلوم الكلامية أكثر من اهتمامنا بالعلوم التكنولوجية والرياضيات وأقصد بهذا إغراق تلاميذ مدارسنا بعلوم الفقه والبلاغة والشعر والنثر والخطابة وأمجاد الماضي وبطولات الزعماء وحكمتهم وحنكتهم. وليت الأمر توقف عند الاهتمام بالعلوم الكلامية فقط ولكنه امتد لمحاولة إخضاع العلوم الطبيعية لفتاوى علماء العلوم الكلامية
في مدى حلية وشرعية الاكتشافات الجديدة للعلوم الطبيعية بغرض الحد من انتشارها السريع والذي يهدد سطوة العلوم الكلامية. كل هذا أدى إلى انهيار المنظومة التعليمية حتى أصبحت الجامعات لدينا عبارة عن مدارس ثانوية متخلفة ليس لديها أي أبحاث ذات قيمة أو تقدم خدمات جادة للمجتمع كمآ هو الحال في الغرب وأصبح دورها الوحيد الآن هو تخريج المزيد من العاطلين كل عام.
٤ - حدث تطور كبير في علم التنمية الاقتصادية حيث أدى التراكم المعرفي والتجريبي إلى التوصل لمفهوم التنمية المستدامة وهي منظومة متكاملة لإنجاز عملية تنموية شاملة تشمل التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية ونظم حديثة للرقابة والحكم الرشيد والحريات الأساسية ودولة القانون. ويتم كل هذا في منظومة تحافظ على الموارد الطبيعية والبيئية والمناخ. وبمعنى آخر فإن العملية التنموية لا تهدف فقط لتلبية احتياجات الأجيال الحالية وإنما الحفاظ علي حق اجيال المستقبل في بيئة نظيفة وموارد غير مستنزفة.
هذا المفهوم التنموي للأسف الشديد موجود لدينا فقط في شكل شعارات مرفوعة من أجل الاستهلاك المحلي والعالمي، فحقوق الإنسان الاساسية التي تضمن مشاركة فعالة من الجميع في العملية التنموية مثل حق الحياة وحق الحرية وحق التعبير وحق العمل لا تحترم وتنتهك يوميا وبنسب متفاوتة في عالمنا العربي.
أما الحوكمة الجيدة والرقابة التي تحد من الفساد وتضمن توزيع ثمار التنمية بشكل عادل على الجميع فإنها شبه غائبة.
كما أنه يتم التعامل مع نداءات ضرورة الحافظ على البيئة والموارد الطبيعية على أنها دعاوي مغرضة للنيل من عملية التنمية الاقتصادية، وأن منظمات المجتمع المدني المحلية التي تدعو إلى تطبيق المفاهيم السابقة ما هي إلا منظمات عميلة وممولة من الخارج.
معوقات التنمية التي اوضحناها سابقا يمكن التغلب عليها إذا ما وجدت الإرادة السياسة والقيادة الرشيدة والمؤهلة سياسيا واقتصاديا وعلميا لقيادة والهام الشعوب وإقاظها من سباتها.
والخلاصة أن مطلب التنمية المستدامة الذي اوضحناه باختصار شديد هو أملنا في الخلاص مما نحن فيه من تخلف وفساد واستبداد وسوء إدارة لمواردنا المحدودة.

ولكن هذا المطلب ليس سهلا خاصة وأن الشعب والنخبة منقسمين في كل الدول العربية ما بين مؤيد للنظام الأمني والديني القائم بدعوى تفضيل الاستقرار مع الاستبداد على المغامرة بالتغيير والانقياد الى المجهول. هذا بالإضافة إلى ضغوط إرث ثقافي وموروث ديني يعمل ضد التغيير ويلقي دعما من نسبة لا بأس بها من الشعب كنوع من الالتزام والاحترام للمراجع العليا. ولا يرجع هذا الى خلل في العقل العربي بقدر ما هم نوع من الخوف في التفكير فيما هم مخالف للمألوف والمقبول من الأغلبية.
وعلى الجانب الآخر فإن هناك توافق وانسجام شبه تام بين المؤسسات الدينية والأمنية بينما ينقسم الشعب إلى طوائف وجماعات وأحزاب لا يجمعها إلا الاختلاف في الرأي والرؤى وهو ما يسهل مهمة الفريق المضاد في الاختراق والسيطرة.
ولكن هناك بارقة أمل في التحرر من الاستبداد وبدء مشوار الحداثة، هذا الأمل يتمثل في حقيقة أن أغلبية شعوبنا بالرغم مما يبدو عليها من سلبية ولا مبالة ترغب بالفعل في التغيير والتحرر، كما أن غالبية العاملين في المؤسسات النافذة والمؤثرة في كل دولنا مع التغيير. مشكلتنا هي أن هناك أقلية مزروعة في كل من هذه المؤسسات ولديها كل الصلاحيات والأصوات العالية التي تستخدم في تزوير إرادة الأغلبية.
والقضايا والأسئلة التي أود أن أعرضها للنقاش مع جمهور الحوار المتمدن تتمحور حول كل ما أوردته أعلاه من إطار عام لتشخيص أسباب تدهور أحوال الانسان العربي السياسية والاقتصادية والثقافية إيمانا مني بأن التشخيص الصحيح للمرض هو البداية الناجحة للوصول الى علاج فعال له. وفي هذا فإنني أسعد وأتعلم من كل الآراء سواء المتوافقة أو المعارضة لأنها تجعلني أفكر في اتجاهات جديدة.
وفي الحقيقية فإننا محظوظون بوجود ساحة الحوار المتمدن كمتنفس لنا في كافة الدول العربية للإعراب عن آرائنا وتبادلها بحرية ودون خوف.
وبالإضافة الي ما تقدمت به سابقا فإنني أطرح الأسئلة الإضافية التالية:
- هل لازال هناك أمل في أن تلحق مجتمعاتنا بركب الحداثة وأن تنجح في تطوير أجهزتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في ظل المعطيات والظروف المفروضة على شعوب المنطقة من الداخل قبل أن تكون من الخارج كما أوردت سابقا؟
- هل بذلنا جهدا كافيا كأكاديميين وكتاب في تنوير وتوعية شعوبنا بحقوقهم الأساسية والحد من ولعهم بالشعارات والبلاغة والشكل على حساب المضمون؟ أم أننا لا زلنا مشغولون بقضايا جدلية قديمة وعقيمة لا داع لذكرها هنا حتى لا نغضب أحد؟
- أثبتت تجربة الربيع العربي في 2011 التي لم يكتب لها النجاح بالكامل وما يحدث حاليا في كل من السودان والجزائر أن التغيير لن يأتي من الحكام أو النخبة ولكن من الشعوب. ولدينا في علم الاقتصاد فرع يسمى بال “Behavioral Economics” أي الاقتصاد السلوكي ولا أدري إن كان يدرس في الجامعات العربية وقد ثبت لي من خلاله أنه إذا كان بمقدورنا حشد 100 الف مواطن في ملعب لكرة القدم لتشجيع فريقهم فلماذا لا نستطيع حشدهم للمطالبة بحقوقهم وبالتغيير؟ فلا يعقل أن تكون مباراة للكرة أهم من مستقبل وطن. أين الخلل هنا في رأي القراء؟

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التنمية لها مداخلها
محمد بلمزيان ( 2019 / 3 / 18 - 11:08 )
سبب تعثر بعض المحاولات في مجال التنمية، هو غياب مؤسسات تمثيلية حقيقية للمواطن، أي بتعبير آخر غياب الشفافية في الإستحقاقات الإنتخابية كمعبر لانبثاق هيئات ديمقراطية ، قادرة على معانقة آمال الشعب وتطلعاته الى التنمية في جميع تجلياتها في حياة المجتمع


2 - رد الى: محمد بلمزيان
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 18 - 18:54 )
بالفعل تزويرالانتخابات البرلمانية هو نوع آخر من اغتصاب لحق المواطن في بلادنا في المشاركة في تقرير مصير ومستقبل بلاده وهو ما ساهم في حالة الاحباط والامبالة واليأس من إحداث أي نوع منالتغييرالحقيقي. ولكن ما يحدث في السودان والجزائرهذه الايام يبعث على الامل.


3 - سيدي الفاضل
ليندا قاسم ( 2019 / 3 / 18 - 20:56 )
سيدي الفاضل
اشكرك جدا علي المقال الممتع المتكامل الحقيقة واشاركك الرأي في كل ماطرحت وتفضلت به في المقال وفعلا نحن نعيش عصر المحنة في وطننا العربي حيث
تتجاذبنا فكي السطوة الدينية او العسكرية فلا مفر من التخلف فتبعدنا عن الحداثة سنوات ضوئية ونتذيل قائمة دول العالم بجدارة . يوم نتجرد من هاتين السطوتين سنكون قد وضعنا اقدامنا على اولى درجات سلم التنمية المستدامة والمجتمعات المدنية المتحضرة.
تحياتي لحضرتك


4 - الثورة أحيانا تأكل أبناءها
محمد بلمزيان ( 2019 / 3 / 18 - 20:59 )
قد لا أوافقك الرأي أستاذ محمود ، فيما يخص المآلات التي سوف تمضي إليها الحراك بكل من السودان والجزائر، بالرغم من أنني مبدئيا مع هذه الحراكات الشعبية العميقة، ذلك أن في آخر لحظة من كل تحرك جماهيري، في غياب قوة سياسية معارضة ممتلكة لتصورسياسي بديل، تأتي قوى انتهازية لتقطف الثمار وتخطف جهور ونضال الشعب، ولنا تجارب قريبة زمنيا ، في مصر التي انتفض الشعب ضد استبداد مبارك جاءت القوى الظلامية متمثلة في الإخونجية لتركب على هذه النضالات في غفلة من الجميع وتستولي على السلطة وتجني ثمار جهود الآخرين بمكل وقاحة وعنجهية، ولنا في المغرب بعد الربيع العربي سنة 2011 بركوب حزب العدالة والتنمية حزب اسلاموي، وبروزه الى السطح، ومدى التقهقر الإجتماعي الذي يعرفه البلدان مصر والمغرب، . فحتى الآن كل السيناريوهات واردة في حالتي السودان و الجزائر، هل هي رجات اجتماعية لإنجاز الطفرة السياسية المنشودة والسعي لبناء دولة المجتمع بدل دولة المجتمع السائدة حاليا، للنهوض بالأوضاع الإجتماعية المتدهورة، أم هي ارتكاس الى الوراء واجترار للحاضر بكل سلبياته وإخفاقاته ؟ ،


5 - رد الى: محمد بلمزيان
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 18 - 21:35 )
أشكرك أسناذ محمد على تعقيبك. بالطبع وارد جدا ما ذكرت بخصوص ما قد تؤول إليه الانتفاضات الشعبية في السودان والجزائر وربما أكون متفائل أكثر من اللازم. ولكنني أعتقد أن قوى المعارضة في كلا البلدين لابد أنهم تعلموا مما حدث في ربيع 2011 والشاهد انهم أفضل تنظيما من قوى المعارضة في مصر والمغرب وسوريا التي فوجئت بالانتفاضات الشعبية وقتها والتي تحولت الى نوع من الفوضى بعد أسابيع قليلة وهوما لم يحدث في السودان بالذات حتى الان والي حد ما في الجزائر. أضف الى هذا علامات الوهن التي بدأت في الظهور في كل من النظامين السوداني والجزائري. لقد كتبت مقالا صغيرا من حوالي أسبوعين بعنوان - البشير من الاستبداد الى الجنون- وذكرت فيه ما معناه أننا بكل أسف في حاجة الى دعم غربي في كل شئ حتى في مطالبتنا بحقوقنا وحريتنا ولذلك لابد لقوى المعارضة خاصة في الخارج من التواصل مع القوى السياسية الغربية لممارسة نوع من الضغط الاضافي لدعم الشعوب في انتفاضتها االسلمية. مع تحياني


6 - الأخ العزيز محمود يوسف بكير المحترم
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 18 - 21:53 )
كانت مفاجأة سارة حقاً أن أن أجد باحثاً جاداً في الإقتصاد مثل الدكتور محمود يوسف بكير يفتح
باب الحوار مع القراء بموضوع غاية في الأهمية يتعلق بمستقبل البشرية قاطبة وليس العرب فقط


نحن الماركسيين شغلنا الشاغل هو التنمية الإجتماعية التي قاعدتها التطور الإقتصادي الذي محركه الوحيد هو الصراع الطبقي

حضرتك تعلم دون شك أن الشرقين الأدنى والأوسط كانا موضع نزاع الإمبراطوريات القديمة وبالأخص الإمبراطوريات الإسلاميةوالمماليك والعثمانيون
هذه الإمبراطوريات لم تسمح بنمو طبقة ذات سيادة أي ذات وسيلة إنتاج تسد حاجات مجتمعها

المجتمعات العربية ورثت الفقر من تلك الإمبراطوريات وما زالت هذه المجتمعات لا تمتلك طبقة ذات وسيلة إنتاج خصيبة تصطرع مع الطبقة المقابلة لها .

مع انتهاءالامبراطورية العثمانية ظهرت الدولة الإشتراكية التي أخذت على عاتقها تقويض النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي
فما إن دخل الاستعمار بلادنا وأخذ ينشر نظام الدولة الحديثة ولم يستمر ذلك لأكثر من 3 - 5 عقود حتى قامت الحرب العالمية الثانية وانتهت بنهاية النظام الرأسمالي العالمي في العام 72

من سخرية الأقدار هي أن النظام الإشتراكي بدأ بالتراجع في الخمسينيات قبل إعلان نهاية الرأسمالية الإمبريالية

عالم اليوم خال تماماً من نمط الإنتاج الرأسمالي أو نمط الإنتاج الإشتراكي وبناء عليه تستحيل التنمية الإقتصادية والإجتماعية ليس على البلدان العربية فقط بل وعلى جميع بلدان العالم

للمستشار الإقتصادي محمود يوسف بكير كل احترامي وتقديري


7 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 19 - 17:20 )
أحييك يا أخي العزيز على إضافتك الموفقة للحوار ومرة أخرى تثبت أنك أستاذ في تحليل الظواهر والتطورات الإنسانية ووضعها في سياقها التاريخي الصحيح. الإمبراطوريات القديمة والاستعمار الحديث خاصة الإنجليزي بالفعل كانوا حريصين على تشجيع كل التوجهات والثقافات الدينية المتخلفة لإغراق الشعوب المستعمرة في الشعوذة والدجل والاختلاف والبعد عن كل ما هو حداثي.
سوف أعلق لاحقا على النمط الاقتصادي المتنامي في كل انحاء العالم.
أطيب تحياتي وأمنياتي للأستاذ فؤاد النمري


8 - مناقشه لفهم الامور
على سالم ( 2019 / 3 / 19 - 02:04 )
اهلا استاذ محمود ومقال اكيد متميز , فى تقديرى ان الامور تجرى بطريقه غامضه ومبهمه وغير عادله , ترجع معظم مشاكل العرب بصفه عامه الى مصطلح معقد قاسى هو العروبه والاسلام , هذا المصطلح من المؤكد كان كارثه ومصيبه على الناس بدون شك , البداوه الفكريه والتحجر هى السمه الواضحه فى سلوك العرب منذ الف وربعمائه عام , هؤلاء الناس يعادوا الحداثه ومقومات الحياه الطبيعيه وادوات الرقى والتمدن , العروبه والاسلام تضع الفرد العربى فى قالب مصمت حيث ينشأ لايسأل ولايفهم ومتحجر العقل , توارث اشياء قديمه وعادات بدويه واعراف باليه ويعتقد فى نفسه انه ينتمى الى خير امه اخرجت الى الناس , يتعرض الطفل المسلم الى غسيل عقلى مكثف من يوم ان يولد حيث يتم الاذان والتكبير فى اذنه ثم يرتشف العقيده البدويه بالملعقه وهنا تكمن الخطوره والدمار النفسى لاحقا, العربى عموما يعانى من حاله ازدواج فى الشخصيه يغذيها شعور بالفوقيه واحتقار الاخر , بمعنى ان العربى يعتقد انه يملك الحقيقه المطلقه فى هذا الوجود , هذا يفسر الوضع المتخلف المتردى الفاسد الجامد الخاوى الذى يشكل العقل الجمعى لهذه الامه البائسه


9 - رد الى: الاستاذ على سالم
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 19 - 17:34 )
أشكرك أستاذ علي مساهمتك الجريئة كالعتاد. الشعوب العربية فعلا ضحية لرجال الدين. وكما أقول دائما فانهم يتحملون مسؤولية كبيرة فيما تعانيه شعوبهم من استبداد وظلم دون أن يحركوا ساكنا ولديهم قدرة خارقة على التعايش في سلام وانسجام مع كل ما حولهم من فساد واستعباد ونهب وسلب دون أي تبرم او إحساس بالذنب.
مع اطيب تحياتي وامنياتي


10 - تعليق متواضع علي مقال كاشف
محمد البدري ( 2019 / 3 / 20 - 07:03 )
شكرا جزيلا لهذا الطرح الشارح الكاشف لما يحاول كثيرين التعتيم علي ما جري في ظل نظم سلطوية قمعية لا تحمل فكرا بقدر ما تحمل فوضي عقلية ادت الي هزائم متوالية لازالت مستمرة بل وستستمر معنا. تحياتي وكل احترامي وتقديري


11 - رد الى: الاستاذ محمد البدري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 20 - 19:51 )
أشكرك يا أخي الكريم على التعليق الراقي ولكنني لن أعفيك من إبداء رأيك في سؤالي المركزي في هذا الحوار وهو هل هناك أمل في الخروج مما نحن فيه؟ أنا استفيد دائما من طروحاتك الفكرية أرجو أن تقرأايضا التعقيب الهام للاستاذ حسن خليل الذي أضاف بعدا جديدا للحوار. مع تحياتي و مودتي


12 - لا ليس الاستبداد
حسن خليل ( 2019 / 3 / 20 - 14:07 )
لو كان الاستبداد هو مصيبتنا الاساسية لما كنا نري دولا مثل الصين و فيتنام و الاتحاد السوفييتي ستالين تتطور بمعدلات عالية ليس اقتصاديا فقط بل ثقافيا و حضاريا لم نكن لنري النموذج الكوبي. لو كان الاستبداد فلما غالبية الشعوب تحتضن نسخة اشد استبدادا من الحكام الحاليين و هي النسخة الاسلامية التي تصادر حتي الحريات الشخصية. حتي كوريا الجنوبية انطلقت في ظل نظام استبدادي قمعي وحشى. قال الدكتور جلال امين قبل الثورة ان مشكلة مصر ليست الفساد او الاستبداد هذة مجرد نتائج مشكلتها انها تحكم من واشنطن . أي الاستقلال السياسي و الاقتصادي. إذن ما الفارق بيننا و بين الصين من ناحية لديهم مشاكل أكثر منا عشر مرات . لكن من ناحية أخري اقتصادهم انتاجي اقتصادنا ريعي. و من الغريب أن الإعلام الغربي يركز أيضا علي الاستبداد و غياب الحريات العامة ببساطة لا هذا هو الوسط الذي يسهل تغلغله. و هذا ما يفسر فشل الربيع العربي حتي في تونس لا توجد القاعدة المادية للديمقراطية لا يوجد المناخ الثقافي و الفكري للديمقراطية في بلاد يملاء عقول شعوبها الخزعبلات. إذن ما الحل . الحل هو النضال في سبيل الاشتراكية بما تعنيه من الاستقلال و التنمية و التوعية. بدون الانتقال للتحول الاشتراكي و ليس الديمقراطي لن نجني لا تقدم و لا تنمية و لا ديمقراطية طبعا. ثمة ملاحظات كثيرة علي المقال منها مثلا أن الدول العربية قبل الخمسينات لم تكن جنة كما يقول التاريخ كانت أيضا استبدادية . لكن جوهر الخلاف هو اشتراكية ام ديمقراطية...


13 - رد الى:الاستاذ حسن خليل
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 20 - 19:38 )
أشكرك على تعقيبك المفيد والذي يدعو للتأمل ولكنني لم أقل أن الاستبداد فقط هو مصيبتنا لأنني ضد نظرية العامل الواحد في تفسير أي ظاهرة وعلم الاقتصاد يعلمنا هذا. لقد ذكرت في المقال أن مشكلتنا هي غياب منظومة الحداثة بأبعادها الثلاث السياسية والاقتصادية والثقافية وكتبت باختصار شديد في كل بعد .وفي مقدمة المقال كتبت عما فعله عبد الناصر بمصر والمصريين وأنه أسس للدولة القمعية وأغلق كل منافذ الحداثة. وأنت يا أستاذ حسن تقلل من مفاسد الاستبداد وتمدح في التجربة الصينية بشكل غبر مباشر بالرغم من أن الاقتصاد والمجتمع الصيني يعاني من مشاكل خطيرة مثل المديونية الرهيبة التي تعاني منها معظم الشركات العملاقة المملوكة للدولة والتي وصلت الى أكثر من 200% من مجموع الناتج المحلي الإجمالي. هذا بالإضافة الى المشاكل الائتمانية المزمنة التي تعاني منها كل البنوك الصينية بسبب التدخل الحكومي في إدارتها وفرض مصرفيين غير محترفين عليها. أما التلوث البيئي والأخلاقي في الصين فحدث ولا حرج. وكما تعلم فإن معدلات النمو في الصين بدأت في الهبوط بشكل كبير لأول مرة منذ عقود نتيجة للمشاكل الهيكلية المتراكمة واستغلال ترامب لكل هذا للضغط علي الصين أكثر وأكثر من خلال الرسوم الكبيرة التي فرضها على الواردات الصينية مما دعا الصين الى البدء في تقديم تنازلات كبيرة لأمريكا. ومن ناحية أخري فاني اتفق مع ما ذكرته بخصوص العامل الثقافي والديني وهو ما ذكرته في مقالي. وأخيرا فانا لم أقل أبدا أن الدول العربية كانت جنة قبل الخمسينيات بل قلت أن هامش الحريات والثقافة والفن كانوا جميعا أفضل حالا مما نحن فيه الان.


14 - 11تعقيب بناء علي تعليق
محمد البدري ( 2019 / 3 / 21 - 02:39 )
شكرا جزيلا عزيزي الفاضل استاذ بكير، وكلي امتنان واعتزاز بتقديرك، والحقيقة سعدت كثيرا بالمقال لانه بالفعل فاضح وكاشف وهو امر لا نلقاه كثيرا في بيئة ذات ثقافة دينية تهتم اساسا بالطاعة وعدم النقد والخوف من كشف المستور رغم ان كل المظالم تقع عليهم ويدفعون ثمنها مضاعفا بسبب متطلبات الثقافة الدينية.
أما بشان الخروج من المأزق فالحقيقة انا متشائم كون المجتمع خالي من طبقة اجتماعية ذات مسؤولية عن ادارته، سوي ادارة امن السلطة، وهو امر ممتد منذ انقلاب يوليو وحتي الان. في عيد النصر، ديسمبر 65 قال بالحرف، ما عنديش أنا بير فى البيت بانزل فيه جردل وأطلع دهب علشان أدى الدكتور عبد المنعم القيسونى أو زكريا محيى الدين.
هذا المنطق في التفكير موروث من ثقافة العرب ومن بعدهم المماليك حيث البحث عن مصادر ثروة اتبديدها وليس بالسؤال كيف يمكن خلق الثروة. لم يسأله احد في هذا الحشد واين عائد العمل منذ التاميم للارض والشركات ورأس المال؟ لم تكن هناك قوي قادرة علي الكلام لخلو المجتمع منها بسبب سياساته التي لخصها فضائحيا كتابي د. انور عبد اللك ( المجتمع المصري والجيش) بعد ان تغيير عنوانه. ولخصه باسهاب ايضا د. فخري لبيب في كتابيه الشيوعين وعبد الناصر. لم يكن تفريغ المجتمع من قواه الفاعلة سوي تحسرا علي ما كان يموج به الشارع بحيوية منذ ثورة 19 لم تشهد مصر مثيلها طوال احتلاها العربي والمملوكي والعثماني. لم يكن التفريغ المجتمعي الا تطبيقا لما قاله الزعيم في اجتماع الثلاثية لمحاضر الوحدة ابريل 63 بقوله انه يعتبر فصل السلطات خدعة كبري واكذوبة - كتاب أمين هويدي وعنوان مع عبد الناصر ص 52. هكذا اجتمع كل شئ في يده استعدادا للهزيمة التي لم تمحي آثارها بعد دون اي تسليح للعقل المجتمعي باي شئ من علم او معرفة سوي الضخ الديني لاشد انواع الاسلام تخلفا برعاية نفس النظام.
اتمني ان يكون لعلم الاقتصاد السلوكي اثر في توجيه الطاقات العمياء عن مصالحها رغم انه علم نتج من الغرب والغرب علي بينة بجميع فروع علم الاجتماع ولم يكن تصعيد الكرة وتفريغ طاقات البشر في المباريات الا لان السلطة هناك وهنا ايضا تعرف كيف تحرف الطاقة عن مسارها الصحيح ليس فقط فيزيائيا انما ايضا سياسيا. لكن ما يعطي املا ان سياسة النفس القصير التي طغت علي حراك 25 يناير نشهد حاليا عكسها لنفس طويل في السودان والجزائر ربما تظهر عدواه قريبا علي شعب يمثل اكبر كتلة بشرية في المنطقة. تحياتي وكلي اعتزاز بكتاباتك المستنيرة علي الحوار المتمدن


15 - رد الى: الاستاذ محمد البدري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 21 - 19:06 )
أشكر الاستاذ محمد البدري على إضافته الهامة للحوار وتذكيرنا ببعض مهازل عبد الناصر، ولا أحد ينكر محاسنه كما ذكر الاستاذ فؤاد النمري ولكن أخطاءه كانت جسيمة ومتعددة ولازالت مصر تعاني منها. أنا أبحث دائما عن بصيص امل لما نحن فيه كعرب ولا يفارقني الحنين لوطني واخوتي العرب لأنني ذرت معظم الدول العربية ولذلك فإنني متعاطف مع ما يحدث حاليا في كل من السودان والجزائر وأشعر بالتفاؤل بقرب الخلاص العربي. ولكن عندما أفكر كاقتصادي فإنني أشارك الاستاذ البدري تشاؤمه وهذا بالطبع نوع من التناقض الإنساني الذي ندرسه في الاقتصاد السلوكي. ويرجع تشاؤمي الاقتصادي الي قرب انتهاء العصر الذهبي للعولمة التي شهدها العالم في الفترة من 1990 إلى 2010 تقريبا والتي استفادت منها دول نامية كثيرة على رأسها الصين والهند ومكنتها من إخراج مئات الملايين من مواطنيها من دائرة الفقر. ولكن دول العالم لم تعمل طوال هذه الفترة على معالجة الآثار السلبية للعولمة ومنها هجرة العمالة الرخيصة من الشرق إلى الغرب بكثافة مما أثر سلبا على أحوال نظرائهم في الغرب وأدي إلى تجمد مستويات رواتبهم. والآن تعاني أوروبا من جحافل الهجرة غير المشروعة، كمآ قامت معظم الشركات متعددة الجنسيات بإعادة توطين صناعتها من الغرب إلى الشرق لضغط نفقاتها. وما تبقى من صناعات في الغرب تضرر بشدة بفعل الواردات الرخيصة من الشرق خاصة من الصين والهند. كل هذه السلبيات وغيرها كثير أديت الى صعود اليمين المتطرف و ترامب.
وللأسف لم تستفد الدول العربية من العولمة كثيرا نتيجة تخلف جهازها الإنتاجي وثقافاتها وهي تحاول الآن ولكنها تلعب في الوقت الضائع لإن الأحزاب اليمينية في أوروبا وترامب في أمريكا بدأوا في إغلاق أبواب العولمة الرئيسية وهي حرية تحركات رؤوس الأموال والعمالة والتجارة الدولية. هذا بالطبع غير كل ما ذكرناه وما ذكره الاخوة المعلقين بخصوص تثاقل خطواتنا نحو الحداثة. ولكن دعونا نتفاءل بما قد تسفر عنه الانتفاضات الشعبية في السودان والجزائر من بزوغ فجر جديد في هذه المنطقة البائسة. مع أطيب تحياتي


16 - بالاستئذان من الصديق محمود يوسف بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 21 - 09:02 )
رسالة إلى الأصدقاء بكير وخليل والبدري
واجه عبد الناصر كلاً من المقدم يوسف صديق وهو من كان السبب في نجاح انقلاب يوليو وقد رفض منذ البداية تسلم الضباط الحكم ثم اللواء محمد نجيب والمقدم خالد محيي الدين في رفضه للديموقراطية بحجة أن الديموقراطية ستعيد حزب الوفد إلى السلطة وهذا صحيح دون شك
كان موقف ناصر ثورياً وهو ما تسبب بالنهوض الإقتصادي والإصلاح الزراعي وقيادة حركة التحرر الوطني العالمية كما تجسدت بمؤتمر باندونغ الذي ما كان ليكون لولا ناصر
وأما لماذا فشلت ثورة ناصر فذلك كان لفشل الثورة الإشتراكية في العالم وفشل العالم كل العالم وليس لفشل ناصر كما يزعم الكثيرون بل ان الاتحاد السوفياتي الذي كان ينتج أكثر مما تنتج دول غرب أوروبا مجتمعة تمثله روسيا اليون التي مجمل إنتاجها أقل من إنتاج البرتغال

السيد خليل يطرح خيار الاشتراكية بدل الديموقراطية لكن واقع العالم يرفض الخيارين حيث ثمة شرط مشترك يجمع الخيارين وهو تواجد قوى انتاج في حالة تقدم وهو ليس متواجداً في هذا العصر وليس أدل على ذلك من أن العالم بحاجة لاستدانة 2 ترليون دولار سنويا كيلا ينهار
لا الإشتراكية خيار قائم ولا الديموقراطية خيار قائم

مشكلة الصين ليست الديون كما افترضها الدكتور بكير بل العكس هو الصيح إذ لديها من الفائض 5 ترليون دولار واقتصادها مرتبط بمبادلته بالدولار الذي لا قيمة حقيقية له بغير الإنتاج الصيني وهو ما يعني أخيراً أن إقتصادها مصطنع وهو فقاعة هواء ستتلاشى في يوم قريب

أنا أقترح على الأصدقاء أن يصار بمناسبة هذا الحوار الذي افتتحه مشكوراً الدكتور المستشار محمود يوسف بكير أن يصار إلى تحديد بقعة ضوء ترشد العالم إلى انقاذه من أزمة الإفلاس الحالية

يرجى الإتفاق على ذلك


17 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 21 - 19:18 )
أشكر الاستاذ والمؤرخ الكبير فؤاد النمري على ما أضافه من معلومات قيمة وأرجو أن يسمح لي بالاختلاف معه كما هي عادتنا معا وأنا سعيد أن هذا لا يغضبه. بالنسبة للصين فأنا لم أبالغ في نقدي لنموذجها الاقتصادي الذي أنا على دراية جيدة به لأنني كنت أحد الباحثين المشاركين في وحدة ال Economist Intelligence Unit - الانجليزية لفترة ٥-;- سنوات وهي وحدة رائدة في الشؤون الاقتصادية الدولية. وباختصار شديد فإن نموذج النمو الاقتصادي الصيني هو نموذج للديون الثقيلة والخطيرة حيث تمتلك الحكومة الصينية حوالي 150 ألف شركة تنتج كل شيء وتصدر لكل دول العالم ولكنها تعاني من سوء الإدارة المالية وكلما تعرض إنتاجها للتباطؤ أو الخسارة تقوم الحكومة من خلال سيطرتها على القطاع المصرفي بدعمها بدفعة جديدة من القروض. وفي يناير الماضي ومع تباطؤ معدلات النمو في الصين لحوالي ٦-;-% لأول مرة منذ نحو 30 عاما كان معدل النمو خلالها ١-;-٠-;-%في المتوسط قامت الحكومة بضخ ما يعادل 470 بليون دولار لدعم شركاتها حسبما ورد في نشرة بلومبيرج العالمية. وبهذا الدعم القياسي الجديد تصل نسبة ديون الشركات المملوكة للدولة إلى أكثر من ٢-;-٠-;-٠-;-% من الناتج المحلي الإجمالي وهي نسبة خطيرة والأخطر من هذا أن حوالي ٧-;-٠-;-% من قيمة الديون الجديدة تذهب لسداد مستحقات الديون القائمة.
والصين تعتمد بشكل أساسي في صادراتها على أمريكا ثم أوروبا وتستثمر فائضها التجاري مع أمريكا في الأوراق المالية هناك خاصة أذون الخزانة وهو ما يجعلها رهينة للحكومة الأميركية. ولأن أمريكا تسيطر على نظام المدفوعات والتسويات الدولية بالدولار حسبما تم الاتفاق عليه دوليا بعد اتفاقية بريتون وودز فإن الإدارة الأمريكية بدأت في إساءة أستخدم سلطتها هذه في تدمير اقتصاد أي حكومة أو شركة دولية أو حتى الأفراد عد أي خلاف معهم من خلال تجميد وفرض حظر على تعاملاتهم بالدولار. ولذلك فإن الصين لا يمكنها بسهولة بيع استثماراتها في أمريكا لأن هذا سيعني أن تقوم أمريكا بالإضرار بشكل بالغ بمحرك النمو الرئيس وهو الصادرات الصينية.
وليست هناك أي بشائر في الأفق الاقتصادي بإيجاد بديل للدولار كعملة الاحتياطي الدولي في العالم أو كوسيط أول للتسويات الدولية وأسواق السلع والخامات الاستراتيجية. ومنذ سنوات ودول تجمع BRICS تحاول إيجاد بديل للدولار بينها ولكن لازالت هناك خلافات بين كل من الصين وروسيا والهند في التفاصيل الفنية كما أن معظم دول العالم لاتزال تفضل إلتعامل بالدولار.
وبالطبع فإن أوروبا قلقة من الهيمنة الأمريكية ولكنها تعاني من مشاكل كبيرة خاصة بها وعلى رأسها مشكلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي لا تفكر حاليا في الدخول في مجابهات مع أمريكا حتى رحيل ترامب.
أما بالنسبة لمسألة تفضيل الاشتراكية على الديموقراطية فإنني أري أن أفضل ما في الديموقراطية هو أنها تمكنا من تغيير السياسات الاقتصادية الخاطئة في الوقت المناسب عكس الاشتراكية العنيدة.
وأتفق مع الأستاذ النمري في الاقتراح الأخير الوارد في تعقيبه.

مع جزيل شكري وتقديري.


18 - بدون ثورة تنوير علمانية فنكون كمن يحرث فى الماء
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 21 - 13:33 )
تحياتى استاذنا محمود يوسف بكير وتقديرى لهذا الجهد الرائع
أثمن هذا المقال اشد تقدير فهو يقدم لنا أسباب الفشل وروشتة النجاح وتزداد روعته فى طلب مشاركة الجميع بالرأى والفكر بالرغم أنك قامة سياسية وإقتصادية كبيرة .
أود تقديم رؤيتى المتواضعة فى الحل :
-لابد أن تخوض المنطقة العربية ثورة تنوير علمانية يترسخ فيها حرية الفكر والرأى والإعتقاد والنقد فللأسف المواطن العربى يفتقد لحرية الفكر فلا يقبلها للآخرين , فبدون هذه الثقافة التنويرية العلمانية فسنكون كمن يحرث فى البحر..أوربا قامت بثورة تنوير أولا ثم جاء بعدها كل التقدم .
-لابد من مراجعة الموروث الفكرى والثقافى والدينى ووضعه فى صورته الحقيقية بدون أى غش أو زيف أو مبالغة .
-من الأهمية بمكان تطوير علاقات الإنتاج , فعلاقات الإنتاج فى مجتمعاتنا هى علاقات ريعية شديدة البؤس والتخلف لن تخلق مجتمع يعمل ويبدع فهناك ريع سواء من النفط أو الغاز أو من مرور السفن بقناة السويس أو السياحة أو من عائد شهادات الإستثمار .
-الحرية والديمقراطية لكل الشعب شريطة أن تتحدد بدستور يؤسس للحرية والكرامة للجميع ويحد من توغل الفكر والكيانات الدينية والعنصرية .
-أن تكون السلطة برلمانية والحكم لحزب أو إئتلاف حزبى حتى تتسع مساحة السلطة وتتعمق السياسات ولا مكان لرئيس قائد ملهم.
-تربية الشعوب على التفاعل والحراك فليس من المعقول أن يكون تفاعلهم فى مباراة كرة أكثر من تفاعل مع مستقبل وطن .
إحترامى وتقديرى .


19 - رد الى: الاستاذ سامى لبيب
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 21 - 21:11 )
اشكرك أستاذ سامي على مرورك واضافة افكارك والتي أسعد بها دائما فأنت بدون أي مبالغة أحد رواد التنوير الكبار في هذا الموقع. وبالإضافة إلى مقالاتك الفلسفية العميقة والجريئة فإنك مقاتل عنيد. أتفق مع رأيك تماما في أن أوروبا بدأت نهضتها بعصر الأنوار ومن ثم لم تكن مصادفة أن تأتي الثورة الصناعية بعد عصر النهضة والتنوير. بينما نحن لازلنا نعاني من عدم توافق قيمنا الفكرية والثقافية مع الحداثة وحقوق الإنسان. والمدهش والمؤلم معا هو أن بعض مثقفينا يرون أنه من الممكن أن ننهض في ظل الاستبداد والقمع وإنكار حق الناس الأساسي في التعبير عن أنفسهم وأحجام الأغلبية عن المشاركة في بناء أوطانهم والاكتفاء بالمشاهدة. والبعض الآخر يرى في الصين النموذج الأمثل للتنمية الاقتصادية دون تحليل لمعطيات ومخرجات الاقتصاد الصيني وفي هذا فأنا أدعوك إلى قرأة ما كتبته في أحد تعليقاتي على ما آل إليه نموذج النمو الاقتصادي الصيني. مع أطيب تحياتي وأرق أمنياتي.


20 - أين المجتمع وما هو منشأ الاستبداد ؟
خالد فارس ( 2019 / 3 / 21 - 16:43 )
ما يقدمه الدكتور, وتقديرى له فى البداية, من ناحية, فهو يركز على مفهوم الاستبداد, ومن ناحية أخرى, يتقدم الوصف العام التجريدى على التحليل العينى الحقيقى.
الذى أنشأ الاستبداد فى الوطن العربى هو الغرب, واذا كان لدينا نظرية ما, منزوعة عن نشوؤها أو تطورها التاريخى, فذلك سيقود الى لاتاريخية فى التحليل, بمعنى أنها قراءات تعبيرة انطباعية. نشأ الاستبداد عندما اصدر الاتسعمار نظام جيو-سياسى غير قابل للتغيير, فى قوالب سايكس بيكو, وعد بلفور, حرب 1948 واحتلال فلسطين, سيرطة الغرب على الخليج والثروات النفطية ضمن نظام اقتصاد سياسى تبعى بالمطلق, هيمنة الدولار على العالم, اليهمنة العسكرية الامريكية والغربية على العالم, الحرب على العراق, الحرب على لبنان, اجتياح لبنان, حصار ايران, الخ..عبارة عن اهادة انتاج النظام الجيو-سياسيى فى الوطن العربى.
أصبحت -اسرائيل- المحور الأساسى فى هذا النظام. والشرط الوحيد لأى ديمقراطية أو حتى استبداد حتى يكون مقبولاً, هو قبول -اسرائيل- بالمعنى التاريخى السياسى لاثاقفى الاقتصادى.

أما ما يتعلق, بغياب التنمية, هذا صحيح, ولكن مسألة الحداثة لاترتبط بالدولة, فالدولة الفاشلة, دولة سايكس بيكو ليس منها أى أمل لكى تقوم بأى عملية تنمية. لذلك, فاننا نفتقد الى المجتمع, وليس الدولة. نحن امة بلا مجتمع. والاستبداد مستمر بسبب أن سلطة الحاكم قادرة على افراغ المجتمع أو حتى الغائه, اذا نحن لانريد دولة تنتج مجتمع, بل نريد مجتمع ينتج دولة.
الموضوع يطول...أتوقف هنا.


21 - رد الى: الاستاذ خالد فارس
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 21 - 20:56 )
أشكرك أستاذ خالد علي تحليلك الجيد وارجو منك قرأة تعقيبي على تعليق الأستاذ فؤاد النمري والذي أرسلته قبل أن أطلع علي تعليقكم وسوف تجد أننا متفقان في الكثير من المسائل المتعلقة بالوضع العالمي وهيمنة أمريكا على العالم. وأرجو أن تتفق معي في أنه ليس من الممكن أن أدخل في كل التفاصيل في مقدمة الحوار لأن المقدمة سوف تكون طويلة جدا ومملة للقراء، كما أن أحد أغراض الحوار هو استكماله مع المشاركين به وإلا تحول الحوار من ديالوج الى منولوج كما نقول بالفرنسية. أنا لم أركز على الاستبداد على الاطلاق وإنما على غياب منظومة الحداثة وقد أوضحت هذا في ردي على الأستاذ حسن خليل.
تفضلت بالقول -بإن الذى أنشأ الاستبداد فى الوطن العربى هو الغرب وسايكس بيكو, وعد بلفور, حرب 1948 واحتلال فلسطين, سيطرة الغرب على الخليج والثروات النفطية ضمن نظام اقتصاد سياسى تبعى بالمطلق-. بالطبع كل هذا يمكن أن يساهم في نشأة الاستبداد ولكن أين نحن من كل هذا؟ أنت تفترض أننا كنا دائما مسلوبي الإرادة وغير فاعلين وفي كل هذه التطورات كنا مفعول به. وأنا لا أتفق معك في هذا لأنك تنفي أي نوع من المسؤولية من جانبنا عما نحن فيه وهذا يعني بالنتيجة أنه لن يكون بمقدورنا أن نفعل أي شيء.


22 - الاقتصاد والجغرافيا
رائد الحواري ( 2019 / 3 / 21 - 22:24 )
اعتقد أن مدخل لم يكن موفقا، فالنهضة الاقتصادية التي انشأها عبد الناصر تعد الأهم في العالم الثالث في تلك الفترة، لكن السادات بعد أن استلم السلطة في مصر ضيع وقضى وانهى كل الانجازات التي تحققت، ورغم أن العهد الناصري لم يكن يسمح بعمل الاحزاب والتنظيمات إلا أن شعبيته كانت كبيرة وكبيرة جدا، منه هنا علينا النظر إلى اسباب (فشل) الدول العربية في تحقيق النهضة الاقتصادية أو الاجتماعية، بينما نحج الأخرون في مناطق أخرى وهذا يقودنا إلى تجربة محمد علي في مصر، وفخر الدين المعني في لبنان، وعمر الظاهر في فلسطين، فقد تحالف الغرب الاستعماري -فرنسا وانجلترا- مع الدولة العثمانية لضرب أي حركة نهضوية في بلداننا، لأن من يسيطر على البحر المتوسط يسيطر على العالم، هكذا يفهم الغرب علاقة الجغرافيا بالاقتصاد، وما خلق دولة الاحتلال في المنطقة إلا تكريس لهذا الفهم. من هنا علينا أن نأخذ كافة العوامل التي تحد وتمنعنا من إحداث نهضة اقتصادية اجتماعية، فأول عامل في أي نهضة عربية يجب أن تأخذ حالة الصراع مع القوى الاستعمارية الغربية ودورها في ضرب أي حركة نهضوية في مهدها، فما بالنا أن تعاظمت وظهرت؟


23 - رد الى: الاستاذ رائد الحواري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 22 - 20:54 )
مدخل المقال يعكس الواقع الحياتي للمصريين ومعانتهم أثناء الحقبة الناصرية بعيدا عن اعلام النظام وصوت العرب وأحمد سعيد. أنا ولدت بعد الثورة بعدة أعوام ولازلت أتذكر أمي وهي تقف في طابور الجمعية التعاونية لساعات كل يوم حتى تشتري لنا بعض السلع الأساسية وعندما كبرنا قليلا بدأنا نساعدها ونقف في الطوابير بعد عودتنا من المدرسة. أرجوك أن تقرأ المدخل مرة أخرى وأن تقرأ ما كتبه الاستاذ محمد البدري. كان بمقدور عبد الناصر أن يؤسس لمجتمع حديث ولكنه اختار أن يؤسس لدولة استبدادية وأراد أن يتزعم العرب فدخل في مغامرات عسكرية دون أي استعداد لها وضيع فيها مواردنا المحدودة وحول مصر من أغني إلى أفقر دولة عربية وهو ما دفع الآلاف من الخريجين المتفوقين وكنت واحدا منهم إلى ترك مصر بحثا عن مستقبل أفضل يمكنا من دعم أسرنا. ونفس السيناريو ينطبق على الألاف من كافة دولنا العربية الذين يعملون في كل أنحاء أوروبا والعالم. كلنا اضطررنا للهجرة هربا من الاستبداد ومن سجون كبيرة أسمها الدول العربية. في ظل الاستبداد كلنا خاسرين


24 - محمود يوسف بكير
خالد فارس ( 2019 / 3 / 22 - 11:55 )
الأستاذ محمود
عندما نقول نحن مفعول به, قد أتفق أو اختلف معك, لأن ذلك يعتمد على تعريف من نحن؟
فى الحداثة, نحن هى المجتمع الحديث). الذى تشكل على أساس أن الانسان (الفرد)
كيان معترف به), من منطلق حقوقه. وهذه الحقوق هى حقه فى أن يقرر مصيره, وحقه فى المعرفة التى يستنبطها ويحررها ويتوصل لها, وليست المعرفة التى يتم تلقينه لها من الشيخ أو القائد أو المسؤول. وهذه الحقوق أصبحت قانونية. يضاف الى ذلك, أن الحداثة, قد أقرت أن بناء المجتمع الحديث, على نقيض القديم, ينطلق من العلم, وليس من شيخ أو حاكم أو أديان أو
.غيرها. الذى يجمع بينهما, هو الحق فى تقرير المصير
كلاهما, استقلال الفرد وبناء المجتمع على أسس العلم الحديث (لوك: الملكية الفردية والمجتمع المدنى, ميل: حرية التعبير والأسواق, ماركس: الحرية للجميع والمجتمع المتعاون فى الانتاج.....)
وغيرهم. تطلب الأمر: ثورة فى الاستقلال الامريكى ضد بريطانيا, ثورة فرنسية ضد الاقطاع, ثورة صناعية فى بريطانيا, وثورات فى اوربا والعالم.
القاسم المشترك, هو أن هذه الثورات جميعها, استطاعت أن تبنى المجتمع الحديث, عندما استطاع المجتمع -الثورى- أن يقود معركة الحداثة أى بناء المجتمع الحديث, على أنقاض , التبعية للاستعمار, أو التبعية للاقطاع.... ,وأصبح المجتمع يقرر مصير ذاته.
أما نحن: 400 عام من تغييب المجتمع (الحقبة العثمانية), ومنذ سايكس بيكو والهجوم على المجتمع العربى لتغييبه ومنعه من النهوض تطلب انشاء دولة سايكس بيكو.
المطلوب, انهاء هذه الدولة, واسقاطها بالكامل, ومنعها من القضاء على ما يمكن أن يتبقى من المجتمع العربى.
شكرا


25 - رد الى: الاستاذ خالد فارس
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 22 - 20:56 )
أستاذ خالد،
كما ذكرت في تعقيبي السابق فأنا اتفق معك في تشخيص مشاكلنا وأن شروط المجتمع الحديث غير متوفرة لدينا. ربما يكون الاختلاف الوحيد بيننا هو ميلك لتحميل الآخرين لما نحن فيه وأنا أميل إلى لوم نفسي عندما أفشل قبل أن ألوم الآخر. وأنا أتساءل إلى متى سنظل كشعوب عربية نلوم الظروف التاريخية ونلوم الآخرين؟ الآن شعب السودان يتجاوز هذه المعادلة ويواصل ثورته دون مبالة بتجاهل كل العالم لها بما فيها قناة الجزيرة الإنجليزية التي نستقبلها هنا. نحن شعوب كبيرة ولدينا عقول ممتازة وقادرين على صناعة التاريخ وتقرير مصيرنا.
مع تحياتي


26 - الدكتور المستشار محمود يوسف بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 22 - 12:44 )
دعنا نتفق يا صديقي على طبيعة نظام الإنتاج القائم حالياً في العالم
كنت كتبت قبل ثلاثين عاما كتابي بعنوان - أزمة الإشتراكية وانهيار الرأسمالية-
تعاني كافة الدول الرأسمالية الكلاسيكية عجوزات في ميزانها التجاري وتتحمل أكثر من 60% من ديون العالم وهو ما يعني أنها لم تعد رأسمالية فالرأسمالية تقتصر على إنتاج البضاعة
الميزان التجاري الأمريكي يعجز سنوياً ما بين 700 - 800 مليار دولار ومع الصين فقط حوالي 300 مليار

النظام الدولي القائم حالياً هو مؤامرة حاكها نكسون مع دنغ هيساو بنغ زعيم الصين أثناء زيارة نكسون للصين من أجل انقاذ الدولار المتهاوي في العام 72
كان الإتفاق أن تنتج الصين ما تستطيع من بضائع وأميركا تستوردها بأفضلية
وهكذا توفر للدولار غطاء بعد أن فقد الغطاء واضطرت الدول الخمسة الغنية أن تعلن كفالتها لسعر صرف الدولار في الأسواق المالية
لكن كفالة سعر الصرف لا تكفل قيمة الدولار فدولار 2012 يساوي فقط 2 سنت من دولار 1970
أميركا تطبع الدولار لكن الصين هي ما يحدد قيمة الدولار
اليوم تستدين أميركا سنويا ترليون دولار ولن تستطيع قريباً جداً أن تخدم ديونها وستنهار إذاك وسينهار العالم كله معها

علماء الإقتصاد والماركسيون الحقيقيون يتحملون مسؤولية تاريخية في مواجهة الانهيار الوشيك الذي أؤكد وقوعه
فالدولار حل محل البضاعة في تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية

تحياتي الخاصة للمستشار بكير


27 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري الموقر
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 22 - 21:03 )
أخي العزيز الاستاذ فؤاد النمري، لا يوجد نظام اقتصادي حديث يقوم على إنتاج البضائع فقط، الحاصل الآن كما تعلمون أن قطاع الخدمات في كل الاقتصادات الحديثة يمثل النسبة الأكبر من مكونات الناتج المحلي الإجمالي. ففي أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا يسهم قطاع الخدمات ب 80% والزراعة ب١-;-% فقط والصناعة بأقل من 20%. في الصين والهند ومصر يسهم قطاع الخدمات بنسبة 55% وفي روسيا ب70% . وأصبح مقياس التقدم في الجهاز الانتاجي هو مدى مساهمة التقنيات والتكنولوجيا الحديثة وليس الصناعات التقليدية أو الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي. وفي أمريكا مرة أخرى تصل نسبة مساهمة القطاع الزراعي على الرغم من ضخامته إلى ١-;-% فقط. أما بالنسبة لمشكلة الديون السيادية والديون الداخلية فهي مشكلة يعاني منها العالم كله. وهي تتجاوز حد الأمان المتعارف عليه اقتصاديا وهو 70% من الناتج المحلي بحيث يصل في بعض الدول الأوربية إلى 200% وفي الصين الوضع أصعب من هذا كمآ ذكرت في تعقيب سابق. أما في أمريكا فإن ديون الحكومة الأمريكية تصل إلى حوالي 23 تريليون دولار وهو يعادل 100% من الناتج المحلي و تركيبة هذا الدين معقدة جدا حيث يعود حوالي ربعه 25% للحكومة الفيدرالية نفسها لانها تقرض مؤسسات تابعة لها وحوالي 35% يعود لمستثمرين أمريكان، أما نصيب الصين فهو يبلغ حوالي 2 تريليون دولار واليابان ١-;- تريليون فقط. ولذلك فإن الإدارة الأمريكية تحارب الصين تجاريا وهي مطمئنة تماما أن الصين لا تشكل خطرا عليها. والصين بالفعل في غاية القلق. مع جزيل الشكر والاحترام.


28 - الصديق العزيز محمود يوسف بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 22 - 22:14 )
الرأسمالية تقتصر على الإتجار بقوى العمل
حيث قوى العمل البشرية تنتج أكثر من قيمتها التبادلية والفرق هو فائض القيمة الذي منه يتأتى الربح
الرأسمالي يشتري قوى العمل من السوق ولكي يمتلك إنتاجها لا بد من أن يسقط هذه القوى على المواد الخام لتكون سلعا يمكن مبادلتها في السوق بنقود وبذلك تكتمل معادلة دورة الإنتاج الرأسمالي (نقد - بضاعة - نقد)

الخدمات تستهلك تماما لحظة يتم إنتاجها ولذلك ليس لها قيمة تبادلية وليست منتوجاً رأسمالياً والولايات المتحدة مدينة اليوم ب 23 ترليون دولار لأن إنتاجها من الخدمان يصل إلى أكثر من 80% من مجمل إنتاجها الوطني

تلك هي أهم نقطة في حوارنا
مع خالص التقدير لشخصكم الكريم


29 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 23 - 20:47 )
صديقي العزيز الاستاذ فؤاد النمري الحوار معك ممتع ومفيد بالرغم من اختلافنا. فقط أود أن أوضح شيئا هاما وهو أن نمو قطاع الخدمات في الاقتصاديات المتقدمة سواء في الشرق أم الغرب لا يعني أنهم أهملوا قطاعي الصناعة والزراعة أي الانتاج المادي والبضائع بل على العكس من ذلك فإن الأخيرة لا زالت تتقدم وتنموا ولكن بوتيرة بطيئة مقارنة بقطاع الخدمات. ولو أخذنا صناعة السيارات في أمريكا كمثال فأنها أصبحت تنتج أكثر مما يحتاجه السوق بمراحل ولذلك تضطر لتخزين فائض إنتاجها في الصحراء لأن هذا أفضل لها من تخفيض الاسعار. ونفس الشي ينطبق على كل الصناعات الأخرى بدون استثناء. خطوط الإنتاج الحديثة أدت إلى وجود فوائض ضخمة من البضائع وهو ما يضر البيئة بشكل كبير. مثال آخر هل العالم بحاجة لكل هذه الهواتف المحمولة؟ أما قطاع الخدمات فإنه ينمو بسرعة كبيرة في كل الاقتصادات سواء النامية أو الناهضة لأننا نعيش عصر اقتصاد المعرفة والاتصالات والإنترنت. ولذلك أصبحت أمازون وجوجل ومايكروسوفت والفيس بوك...الخ أكبر بكثير في قيمتها الرأسمالية من كل الشركات الصناعية الكبرى. قطاع الخدمات يشتمل على التعليم والخدمات الصحية والسياحة والتنقل البري والجوي والخدمات المالية والبنوك وخدمات الانترنت المتعددة والتي لا يستطيع أحد أن يعيش بدونها اليوم والمولات الضخمة التي نراها في شتى أنحاء العالم كلها تقدم خدمات لا تحصى، كما أن عدد العاملين في قطاع الخدمات يفوق بمراحل كل العاملين في القطاعات الأخرى. لم يكن هذا التطور متخيلا منذ قرنين وهو ما انعكس على أساسيات كثيرة في علم الاقتصاد وأدى إلى مولد فرع الاقتصاد السلوكي الذي ذكرته سابقا في أحد مقالاتي. مع جزيل الشكر والامتنان


30 - التشخيص لا يعنى تحديد ماذا بعد؟
خالد فارس ( 2019 / 3 / 23 - 12:57 )
أستاذ محمود
التشخيص هو نقطة بداية. أما ما العمل, لم أتطرق له.
المسألة ليست فى تحديد الجذور التاريخية لما نحن عليه اليوم. لأنك ستجد من يعتقد أن 400 عام من الغاء المجتمع العربى (الحقبة العثمانية) ليست مشكلة, بل يطالب باستعادتها.
وهناك من يطالب بأن يكون الغرب الليبرالى حليف العرب, ولا يعتبره عدوا, ويسعى الى التفاهم معه, ويرفض الاعتراف بأن أى تفاهم مع الغرب شرطه قبول المعادلة الصهيونية على حساب الشعب الفلسطينى والعربى.
أما المسؤول, نحن المسؤول الأول والأخير, حتى لو كان الآخر استطاع أن يفرض علينا ما يرديه. لذلك, أقول أن استعادة المجتمع العربى, وتأسيس كيان له, هى مسؤولية ابنا المجتمع العربى (الشعب فى كافة أشكال ومظاهر وجوده )
أم الدولة الحالية, فهى من سيمنع ويقاوم. انظر مشروع الدولة البديلة فى الأردن, مثلاً, هو مشروع الدولة الهاشمية وليس الشعب الأردنى, مشروع مجلس التعاون, هو مشروع دول النفط , وليس مشروع شعوب الخليج...وهكذا...
شكرا


31 - رد الى: الاستاذ خالد فارس
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 23 - 20:48 )
اشكرك أستاذ خالد على إضافتك الجديدة. واتفق مع ما ذكرت بإنه من المؤسف أن يوجد بيننا من يدعم إردوغان في سعيه لإحياء الدولة العثمانية التي أغرقت المنطقة العربية في ظلام دامس لقرون. كما أن هناك من يهرول للتحالف مع أمريكا وإسرائيل وينسى أن التحالف لا يستقيم إلا بين الأنداد وليس بين الرؤوس والذيول.


32 - بشأن التسلسل 15
محمد البدري ( 2019 / 3 / 23 - 13:14 )
العزيز الفاضل المستشار بكير، اعتزازي العميق بتعليقك رقم 15
سادت طوال فترة حكم ناصر ومن بعده ايضا شعارات تفخر بالقضاء علي الاقطاع وفي قول آخر الاصلاح الزراعي باعتبارها اولي حسنات النظام دون ان يلتفت احد الي ان هذا المشروع كان امريكيا منذ حكم الوفد.
فهل الادارة الامريكية علي بينه بالعلم الماركسي وكتاب رأس المال باكثر من اليسار؟ سؤالي ربما يكون استفزازيا لكنه وللحقيقة هو سؤال في المعرفة من حيث رؤية المتلقي لها. فكتاب رأس المال بقدر ما كان موجهها للطبقة العاملة لبيان حقوقها التي موهتها قيم السوق واضاعت عليهم قيمة عملهم الحقيقة بقدر ما اطلعت عليه البرجوازيات الرأسمالية اوروبيا وامريكيا باعتباره كتبا تحذيره لهم من مخاطر الاستمراء في استزاف عوائد السوق لصالح المالك.
تلك مقدمة ولتسامحني في عرضها بهذا الشكل المستفز لان هناك ما ينبغي قوله بعد ان مرت ازمنة واتسعت الرؤية واصبحت بانوراما الواقع اكثر رحابة.
كان سهلا علي عبد الناصر مصادرة الارض وتفتيتها باسم العدالة بتوسيع قاعدة الملكية (المشروع الامريكي) وليس بتحسين شروط العمل وهو امر رأسمالي بلا جدال. ألم يكن اسهل له ان يضغط علي كبار ملاك الارض من أجل شروط افضل للعمل الزراعي حيث ان ما اطلق عليه اشتراكية تهتم اساسا بالعمل وليس الملكية؟ كان العنف السلوكي مع ملاك الارض اسهل علي ناصر وجوقتة العسكرية (المتناقضة في تراكيبها) من أن يتفاوض مع قوي مدنية. العسكري لا يعرف التفاوض انما القضاء علي العدو ولا يجلس مع عدوه للتفاوض الا بعد الهزيمة، هكذا طالب عبد الناصر قبل موته بشهور نشأة راسمالية واحزاب سياسية علي النمط الرأسمالي الذي ردح له في جميع خطبه.
انتزاع الملكية وعدم قدرة الملكية الجديد من استيعاب قوي عمل او عمل تنمية، لا معني له الا طرد سكان الارياف من وطنها الزراعي دون ان يتسلحوا بمفاهيم مدينية فاصبح ترييف المدينة سهلا. وكتاب رأس المال الجزء الثالث تحدث فيه ماركس عن الارض. قال فيه باختصار:
الملكية الصغيرة للارض تحول بحكم طبيعتها دون تطور قوى العمل الانتاجية الاجتماعية و اشكال العمل الملحقة بالزراعة كتربية المواشي على نطاق كبير و تطبيق العلم تطبيقا مطردا، لاحظ ان الزراعة في الغرب اصبحت صناعة زراعية وليست عملا فلاحيا. ويظل الربا و نظام الضرائب وبنك التسليف الزراعي (لاحظ كلمة التسليف) يحتمان خراب الملكية الزراعية الصغيرة في كل مكان. فينتزع من الزراعة الراسمال والعمل والناتج. ... الم يكن كل هذا لصالح االانتاج الزراعي الضخم في الكارتل العالمي ما جعل المنافسة لا مكان لها. بل ولم يعد عائد الارض المفتتة قادرا علي اعالة صاحبها ناهيك عن كتل عمالية لا مكان لها عنده اصبحت فائضا بشريا لا مكان له ايضا في المجتمع الزراعي.
فازدحمت بهم المدن بالإنجاب الريفي الذي لا يعرف الحدود. هكذا ضاق الرزق فارتدوا إلى عمال تراحيل موسميين في بلاد النفط بعد فقدانهم مهارة الزراعة في موطنهم الأصلي وعجزهم عن اكتساب قدرات الصناعة رغم حملهم شهادات موثقة بأنهم متعلمون.

فماذا كانت نهاية الباشا القزم؟ فلا هو قادر علي تحصيل تراكم، ولا هو يمثل قوي لها صوت في اي حكم نيابي، ولا هو قادر علي المنافسة، ولا هو مستعد بثقافته الموروثه الا بالدعاء لاصلاح الحال في مساجد يبنيها علي الراض الزراعية ويقول اللهم ارزقني ولا يري قوي الاستهلاك التي انجبها فيبيع ما تبقي من هبه عبد الناصر له لان ريع البناء عليها مجزيا عن عمل الارض. وهذا بالضبط ما يجري علي مدي نصف قرن علي اخصب قطعة ارض مبددين بها تربه منقولة بمياه النهرعلي مدي ملايين السنين من افريقيا وقامت عليها حضارة هي اعظم الحضارات بالمفاهيم القديمة. عند هذه النقطة اتذكر كيف لم يستطع عمر ابن الخطاب تخريب مصر بدعواه الشهيرة اللهم اجعل عمار المدينة في خراب مصر ربما لانه لم يكن قارءا لاي كتاب يحترم العمل باعتباره اهم مقوم حضاري وانساني يصعب بل ويستحيل القضاء عليه بقدر ما كان عبد الناصر (العروبي) محققا لدعوة الخليفة (العادل). تحياتي واشكرك علي تحمل اقوالي التي تفزع الكثيرين.


33 - رد الى: الاستاذ محمد البدري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 23 - 20:51 )
أستاذ محمد البدري لا أدري كيف أشكرك على إضافتك الرائعة. ولا بد أن أقر هنا بأن ما أوردته من تحليل بخصوص سياسة الإصلاح الزراعي التي فرضها نظام عبد الناصر لم أقرأه من قبل ولذلك فأنا في غاية الامتنان لك لإضافة هذه المعلومات لي. الآن فهمت كيف دمرت سياسات الإصلاح الزراعي الناصرية القطاع الزراعي في مصر بشكل يصعب معه تدارك ما تم من تخريب لهذا القطاع الحيوي ولا حول ولا قوة الا بالله. أشكرك مرة أخرى على دخولك ساحة الحوار بهذا الثقل وارجو ان توصل معنا حتى نهايته. ولا يفوتني هنا أن أدعو الاستاذ رائد الحواري إلى قرأة تعليقك بالكامل لأنه يتصور إنني من المنتقدين للمرحلة الناصرية ظلما وبهتانا. مع شكري وامتناني


34 - لا قيمة تبادلية للخدمات
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 24 - 04:30 )
عزيزي المستشار بكير

نحن أمام مسألة حديّة في علم الإقتصاد
حضرتك تقول أن الحياة الحديثة تتميز بالتوسع في إنتاج الخدمات لكن هذا ليس موضوعنا
موضوعنا في أحد جوانبه هو أن التوسع في إنتاج الخدمات ينعكس سلباً على الإقتصاد الوطني
العاملون في إنتاج البضاعة في الولايات المتحدة هم فقط 17.5% من قوى العمل وهؤلاء لا يستطيعون أن ينتجوا ما يكفي من الأموال لإنتاج 80% من قوى العمل لإنتاج الخدمات أي أن إنتاج الخدمات يتم على حساب منتجي البضاعة
الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية تسنهلك أموالاً كثيرة ولا تنتج قطميراً ولذلك تجد الولايات المتحدة اليوم مدينة ب 23 ترليون دولار

في الخمسينيات كانت الولايات المتحدة أغنى دولة في العالم أما اليوم فهي أفقر دولة في العالم حيث هي أكبر مستورد للبضائع ورؤوس الأموال في العالم وتحمل 30% من ديون العالم ونصف موازنتها الإتحادية هي سندات صينية بالفائدة (1400) مليار دولار

وكل ذلك لأنها لم تعد دولة رأسمالية تجارتها الأولى إنتاج البضائع

تحياتي للصديق بكير


35 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 24 - 12:38 )
أخي العزيز الاستاذ فؤاد
أرجو ألا يكون لديك انطباع بأنني أدافع عن الولايات المتحدة أو أن الرأسمالية خالية من العيوب. ما وددت إيضاحة هو أن العالم كله يعاني من تخمة في انتاج البضائع التي تتجاوز احتياجاتنا بمراحل وأن القطاع الصناعي لم يعد يسهم في الناتج المحلي كما كان الحال في القرن الماضي وأن قطاع الخدمات أصبح هوالقطاع الاول على مستوى كل دول العالم وليس أمريكا وحدها وقد ضربت أمثلة عديدة من دول شرقية وغربية منها الصين وروسيا. هذا ليس رأي ولكنها حقائق اقتصادية لا يمكن لأحد أن ينكرها . وقد ذكرت أن دين الحكومة الفيدرالية الضخم جدا يختلف في تركيبته عن دين أي دولة أخرى ويعتبر بالاساس دين داخلي لانه مقوم بالدولارونصيب الصين فيه محدود جدا كما ذكرت سابقا وهو لا يقلق أمريكا كثيرا لأنهاهي الوحيدة التي تطبع الدولار. في مصر مثلا يصل الدين المحلي الى أكثر من 3 تريليون جنيه مصري وحكومتنا العزيزية غير قلقة لأنه يمكنها اللجؤ الى سياسة التمويل بالعجز وطباعة الجنيه في أي وقت وما يقلقها هو فقط تنامي الدين الخارجي بالدولار. والخلاصة أن العالم ليس بحاجة الى التوسع في انتاج البضائع لأن هذا أصبح ترفا ومدمرا لكوكبنا، العالم بحاجة لخدمات تعليمية وصحية والحفاظ على موارد الارض المحدودة من أجل أجيال المستقبل ولذللك لم نعد نركز في الجامعات على التدريس والابحاث فقط ولكن نهتم الان أكثر وأكثر بما نسميه بال Community Engagement لزيادة وعي التلاميذ وأفراد المجتمع بهذه القضايا. مع أطيب تحياتي و أمنياتي


36 - إنتاج البضائع
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 24 - 14:34 )
عزيزب الدكتور باكير
أنت تقول أن العالم كله يعاني من تخمة في إنتاج البضائع
إنتاج البضائع يعني الإثراء أي خلق قيم جديدة لم تكون موجودة
إلا أننا في واقع الحال نجد أن الدول الرأسمالية الكلاسيكية تحمل اليوم أكثر من 60% من ديون العالم الخارجية الأمر الذي يؤكد بالضرورة أنها لم تعد تنتج البضائع
الولايات المتحدة لم تفقد الغطاء لنقدها إلا لأنها لم تعد تنتج البضائع

انحصر إنتاج البضاعة في الشرق الأقصى غير أن إنتاج الشرق الأقصى ليس إنتاجاً رأسماليا لأنه لا يستبدل بغير الدولار والدولار عملة ساقطة لا غطاء لها - على أن هذا مسألة جانبية

ما هو جوهري هو أم أميركا تستدين كل دقيقة ليلاً نهاراً مليون دولار كما أكدت زعيمة الديموقراطيين نانسي بيلوز ما ذلك إلا لأن أميركا لم تعد تنتج البضائع ولم تعد دولة رأسمالية إمبريالية

السؤال المحوري هنا هو التالي ..
ما هي طبيعة النظام الدولي الحالي الذي في ظله يضطر العالم لاستدانة 2 ترليون دولار سنوياً ؟


37 - رد الى: الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 24 - 18:30 )
النظام النقدي العالمي في أزمة كبيرة بالفعل وأتمنى أن يسمح وقتي لأن أكتب في هذا الموضوع رغم أني أعرف أن غالبية القراء لا يحبون الكتابة في الموضوعات الاقتصادية خاصة في النقود والبنوك وما يسمى ال Hedge Funds , الBrokerage Firms وهذه هي التي تدير العالم. ومن باب الانصاف مع أمريكا التي أعرفها جيدا فإنها تنتج ألات ومعدات متطورة للغاية واسمح لي أن أختلف معك في تشخيصك بان أمريكا لم تعد دولة رأسمالية وان الدولار عملة ساقطة وغير مغطاة ‘لأنها عمليا هي معقل الراسمالية الاول والدولار هو عملة الاحتياطي الاجنبي الاولى في كل دول العالم كما أنه لا توجد دولة في العالم ذات عملة مغطاة ولذلك فإن العملات النقدية تسمى Fiat money منذ انتهاءالعمل بنظام الذهب بمراحله الثلاث. نحن جميعا نكره سياسات أمريكا ولكن لا ينبغي أن نتجاهل الحقائق الاقتصادية وحتي وان كانت كما لا نشتهي. مع تحياتي


38 - نمط الإنتاج الرأسمالي
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 25 - 12:15 )
نمط الإنتاج الرأسمالي هو الإتجار بقوى العمل عن طريق تحويلها إلى بضائع ذات قيمة تبادلية في السوق
في أميركا 80% من الإنتاج هو خدمات لا قيمة تبادلية لها أي أن الخدمات تستهلك تماما حالما يتم انتاجها
حسب الدفاتر الأميركية تدفع أميركا فوائد سنوية على ديونها 450 مليار دولار بل هي في الحقيقة تزيد على 600 مليار
اميركا مدينة اليوم ب 23 ترليون دولار ستدفعها الأجيال القادمة الأمريكية
موازنتها الإتحادية نصفها سندات صينية بالفائدة
أميركا اليوم أكبر مستورد في العالم للبضائع ورؤوس الأموال
دولار العام 2012 يساوي سنتين فقط من دولار 1970
جميع هذه المؤشرات تؤكد أن أميركا هي أفقر دولة في العالم ولم تعد دولة رأسمالية

أما عن الصناعات الدقيقة
فهي متخلفة عن روسيا بمقدار عشر سنوات
فهي تشتري محركات صواريخها العابرة للفضاء من روسيا
وقبل عامين كانت تدفع سنوياً لروسيا 100 مليون دولار لقاء أعمال فنية في المحطة الدولية لا تستطيع أميركا القيام بها

نحن نأمل من مستشارنا الإقتصادي الذي نحترم ونقدر أن يفسر لنا هذه الظواهر


39 - رد الى: الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 25 - 19:22 )
طلبتم مني الرد على تعليقاتكم الاخيرة:
1. -في أميركا 80% من الإنتاج هو خدمات لا قيمة تبادلية لها-سبق أن أوضحت لكم أن قطاع الخدمات في كل الدول المتقدمة يتراوح ما بين 60-80% من الناتج القومي بما فيهم الصين وروسيا وبالتالي فإن معني كلامك أن لا قيمة تبادلية لانتاج العالم كله أم أن كلامك ينطبق على أمريكا وحدها؟
2.-اميركا مدينة اليوم ب 23 ترليون دولار ستدفعها الأجيال القادمة الأمريكية- أرجو الرجوع الي تعقيبي رقم 27 حيث أوضحت فيه أن الدين الامريكي لم يتجاوز 100% من الناتج القومي وهو دين داخلي بالاساس وأن نصيب الصين فيه لا يتجاوز 10% وأوضحت الفارق بين الديون الخارجية والداخلية من خلال مثال مصر.
3.- دولار العام 2012 يساوي سنتين فقط من دولار 1970-فإن معنى كلامك هذا أن أمريكا و كل دول العالم التي تعتمد في إحتياطيات النقد الاجنبي لديها عل الدولار كلها دول مفلسة مثل الصين واوروبا واليابان والهند...الخ. في أسواق العملات والتجارة الدولية كما تعلم ننظر إلى القيمة التبادلية للعملة وليس الي قيمتها التاريخية. مثلا الجنيه المصري في السبعينات كان أعلى من الدولار أما الان فإن الدولار يساوي 18 جنيه.
4.-جميع هذه المؤشرات تؤكد أن أميركا هي أفقر دولة في العالم ولم تعد دولة رأسمالية- إذن هل هي إشتراكية أم ماذا؟ وهل هي أفقر من كل الدول الافريقية مثلا؟
5. -أمريكا متخلفة عن روسيا بمقدار عشر سنوات- حسب معلوماتي فإن أمريكا هي مخترعة الكهرباء والسكك الحديدية والمحركات النفاثة والطائرات والانترنت ونظام الملاحة GPS الذي غير العالم وعلماءها يحصلن كل عام علي معظم جوائز نوبل في الفزياء والكمياء والاقصاد كما أنها متقدمة جدا في الصناعات الدوائية ونا لا أعرف أسم أي دواء روسي. والخلاصة أن أمريكا ليست بهذا الفقر أو التخلف وجامعاتها من أفضل جامعات العالم.
صديقي العزيز الاستاذ فؤاد لقد أخذتنا بعيدا عن موضوع الحوار وأنا أتمنى أن أعرف رأيكم كمفكر ماركسي كبير في أسباب تخلفنا وهل هناك أمل في أن نحلق بقطار الحداثة؟ ولتذهب أمريكا وروسيا الى الجحيم.
مع أطيب تحياتي




40 - عزيزي الدكتور محمود يوسف بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 26 - 12:09 )
أنا أحصر مناقشتي معك بالولايات المتحدة لأنها آخر حصون الرأسمالية العالمية
مجمل إنتاج الولايات المتحدة كما في الإعلان هو 17 ترليون دولار
منه 13.5 ترليون خدمات مستهلكة لا قيمة تبادلية لها والباقي 3.5 ترليون من البضائع وهو ما لا يكفيها فتضطر إلى الإستدانة زهاء ترليون دولار سنوياً لتوفر حاجات الشعب الأميركي وخدمة الدين
أنا أعلم أن الميزان التجاري الأميركي يعجز مع الأردن المتخلف بمئات الملايين ويعجز مع السويد ب 10 مليار دولار ويعجز مع الصين ب 300 مليار
ديون أميركا 23 ترليون دولار جميعها ديون خارجية تدفع أميركا فوائد سنوية هي مئات المليارات

عمال الخدمات في أميركا يستهلكون 13.5 ترليون دولار ولا ينتجون قطميراً
تلك هي نقطة الخلاف بيننا
لو توقفت أمام حقيقة أن الخدمات لا قيمة تبادلية لها لفتحت أمامك طريق مختلفة في مقاربة العلاقات الدولية القائمة

ما معنى أن العالم بأسره -باستثناء شرق آسيا باقتصادها السرطاني - يعيش على الدين فيستدين كل عام 2 ترليون دولار !!
ذلك يعني أن دولة في العالم لا تمتلك نظام إنتاج ثابت ومستقر

عالم اليوم يعيش فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي
بدأ ذلك بهروب البورجوازية الوضيعة السوفياتية من الاستحقاق الإشتراكي في العام 53 حين تم تحويل الخطة الخمسية لانتاج الأسلحة
وانهار النظام الرأسمالي في السبعينيات لصالح البورجوازية الوضيعة وإنتاج الخدمات

لنا أن ننتظر من علومك في الإقتصاد أن تحكم في هذه المسألة
مع خالص مودتي


41 - رد الى: الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 26 - 20:01 )
صديقي العزيز يسعدني أن أرد على كل أسئلتك كما فعلت في تعقيباتي رقم 35 و37 و39 ولكنك لم ترد على أسئلتي الخمس القصيرة في رقم39 حتي أتمكن من الرد على أسئلتك الأخيرة . كما أنني التمست منك أن تعلق على موضوع الحوار ولكنك تجاهلتني مرة أخىرى بالرغم أنني والقراء في شوق لمعرفة رأيك كمفكر ماركسي كلنا نحترمه ولكنك لازلت مصمما على طرح مسألة أمريكا وكأنني مسؤول في الحكومة الامريكية. أنا أعاهدك أمام القراء أن أرد على أسئلتك الاخيرة خاصة ما يتعلق بطبيعة الدين الامريكي وكيف أن الديون الصينية أخطر بكثيرعلى الاقتصاد الصيني وسوف أوضح كيف يعمل النظام المالي العالمي، كل هذا مقابل أن ترد على أسئلتي في رقم 39 وأن تعلق على موضوع الحوار. مع شكري وتقديري


42 - عناوين في غير محلها
صادق العلي ( 2019 / 3 / 27 - 02:18 )
وجدت بعض العناوين في كلماتك لا تمت للواقع بأي صلة ( اقصد الوافع العربي) كما اشرت حضرتك
منها القوى الثورية او الحداثة , لا يخفى عليك ان الحداثة اصبحت في خبر كان مع وجود ما
يسمى بـ ( ما بعد الحداثة ) وما بعد بعد الحداثة ناهيك عن المدارس النقدية مثل التفكيكية والبنيوية وغيرها التي اصبحت هي الاخرى قديمة لما يحدث في العالم الان من قفزات تكنولوجية ومعلوماتية هائلة , اما القوى الثورية وشعاراتها العظيمة فأنا انأى بنفسي عن
تناولها لانها اصبحت بعيدة كل البُعد عن دائرة الاحداث بل غريبة وسط هذا الزحام الفكري والمعرفي ... سؤالي هو هل يستطيع العقل العربي ان يخلق او يستحدث برنامج او فلسفة او طريقة عمل تلائم المجتمع العربي بعيداً عن الهيمنة الفكرية الاوربية؟


43 - رد الى:الاستاذ صادق العلي
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 27 - 18:43 )
هل تتخيل ياسيدي أنه بمقدورنا أن نقفز من المستنقع الذي نحن فيه الان الى ما بعد الحداثة؟ ما بعد الحداثة هو ترف لنا وحتى للغرب. لقد أوضحت في مقدمتي أننا بحاجة ماسة للمرور بالابعاد الثلاث للحداثة خاصة الاقتصادية منها. وما بعد الحداثة في الغرب لم ينسخ تطبيقات ومظاهر الحداثة في الغرب. وبالمناسبة فإن المنهجية التفكيكية لازالت من أهم أدوات البحث في المجتمع الاكاديمي في العلوم الانسانية. أما بانسبة لسؤالك الهام عما إذا كان العقل العربي قادر على استحداث فلسفة خاصة به بعيدا عن الهيمنة الغربية‘ ردي أن العقل العربي قام بالفعل باستحداث الفلسفة الخاصة به وهي العقل الديني وهي فلسفة لا نظير لها في العالم المعاصر حيث ننبش في الماضي والتراث القديم عن حلول لمشاكل الحاضر المعقد وهو ما قادنا الى ما نحن فيه.


44 - الصديق العزيز محمود يوسف بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 27 - 06:41 )
فاجأني اتهامك لي بأنني اتجاهلك وهو اتهام لا أقبله منك فكيف لي أن أتجاهل باحثاً في الإقتصاد العالمي من مثل الدكتور بكير !!؟
موضوع الإقتصاد العالمي هو شغلي الشاغل كما كان شغل ماركس قبل قرنين
أحسب نفسي أنني لم أهمل قضية واحدة من جملة القضائا التي أثرتها حضرتك بما في ذلك القضايا في ردك 39 كما في موضوع الحوار وتحليلي لأسباب الدولة القمعية في البلدان بعد التحرر والاستقلال

الحد الفاصل في موضوع الإقتصاد العالمي هو الفرق بين الخدمات من جهة والبضائع من جهة أخرى
أنت تقول أنه في المجتمعات الحديثة يتطور إنتاج الخدمات بسرعة وإنتاج البضائع ببطئ لكن هذا القول لا يناقش أطروحتي الرئيسة التي تقول أن إنتاج الخدمات ليس فقط لا ينتج أي قيمة تبادلية بل هو يتم على حساب إنتاج البضاعة وهو أمر مفروغ منه حيث قدرة قوة العمل المتاحة في المجتمع هي بالنهاية محدودة فكلما زاد استهلاكها في إنتاج الخدمات كلما قل استهلاكها في إنتاج البضاعة بنفس المقدار
الأمر الذي يتمثل بالتالي أنه كلما توسع المجتمع في إنتاج الخدمات كلما جنح للفقر أكثر ولذلك أنا أقول أن أميركا هي أفقر البلدان وسوف تنهار تماماً خلال سنوات قليلة قادمة ولن يغطيها الدولار المكشوف وسيكون هناك كارثة عالمية
النظام الدولي الحالي تأسس على لعبة قذرة لعبها الرئيس نكسون والرئيس الصيني دنغ هيساو بنغ عدو ماوتسي تونغ
كان الدولار في حالة تدهور سريع مما حمل نكسون إلى زيارة الصين في العام 72 والاتفاق مع بنغ أن تنتج الصين مهما استطاعت من بضاعة وتشتريها أميركا بأفضلية
ذلك يعني أن الصين هي من يحدد قيمة الدولار الفعلية
وهكذا كانت قيمة أونصة الذهب في العام 1970 أقل من 60 دولاراً ووصلت قيمتها في العام 2012 إلى 1900 دولاراً وهو ما يعني أن دولار 2012 يساوي أقل من 3 سنتات من دولار 1970 والذهب هو المعاير الدقيق للنقد دائماً

نعم الجوسياسة الدولية الحالية يحكمها الدولار وليس البضاعة ولما كان الدولار عملة زائفة لا قيمة حقيقية لها فالنظام الدولي الحالي هو نظام زائف هو فعلاً -فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي-

وأخيراً لست بحاجة لأن أؤكد للصديق العزيز الدكتور بكير أنني على استعداد دائم لأن أجيب على أية أسئلة تطرح علي اعتماداً على علمي المحدود في الإقتصاد على الطريقة الماركسية

واقبلوا مني يا صديقي فائق تقديري


45 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 27 - 19:23 )
أشكرك يا صديق العزيزوكنت أتمنى أن ترد على أسئلتي القصيرة والمحددة بشكل محدد أيضا‘ ولكنك لازلت تقول أن الصين هي من يحدد قيمة الدولار وهذا كلام بعيد عن الواقع لان حجم الاقتصاد الامريكي وصل في العام الماضي الى حوالي 19 تريليون دولاربينما وصل في الصين الى حوالى 12 تريليون دولار في المركز الثاني تم اليابان في المركز الثالث بحوالي 5 تريليون. كما أن نصيب أمريكا في التجارة العالمية أكبر بكثير من الصين. والاهم من كل هذا أن أمريكا تسعي دائما الى الحد من ارتفاع القيمة التبادلية للدولار لتشجيع صادرتها و الحد من واردتها وفي الشعر الماضي هاجم ترامب رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي عندما صرح بأنه سيزيد سعر الفائدة على الدولار لإن معني هذا أن تزيد قيمة الدولار وهو ما لا ترغب فيه الادارة الامريكية. أي أنه بمقدور أمريكا أن تزيد قيمة الدولار في وقت تشاء ولكن هذا ضار بها وهذا كله عكس تصورات حضرتك. ودعني أختم بمزحة خفيفة مع صديقي العزيز فؤاد النمري وهي نابعة من تعليق سابق له وهو أن البضائع لديه أهم من التعليم وباقي الخدمات‘ وأنا هنا أقول أن معني هذا الكلام أن أسواق الخضار أهم من المدارس والجامعات لأن الأولى بها بضاعة عكس الثانية! مع شكري وتقديري للأستاذ النمري


46 - الصديق العزيز الدكتور بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 28 - 05:46 )
يحسن بي أن أساعدك على أن تفهم موقفي
أنا كماركسي لا يجوز لي الإنطلاق من معتقدات سابقة للبحث في فهم العلاقات الدولية على حقيقتها وهو الشرط الأساس للماركسي
لذلك أرى اليوم أن العلاقات الدولية والجغرافيا السياسية القائمة اليوم مبنية على مؤامرة صينية أميركية تمثلت باتفاقية نكسون أثناء زيارته للصين في العام 72 واتفاقه مع دنغ هيساو بنج في أن تنتج الصين ما تستطيع أن تنتج من البضائع وأميركا تشتري كل هذه البضائع بالدولار مع أفضلية
تلك الاتفاقية المؤامرة على العالم وعلى البلدين بذات الوقت هو أن أميركا ضمنت غطاء لنقدها بعد أن فقدته في العام 71 واضطرت للخروج من معاهدة بريتون وودز وأن الصين انحرفت عن النهج الإشتراكي وبدأت تبني اقتصاداً تصديريا لا يتعلق باحتياجات الشعب وتنميته الإشتراكية

تعلن الولايات المتحدة أن مجمل انتاجها وصل إلى 19 ترليون دولارلكنك تعلم يا صديقي أن 80% من هذا الإنتاج هو من الخدمات وأن 3.8 ترليون فقط هو من البضائع بينما الصين تنتج أكثر من 5 ترليون من البضائع الأمر الذي يعني أن الصين أغنى من أميركا حيث كلفة انتاج الخدمات تقع بالكامل على انتاج البضائع

ثم تقول حضرتك أن نصيب أميركا من التجارة العالمية أكبر بكثير من نصيب الصين بينما مجموع التجارة العالمية للولايات المتحدة يصل إلى 3928 مليار دولار ونصيب الصين 3894 مليار وهما متساويان تقريبا أما إذا اعتبرنا أن ساعة العمل في أميركا تساوي ثلاثة أضعاف قيمة ساعة العمل في الصين فإن صادرات الصين على الأقل تتضاعف قيمتها ثلاث مرات مقارنة بالصادرات الأميركية .
ثم يجب ألا ننسى أن تجارة الصين توفر للصين سنوياً أكثر من 500 مليار دولار بينما تجارة أميركا تحقق خسائر سنوية بقيمة 700 مليار دولار

وأخيراً أن تشتري وتبيع الصين سنويا ب 4000 مليار دولار فذلك يدل دلالة لا لبس فيها أن الصين توفر غطاء للدولار الأميركي خليك عن أن الصين تخنق في خزائنها 5 ترليون دولار أربعة منها على الأقل لا تساوي ثمن الورق المطبوعة عليه .

ليس لدي أدنى شك في أن الولايات المتحدة كانت قد فقدت سيادتها منذ أن فقدت غطاء النقد في العام 71
في العام 72 أوصى وزير الخزانة جورج شولتس بإعلان تخفيض قيمة الدولار (Devaluation) وفي العام 73 اضطر نكسون لخفض قيمة الدولار مرتين وفي العام 74 استبدل شولتس بوليام سيمون الذي اقترح أول مؤتمر للخمسة الأعنياء في رامبوييه حيث أعلن الخمسة الكبار ضمنياً الاستغناء عن انتاج البضاعة والاستعاضة عنها بالمال الوفير الذي يمتلكونه
وتلك قصة أخرى

تحياتي


47 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 28 - 19:51 )
أشكرك علي تعليقك الجديد يا أخي العزيزولي ملاحظات سريعة عليه وهي أن رئيس الصين وقت زيارة نيكسون كان ماوتسي تونج وليس هيساو بنج. ولم تكن الصين دولة مصدرة وقتها وكانت تعاني من آثار الثورة الثقافية المدمرة التي قام بها ماو. كما أن أمريكا ليست دولة عربية حتي يعقد نيكسون هذا الاتفاق الغريب بأن تتوقف أمريكا عن الانتاج وتعتمد على الصبن في كل شيءدون موافقة الكونجرس لأن اتفاق مثل هذا يعني تدمير الصناعة الامريكية بالكامل! من أين أتيت بهذه المعلومات أستاذ فؤاد؟ وماهي هذه البضائع التي قرر الخمسة الكبار التوقف عن انتاجها ولماذا؟
لقد ذكرت عدة مرات في تعليقاتك السابقة أن البضاعة أهم بكثير من الخدمات التي ليست لها قيمة تبادلية وبالطبع أنت حر في معتقداتك ولا يمكن لأحد أن يصادر حقك في حرية الاعتقاد ولكن من حقي أيضا أنأ أوضح أننا في الاقتصاد نفرق بين السلع الاستهلاكية أي البضائع وبين السلع الرأسمالية وهي أهم بكثير من الاولى، وأنت تدعوا الى الافراط في انتاج الاولى بالرغم من ضررها البالغ على الطبيعة وصحة الانسان وقد قلتها صراحة في أحد تعليقاتك بأن البضائع أهم من التعليم وكافة الخدمات مثل الصحة والانترنت والسياحة والسفر والخدمات المالية الخ العالم كله ياسيدي يعيش أقتصاد المعرفة والخدمات ولولا هذه الخدمات ما أستطعت أن أتوصل معك الان. انتاج البضائع في زيادة رغم كل تحذيرتنا من المبالغة الحاصلة في الاستهلاك ولكن قطاعات الخدمات تنمو بمعدلات أسرع بكثير من البضائع لان العالم بحاجة كبيرة لها كما بينت في تعليقاتي السابقة. مع خالص تحياتي وأمنياتي


48 - بمناسبة التنبيه لتعليق الاستاذ خالد فارس
محمد البدري ( 2019 / 3 / 30 - 13:12 )
بالنسبة لتعليق الاستاذ خالد فارس 20
شكرا للدكتور بكير عندما لفت نظري الي تعليقات الاستاذ خالد فارس. وسوف اركز مؤقتا علي التعليق رقم 20 لان تعليقاته لما بعدها به تصحيحات كثيرة تجعل لكلماته احتراما وتقديرا لها
كان تركيز د. بكير علي الاستبداد الذي هو مصدر البلاء ومظلة للخراب تشخيصا سليما وهنا لابد من الاعتراف بان الاستبداد في الغرب كان موجودا بحكم الكنيسة اي الحكم بالدين الذي ساد وحتي مطلع عصر الانوار. اي ان الغرب لم يشهد تآكلا للاستبداد بالدين الا من حوالي ثلاث قرونر علي الاكثر وهي فترة قصيرة جدا في تاريخ التطور المجتمعي سياسيا مقارنة بما ساد لالاف السنين قبلها. لكن ما لا يجوز اغفاله ان الحقوق المدنية تصاعدت، في نفس هذه الفترة القصيرة، بشكل غير مسبوق عندما نحسب رياضيا النسبة والتناسب بين مكتسبات المدنية في ظل تآكل الاستبداد اوروبيا خاصة والغرب عامة مقارنة بما جري اكتسابه للالاف المؤلفة من السنوات الاسبق.
لم تأت المدنية بهبة من السماء بل قام بها مثقفون ومفكرون وكتاب كان همهم الاول نقد ما هو سائد مجتمعيا كفكر واخلاق وقيم وعلاقات مجتمعية وكان آخرها ما قدمه ماركس من جهه الاقتصاد وللاسف ظهر علي اثره نظم استمرأت ما كتبه وجعلوا منه استبدادا جديدا ودكتاتورية توليدية لنظم لم يقدر لها العيش كما عاش النظام اللبيرالي الي الان. لهذا سقط نظام ستالين من داخله ونظام هتلر من خارجه وجميع من قال بالقومية العربية واشتراكيتها التي هي رأسمالية فاسدة لدولة اشد فسادا واستبدادا.
ملخص قولي هو ان نقد الذات اهم من نقد الاخر وتاريخنا لم يقدّر له هذا الامر. وهنا لابد وان اتوقف عن قول الاستاذ خالد فارس في التعليق 20 - نشأ الاستبداد عندما اصدر الاتسعمار نظام جيو-سياسى غير قابل للتغيير, فى قوالب سايكس بيكو ... الخ الفقرة
فمعظم القوميين بل وكثير من اليساريين بدؤا نقدهم للغرب من بدء زمن الحرب العالمية الاولي وسقوط الخلافة. مما يعطي انطباعا للتابعين وكل من يقرا ادبياتهم .دون اي توغل في تاريخ الخلافة بان ما قبل سايكس بيكو كان نعمة.
عزيزي الفاضل استاذ خالد ما قبل سايكس بيكو هو نظام الخلافة الاسلامية الذي انشأه اكثر شعوب الارض تخلفا بسطوة السلاح علي شعوب لم يكن لها في خلاف بنو هاشم مع بنو أمية وعراكهم علي الثروة (وبسببها اخترعوا الاسلام كسلطة استبدادية) اي دخل بل وفرضوا عليها هوية دينية ليس فقط بمصادرة الرأي لنقد الاسلام انما بمصادرة الثروة وعدم نقد اي شئ تحت مظلة الاستبداد بكل اشكاله الدينية والعرقية والمذهبية والطائفية والعنصرية ومثالها الاسلام القرشي (كدين) ثم العرقية الاموية / العباسية ثم المذهبية الفاطمية ثم العنصرية الايوبية / المملوكية / العثمانية. كلهم التحفوا بما خرج من معركة بنو هاشم مع بنو أمية والتي لا تعرف من الاقتصاد سوي نهب القبائل الذي تحول باتساع امبراطورية النهب الي نهب الشعوب والحضارات. باستخدام كل اشكال الاستبداد الذي اشار اليه د. بكير كمفهوم عام في بلاد الشرق.
فالخروج من ذلك المأزق اما بفضح ما هو سائد ثقافيا ومعرفيا وتاريخيا وعدم الارتهان الي ثقافة العامة كما يفعل حكام المنطقة بمغازلتهم دينيا علي حساب المثقف الذي قام مثيله الاوروبي بعمل نقلة تاريخية في مجتمعات الغرب. لم يكن للحاكم القومي العربي من عدو الا المثقف ولدينا تعليقات علي هذا الملف تذكر بعضها كمثال وليس حصرا.
فهل آفتنا نابعة من الداخل ام بسبب الاستعمار. عند هذه النقطة لابد من الامانة الاعتراف بان للاستعمار اثر سلبي وهو امر لا ينفيه الا جاهل لكن فلننظر كيف تعامل الاستعمار الانجليزي في الحالة المصرية. لن اذكر الايجابيات من تعلم الادارة والتعليم .. الخ اشياء افادت مصر اما اكبر السبيات فكان بعمل حضانة للمرض العضال الذي اتي به العرب. ففي العام 1926 كتب طه حسين كتابه العمدة في الشعر الجاهلي كوثيقة تدفع القارئ لتحمل مسؤوليته في اداره شؤون ثقافته الدينية المعادية لحقوقه وعلي اثرها قام الانجليز بانشاء جماعة الاخوان المسلمين كحزب سياسي يمثل فيروسا سياسيا في جسد امتلأ بالاحزاب العلمانية اللببرالية والاشتراكية بل واخري تمثل الاقطاع واخري تمثل الراسمالية الوليدة. تلك التعددية الثرية كانت تعبيرا عن حريات وليدة كان لا بد لها ان تنمو وتتصارع. وهنا اسال الاستاذ خالد من الذي اصبحت له الكلمة العليا الان في المجتمع وتحي اي مظلة سياسية؟
تحياتي وكلي احترام وتقدير


49 - رد الى:المهندس محمد البدري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 30 - 18:13 )
أشكرك يا أخي العزيزعلى ما أضفته من حقائق تاريخية تصب في قلب موضوع الحوار وهو منشأ الاستبداد وجذوروه التاريخية والثقافية كسبب رئيس لعدم قدرتنا الحالية على التوافق مع الحدائة وضياع حقوق الانسان العربي. وأتفق معك تماما في أن معاناتنا مع الاستبداد لم تبدأ مع سايكس بيكو ولكن قبل هذا بقرون. وبكلمات أخرى فإن عدونا اللدود كان دائما ولازال عدو داخلي وليس خارجي. مع أطيب تحياتي وأمنياتي


50 - منشأ الإستبداد
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 31 - 06:28 )
الزعم بأن التخلف ناجم عن الإستبداد هو عكس الحقيقة حيث الاستبداد ناجم عن التخلف
تخلف وسائل الإنتاج يحول دون الفرز الطبقي فلا تظهر طبقة سيادية في المجتمع تمتلك وسيلة إنتاج تكفي لسد حاجات المجتمع المعاشية
وبغياب مثل هذه الطبقة السيادية تبرز في المجتمع جماعة مغلقة لا تنتمي لأية طبقة تحكم المجتمع حكماً كيفياً لا يستند إلى أية قوانين أو أعراف وهو ما يسمى بالاستبداد

القول بأن التخلف ناجم عن الاستبداد لا يساعد على التعرف على أسباب الإستبداد ومعالجتها الشافية
ولذلك أنا أدعو الجميع للتعرف على أسباب التخلف الذي هو سبب الاستبداد الوحيد


51 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 3 / 31 - 19:56 )
أعنقد وكما أوضحت في مقدمة الحوار أن تخلفنا يرجع الى عدم تمكننا من تحديث مجتمعاتنا. مجرد عدم قدرتنا على اللحاق بالآخرين يعني أننا متخلفين وقد بينت أننا بالفعل متخلفين في أنظمتنا السياسية والاقتصادية وقيمنا الثقافية. والاستبداد عامل مشترك بين كل أنظمتنا ولا يمكن التقليل من آثاره المدمرة على أي مجتمع لان الناس تشعر بالغربة في أوطانها وكل من تسنح له الفرصة للهجرة الى الغرب لا يتردد في الهروب وأنا واحد منهم بكل أسف. ولا يمكن لوم وسائل الانتاج كما تفضلت لانها ليست متخلفة في معظم الدول العربية خاصة دول الخليج التي لديها كل الامكانات ووسائل الإنتاج لسد حاجات المجتمع المعاشية، ولكنه الاستبداد ياسيدي.


52 - الدكتور محمود يوصف بكير
فؤاد النمري ( 2019 / 3 / 31 - 21:51 )
أنا أستغرب قولك أن وسائل الإنتاج ليست متخلفة في دول الخليج ودول الخليج جميعها دول ريعية شعوبها لا تعيش على إنتاجها
أعود لأؤكد أن أسباب الإستبداد تنحصر فقط في تخلف وسائل الإنتاج
منذ العام 947 م فقدت الشعوب العربية سيادتها لأجناس غير عربية حتى العام 1917 تعذر خلال ألف عام أي تقدم لقوى الإنتاج وهو ما يستوجب الحديث عن تخلف قوى الإنتاج قبل أي حديث عن الإستبداد


53 - رد الى:الاستاذ فؤاد النمري
محمود يوسف بكير ( 2019 / 4 / 1 - 20:56 )
بالنسبة لرأيك أن وسائل الإنتاج متخلفة في دول الخليج وأن دول الخليج جميعها دول ريعية شعوبها لا تعيش على إنتاجها. أقول أن وسائل الانتاج لديهم مستوردة من الغرب ومن ثم فإنها ليست متخلفة وهم يحاولون انتاج كل شيئ بمقدورهم مثل كل الدول العربية ولكن المناخ الصعب في هذه الدول وانعدام الامطاريجعل الزراعة وانشطة أخري شبه مستحيلة وبالرغم من هذا فإن لديهم صناعات غذائية وصناعات أخرى تعتمد على الاستيراد. ولدى السعودية أكبرمعامل تكريرفي العالم في أرامكو وكذلك أكبر مجمع بتروكيماويات اسمه سابك وهما يستخدمان وسائل انتاج متقدمة جدا. وباقي الدول العربية تمتلك صناعات عديدة ويمكن أن أكتب لك بالتفصيل في هذا لو أردت ولكن لازلنا لا ننتج السلع الرأسمالية نفسها ونعتمد بشكل شبه كامل على استيرادها وهذا نوع من التخلف بالطبع. الذي يقلقني في أرآئك أستاذ فؤاد هو الاستهانة بالآثار المدمرة للاستبداد وقدمه في تاريخنا وروسوخة في ثقافتنا حتى قبل أن يكتب الكواكبي تحفته في طبائع الاستبداد. وباعتبارك من العراق هل نسيت ما فعله صدام حسين وأبناءه وعشيرته بالعراق والعراقيين من مختلف الملل؟ ألم يكن هذا استبدادا أم كان تخلف وسائل الانتاج؟


54 - تعقيب
على سالم ( 2019 / 4 / 1 - 20:58 )
بعد اذن الاستاذ محمود , هذا تعقيب للااستاذ فؤاد النمرى , اننى اتعجب منك لكونك تعشق الجدل اللانهائى والذى لافائده منه وذلك لكى تثبت صحه نظريتك


55 - السيد المحترم علي سالم
فؤاد النمري ( 2019 / 4 / 2 - 20:59 )
ما تعتبره هوساً في الجدل ذلك لأنك رغم جدلي الطويل لم تتعرف على القضية الكبرى التي أتحمل المسؤولية الثقلى في شرحها للعالم وهي أن العالم يغرق ىفي فوضى غامرة ستنتهي سريعا إلى كارثة عالمية

وهنا أرجو من السيد المحترم علي سالم أن يفسر لي وله أيضاً لماذا العالم يستدين كل سنة 2 ترليون دولار كيلا ينهار !!

هل بالإمكان ىأن يستمر ذلط بدون وقوع كارثة كونية !؟

علي سالم !

قضيتي هي أعظم قضية يواجهها العالم وقليلون جدا من يدركونها
ولذلك أنا أقوم بمسؤوليتي قدر ما أستطيع

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير