الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الجزائرية لتأسيس الجمهورية الثانية

هادي المختار

2019 / 3 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لقد تأخرت الثورة الجزائرية الشعبية كثيرا ولكن هذا التأخر في قيام الثورة لربما كان في صالح الشعب الجزائري حيث وصل الوعي الشعب الجزائري الى درجة نضوج كبيرة للانتقال السلمي الى الجمهورية الثانية وباستخدام الوسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مثالية لحماية الثورة ومنع الانتهازيين من تحريف مسيرة الثورة، فلم يسمحوا للأحزاب من ركوب الثورة وتوجيهها الى تحقيق اهداف حزبية ضيقة، ان طرد قيادات الأحزاب الجزائرية من الانضمام الى التظاهرات السلمية كان الرد الحاسم ضد الأحزاب.

ان ما حدث في الجزائر من تولي شلة تدعي وراثة الثورة الجزائرية لأكثر من نصف قرن واباحوا لأنفسهم التسلط على موارد الدولة كثمن للنضال وكأن الشعب الجزائري لم يشارك في الثورة في توفير حواضن للمجاهدين ونسوا كم دفع الشعب الجزائري من تضحيات لإنجاح الثورة، فهذا حدث في مصر ايضا حيث استولى الضباط الاحرار الذين قاموا بانقلاب عسكري ضد الملكية في مصر على الحكم من خلال مجلس القيادة الثورة لعقدين من الزمان، فبدل من تحرير فلسطين احتلت إسرائيل ضعف أراضي التي احتلتها في عام 1948، والانقلاب العسكري في سوريا بقيادة حافظ الأسد الذي ابتكر جمهورية وراثية بطريقة معاوية بن ابي سفيان مؤسس الدولة الاموية في سوريا، فأسست عائلة الأسد الدولة العلوية في سوريا، وضياع مرتفعات جولان وتدمير سوريا وقتل وتهجير نصف سكان سوريا في عهد وريثه في الحكم بشار الأسد (السفاح)، واستباحة سيادة واستقلال سوريا من قبل إيران وروسيا وتركيا وقوات التحالف.

ان اهم المعوقات لنجاح الثورة الجزائرية الحالية هي وجود شلة من حيتان الفساد من المحسوبين على جبهة التحرير الجزائرية وريثة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ومجموعة من رجال اعمال مرتبطين بهذه الشلة، وتمتلك هذه الحيتان واعوانهم من الرجال الاعمال استثمارات كبيرة في الجزائر تتجاوز مئات الملايين من الدولارات يصعب عليهم التخلي عنها، عدى خوف الشلة من محاكمتهم بعد نجاح الثورة وسقوط الجمهورية الاولى.

ان مناورات السلطة في احتواء الثورة الجزائرية فاشلة ولن تستطيع ان تكسب ثقة الشارع الجزائري وان لَبست ثياب الاولياء والقديسين، فأنهم فقدوا ثقة الشعب الجزائري وغمسوا في الفساد والاثراء غير المشروع وتركوا الشعب الجزائري ليصارع لإيجاد لقمة العيش وسكن لائق.

الحل السلمي الوحيد للثورة الجزائرية تتلخص بما يلي:
1. استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
2. استقالة رئيس الأركان احمد قايد صالح.
3. السماح لهما المغادرة الى الامارات حيث يمتلكان منازل هناك بدل من التوسل من الدول قبولهم كما فعل زين العابدين بن علي.
4. تشكيل حكومة مؤقتة من شخصيات من التكنوقراط لا ينتمون الى الأحزاب الجزائرية لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة بمراقبة الأمم المتحدة ومنظمات مستقلة.

فهل تدرك السلطة الحالية في الجزائر وشلتها نهايتهم المأساوية اذا قاوموا تسونامي الشعب الجزائري الذي ستقلعهم من جذورهم دون ان يصلوا الى بر آمن ليقضوا بقية حياتهم في أمان ليستغفرو عن ذنوبهم وخطاياهم تجاه الشعب الجزائري وليندبو فشلهم في استخدام الثروات الطبيعية في الجزائر لخدمة الشعب الجزائري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا