الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات ولد كوردي 25

جمشيد ابراهيم

2019 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكريات ولد كوردي 25
لاخذ انطباع عن شق راوندوز الجبلي الخلاب يرجى مراجعة الرابط الاتي:
http://bot.gov.krd/soran/rawanduz
كان والدي معلما عادلا جدا يرفض كشف اسئلة الامتحان لاولاده واعطاء درجات اعلى مما كانوا يستحقونها لا بل رفض مرة حتى تأجيل الامتحان لاني لم استطع تحضير الدرس بسبب مساعدة والدتي في البيت الا بعد توسلات والدتي المتكررة و لكنه رغم ذلك اتهم بكشف الاسئلة كلما احرزت على درجات عالية بجهودي و سعيي.

كنت احب جلسات النساء من صغري و كان هناك حمام خاص للنساء في المدينة و ذاات مرة اخذتني عمتي معها لتغسلني و انا لربما لم اتجاوز الرابع او الخامس من عمري و عندما دخلنا الحمام بدأت النساء بالهجوم على عمتي المسكينة و تشتمها بانها لا تستحي ان تصحب معها الولد الى حمام النساء. كانت جدتي (والدة امي) تشبه الاوربية في لون بشرتها البيضاء و خدودها الحمراء و كلما رأيتها تهيأ لي و كانما خرجت توا من الحمام.

جاءت لبيتنا صباح احد الايام في الصيف و باستعجال بنت خالي لتقول لوالدتي بان والدتها مريضة جدا و عليها الحضور و هنا حست والدتي بانها لربما توفت و الدموع في عينيها و عندما سمع والدي الخبر بدأ يغني و هو يحلق لحيته و منذ ذلك اليوم تدهورت علاقتي مع والدي و لم استطع مواجهته لاكثر من دقيقة. سمعت في المدرسة بوفاة جدتي المسكينة و بانها سقطت من السطح (بدون سياج) و هي في طريقها الى الحمام قبل شروق الشمس.

بدأ كما قلت نقل الموظفين العرب الى كوردستان و نقل الكورد الى الجنوب في زمن الزعيم عبدالكريم قاسم. التحق مرة عربي بمنصب معاون الشرطة و تم تخصيص احسن بيت له من الاسمنت لاهمية منصبه في مكان يطل على جبال راوندوز و كنا نراه احيانا و نحن في طريقنا الى المدرسة في الصباح الباكرعلى البلكون بلباسه الداخلي و هو يبول على الشارع.

كان شرب العرق هواية المثقفين و في يوم من الايام ذهب والدي مع شلة من الاصحاب الى شلال بيخال في الصباح للنزهة و في عصر اليوم وقفت سيارة امام بيتنا و خرج والدي منها وسط ابتسامات (هزلية) الجالسين و انطلق كالصاروخ و وجهه شاحب مرهق الى الغرفة دون ان يكلمنا ليتمدد على السجاد و يصرخ من الالم و والدتي المسكينة لا علم لها بما حدث و اعتقدت بانه اصابه مكروه و عندما سمع عامل حديقة الجيران صراخه و و شافني طلب مني ان انادي والدتي و نصحها برش الماء البارد على رأسه. كان العرق ايضا مشروب السواق فكان عمي السائق (اخ والدي غير الشقيق) يزورنا في بغداد و يشتري له والدي العرق و المزة فكان يشرب و ينام مباشرة كنوع غريب من الادمان.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة