الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكل فعل رد فعل وجريمة نيوزيلندة مثال

عادل أكرم

2019 / 3 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عندما تتغلب العاطفة عند الانسان على العقل وحين يعيش وضعاً دون مستوى الطموح يبدأ بالبحث عن ماض يعتبره عصراً ذهبياً وإن اختلفت ظروفه مع متطلبات العصرالحاضر وهذه هي الحالة التي يمر بها البعض من الاخوة المسلمين الذين لا يواكبون الحاضر ويعيشون في الماضي متصورين أنهم لا زالوا كأجدادهم في زمن الفتوحات التي كانت تدر عليهم الكثير من الخيرات عن طريق غنائم الحرب والجزية .


في كل بقعة من الكرة الأرضية يتواجد فيها المسلمون تتكرر عندهم ظاهرة الشعور بالغبن وتنمو لديهم عقدة تعرضهم للمؤامرة الأمر الذي يدفعهم للقيام بأعمال استفزازية تجاه المختلف عنهم ومحاولة الحصول على حقوق تمييزية وبكل الطرق .

من التصرفات الاستفزازية التي يقوم بها المسلمون في الدول التي يشكلون فيها أقلية إثنية أو اللاجؤون منهم في دول الغرب فور استقرارهم وحصولهم على جنسية البلد المُضَيِّف مطالبتهم بتطبيق الشريعة الاسلامية او المطالبة بحقوق لا يحصل عليها ابن البلد دافع الضرائب التي يصرف جزء كبير منها لتغطية إحتياجات اللاجئين الذين يحصلون على المساعدات المجانية ومحاولة رفع الرموز الدينية للبلد المضيِّف من الأماكن العامة وقد تعرض الكثير منها للعبث لعدم رفعها وغير ذلك من التجاوزات في حين يصرون على تمييز أنفسهم عن طريق ارتداء الزي الاسلامي الخاص بهم أو القيام بقطع الشوارع والطرقات العامة وبصورة خاصة أيام الجمع لاقامة الصلاة فيها غير عابئين بمشاعر الآخرين .

الحادث المؤسف الذي حصل في نيوزيلندة والذي أدى الى مقتل حوالي خمسين فرداً بريئاً عدا الجرحى عمل جبان ومرفوض بكل المقاييس لأن التعرض للأبرياء جريمة مدانة لا يمكن قبولها وقد استنكرها المسؤولون حول العالم ومع ذلك ثارت حولها ثائرة المتعصبين في العالم الاسلامي وحصلت تجاوزات على جهات لا علاقة لها بالحادث وقد فات الاخوة المسلمين أو تناسوا بأن لكل فعل رد فعل وما جريمة نيوزيلندة التي قام بها متطرف مسيحي واحد الا رد فعل متوقَّع لما قام ويقوم به المتطرفون الاسلاميون حول العالم من جرائم فاقت كثيراً حجم هذه اللجريمة .

من واجب كل مهاجر يعيش في الدول التي استقبلته وتصرف عليه من اموالها دون مقابل أن يقر بانه هارب من ظلم حكم كان يعيش تحته وعليه الا ندماج في المجتمع الذي آواه وأن لا يجعل من معتقداته الدينية عامل تفرقة واستفزاز للآخرين مع احتفاظه بكامل حقه في ممارستها في الأماكن المخصصة لها وأن لا يعتبر المساعدات المجانية التي تصله كحق مكتسب أو كجزية واجبة الدفع وأقول هذا للبعض الذين يكررون مقولة كون الأموال التي تصرفها عليهم الدول الغربية المضيِّفة " أموال كفار وهي حلال للمسلمين" .

الانسان في الغرب يعيش مع محيطه كمواطن له حقوق وعليه واجبات والكل متساوون أمام القانون لأن القانون فوق الكل من أكبر رجال الحكم الى أبسط المواطنين ومن يتصرف عكس ذلك عليه أن يفهم ويتقبّل المساءلة القانونية ضده لأن العمل الاستفزازي يمكن أن يقاوم بشكل عنيف سواء من قبل أفراد متهورين يرفضون الفوضى أو من قبل الحكومات نفسها عندما يطفح الكيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE