الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متنزه السراجي.. أم مجمع القصور الرئاسية

محمد عبد حسن

2019 / 3 / 19
المجتمع المدني


متنزه السرّاجي.. أمْ مجمّع القصور الرئاسية؟
لا أعرف السبب الذي من أجله أبقى رجال (العهد الجديد) على مسمّى "مجمّع القصور الرئاسية".. بل ويضعون ذلك عنوانًا للنشاطات التي تجري هناك مع أنّه تمّ تغيير الكثير من أسماء الشوارع والمدارس والساحات وغيرها.. حتى أنّ أحدهم طالب بتغيير اسم "شارع الرشيد" متناسيًا أنّ أيّ اسم آخر يُطلق على هذا الشارع تحديدًا لن يُكتب له البقاء أو الشهرة إلّا في ذاكرته.. هو فقط.
ولمَنْ لا يعرف.. فإن ما سُمّي بـ"مجمّع القصور الرئاسية" في ثمانينيات القرن الماضي هو في الأصل "متنزّه السرّاجي".. اقتطعه النظام السابق وأضاف إليه مساحات أخرى، أمامه وحوله، وأحاطه ببوابات ضخمة وبنايات وأبراج للحراسة مجرّدًا بذلك مواطني البصرة من متنزّه يتميّز بسعته وموقعه.
البصرة، كما هي كلّ المدن، "تستبدل أسماء أجزاءها كما تستبدل أسماء مواليدها"(*).. إلا أنّ الاستبدال، في حالة متنزّه السرّاجي، كان قسريًّا جاءتْ به سلطة غاشمة حرمتْ البصريين من متنزههم وشطّهم. ولا أدري، مرة أخرى، لماذا يُبقي المتصدون في هذا العهد على ذلك.. إلّا إذا كانوا يعتبرون البصريين لا يستحقون حتى مجرد أنْ يستذكروا متنزههم المصادر ولو بالإبقاء على اسمه.
قصور مًنْ الرئاسية وجميع من اقتُطعتْ من أجلهم الأرض وبُنيتْ لهم القصور قد ذهبوا غير مأسوفٍ عليهم؟!!
الدوائر التي تعمل هناك مستغلة البنايات المشيّدة.. كان يمكن أنْ تمارس عملها من وفي أيّ مكان آخر. وإذا كان القائمون على الأمر غير قادرين على تأمين مكان لدائرة أو تشكيل؛ فالأولى بها أنْ لا تستحدث. وأين كانت، هذه الدوائر، ستمارس أعمالها في حال لم يبنِ النظام السابق قصوره المشؤومة هذه؟!
البصريون، بعد أنْ أُحيلتْ جميع حدائقهم ومدن ألعابهم إلى الاستثمار (أو الاستعمار.. لا فرق).. واحتلّتْ ضفاف شطّهم الكبير.. واختفتْ أنهرهم، بعد تلوّث وفساد مياهها، خلف معارض السيارات والمطاعم ومقاهي (الآركيلة).. هؤلاء البصريون بأمسّ الحاجة إلى مكان يتنفّس به فقراؤهم، وهم كثر.. وهم بحاجة، أيضًا، إلى مَنْ يساعدهم على حفظ ذاكرتهم عبر ما تبقّى من معالم مدينتهم بعد أنْ أتى الخراب على كثير منها.
----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*): بصرياثا – صورة مدينة / محمد خضير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط